بوابة التربية: ” من النفايات إلى الطاقة”، هي الاستراتيجية التي عمل بموجبها فريق من خرّيجي كلية الهندسة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية – اختصاص الهندسة الميكانيكية، وقدّمت حلًّا منخفض التكلفة لمشكلة الوقود الأحفوري (الفيول) من خلال تحويل النفايات العضوية إلى مصدر فعّال للطاقة.
الفكرة بدأت مع الدكتور مارون نمر والدكتور هيثم الصياح العام 2017 في مركز نُظُم كفاءة الطاقة (CES Mines ParisTech – Centre d’efficacité énergétique des systèmes) وتم تطويرها وتنفيذها عام 2018 في شركة (CryoCollect) بالتعاون مع شركة (Verdemobil Biogaz) التي يملكها اللبناني فيليب خيرالله في فرنسا.
ومع الدكتور رامي خضرا والدكتورة كريستال بو ملهم، تمّ لاحقًا تصميم نظام منخفض التكلفة لتسييل الوقود الحيوي (البيوميتان) المصنوع من النفايات العضوية مما يقلل من حجم الغاز بنسبة 1/600، ويوفر بالتالي حلًّا اقتصاديًّا وفعالًا بإنتاج وقود مَرن وقابل للتخزين بسهولة يمكن حرقه لتوليد الحرارة والكهرباء.
كما طوّر الدكاترة الصيّاح وخضرا وبو ملهم – الذين يحملون دكتوراه في مجال هندسة الإنشاءات والطاقة (Énergie et Procédés) من (Mines ParisTech) تقنيةً لاستخراج وتنقية ثاني أوكسيد الكاربون بهدف إعادة تدويره واستعماله خلال إنتاج البيومتان أو البيوغاز، وسيبدأ إنتاج هذه المواد خلال أسابيع.
الحكومة الفرنسية دعمت الفريق اللبناني وسمحت بتسويق إنتاجه وتوسيعه ليشمل عدة مناطق من البلاد، وذلك في إطار سعيِها للانتقال إلى بدائل بيئية ومتجددة في مجال الطاقة استنادًا إلى التعهدات التي وقعت عليها في اتفاقية باريس للمناخ (Accord de Paris) عام 2015.
وحول إمكانية تطبيق مشروع مماثل في لبنان وخصوصًا في ظل تفاقم أزمة الكهرباء، قال الدكاترة منفّذو المشروع: “إن هكذا مشروع قابل للتطبيق في لبنان، لكننا لا ننكر وجود مشكلة تتعلق بالوعي الشعبي لمسألة تدوير النفايات في المناطق، أضف إلى ذلك غياب الموازنات الشفافة وتمويل الدولة للأبحاث والمشاريع التي غالبًا ما تبدأ مع الطلاب في الجامعات..”
وأضافوا: “نفكر دائمًا في لبنان وفي إطلاق مشاريع تخدم بلدنا وتساهم في حلّ جزء من أزماته، ومؤمنون أنه متى توافرت النية والإرادة لدى المعنيّين في الدولة سنكون قادرين على استثمار مصادرنا الطبيعية كالشمس والهواء والماء لبيئة نظيفة وطاقة مُستدامة بجهود الطاقات الشبابية الواعدة…”
وعن الجامعة اللبنانية، يُجمع الدكاترة الصيّاح وخضرا وبو ملهم على أن تجربة الدراسة في كلية الهندسة كانت إيجابية رغم التحديات وأنّ نجاحهم في الحياة العمليّة أساسها المنهجيّة التي اكتسبوها يُضاف إليها السُّمعة الجيّدة التي تتمتع بها الجامعة اللبنانية وطلابها في فرنسا.