بوابة التربية- كتب خالد الشيخ:
صناديق المدارس الرسمية، وصندوق الأهل في كل مدرسة فارغ يستغيث لما له من أهمية بالنسبة لوجود عام دراسي أصلاً، حيث المداخيل التي تمده بها الدولة اللبنانية قد شحت… وفي محاولة لتيسير الأمور وانطلاق العام الدراسي أقر وزير التربية مساهمة مالية يدفعها الأهالي هي (4 مليون و500 ألف ل.ل.) والمشكلة أن هذا المبلغ البسيط نسبياً محلّ أخذ وردّ واحتجاج، وفيما لو لم يُدفع، فإننا سنكون أمام كارثة تربوية بكل ما للكلمة من معنى…
لماذا كارثة تربوية لأن هذه المساهمة لصندوق الأهل في المدرسة الرسمية تؤمن ما تحتاجه المدرسة الرسمية من نفقات لا بد منها، كحاجات أساسية لحسن سير العام الدراسي، مثل: الانترنت، التلفون، مياه الشرب ومياه الاستخدام الشخصي، اشتراك الكهرباء، أجور بعض المتعاقدين، وبدل مالي لمستخدمين ونواطير… كلها غير متوفرة بدون هذه المساهمة، والنتيجة لا عام دراسي… والتعليم سيتوقف.
بالتأكيد نتفهّم أوضاع أهلنا وذوي طلابنا الاقتصادي الصعب، ولكن التعليم سيتعطل، ويُفرمل مستقبل المتعلمين، فتلك حاجات لا يمكن أن يُستغنى عنها.
فما الحل؟ إذا لم تستطع الحكومة تأمين الأموال؟ وما الحل؟ إذا لم يدفع أولياء أمور الطلاب؟ هل يكون الحل على حساب التلاميذ ومستقبلهم؟ واحد زائد واحد يساوي اثنين، هذا يعني تجميد العام الدراسي وفشله قبل أن ينطلق.
الصحيح أن المدرسة الرسمية هي الملاذ في النهاية لمجمل الشعب اللبناني الذي لا يستطيع أن يذهب باتجاهات أخرى، فلن يقصد صروحا تربوية غير رسمية في ظل بدلات مالية تقدر بآلاف الدولارات. والصحيح أيضاً أن هناك من أهلنا من لا يجد ما يدفعه وهذا معذور، وعلى النواب والمتموّلين والفعاليات والتجار ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية أن يقفوا إلى جانب هذه الشريحة وإلى جانب المدرسة الرسمية… وللإنصاف هناك قسم من العائلات يستطيع أن يدفع هذه المساهمة الضرورية لتمضي المدرسة الرسمية بطريقة معقولة، ولا ننسى أن الطلاب جميعهم في المدرسة الرسمية سيحصلون مجاناً على الكتاب المدرسي… وأيضاً على القرطاسية بشكل مجاني في العديد من المدارس الرسمية.
المدرسة الرسمية بإداراتها وأساتذتها مع التلاميذ وأهاليهم جسد واحد، كلهم مجتمع واحد وبيئة واحدة يشعر كل منهم بشعور البعض الآخر ويقدّر وضعه، فلنقف إلى جانب مدارسنا الرسمية، ومن لديه القدرة فليدفع هذه المساهمة، فالمدرسة الرسمية بخطر، وربما إذا لم تحل هذه القضية لن ينطلق الكثير من المدارس الرسمية في نهاية أيلول كما هو مقرّر، لذلك يجب اجتراح حلول… وعلى المجتمع تقع المسؤولية بعد الدولة حين لا تتمكن هذه الأخيرة من تغطية تلك التكاليف آنفة الذكر التي تعتبر ضرورية … مع التأكيد أنها ليست بدل تسجيل فالتعليم مجاني، ولكنها مساهمة شديدة الأهمية تعبّر عن تعاون وتكامل الجميع، لتمضي عجلة العام الدراسي… فنحن كلنا إدارة مدارس رسمية ومعلمون وطلاب وأهالي يد واحدة. والهدف هو صناعة الأفضل للأيام القادمة.
نعم لإنقاذ العام الدراسي بما تيسّر بتعاون الجميع.
*مدير مدرسة طرابلس الأولى للصبيان وأمين سرّ رابطة التعليم الأساسي في الشمال*