أخبار عاجلة

طالب ستيني من الجامعة اللبنانية ترك وحيدا مع رياض الصلح…  ما السبب؟

الطالب الستيني مصطفى بحمد وحيدا في ساحة رياض الصلح

بوابة التربية: كتب د. *انور الموسى:

ترك الطالب الستيني مصطفى بحمد وحيدا في ساحة رياض الصلح، مضربا عن الطعام، ومعتصما أمس ضد ما أسماه إجحافا بحق طلاب الجامعة اللبنانية…  لم يتضامن معه زملاؤه الطلاب من كل الكليات…  واقتصر الحضور الخجول على دكاترة شكره بعضهم على مبادرته الرمزية…

الطالب بحمد الذي جلست معه ساعات، بدا متحمسا للدفاع عن الجامعة الوطنية، وكرر سؤالا آلمني، ولم أجب عنه أمامه كي لا أحبطه:  أين زملائي الطلاب؟!

حاولت الالتفاف على الجواب بالقول: غالبية زملائك يودون الحضور لكن تكلفة المواصلات مرتفعة، وكذلك الأساتذة…  ثم استدرجته لمعرفة تفاصيل إضافية عن حياته.

للأمانة اعجبت بسيرته ومسيرته،  فهو الإنسان العصامي الذي حرمته بعض الظروف في الصغر من تكملة دراسته الأكاديمية…  وهو الشغوف بالشعر والأدب والتأليف، نعم، لديه موهبة كبيرة لو وجدت لها في الطفولة مرشدا، لنميت وصقلت وتحول صاحبها إلى مشروع أديب،  وهو كذلك الآن… همس في أذني: لدي روايات ودواوين تنتظر النشر…  طبعا شجعته على نشرها ولا سيما رواية واقعية تتناول قصة فتاة في التاسعة أرغمتها المجاعة في زمن أجداده والظروف القاسية على ترك ذويها، لتترعرع في سوريا، وتعود وهي شابة الى قرية جباع ثم تتعرف إلى أهلها…

لكن الطالب بحمد أضاف الى القصة الحقيقية حوادث مبتكرة جعلتها مفعمة بالقيم والعبر…

وأصرّ السيد بحمد على أن وقفته الاحتجاجية الرمزية لا تخصه وحده، وقال لي: كل الطلاب مثل ابنائي، فحرام تركهم وترك مستقبلهم في مهب الريح… من دون امتحانات وتعليم…

ثم تحدثنا عن أولاده وطموحاتهم، وترحمنا على ابنه المرحوم فرح…  وتبادلنا الحديث عن الواقع المأسوي لهذا البلد، وتفكير غالبية الكادر التعليمي الجامعي بالهجرة اليوم قبل غد…

طبعا أضربت معه عن الطعام ليوم واحد، وبدأ يلاعب أطفالي الثلاثة…  وهو ينظر الى أصغرهم نظرة حب واشتياق وأمل…  أما أنا فقلت في نفسي…:  يا ويلنا في هذا البلد…  أيعقل أن نترك هذا الانسان وحيدا وهو يدافع عن أبنائنا؟

وسألت أسئلة لا تزال تطارد مخيلتي…  أين الطلاب؟ ولماذا لم ينزلوا مع زميلهم الستيني ليدافعوا عن مستقبلهم على الاقل؟ وهل يعود السبب الى ان دعوة الاعتصام ليست من جهة حزبية؟

لكني استدركت، وقلت: ربما بسبب تكلفة المواصلات…  لكني تذكرت مرة أخرى الاعتصامات الطلابية المسيسة التي ينرل فيها الآلاف…  وقلت…  من الافضل أن أترك… أترك الساحة…  وأهاجر!

*رئيس قسم اللغة العربية في الفرع 5 لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

رابطة الأساسي هنأت بعيد الفطر: فرحة العيد تكتمل يوم يستعيد المعلمون مكانتهم

بوابة التربية: هنأت رابطة معلمي التعليم الأساسي بعيد الفطر السعيد، واشارت في بيان إلى أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *