
بوابة التربية: بيجين- الصين:
يتابع الوفد الإعلاميّ اللبنانيّ الدّورة الإعلاميّة المشارك فيها في بيجين – الصّين، وشارك لهذه الغاية في حضور عدد من المحاضرات التي تركزت على التعاون الإعلامي اللبناني- الصيني، وعلى الفائدة المرجوة من “الحزام والطريق”.
زهونغمين
البداية من محاضرة للإعلاميّة الصّينيّة وو زهونغمين (Wu Zhongmin) من “وكالة أنباء الصّين الجديدة”، فأشارت إلى قرار اعتماد “الوي تشات” في الصّين كوسيلة للتّواصل في الصّين (بدلاً من “الواتسأب” غير المعتمدة في الصّين)، مستعرضة وسائل الإعلام الصّينيّة بدءًا بصحيفة “الشّعب” اليومية (أون لائن)، وتلفزيون الصّين الرّسميّ الأكبر في الصّين (CCTV)، وقناة الصّين ألدّوليّة (CGTV)، وصولا إلى دمج الوسائل الإعلاميّة المسموعة والمرئيّة الرّسميّة في العام ٢٠١٨
وَأَمَّا على صعيد وكالة الأنباء الرّسميّة (شينخوٰا) فيطّلع عليها يوميًّا حوالي ٦٠ مليون قارئ، ولديها سبعة مكاتب إقليميّة – دوليّة وضمنًا في “نيو يورك”. وتهدف الوكالة إلى إفادة العالم أجمع وإلهام التّنمية البشريّة ودعمها. وفي تغطية الشّؤون المحليّة الصّينيّة، فإنّ (شينخوٰا) ترنو إلى مدّ جسر للتّواصل. وهي تبثّ أخبارها بثماني لغات ٢٤ ساعة يوميًّا، كما وتنشر يوميًّا أكثر من ٧٠٠ صورة.
وفي آذار الماضي قرّرت (شينخوٰا) تسريع تطبيق الذّكاء الاصطناعيّ، وينسحب ذلك على مجالات التّرجمة الفوريّة وكذلك تحرير الأخبار. واعتبرت زهونغمين أنّ هذه الخطوة مهمّة في مسيرة الأعلام الصّينيّة.
وعن الإصلاحات للنّشرة العربيّة عام ٢٠١١ قالت إنّ الهدف منها التقرّب من سكّان المناطق العربيّة وهي تقوم على تقديم المادَّة الإعلاميّة بأساليب جديدة.
يوانكينغ
أكّد الخبير في الشّؤون الدّوليّة نائب رئيس جمعيّة “التّبادل الصّينيّ – العربيّ” لي يوانكينغ أنّ بلاده متمسّكة بالمبادئ الخمسة للتّعايش السّلميّ في علاقاتها الدّوليّة. وأضاف في لقاء مع الصّحافيّين اللبنانيّين المشاركين في الدّورة الإعلاميّة في بيجين – الصّين، أنّ هذه المبادئ تقوم على الاحترام المتبادل للسّيادة ولسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للدّول الأخرى، والمساواة والتّعاون من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة، والتّعايش السّلميّ.
وتطرّق إلى المؤتمر الإفرو – آسيويّ، الَّذِي عقد في “باوندونغ” الإندونيسيّة من ١٨ نيسان (أبريل) ١٩٥٥ إلى ٢٤ منه، وَالَّذِي أضاف إلى المبادئ الخمسة أسسها كاعتبار أنّ السّيادة هي احترام المصالح الجوهريّة، واعتبار أنّ الأمن هو مواجهة التّهديدات، وأنّ التّنمية المشتركة هي تصغير الفجوة بين مختلف الدّول… وخرج المؤتمر بالمبادئ العشرة لدفع السّلام والتّعاون العالميّين على أساس المبادئ الخمسةللتّعايش السّلميّ.
كما وشدّد يوانكينغ على المساواة والمنفعة المتبادلة كإطار للعلاقات الدّوليّة. وأضاف أنّ أكبر تحدّ اليوم هو في التّنمية، على اعتبار أنّ معظم الدّول الإفريقيّة والاّسيويّة نالت الاستقلال السّياسيّ، ولكنّها لم تحصل على الاستقلال الاقتصاديّ بالكامل، وبالتّالي فإنّ الثّقة المتبادلة في السّياسة، تشكّل منفعة متبادلة في الاقتصاد، واستفادة متبادلة في الحضارة. واستنتاجًا فالمبادئ الخمسة للتّعايش السّلميّ ما زالت صالحة في معالجة الشّؤون الدّوليّة والإقليميّة.
كوينغيو
أعلن الاستاذ الجامعي والصّحافيّ الصّيني غسو كوينغيو أنّ نسبة نموّ إجماليّ النّاتج المحلّي في الصّين يبلغ ٨،٤ في المئة سنويّا استنادًا إلى السّنوات الأربعين الأخيرة (١٩٧٨ – ٢٠١٧)، إذ يبلغ النّموّ ١٢،٣٥ تريليون، ما يجعل الصّين تحتلّ في هذا المجال المرتبة الثّانية بعد الولايات المتّحدة الأميركيّة.
