افتتحت “مجموعة التفكير حول مجلس انماء عكار والشمال” حلقة دراسية عن “التعليم الاساسي الرسمي في عكار والشمال”، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ممثلا برئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي نعمة، وبدعم من جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية – الفرنسية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، في صرح الجامعة في دده – الكورة، بحضور رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، المفتش العام السابق فوزي نعمة، رئيس الجامعة الدكتور محمد سلهب والعمداء والاساتذة وحشد من مديري المدارس الرسمية الشمالية والمؤسسات التربوية وفاعليات.
استهلت الحلقة بكلمة ترحيب وتعريف من المحامي ميشال خوري.
ثم تحدث رئيس الجامعة فأشار الى ان “التعليم الاساسي لعب دورا محوريا في بناء الامم والدول الحديثة، اذ شكل حجر زاوية في عمليات الاندماج والتوحيد الثقافي والاجتماعي والسياسي في مراحل تميزت، كما في لبنان اليوم، بهجرة واسعة نحو المدن، وما يترتب عليها من تغيرات على الصعد الاقتصادية والاجتماعية وحتى الاسرية بما في ذلك من تشابك بين عناصر التقليد والحداثة بأشكالها المعهودة”، لافتا الى انها “تتداخل اليوم في ما نعيشه من مرحلة عولمة تترافق مع ثورة رقمية تنعكس على كافة المستويات، فالتجدد بالابحاث لمواكبة هذه التطورات هو حاجة اساسية على الصعد كافة”.
وشدد على اهمية المؤتمر، وقال: “ان التجربة اللبنانية في هذا المجال لها الكثير من الخصوصيات، ان لم نقل من المعوقات، ناهيك عن تأثير المداخلات السياسية في التربية والتعليم وما لها من تاثير مضبوط في واقعنا اللبناني، ذلك ان حاجتنا لتعليم اساسي يرد على متطلبات بناء الوطن والمواطن، وفي مرحلة مليئة بالمصائب والتحديات ولكن ايضا بالوعود”.
أضاف: “ان الجهد والجدية تتلازمان في اي عملية اصلاح خاصة تلك التي تتعلق بمستقبل اولادنا ومستقبل وطننا”.
دبوسي
من جهته، قال رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي: “على كل مواطن مسؤولية، في اي موقع كان، في ظل الاوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان والمنطقة، ويجب عدم رمي المسؤولية على الدولة تجاه جميع القضايا، بل علينا التفكير والتخطيط لوضع برامج للمستقبل تخدم المجتمع والوطن”.
أضاف: “كل ما يحيط بنا تبدل وتطور بفعل التكنولوجيا، لذا يجب ان تبقى اجتماعاتنا شبه مفتوحة لمواكبة كل جديد وتطوير افكارنا وتجاربنا بدءا من ذاتنا مرورا بالعائلة وصولا الى المجتمع والوطن”.
وتابع: “ان دور الغرفة رئيسي من منطلق ان الاقتصاد يشكل محورا اساسيا في حياة البشر والمجتمعات، كما ان غالبية الحروب اسبابها اقتصادية. ونحن حربنا ضد الجهل، وعلينا اطلاق ثورة في مجال التربية والتعليم لما للاجيال المقبلة من دور فاعل على كافة الصعد”.
وأردف: “ان طاقات ابناء طرابلس ومكانة هذه المدينة اصبحت حاجة للوطن والمجتمع العربي والدولي على صعيد الاعمار. وباستطاعة طرابلس ان تكون عاصمة لبنان الاقتصادية بما فيها من نقاط قوة اكثر مما فيها من نقاط ضعف. وعلينا معا بفعل الشراكة وضع خطة لابراز نقاط القوة فيها وذلك في مجال التربية والتعليم ومواجهة نقاط الضعف”.
