رعى وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده الإحتفال الختامي لتكريم المشاركين والفائزين في مشروع “تحدي القراءة العربي” الذي أسسه نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في حضور سفير الإمارات محمد سعيد الشامسي، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، المدير العام للتربية فادي يرق، ممثل لجنة الجائزة والمسابقة أيمن الجراح، رئيسة المصلحة الثقافية صونيا الخوري، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي حمزة، المنسقة الوطنية للمسابقة هناء جمعة، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية المهندس أمين الداعوق، وحشد من التلامذة المشاركين واللجان ومديري المدارس وأساتذتها وأهالي التلامذة.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والإماراتي، وتقديم من التلامذة المشاركين وكلمة من إحدى الطالبات المجليات في المسابقة.
تحدث نائب رئيس لجنة المسابقة أيمن الجراح فقال:
يبدو الفعل القرائي العربي الذي يحظ اليوم ملامحه طلبة لبنان الأشم، بالاشتراك مع أشقائهم من الدول العربية مبشراً بغدٍ مشرق، ينتشل الجيل، ويؤسس لنهضة شاملة في كل المجالات. ذلك أن القراءة الواعية المستبصرة هي بداية التغيير للأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء.
وهاهم أبناؤنا وبناتنا يقلبون مؤشرات القراءة العالمية، حيث باتوا يقرأون خمسية كتاباً في كل عام في الوقت الذي يقرأ فيه أقرانهم على مستوى العالم ستة وعشرين كتاباً فحسب.
لقد صارت القراءة عند أبناء الجيل العربي الصاعد المنضوي تحت مشروع تحدي القراءة العربي نمط حياة، وأسلوب معاش، وسبيل تقدم ورفعه.
وما كان ذلك ليتحقق لولا الوضوع في الرؤية والاجتماع على الهدف، والمتابعة الكريمة من أولياء الأمور الكرام، ومن قيادات الميدان التربوية في لبنان وسائر الدول العربية حتى صار التحدي نموذجاً موفقاً للعمل العربي المشترك.
حماده:
ثم ألقى الوزير حماده كلمة أكد فيها أن تحدي القراءة العربي هو بمثابة خط الدفاع الأول عن الوطن العربي وثقافته، وربما يكون أهم من وسائل الدفاع الأخرى المعروفة.
وقال:
مشروع ” تحدي القراءة العربي” في سنته الثالثة يشكل بالنسبة إلينا
تحديا أمام أنفسنا، وتحديا أمام جميع حكومات الدول العربية ووزارات التربية والثقافة فيها، وأمام المواطنين العرب في كل بلد عربي وفي دول انتشارهم في الخارج، إذ أنه ورشة تربوية وواحة ثقافية ترتفع بنا إلى مصاف تحدي أنفسنا من أجل تعميم التوجه نحو القراءة حتى تصبح شغفا أصيلا في نفوس الأجيال الطالعة .
إن هذه التظاهرة التربوية الثقافية التي تجتاحنا بكل ما فيها من غذاء للنفس وفائدة للعقل، باتت محطة سنوية ينتظرها التلامذة والمدارس وتحتضنها الوزارة، وهي محط اهتمامنا الشخصي لأنها دعوة ومسار من أجل أن نتمسك بلغتنا الأم ، اللغة العربية ، لغة الإيمان بالله ولغة الأدب والشعر والجمال، وأن ننفتح من خلالها على ثقافات العالم ولغاته .
إنني أحيي في هذه المناسبة جميع التلامذة المشاركين ومعلميهم ومديري مدارسهم وأهاليهم، ويسرني أن أهنئهم لمشاركتهم وتفوقهم وتمايزهم .
يتعاظم التراجع الثقافي في منطقتنا العربية خصوصا في الفترة الراهنة من الحروب والنزوح ، وينعكس تأثيره السلبي على يومياتنا ، حتى باتت القراءة توجها حتميا يجب أن تسعى إلى ترسيخه الدول والشعوب العربية لكي ترتفع بشعوبها إلى مستويات فقدناها ويتوجب علينا التمسك بها.
