الإثنين , فبراير 17 2025

حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة

بوابة التربية: أقيمت حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة للكاتبة والباحثة الدكتورة جمال القرى، بدعوة من “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسيُة، والناطقة باللغة الروسية” في لبنان، وحلقة الحوار الثقافي وبالتعاون مع البيت الروسي في بيروت، ودار سائر المشرق، وبرعاية وحضور سفير روسيا الإتحادية الكسندر روداكوف، مساء الأربعاء في ٥ / ٧ / ٢٠٢٣ في إحدى قاعات البيت الروسي في بيروت.

 الكتاب الذي أصبح لأهميته مرجعاً معتمداً في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، جاء عصارة جهود جبّارة للكاتبة اللبنانية، خرّيجة روسيا بإختصاص الجراحة النسائية والتوليد من “جامعة الصداقة بين الشعوب” في موسكو، والحائزة أيضاً على شهادة في الترجمة من اللغة الروسية الى العربية من كليّة اللغات في جامعة الصداقة بين الشعوب. وهي ناشطة إجتماعيّة وكاتبة مقالات سياسية في جريدة النهار اللبنانية، ومهتمة بالشأن الروسي والثقافة الروسيّة.

شارك في هذه الحلقة، بالإضافة الى الكاتبة جمال القرى، والسفير الكسندر روداكوف، كل من:

الدكتور محمد الحاج، خرّيج روسيا، الحائز على دكتوراه في الهندسة المعمارية، وشغل منصب عميد سابق لكليّة الفنون الجميلة والمعمارية في الجامعة اللبنانية. وهو ناشط إجتماعي ومهتم بالشأن الروسي وملمّ به.

الدكتور رجا العلي، خرّيج روسيا وحائز على شهادة الدكتوراه في هندسة الكهرباء، وهو مدير سابق لمديريّة الدراسات في شركة كهرباء لبنان، وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وهو ايضاً مدير الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات- فرع لبنان، وناشط إجتماعي، ورئيس سابق “لنادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية”، ويعمل حالياً رئيس لجنة العلاقات الخارجية في النادي. وهو من الأشخاص الأوائل الذين أولوا اهتمامهم بهذا الكتاب لأهميته، بعد الإطلاع عليه.

حضر الندوة  رئيس “الاتحاد العربي لجمعيات خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا” الدكتو طوني معلوف، رئيسة “جمعية خريجي جامعة الصداقة” السيّدة غالينا عبّاس، المهندس محمد فواز عن “جمعية الخريجين”، الكاتب والمفكر والمؤسس والأب الروحي “لحلقة الحوار الثقافي” فرحان صالح، ممثل جامعة القديس يوسف الدكتور جورج سعادة، الكاتب والباحث والناشر و مدير المنتدى الاقليمي للدراسات والاستشارات والرئيس الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية في للجيش اللبناني العميد الركن خالد حمادة، المحامي صلاح حدشيتي من رابطة  خريجي جامعة الحكمة، الناشط النقابي والاجتماعي والسياسي، المعماري الدكتور خالد بو طعام،

 الاعلامي والناشط الاجتماعي عصام شلهوب عضو اللجنة الوطنية لإدارة الازمات والكوارث، ونائب رئيس منتدى البرلمانيين العرب الناشطة النقابية والاجتماعية الدكتورة سمر حداد. الناشط السياسي جوزف ثابت، مدير عام الهيئة الوطنية لمراقبة الدواء والغذاء الدكتور ايلي عوض وحشد من الخرّيجين والأصدقاء.

مصطفى

قدّم الندوة رئيس “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية” الدكتور مروان مصطفى الذي رحّب بالمشاركين وبالحضور  أطلعهم، بعد النشيدين اللبناني والروسي، على نبذة مختصرة عن الكاتبة وكتابها موضوع الندوة والقى مداخلة مختصرة عن طبيعة العلاقات بين روسيا ولبنان عبر التاريخ، جاء فيها “أن الشرق يشكّل قبلة لروسيا عبر تاريخها، منذ زمن الأمير فلاديمير الملقّب “بالشمس الحمراء” حتى اليوم”.. و”ان السياسة التي اتبعتها روسيا خلال وجودها في الشرق حملت طابعاً امبراطورياً هدف الى تعزيز مكانتها كقوة عظمى على الساحة الدولية من جهة والى توسيع الرقعة الجغرافية التي تحمي أراضيها من جهة أخرى وذلك بخلاف الطابع الإستعماري – السياسي الإقتصادي الذي اتبعته الدول الغربية”.

