بوابة التربية: وجه المدير العام لجمعية المبرّات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله رسالة إلى المعلمين في عيدهم تناول فيها “الصعوبات التي تواجه المعلمين في ظل استمرار الحرب التي يشنّها العدو على مناطقنا في الجنوب وعلى غزة”، موكداً “الإصرار على تقديم الخدمات التعليمية والتربوية بالجودة العالية التي نطمح لها”.
وجاء في كلمته:” يطلّ عيد المعلم هذه السنة ممرعاً بنجيع الطفولة، بالبراءة التي تحيط بها كل آلات القتل، لكنها تخرج مضمّخة بعبير العز، وتتحدث في لغة الكبار وتبعث برسائلها التي تبكي رحيل الإنسانية من القلوب المتوحشة والعقول التي عشّش فيها الجهل ولا تعرف إلا لغة الإنتقام وأسلوب القتل”.
وأضاف:”هكذا يطلّ علينا الربيع من خلف كل هذا الركام وكل هذه الأثقال، ولكن سوف نبقى في المبرّات نشقّ الطرق وسط كل المصاعب، نتخطاها بالأمل والرسالية، والمبرات تبقى تعتز بمعلميها ومربّيها وإدارييها الرساليين الذين يوطّدون ضمائر أبنائهم على القيم الرسالية”.
وأشار إلى أن:” المخاطر والتحديات الاجتماعية والأزمات تحيط بنا من كل حدب وصوب، ولكن نحن في مواقع مسؤولية لجهة الأعباء غير المسبوقة التي تواجهنا وتتطلب الصبر الجميل والسلاسة التربوية والعين التي لا تغفل واللسان الناطق بالكلمة الطيبة والتماسك والتآزر”.
وتابع:” أيها الأحبّة جميعنا مؤتمنون على هذه الأجيال وعلى هذه المؤسسات، ومهما عصفت بنا الظروف أو استمرت الحرب الحالية التي يشنّها العدو على مناطقنا في الجنوب وعلى الأرض المحتلة، سنبقى العاملين الساهرين والمصرّين على تقديم خدماتنا التعليمية والتربوية بالجودة العالية التي نطمح لها لأن التربية هي الحصن المنيع الذي يقي المجتمعات آثار ما بعد الحروب”.
وأضاف:” سنبقى في خدمة أهلنا بما تمليه علينا المسؤولية المهنية والأخلاقية التي ألزمنا بها أنفسنا لبناء مجتمع الخير والعدل والصلاح”.
وثمّن” الجهود الجبارة والمستمرة للمعلمين في خدمة التربية والتعليم وتشكيل مستقبل الأجيال، قائلاً:” إنّ إخلاصكم لهذه المهنة يشكّل الأساس الذي يقوم عليه نجاح المؤسسات لأنكم الوتد القوي والحقيقي لها ونحن ندرك تمامًا التحديات التي تواجهونها في هذه الظروف الاستثنائية”.
ودعا المعلمين إلى:” أن يكونوا على مستوى عالٍ من الوعي الذي يمكّنهم من الإبحار في بحر السلوكيات المتلاطم الأمواج، فالتلامذة والأبناء يُظهرون أحياناً المزيد من المشاكل السلوكية التي تتطلب قدرات متقدّمة من المربّين وملامح تمكّنهم من إدارة غرفة الصف واستشعار اتجاهات كل التلامذة وقدراتهم”.
وقال:” في هذا الزمن الصعب الذي تنعق فيه أبواق الشر التي تبثّ في المجتمعات مفاهيم مدمّرة للقيم، تبرز الحاجة الملحّة لملامح وأدوار كل من المعلم والمربي والإداري كي يدرأوا الشرّ المتوقّع عن تلامذتنا والخروج بهم من حمأة الظلمات والعبور بهم الى برّ الأمان”.
وحثّ المعلمين على النقد الإيجابي قائلاً:” لأننا نؤمن أن عمليات التحسين في المؤسسات تأتي من بعد التجربة، وأن التجربة تورث الخبرة، والخبرة تمنح التميّز، نعتبر أن النقد المباشر يعطي التجربة ثراءها، فالعين الناقدة هي التي تساهم برفع خزين التجربة للمؤسسات”.
وختم:” ستبقى الأبواب مفتوحة للاستماع إلى أية أفكار أو اقتراحات بخصوص كل ما يرفع من شأن المؤسسة والعاملين فيها، كما الاهتمام بالعمل على توفير الطرق الملائمة للتغيير والتطوير ليبقى معلم ومربّي وإداري المبرّات في المكانة الأفضل فكراً وممارسةً واحتضاناً