أتهم نقيب المعلمين في المدارس الخاصة وقبل يومين من عيد المعلم في التاسع من اذار 2018، إتحاد المؤسسات التربوية بأنه يريد إسقاط حقوقِ المعلمين، متسائلاً هل يحق لنا أن نعلن الحداد في هذا اليوم أم نتابع النضال؟ معلناً أن شهر أيار 2018 هو الموعد الفاصل والنهائي. إن لم نحصل على حقوقنا حتى هذا التاريخ فالإضراب المفتوح وتعطيل ما تبقى من العام الدراسي هما الخِيارُ النهائي.
عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في لبنان مؤتمراً صحافيا في مقر النقابة بعد ظهر اليوم، وجه في خلاله النقيب عبود رسالة للمعلمين، جاء فيها:
أيها المعلمون
قبل يومينْ من عيدكم الوطني، وفي ظل الأزمة التي يتخبط بها القطاع التربوي برمّته، ووسط الأستخفاف بحقوقكم التي ضمنتها القوانين… لا يسعنا إلّا أن نجدد التأكيد معكم:
يداً واحدة سنبقى، صفاً واحداً سنقف، مسيرةً واحدة سنسير الى النصر وانتزاع الحقوق، ولا أرى أفقاً غير ذلك.
بحزنٍ عميق أخاطبكُم، بألمٍ ووجع أتوجه إليكم، بمرارةٍ بلَغَت ذُروتَها اليومَ بعدَ سنواتٍ من الإجحافِ يحلُّ عيدُنا هذا العام!
فبدَلَ أن نحتفلَ اليومَ وحقوقُنا قد اكتملت بعد صدورِ القانون 46، ها نحن عودٌ على ذي بدءٍ، لا بل أسوأ!
نصطدم بتعنّت إتحادِ المؤسساتِ التربويةِ الخاصةِ في لبنان ويوقِعونَنا مرغمين بخلافٍ مع لجان الأهل، ونأسف شديدَ الأسف لخفة تعاطي المسؤولين.
عندما انتخِبَ مجلِسُنا، كنتُ أحلَمُ أن يحلَ التاسعُ من آذار لأبشركم بفرحٍ عظيمٍ أن حقوقَنا قد انتزعت. وماذا حصلَ؟
كلُكُم تعرفون ماذا تمّ تدبيرُه للقطاع التربوي.
لنبدأ مثلاً بالواقعِ الأكثر تظلماً ومأساويةً بحق المعلمين.
ليس جديداً عليكم وعلى سائر اللبنانيين أن زملاءنا المتقاعدين لم يحصلوا منذُ سبعة أشهرٍ حتى الآن على حقوقِهم. ومن هم؟ إنهم زملاء بأمس الحاجة الى رواتبهم التقاعدية أو تعويضاتهم.
لا بل أكثر من هذه المأساة، فقد طالبت النقابة مراراً وتكراراً بسحب هذا الواقع الإنساني الملح من التجاذبات والكر والفر وتسجيل النقاط على حساب كرامة الإنسان وصحتِه. أي إنسانية هيَ هذهِ؟
كلكم تدركون تمام الإدراك ما هي المشاكل التي يقع فيها المعلمون في الصندوقين، وكيف يتآمر بعضُ أصحابِ المدارس على هذه الحقوق وعلى هؤلاء المعلمين الذين يذهبون كبش محرقة بسبب تخاذل المفترض بهم قانوناً أن يسددوا ما عليهم والغريب أن الحسومات المقتطعة من رواتب المعلمين لا تُسدد، والمبالغ المستحقة على أكثرية المدارس أصبحت بالمليارات بينما لا يحاسب المرتكبون على أفعالهم. ثِقوا لن يستمر هذا الاعوجاج، سنضعُ حداً له مهما طال الزمن.