السفير روداكوف

وقال راعي الندوة السفير الكسندر روداكوف، الذي افتتح كلمته بالقول: “الأمة التي لا تعرف تاريخها اوماضيها ليس لها مستقبل”، وبالتالي فإن عملية كشف الحقائق التاريخية وتوثيقها بوجه المحاولات السافرة والنافرة لتشويه التاريخ أهميّة خاصة. وأعرب السفير عن إعجابه بمضمون الكتاب، موضوع الندوة، الذي “يحتوي، على كمّية هائلة من المعلومات المهمّة والموثّقة ويتميّز بجدّيته وشموليته ومصداقيته ويكشف تاريخ تشكيل السياسة الروسية في الشرق الأوسط في جميع المجالات” . وأثنى روداكوف على الجهود الكبيرة التي بذلتها الكاتبة جمال القرى، متمنياً لها “المزيد من الإنجازات البحثية والأنشطة المثمرة”.

محمد الحاج

ثمّ أُعطيت الكلمة للدكتور محمّد الحاج، الذي قدّم قراءة شاملة في الكتاب “، استهلّها بنبذة عن الكاتبة ونشاطاتها الإجتماعيّة، الثقافية، والنقابية والسياسية، وعن الجهود الكبيرة التي بذلتها في اصدار هذا الكتاب. وقد أسهب الدكتور محمد في شرح وتحليل الكتاب من حيث الشكل والمضمون. وبعد شرح أقسام الكتاب ومحتوياته قال في مضامينه، (باختصار)،  أن الكتاب “تجاوز التقليد في التأريخ وكلاسيكيات كتابة الوقائع، فنجد الديبلوماسية والإستشراق والسياسي والثقافي والإجتماعي والإنساني تتماثل في إهتمامات الكاتبة وحرصها على إبراز حقائق مشهديّة مقارباتها، ونستشف منطلقات وجدانها في استخدام المعلومة وفي توظيفها المعرفي، والمتأتي من تشكّل وعيها ومن العلاقات الإنسانية مع العديد من المستشرقين والمؤرخين والباحثين الروس”.. وأشار الدكتور الحاج من خلال قراءته لمضمون أقسام الكتاب الى ظهور جاذبياته السردية، في كلّ خواصها التاريخية والإستشراقية والديبلوماسية والثقافية والإنسانية…”.

وتابع الحاج واصفاً الكتاب “وكأنه مجموعة كتب رتبتها الكاتبة في نسق معرفي متمايز بمعطياته ومعلوماته ورؤاها التحليليّة لتتابعية الأحداث وتفاعل مؤثراتها في صيغ الإستنتاجات  وفي بلورة الخلاصات والظواهر، والتي نجد تقاطعاتها التبادلية في جرأة تظهير الرأي”.. وقال ان “الكاتبة حاولت إدراج القيمة الاثنية والدينية والديبلوماسية والثقافية، بتتابعيتها وبإدخال الحيثيات المعرفية للمعلومات والأحداث. ما أدّى الى طرحها نوعيّة مفاهيمية معاصرة لترابط الإستنادات مع تصوراتها للأهداف، مستخدمة حتى الإعتبارات غير الموثّقة للعلاقات بمختلف مستوياتها، والتي حاولت الإضاءة عليها.”.. واعتبر الدكتور محمّد الحاج ان الكاتبة “عملت بجهود كبيرة على تجاوز الدراسات البحثيّة والتحليل الشكلي والمقاربات التقنية ، ودلّت على المفيد في تظهير التاريخي والثقافي لاستيلاد المعاصر والمستقبل، الأكثر تفاضلية وثقة وتشاركية… غير آبهة بأي ارباك بسعيها لجعل السياسي المتداخل مع الديني والثقافي كإرساء للديبلوماسي والمنفعي”. وختم الدكتور محمد كلمته بأن “كتاب الدكتورة جمال سيساهم في إيضاح النشأة والتطور لنوعية العلاقات بين الدول، ويؤسس لمسارات في قراءاتها وبكيفيّة تأمين تبادلية المصالح المشتركة. وهي توّجت بإصداره قيمها الإداكية لأصالة انتمائها ولرفاهة وجدانها في خلاصاته، بحثت بجدّ وصدق عن الممكن من المشترك، من المصالح والقيم لتطوير علاقات الشعوب وتعاونها، وهذا ما حاولت تأكيده من إيضاح ما تزخر به تاريخيّة العلاقات الديبلوماسية والثقافية الروسيّ – الشرق أوسطيّة”.

