بوابة التربية- كتب النقابي محمد قاسم:
كان لرابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي شرف السبق في تنطيم اضخم رحلة شعبية وتظاهرة احتفالية كبرى الى معتقل الخيام بعد ايام محدودة من تحرير الجنوب ومعتقل الخيام .
انطلقت هذه الرحلة الحاشدة، التي نظمتها الرابطة وغطت كامل تكاليفها ومستلزماتها، من امام ثانوية عمر فروخ – الكولا ،بيروت صباح اول احد بعد التحرير.
شارك فيها اكثر من الف ومايتي استاذة واستاذ ( ٥٢ بولمان ) اتوا من جميع المناطق اللبنانية وتوجهوا نحو الخيام حيث كان بانتظارنا مدير واساتذة ثانويتها واساتذة واساتذة واهالي المناطق المجاورة.
انتقلنا بعد استراحة قصيرة في باحات وقاعات الثانوية بموكب شعبي مهيب الى معتقل الخيام ، رفعنا خلالها الاعلام اللبنانية واليافطات المشيدة بالتحرير والمقاومة ونظمنا انشطة ثقافية وحلقات حوارية ومنابر خطابية ولقاءات مع المعتقلين المحررين في باحات المعتقل ،
كما شاهدنا هناك بأم العين الزنازين الافرادية والجماعية ،وغرف وادوات التعذيب الوحشي المتنوعة، وعواميد التعليق والاعدام ، والربط بالجنازير، وكل معالم المعتقل الذي غصت ساحاته بالوافدين للمشاركة بالفرحة الوطنية الكبرى التى اثبت فيها اللبناني مدى تعلقه بارضه، ومدى استعداده للشهادة من اجلها، ومدى ثورية وكفاحية وشجاعة المعتقلين الذين صمدوا وواجهوا السجان بالارادة الفولاذية ،
دون ان ننسى بسالة واقدام رجال المقاومة المحتضنين من ابناء شعبهم ، المصممين على قتال العدو حتى التحرير وصولا للشهادة .
يعتبر هذا الانتصار الرائع وهذا التحرير من اهم المناسبات الوطنية الكبرى، لكونه الإنجاز التاريخي الاهم في تاريخ لبنان تحققه المقاومة والارادة الوطنية والشعبية والتصميم من جهة، والتلاحم والتكامل المصيري بين الشعب والمقاومة من جهة ثانية ، مما ارغم العدو وعملاؤه ليتسابقا بالفرار والاندحار المذلين من حجم وهول الزحف البشري القادم من مختلف قرى الجنوب ليستعيد ارضه وكرامتة وحرية شعبه ، رافعا راية التحرير التي سرعان ما تحولت الى ايقونة ورمز تاريخي زينت بيوت ومرافق وجدران اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وعلقت على جدران بيوت احرار ومكاتب حركات التحرير في العالمين العربي والدولي، ولتصبح تجربة التحرير هذه مدرسة وانموذجا نضاليا للشعوب التواقة للحرية والتخلص من نير العبودية والاحتلال.
السلام والرحمة لارواح الشهداء الذين سقطوا على درب التحرير منذ الطلقة الاولى بوجه المحتل ومنذ العملية الاولى التي انطلقت في شوارع بيروت حتى انجاز التحرير،
وبوركت ايدي وسواعد وبنادق وقنابل الأبطال المقاومين الذين انجزوا تحرير الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، والتحية الكبرى لشعب الجنوب الشجاع الصامد المتمسك بتراب ارضه حتى الاستشهاد ولجيشنا الوطني الباسل ولدوره الوطني في تحصين هذا الانتصار .
وبورك للبنانيين الذين كانوا الحصن المنيع في احتضان المقاومة في وجه العدو وادواته وفي اسقاط محاولات التطبيع والغزو الفكري والثقافي .
وتحية خاصة لكل الزميلات والزملاء الذين كانت لهم خطوة السبق في المبادرة للاحتفال بهذا النصر الكبير .
لهذا العيد الوطني نكهة خاصة تعبق في طياتها نسائم الحرية والارادة والعنفوان . فلنعمل لابقاء نقاء هذه المناسبة وعظمتها في نفوس اجيالنا القادمة لتبقى روح الثورة والتصميم على مواجهة الظالم والمحتل مهما كانت التضحيات.
ولنتمسك بحقنا تحرير اخر حبة تراب من ارضنا المحتلة واخر نقطة نفط وغاز من حقولنا البحرية والبرية في مياهنا الاقليمية المنتشرة من اقصى الشمال حتى آخر الخط ٢٩ جنوبا.
عاش عيد التحرير والمجد والخلود لشهداء الوطن والتحية لكل الصامدين والمتمسكين بارضهم وكرامتهم .
ملاحظة .
اتمنى على من شارك بتلك المسيرة الوطنية المشرفة ان يزودوا مواقع تواصلهم ببعض الصور والفيديوات عن هذه الرحلة وعن المعتقل والنشاطات والكلمات التي القيت هناك لاسترجاع بعض من الذكريات من هذه المناسبة الوطنية الكبرى.
عاش عيد التحرير