لقد أدرك مؤسس الجائزة صاحب السمو نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية العودة إلى القراءة وإلى الكتاب كمصدر ومنهل ثابت، على الرغم من كل التوجهات العالمية نحو الوسائط الرقمية، وقد أراد لهذا المشروع أن يأتي في إطار الرؤية الشاملة للرقي بالأمة العربية ثقافياً ومعرفياً.
إننا نغتنم هذه المناسبة للتعبير عن اعتزازنا الكبير وشكرنا وتقديرنا لشخص صاحب السمو ولدولة الإمارات الشقيقة التي تربطنا بها قيادة وحكومة وشعبا أطيب العلاقات وأوثق الصلات. وإننا نمضي قدماً في ورشة تحديث مناهجنا التربوية، ونركز على إرساء سلوكيات القراءة واستخدام اللغة العربية في التعبير والعمل، والإنفتاح في الوقت عينه على ثقافات العالم ولغاته .
اليوم هو لتوزيع الجوائز على المشاركين من التلامذة في هذا المشروع الكبير الهادف إلى مشاركة مليون تلميذ في قراءة خمسين مليون كتاب في خلال كل عام دراسي.
ولطالما كان لبنان منبت الحرف والكتاب وموطن الفلاسفة والأدباء والشعراء ورجال العلم والفكر والجمال، ولطالما شكل هؤلاء ثروة لبنان وصناعته النادرة التي بلغ إشعاعها دنيا العرب والعالم ، وكانت ولا زالت بصماتها تعزز روابط الفكر والتربية والعلوم والإبداع وترفع مداميك المحبة والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وفي العالم العربي وفي المعمورة كلها. وإن العودة إلى ترسيخ عادة القراءة تجعلنا نستلهم العبر من تاريخنا ونمد جسور المحبة راسخة وثابتة مع اشقائنا العرب.
ولا بد لي أمام تلامذتنا الأعزاء من أن أحيي في هذا اليوم الجميل اللجان التي أعدت للمشروع والتي تتابع تنفيذه في الإمارات العربية وفي لبنان وفي الدول العربية، وأن أهنئ جميع المشاركين، وخصوصاً التلامذة الفائزين وأساتذتهم ومدارسهم، وأدعو الجميع للإقتداء بهم من أجل أن نعيد للغة العربية حضورها في القراءة والتواصل والعلم والمعرفة والثقافة والفنون.
كم أنه لا بد لي من توجيه تحية المحبة والتقدير إلى سعادة السفير السامسي على حضوره ومتابعته لكل ما يعزز العلاقات ويعمقها بين البلدين على المستويات كافة .
إن لبنان يقدر عاليا الإحتضان الذي يعبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ودولة الإمارات للبنان وللبنانيين ، ويفتح أمامهم أبواب الرزق مشرعة لتحقيق النجاح والتقدم. وإننا نقف إلى جانبه في رؤيته الثاقبة البعيدة المدى لإستنهاض العرب على كل المستويات، وإن المنطقة العربية تبدو اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى لحكمة الشيخ محمد بن راشد وأفكاره من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والتنمية واحترام الآخر، وحب الحياة، والعمل اليومي لتحقيق السعادة ورفاهية الإنسان.
إنني أبارك مجدداً للفائزين والمشاركين في مشروع تحدي القراءة العربي، وأهنئ الوفد الإماراتي الكريم الذي بذل وما زال يبذل الجهود للوصول إلى بلوغ الهدف النبيل من هذه التظاهرة الثقافية الرائدة .
ثم تم تكريم جميع التلامذة واللجان والمدارس والمنسقين. بعد ذلك أعلن الجراح أسماء الفائزين الثلاثة الأوائل وهم: الأولى رولى حسين مهدي، الثاني عماد باسم شلق، والثالثة بيان معروف مشيك.