نظم مركز اللغات والترجمة في الجامعة اللبنانية، مؤتمرا بعنوان “كاميلليري والمتوسط، ملتقى الطرقات والحكايات”، في قاعة الإحتفالات في المركز، وذلك بحضور السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي، رئيس الجامعة فؤاد أيوب، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي في بيروت مونيكا زككا، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد رباح، نائب رئيس جامعة كالياري فرانشيسكو مولا، مديرة مركز اللغات والترجمة الدكتورة جيزيل رياشي، ممثلين عن جامعة روح القدس الكسليك وعدد من الأساتذة والموظفين والطلاب.
بعد النشيد الوطني والنشيدين الإيطالي والإسباني، رحبت الدكتورة كاترينا كارليني بالحضور وأشارت إلى أن “هذا الحدث الدولي هو جزء من أسبوع اللغة الإيطالية التي تروج لها وزارة الخارجية الإيطالية كل عام في العالم”.
رياشي
بدورها اشارت رياشي إلى أن “البحر الأبيض المتوسط له طعم واضح لخلط الهويات من خلال التجارة ونقل المعرفة والثقافات. ” ونلتقي اليوم لاكتشاف المزيد عن المتوسط وعن اندريا كاميلليري، مع مجموعة من الخبراء في مجال التاريخ والأدب وعلم الترجمة على مستوى عال جدا”.
أضافت: “اندريا كاميلليري، متعة القراءة العظيمة التي تأتي من إيطاليا، نجاح مثير للاعجاب و نجاح باهر في المكتبات وعلى الشاشة الصغيرة وفي مختبرات البحث”.
زككا
واكدت زككا “أهمية التواصل بين ايطاليا وبلدان البحر المتوسط والتعرف أكثر على مختلف الثقافات والتقاليد”.
رباح
ثم ألقى رباح كلمة جاء فيها: “بفضل هذه المبادرة المميزة، نلتقي اليوم باحثين من جنسيات مختلفة توحدت أوراقهم حولَ أهمية الإنتاج الغزير الذي قدمه هذا الروائي المبدع على مستوى تقنيات الكتابة الروائية، من جهة أولى، وعلى نجاحه في جذب المتلقين وأقلام المترجمين وصانعي الأفلام، من جهة ثانية في عصر العبور، عبور النصوص من لغة إلى لغة أخرى، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى، ومن فن إلى فن آخر، والجامع بينها رؤية المبدع إلى عالمه أو العوالم المتخيلة التي ينسجها ويشاركه المتلقون في نسجها تحليلا وترجمة وتفاعلا”.
ماروتي
بدوره اكد ماروتي على “أهمية التعاون بين الجامعات من ناحية الأبحاث وتبادل الخبرات وتعلم اللغات، والاستفادة من الفرصة التي أتيحت للتعرف على الكاتب الايطالي والتعرف أكثر على الثقافة الايطالية”.
أيوب
وكانت كلمة لايوب قال فيها:”أرحب بكم في الجامعة اللبنانية وأن أتوجه بعميق الشكر إلى الجهات التي تعاونت في إخراج هذا المؤتمر، والشكر موصول لجميع السادة والسيدات الباحثين وللخبراء المشاركين في أعمال المؤتمر الذين أتوا خصيصا من جامعتي كاغلياري و مالاغا. وأتوجه بالشكر الخاص إلى سعادة سفير إيطاليا الذي تربطنا به شخصيا وبالمركز الثقافي الإيطالي علاقة مميزة ومثمرة.
واضاف: “قال المؤرخ الفرنسي بيار فيدال: إن الذاكرة التاريخية قد ولدت، تماما كالتاريخ، على ضفاف المتوسط، هذا المتوسط الذي أطلق عليه عدة تسميات بحسب الشعوب التي حلت على ضفافه فأطلق عليه الرومان اسم (Mare Nostrum ماره نوستروم ومعناه “بحرنا”) وأسماه الأوروبيون “المتوسط” لأنه يتوسط ثلاث قارات وبالتالي فهو يتوسط العالم”.
وتابع: “تجذرت على شواطئه عدة حضارات من بينها السامية والفرعونية والأمازيغية والفارسية والإغريقية والفينيقية والرومانية والقرطاجية والمسيحية والعربية والإسلامية والعثمانية، كما عرف ثقافة مزدهرة متنوعة في موادها وأدواتها ومضامينها وأشكالها ونشأ فيه المسرح والفلسفة والرياضة وتطورت فيه العلوم النظرية والتجريبية وفنون التشكيل والعمارة والنحت”.
واردف: “كان هذا الحوض الأكثر إنسانية فشكل تارة موئل سلام وطورا ساحة للنزاعات الدموية والصدامات اللامتناهية: من الفتوحات الإسلامية إلى الحملات الصليبية مرورا بالحكم العثماني والاستعمار وقيام الكيان الإسرائيلي الذي حال دون الشراكة الفعالة بين الدول المتشاطئة عليه وصولا إلى صعود الحركات التكفيرية المتطرفة. ويعتبر الجيوسياسي المفكر الفرنسي إيف لاكوست Yves Lacoste أن المقاربة السياسية التاريخية المحضة ليست كافية لفهم طبيعة الصراعات وموازين القوى بين دول الحوض إنما يجب ملاحظة المقاربتين الجيوسياسية والجيوستراتيجية لفهم الصراع الحالي حول مصادر الطاقة من بترول ومياه”.
وقال: “على الرغم من هذا المشهد الأسود نعول دائما على المتوسط كي يستعيد دوره كرافعة ثقافية للقيم الإنسانية ولحوار منتج بين الحضارات المتنوعة في حوضه لما يختزن من ثروات فكرية وأدبية وعلمية وفنية ومعمارية، وخير دليل على ذلك المحتفى به الأديب والمفكر الإيطالي أندريا كاميليري Andrea Camilleri الذي خصص هذا المؤتمر لتكريمه ولدراسة مؤلفاته الأدبية وفق مقاربات مختلفة”.
كما كانت كلمات لممثلين عن جامعتي كاليغاري ومالاغا، أكدوا خلالها على “ضرورة التواصل والتلاقي بين بلدان البحر المتوسط”، ونقلوا تحيات الكاتب الايطالي اندريا كاميلليري الذي عبر عن فخره “بتناول اسمه وكتاباته في هذا المؤتمر”.
وأمل أن يكون هذا اللقاء العلمي “علامة على تجديد الصداقة القديمة بين شعوب البحر المتوسط”.