ودعا الى “استثمار مدينة طرابلس لمصلحة لبنان والمحيط العربي والتعاون مع المجتمع الدولي”، معلنا رفضه للعنف، وقال: “نريد السلام والعيش المشترك، نريد دعم الدولة ومؤسساتها وخزينتها وكنوزها والتي تأتي في مقدمتها الطاقات البشرية”.
الخطيب
وتحدثت هدى الخطيب عن “مجموعة التفكير حول مجلس انماء عكار والشمال” وكيفية اطلاقها، مشيرة الى أنها “تضم نخبة من اهل الاختصاص وعددا من النواب ومجموعة منوعة من المواطنين المتطوعين لخدمة الوطن”.
وقالت: “في كل مرة تقدم مجموعة التفكير دراسات واحصاءات وبيانات حول عكار والشمال، وتستعرض احتياجات المنطقة في محاولة ترتيب الاولويات، كنا نواجه ضرورة الاستثمار في الانسان. وذلك يكون انطلاقا من التعليم الرسمي الاساسي، الذي يفترض ان يكون متاحا لكل طفل”.
وسألت: “هل ننجح بحفظ الوطن بدلالاته وتحدياته؟ سؤال كبير انما لا بد من الاجابة عليه للسير في صياغة تحافظ على البلد. ان احلامنا بغد افضل قابلة للتحقيق حينما يحاول كل من موقعه تقديم افضل ما لديه، ومشاركة الاخرين في ورشة الانماء والتطور”.
حاماتي
أما رئيسة المنطقة التربوية فأبدت سعادتها لتمثيل وزير التربية في هذا المؤتمر، ووجهت باسمه “أسمى آيات المحبة والتعاطف والتأييد، عسى ان تكون جلساتكم الجادة هذه قفزة نوعية تاريخية، في اطار العمل الاجتماعي والتربوي الهادف، وفي خدمة عكار العزيزة والشمال عامة”.
ولفتت الى ان “المجتمع الحديث لا بد ان يولي التربية كل عناية واهتمام، بل عادة يخصص لها المال والجهد ويوفر لها الخبراء المتخصصين العاملين بصدق ونشاط واجتهاد ملموس”، مشددة على ان “المجتمع مدرسة كبرى يتلقى فيها المواطن الفرد سيلا من الدروس والمعارف والخبرات، حيث النظم والقوانين ما هي الا ما يصقله الانسان على مر السنين، وحيث المجتمع يكون الوعاء الذي يحتوي التربية الصحيحة في داخله، وذلك الى ان تتفجر في ظرف زماني ومكاني ما تطورا للمجتمع السليم وتقدما معرفيا مأمولا”.
وأملت من المؤتمر “وضع أسس عملية لمشروع نهضوي تربوي تثقيفي جديد وفعال، يأخذ في الاعتبار اهمية وقيمة دور محافظة شاسعة واسعة”.
وأكدت ضرورة “العمل بحثا ثم بالفعل والامكان على إبراز تنمية كل الموارد في عكار والشمال عامة. لا من زاوية استغلالها وحسب، بل من زاوية الانتفاع بها والى اقصى حد، بقصد انماء كل المنطقة، والبناء على الاستثمار في انسانها، كما مواردها الطبيعية”.
الجلسات
وكانت الجلسة الاولى عن المعطيات الاحصائية مع الاستاذ في كلية العلوم رئيس سابق لمكتب البحوث التربوية الدكتور عبد الفتاح خضر، بإدارة أحمد يوسف.
وتناولت الجلسة الثانية قضايا المعلمين، الاعداد، والتوظيف والتدريب مع رئيس قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث الدكتور حسن الصديق، المفتش التربوي السابق الدكتور احمد الصمد، المنسقة العامة لوحدة الروضات في لبنان سحر الاسمر ومسؤولة مركز الموارد في دار المعلمين في لبنان الشمالي منيفة عساف.
وادار الجلسة رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم.
وجرى نقاش بين المحاضرين والحضور.