
بوابة التربية: يقول الطالب علي عليان من ثانوية علما الشعب الرسمية الذي لم ينزح:
“توجهت صباح العاشر من تشرين الاول الى المدرسة وكان يوماً جميلاً ولكن عندما عدنا الى المنزل بدأت العمليات العسكرية في الجنوب، وتسكرت المدارس قسراً، ونزح عدد كبير من سكان الجنوب، وعلى الرغم من ذلك لم تنزح عائلتي الى اي مكان وما زلنا صامدين حتى اليوم.
صدر عن رجل المهمات الصعبة الوزير عباس الحلبي قرار قضى باعتماد الدراسة من بعد للطلاب غير النازحين، في منتصف الشهر الاول من العام 2024، بدأنا الدراسة من دون ايّ مقومات للدراسة من بعد. وبعد صعوبات عديدة واجهتني وواجهت اصدقائي لم يكن لدينا إلا الاتصال بالوزير وطلبنا مقابلته، فبعد ان اتصلت به وتجاوب معي بشكل سريع اخبرني مكتبه ان الاجتماع سيكون قريب جدًا جدًا، وفعلاً كان الاجتماع في غضون ايام. توجهت الى الوزارة مع صديقي وبرفقة مسؤول في التعليم الاساسي د. حسين سعد، ومسؤولة لجنة المتعاقدين في التعليم الثانوي منتهى فواز اللذين لم يبخلا علينا بأي دعم نفسي ومعنوي. وصلنا الى الوزارة ودخلنا مكتب الوزير وكان بانتظارنا، اجتمعنا به، وكان يقوم بالمزاح معنا من اجل ان يخرجنا من جو العمليات العسكرية التي اتعبت نفسيتنا، وطلبنا منه جملة من المطالب من اجل سير الدراسة من بعد بصورة طبيعية، وأكد لنا انه سيتابع جميع المطالب، وكان هذا الاجتماع بمثابة جرعة امل.
لم يتوقف دور الوزير الحلبي هنا، فكان الى جانبا دائماً، فعندما كنت اتصل به في ايّ وقت كان الى جانبي دائماً وكان يستمع الى مشاكلي ومشاكل رفاقي واجتمع بنا عدة مرات عبر zoom بعد ان تعذر علينا الذهاب الى مكتبه. فكان دائماً عندما اتواصل معه يسألني عن الحال بشكل عام وعن وضع الدراسة. فهنا اريد ان اؤكد انه كان الى جانبي لحظة بلحظة.
طلبت منه زيارتي في الامتحانات الرسمية، فتفاجأت في اليوم الاول للامتحانات داخل المركز وقال لي: “جيت لعندك متل ما بدك.” وفي اليوم التالي تعرض المنزل الملاصق لمنزلنا الى غارة جوية عنيفة، فبادر سعد وفواز الى إيصال الخبر للوزير، فلم يبخل الحلبي وبادر الاتصال بي واكد انه بجانبي وطلب مني عدم مقاطعة الامتحانات من اجل ان احصد نتيجة تعبي المستمر، واكد انه سيتوجه إلى الجنوب فوراً ان كنت بحاجته، واتصل بمسؤول مركز الامتحانات الرسمية وطلب منه مراعاة وضعي في حال تأخرت عن الحضور الى المركز وتقديم اي مساعدة احتاجها وتابع التواصل معي كل يوم بيومه وتمنى لي النجاح ولجميع زملائي.
في النهاية اود ان اشكر هذا الرجل الحكيم، الذي كان بمثابة أب واخ لي في جميع الاوقات الصعبة، واريد ان ابارك له و لوطني لبنان على اتمام الاستحقاق الوطني رغم كل الصعوبات وطبعاً بجهود رجل التحديات الحلبي وجميع العاملين في وزارة التربية”.