زملائي الكرام،
بالفمِ الملآن وجهاراً نقولها: إتحاد المؤسسات التربوية يريد إسقاط حقوقِنا ولا داعيَ للتذكير بكل ما حصل فذاكرتُكم حيةٌ والتاريخُ لا يُمحى. ولعل ما حصل ولا يزال بموضوع البيانات العامة والمالية الواجب تقديمُها لصندوقي التعويضات والتقاعد وللضمان الإجتماعي ولمصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي أكبرُ دليلٍ على ما قام به إتحاد المؤسسات التربوية الذي عممَ على جميعِ الإدارات المدرسية عدم تضمين أي بيان من هذه البيانات الآنفة الذكر الدرجات الست.
وهل من داعٍ لتبيان الخطوات التي تظهر النوايا السيئة من قبل بعض إدارات المدارس ضد حقوقِكُم؟ فهي تمارِسُ على حدٍ سواء انتقاماً من الأساتذة وإذلالاً لهم، وتفرضُ عليهم عقاباً جماعياً والأخطر من هذا كلِه أنها تستفرد بالمعلمين فتقوم بما لانقبل به من ممارسات والأغرب أن إتحاد المؤسسات التربوية يُسمِعُنا شجبَه اللفظي لكل هذا وتستمر الأخطاء. يا تُرى أليست للإتحاد سلطتُه على هذه المدارس أم إنه أعطى كلمة السر للمدارس لتقومَ بما تقومُ به ويُظهِر نفسه أن لا حول ولا قوةَ له أمام ما يحصُل؟
بربكُم كيف تفسرون لامبالاة المسؤولين بعد كل ما حصلَ بحقِنا؟
كيفَ نُبَرِرُ لكم إيجابيتَنا تجاه إتحاد المؤسسات التربوية الذي ما أقدم إلا على نسف كل مبادرة واعدَة؟
نستبيحُكُم عذراً لكننا صادقون، عقلانيون وبحقوقنا متمسكون بكل صلابة وشراسة.
مؤسفٌ أن تكون الأكثرية من لجان الأهل في غير محلِها المناسب.
وللإنصاف، هناك لجانٌ مغلوبٌ على أمرِها، وهناك لجانٌ تعرِف ما تريد لكنَ بوصلَتَها ضائعة، وهناك لجان مُسيّرة فتُطلِق حِممَها في كل الإتجاهات فتصيب شظاياها الجميعَ إلا من يجب أن تُصيبَهم أي أصحاب المؤسسات التربوية الذين لا يقومون بواجباتهم.
زملائي الكرام
هل يحقُ لي أن أعلن الحداد اليوم؟
كلا لن أعلنَه، وعلى رغمِ ظروفِنا الصعبة وما نتعرض له فنحنُ أبناءُ طائر الفينيق، رجاؤنا لا يموت وقيامتُنا حتمية.
هل نُعلن الحداد أم نُمسِكُ أيدينا ونكمِل نِضالَنا الى نهاية المطاف؟
زملائي، أقوياءُ نحن بحقوقِنا وإن كان إتحاد المؤسسات التربوية يقفُ بدربِنا ويستقوي بتخاذلِ المسؤولين.
سبق أن دعوناكم مراراً وتكراراً الى لمِ الشمل ورصِ الصفوف فناضلنا سويةً رُزمةً واحدة وكانت لنا محطاتُنا المجيدة.
نِقابتُكم هي ملاذُكم وصرحُكُم, إنها خطُ الدفاع الأول والأخير عنكم.
فلنبقَ موحَدين ولنسِر معاً على الدرب السليم ولنتفادَ السقوطَ في الوعود المعسولة. وها هي التجارب حيةٌ تُرزَق وكلكُم تعرِفونها.
في هذه الذكرى، كنتُ أرغبُ لو كانت الظروف التربوية مشجعة أكثر على اجتذاب الكفاءات، والمؤسف أن العكس هو الذي يحصُل. فها هي كفاءاتُنا تهجُرُ مدارِسَنا.. عفواً إنها تُهَجَر من مدارسِنا!
