بوابة التربية- د.مصطفى عبد القادر:
الأزمة النقابية التي يعاني منها التعليم الثانوي ليست وليدة اليوم، بل أتت من تراكمات عديدة، نتيجة لخلل في النظام الداخلي للرابطة وإلا لم نصل إلى ما وصلنا عليه الآن من تشرذم في العمل النقابي في التعليم الثانوي .
من المعروف أن الأساتذة يختارون أو ينتخبون مندوبين عنهم في كل ثانوية، ووفق النظام الداخلي للرابطة، كل 15 استاذا يختارون مندوبا واحدا، وإذا كانوا 16 يختارون 2، وإذا وصل العدد إلى 30 استاذا في الثانوية الواحدة يختارون 2، و31 أستاذا يختارون 3مندوبين وهكذا….
وبعد إختيار المندوبين على صعيد كل الثانويات وفروعها ودور المعلمين ومراكز الإرشاد والتوجيه ،تدعو الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي المنتهية ولايتها، المندوبين إلى إنتخابات لإختيار أعضاء هيئة إدارية جديدة لرابطة التعليم الثانوي. وهكذا يتم حصر إنتخاب أعضاء رابطة الثانوي بعدد محدد من الأساتذة المندوبين وغالبيتهم يكونون من المديرين وعلى تواصل مع إدارتهم ، وإدارتهم تتصل بهم ،وربما تطلب منهم وتختار لهم.
إن التأثير على قرار مجموعة لا يتجاوز عددها 300شخص لتأمين وصول هيئة إدارية مطواعة قد لا يجد صعوبة كبيرة بين منسقي إنتخابات الرابطة ، ولهذا يسهل تركيب لائحة معينة تضمن الجهات التي شاركت بإختيار إفرادها، وصولها إلى قيادة الرابطة .
لذا إن إنتخاب أعضاء الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي مباشرةً من الأساتذة الذين يصل عددهم إلى ما يقرب 8000 أستاذ ،يأتي بمجلس لهذه الرابطة أكثر تمثيلا ،خاصة أنه لا تستطيع فئة إدارية من المندوبين التأثير بشكل مباشر على نتائج إنتخابات الرابطة.
إن العمل النقابي في التعليم الثانوي السليم يجب أن ينطلق من تعديل النظام الداخلي للرابطة ليصب في إختيار أعضاء الهيئة الإدارية من الأساتذة أنفسهم مباشرةً، لتصل مجموعة من الأساتذة إلى قيادة الرابطة بجدارة دون تأثير من هذه الجهة أو تلك .