
بوابة التربية: وجه مقرر فرع البقاع نبيل عقيل وعضو الهيئة الإدارية في رابطة معلمي التعليم الأساسي، رسالة وجدانية إلى نائب رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الدكتور حيدر إسماعيل، في أعقاب إعلانه عزوفه الترشح لانتخابات الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي، جاء فيها:
يا من كنت وما زلت في طليعة المضحّين، وفي مقدّمة الحاملين لهمّ المعلمين، ويا من عرفناك لا تعرف التراجع أمام موجات الانكسار، ولا تنحني إلّا لله، أخاطبك اليوم لا كنقابيّ فقط، بل كأخٍ مشدود إلى نبلك، وكرفيق دربٍ يعرف تمامًا ما يعني أن تختار “العطاء بصمت” في زمن الضجيج.
قرارك بالعزوف عن الترشّح لم يكن انسحابًا، بل هو انتقال نبيل من موقع القيادة إلى موقع السند والداعم والمستشار، وهو في جوهره فعل من أفعال الإيثار، الذي لا يُقدِم عليه إلا مَن تشبع قلبه بروح الخدمة الصافية.
قرأت بيانك مرارًا، فشعرت أنه ليس بيان عزوف، بل وثيقة نقابية بامتياز، تروي حكاية من صلب وجداننا، وتحفر في وعينا معنى أن يكون الإنسان مؤمنًا برسالة العمل العام لا بمنصبه.
لقد كنت، في أصعب السنوات، صوت الثانويين الحرّ، وصخرةً صلبةً في وجه التهميش والتجاهل. حملت همومنا، لا بحثًا عن مجد، بل لأنك آمنت أن قضايا المعلمين لا تُدار من مقاعد الراحة، بل من قلب المعركة.
ولأننا نعرفك كما يعرفك كلّ معلم حرّ، ندرك أن غيابك اليوم هو استراحة المقاتل النبيل، لا انسحاب المتعب، وندرك أنك وإن غبت عن لائحة، فإن حضورك سيبقى في وجداننا مرشدًا، وفي وعينا معيارًا، وفي كلّ موقف شريفٍ شاهدًا.
نعم، أخي الحبيب،
لقد تعاهدنا أن نبقى على العهد…
عهدُ الأمين على الأرواح …
عهدُ خدمة الناس في سبيل الله ما استطعنا.
وما دام فينا عرق ينبض بالصدق، فلن نحيد.
دمت كما عهدناك، حرًّا، شريفًا، كبيرًا في الموقف والخلق والوفاء.
وسنبقى نردّد معك، أن خدمة الإنسان عبادة، وأن من اختار وجع الطريق لا يخون الرفقة.
أخوك المحب،