سأتوجه في هذه المناسبة بسلسلة دعوات:
- لوزارة التربية والتعليم العالي: نطلب منها تطبيق القانون 515 بحذافيره ورفضَ أي موازنة لا تتضمن البيانات الصحيحة والسليمة والاستعجال بإنجاز التدقيق المالي في الموازنات المدرسية تبعاً لمضمون هذا القانون.
- لمجلس إدارة صندوقي التعويضات والتقاعد وأخصُ بالذكر ممثلي المدارسْ فيه: نحن في انتظار جوابِكم على مبادرة رئيس مجلس الادارة والتي أعلن ممثلو النقابة موافقتَهم المبدئية عليها على أمل ملاقاتنا بالمثل كي لا يتقدم المتضررون من أصحاب الحقوق بالدعاوى القضائية اللازمة بدعمٍ من نقابة المعلمين… ثقوا أن هذا هو الإنذار الأخير.
نطالب مجلس إدارة الصندوقين بألا يقبل بأي بيان عام أو مالي إلا إذا كان صحيحاً وسليماً أي مطابقاً لما نصّ عليه القانون 46 وسيقوم ممثلو المعلمين بما يجب ليكونوا العين الساهرة على ضمان صحة هذه البيانات.
- لإتحاد المؤسسات التربوية: لن تقنِعونا بأي عُذر. بادروا فوراً الى إعطائنا حقوقَنا وأوقِفوا مواقفَكُم وأساليبَكُم غير المجدية التي أوصلت الأمور الى حائطٍ مسدود وإلا سنكمِل مواجهتَنا الى نهاية المطاف.
- لسائر المسؤولين الزمنيين والروحيين: أنتم آباؤنا ونحن أبناؤكم. أنتم الرعاة ونحن أبناء الرعية.على ما قاله امير البلاغة الامام علي:” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. جُلَّ ما نطلُبُه منكم هو العدلُ والعدالة والإنصاف والتفهم والأبوة وتحمُل المسؤولية. والأهم لا تسمحوا لإتحاد المؤسسات التربوية بأن يستمر في الإحتماء بكم ضدَنا.
- لزملائي المتقاعدين :أصبروا أقل من أسبوعين، لعل ملفاتكم العالقة منذ سبعةِ أشهر تسلُكُ طريقَها الى الحل وإلّا فأنتم مدعوون لاستكمال الأوراق والمستندات وللتوقيع على تكليف جماعي استعداداً لرفع الدعاوى القضائية اللازمة ضد مجلس إدارة الصندوقين والتي أصبحت جاهزة من حيث الشكلُ والأساس.
- لزملائي المعلمين: كونوا إيجابيين مع إداراتكم إن أعطتكم حقوقَكُم إنما حذارِ أن تقعوا فريسةَ الوعود المعسولة.
إبقَوا على أهُبّة الإستعداد لتلبية النداء. كُلُنا جنودٌ في هذه المعركة. لن ينفعَكُم أيُ تنظيرٍ أو أي اجتهاد بيروقاطياً كان أو شخصانياً أو فئوياً لأنه سيضرب وحدتَكُم وهذا ما دأبَ الكثيرون على إستغلاله بأسلوبٍ ماكرٍ وخبيث.
وعدناكُم بتعزيز التواصل. وها نحن سنُكثِر من اللقاءات في سائر المناطق اللبنانية مع لجان المعلمين وهيئاتهم العامة بغية أن نشرح لهم كلَ ما يحصُل وأن نطّلِعَ منهم على رأيِهم وعلى طبيعة ما يواجهون من مشاكل وصعوبات تمهيداً لمزيدٍ من رصّ الصفوف والإلتحام مع نقابتِهم.
زملائي
شهر أيار هو الموعد الفاصل والنهائي. إن لم نحصل على حقوقنا حتى هذا التاريخ فالإضراب المفتوح وتعطيل ما تبقى من العام الدراسي هما الخِيارُ النهائي. وحتى ذلك التاريخ، تابعونا باستمرار لنُعلِمَكُم بمواعيد الاعتصامات المقبلة وأماكن إقامتها.