وأضاف أنّ المشكلة مع الولايات المتّحدة تكمن في محاولة الأميركيّين منع النّموّ الصّينيّ فيما “لدينا نحن إنتاجيّة تغنينا عن الاستيراد من الولايات المتّحدة”. ولكنّه استبعد حربًا تجاريّة مع الولايات المتّحدة، إلا في حالات الضّرورة الأميركيّة القصوى.
وقال كوينغيو إنّ نسبة النّموّ في العام ٢٠١٧، كان ٦،٩ في المئة في الصّين، فيما سجّل النّموّ نسبة ١،٦ في الولايات المتّحدة، و ١ في المئة في اليابان.
وسجّل أنّ احتياطيّ العملات الأجنبيّة في الصّين هو ٣٠١٠ مليار دولار أميركيّ، وهو الرّقم الأوّل في العالم. وأكّد أنّ الأولويّة المطلقة للصّين هي للتّنمية، وانطلاقًا من ذلك قرّرت الصّين الانفتاح على كلّ الدّول بما فيها الولايات المتّحدة الأميركيّة وثمّة تبادل زيارات بين الدّولتين كما وأنّ الرّئيس الصّينيّ يعتبر نظيره الأميركيّ صديقًا له… وعلّقت الصّين أيضًا المشاكل مع اليابان على رغم العدوان الياباني للصين في الفترة السّابقة والخلاف بين البلدين حتّى السَّاعَة في شأن التّنازع على بعض الجزر.
غير أنّ الصّين – أضاف كوينغيو – ما زالت دولة نامية، من حيث نصيب الفرد ال GDP إذ يشكّل ٨١١٣ دولار وثمّة ٧٠ مليون صينيّ هم تحت خطّ الفقر (دولار واحد كلّ يوم)، و٢٠٠ مليون صينيّ مدخولهم أقلّ من دولارين اثنين في اليوم. وسجّل أيضًا تفاوتًا بين المناطق المختلفة.
وحدّد “الخبرات الصّينيّة” على الشّكل الآتي:
١ – اعتبار التّنمية أولويّة كبرى لحلّ مشاكل الصّين…
٢ – تحرير الفكر وعدم التقيّد بالنّصّ والنّظرة الموضوعيّة الى التّراث الصّينيّ…
٣ – تحقيق الاتّفاق الوطنيّ في النّظرة الى الماضي، وتجنّب التطرّف في تقييم الماضي (خلع القدسيّة عن ماو تسي دونغ)…
هيو
أكّدت الأستاذة الجامعيّة الصّينيّة هوانغ هيو في محاضرة لها أنّ “الحزام والطّريق” مجال مفتوح أمام كلّ ألدّول ويفتح آفاقًا للتشاور والتّشارك والتّقاسم…
وتابعت أنّ هذه المبادرة الصّينيّة تسعى إلى تحقيق الالتقاء في ما بين الإستراتيجيّات التّنمويّة للدّول المعنيّة، وتكامل مزاياها على أساس ما هو قائم. وشدًّت على أنّ الأساس هو تكريس العقليّات الجديدة القائمة على المنفعة المتبادلة بين الدّول. وقالت: إنّ السّياسة الخارجيّة الصّينيّة قائمة على التّشاور بين الجميع وليس على احتكار القرارات بعيدًا من الفلسفة القائمة على سياسة القوي والضّعيف”…
ورأت أن تحقيق التّنمية المستدامة يتطلّب إصلاح نمط التّنمية وإيجاد دوافع النّموّ الجديدة، وأنّ مبادرة الحزام والطّريق جاءت على خلفيّة العواقب السّلبيّة للعولمة الرّأسماليّة كتهميش بلدان العالم الثّالث… إذًا تشكّل هذه المبادرة الرّؤى الاستراتيجيّة الصّينيّة الشّاملة لمستقبل البشريّة والسّلام العالميّين. وأشارت إلى اتّفاقات في التّعاون الاقتصاديّ والتّجاريّ والتّكنولوجيّ، وقّعتها الصّين مع ٢١ دولة عربيّة، ما أفضى إلى جعل الصّين ثاني أكبر شريك تجاريّ للدّول العربيّة، والأخيرة سابع أكبر شريك تجاريّ للصّين.
ومن الإشكالات والتّحديّات في العلاقات التّجاريّة بين الجانبين، أضافت هيو: عدم تنوّع الصّادرات من الدّول العربيّة إلى الصّين، وعدم الاستقرار في العالم العربيّ.
وعن فرص تنمية التّجارة المتبادلة بين الصّين ولبنان، في ظلّ مبادرة “الحزام والطّريق”، قالت: إن المبادرة تؤمّن علاقات سياسيّة أفضل، وتعاونًا في شؤون المنطقة كمشكلة اللاجئين. وختمت بالإشارة إلى فرص تنمية التّجارة المتبادلة من خلال: مشاريع البنى التّحتيّة، وزيادة التّصدير من لبنان إلى الصّين، إضافةً إلى مشاريع في القطاعين السّياحيّ والماليّ، والمساعدات الماليّة الصّينيّة لتطوير التّعليم في لبنان والمنح الدّراسيّة الحكوميّة والمخيّم الصّيفيّ.