العلي

ثمّ أعطي الكلام للدكتور رجا العلي، الذي تحدّث قليلاً عن الكاتبة وعن بعض مزاياها الحميدة، معبّرا عن احترامه وتقديره لها. وابدى إعجابه العميق بكتابها، موضوع الندوة، وقال: “ان هذا الكتاب النادر يضيء على ما هو مجهول من تاريخ العلاقات التي ربطت روسيا بالشرق الاوسط والممتد لأكثر من ألف عام. وتتمثّل ندرة الكتاب بندرة المراجع والمصادر التي اعتمدتها الكاتبة لتوثيف هذه العلاقات. وبعد شرح مفصّل لأقسام الكتاب ومضامينه، اعتبر الدكتور رجا العلي ان هذا الكتاب “يمكن اعتباره مرجعاً موثّقاً لتاريخ العلاقات بين روسيا والشرق، ومصدراً معلوماتياً موثوقاً لما جرى خصوصاً في القرنين السابقين وبقي طي الكتب لعدم وجود ترجمة له. كما انه يمكن اعتباره موسوعة تاريخيّة لأحداث مرّت ولم تُلحظ بعد.” واعبر ان هذا الكتاب “يثير اهتمام أصحاب الإختصاص والمهتمّين في مجال التاريخ والثقافة والعلاقات الروسيّة الشرق أوسطية والعاملين في مجال التفاعل بين الثقافات.”

القرى

ومن جهتها اعتبرت الكاتبة، الدكتورة جمال القرى ان “الدراسة البحثية تضيء في تاريخ العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية الدينية – الكنسيّة والسياسية – الدبلوماسيّة والثقافية من خلال استعراض أعمال مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، على جوانب غير مُكتشفة من هذه العلاقات حتى الآن”. واشارت الدكتورة إلى “أن مصادر هذه الدراسة كانت وثائق دبلوماسية رسميّة وتقارير ومراسلات وكتابات القناصل والدبلوماسيين والرحّالِة والمستشرقين الروس التي احتوت على أخبار تفصيلية شبه يومية للأحداث الداخلية في بلدان الشرق، وللحروب التي جرت فيها على وقع صراعات الإمبراطورية الروسيّة مع الإمبراطورية العثمانية والدول الكبرى، ما يشكّل ضرورة لفهم وتحليل الوجود الروسي في الشرق الذي بات اليوم وجوداً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً مباشراً لم يسبق له أن وصل إلى هذه الحدود. ففي ظل التنافس الروسي – الغربي – الأميركي على مناطق الشرق ومناطق أخرى في العالم، تحاول روسيا استعادة نفوذها ومواقعها التي خسرتها في الشرق الذي كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، خلال تنافسها الديني – الدبلوماسي – السياسي مع الدول الأوروبية الكبرى، وجعله منطقة دفاع عن أمنها القومي، ومساحة لتحقيق مصالحها الجيو – سياسية.” وقالت “ان الدراسات والتحليلات المقارِنة التي أجراها المستشرقون والمؤرّخون الروس، تقدّم أهمية كبرى في فهم آليات العمل الدبلوماسي والسياسي الروسي في الشرق. كما تقدم أيضاً تأريخاً جديداً للمنطقة، من منظور السياسة الروسيّة فيها، بما يسمح بإجراء تقييمٍ جديدٍ للصراعات القائمة اليوم بين روسيا والدول الأخرى، وانعكاسها على حاضر ومستقبل دول الشرق التي ما زالت تلعب في تشكيلاتها السياسية – الاجتماعية الخصوصيات الدينية والإتنية والثقافية الدور الأكبر، وتشكّل، كما كانت عبر كل تاريخها، بؤرة صراعات داخلية وخارجية.

ويتضح من قراءة الأعمال الحديثة للمؤرخين الروس، تحوّلهم بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي إلى البحث والتنقيب في مسار العلاقات التاريخية التي ربطت روسيا بالشرق التي لم تُولَ في السابق الاهتمام الكافي لأسبابٍ كثيرة، ليس أقلّها خضوع التأريخ إلى مفاهيم تلك الحقبة التي كانت تقوم فقط على الأساس الماركسي – اللينيني، وبما يتوافق مع النظرة السياسية – الاستراتيجية السوفياتية إلى الشرق، وأيضاً على إدغام السياسة بالإيديولوجيا.

من هنا، أتت فكرة كتابة هذا الكتاب الذي يتناول تاريخية العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية، استناداً إلى مصادر روسيّة بحتة غير معروفة في الثقافة العربية، نظراً لغياب الاهتمام بها، ولانتفاء وجود ترجماتٍ لها إلا في ما ندر. وما شجّعني أكثر على ذلك، هو أنه عند توسّع قراءاتي للمصادر الروسيّة، وجدت فيها معلومات جديدة يمكن أن تشكّل قيمة إضافية للمعلومات المستقاة من المصادر العربية والأجنبية، حيث استعنت بعشرات المراجع لأهم مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، وترجمت أجزاء مهمة منها، وخصوصاً تلك التي تضيء على ما هو غير معروف بشكلٍ كافٍ حتى الآن.”

واختتمت الندوة الحوارية بتوقيع الكتاب.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

نقابة المدارس الأكاديمية الخاصة تبارك لكرامي توليها وزارة التربية

  بوابة التربية: توجهت نقابة المدارس الأكاديمية الخاصة في لبنان، في بيان، بالتهنئة إلى  وزيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *