
بوابة التربية- كتبت ديما حاتم العايدي*:
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش التعليم الابتدائي حال من الشلل شبه التام، حيث تعرضت البنية التحتية التعليمية لدمار واسع النطاق، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم.
أولًا: واقع التعليم الابتدائي في غزة تحت القصف
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70% من المدارس في قطاع غزة تعرضت لأضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل نتيجة القصف الإسرائيلي، مما أدى إلى حرمان 625,000 طفل من التعليم منذ بداية الحرب. كما أفادت وزارة التربية والتعليم بأن 39,000 طالبًا وطالبة لم يتمكنوا من تقديم امتحانات الثانوية العامة لهذا العام بسبب تدمير المدارس.
ثانيًا: تحديات تطبيق معايير الجودة الشاملة
في ظل هذه الظروف، يصبح الحديث عن تطبيق معايير الجودة الشاملة في التعليم الابتدائي أمرًا بالغ الصعوبة. ومن أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع:
- تدمير البنية التحتية التعليمية: تدمير أو تضرر مئات المدارس، مما جعلها غير صالحة للاستخدام.
- نقص الكوادر التعليمية: استشهاد وإصابة عدد كبير من المعلمين والمعلمات، مما أدى إلى نقص حاد في الكوادر المؤهلة.
- الظروف النفسية الصعبة: يعاني الأطفال من صدمات نفسية جراء الحرب، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على التعلم.
- نقص الموارد التعليمية: انعدام الوسائل التعليمية الأساسية مثل الكتب والقرطاسية.
ثالثًا: جهود محدودة لإعادة التعليم
رغم التحديات الهائلة، تبذل بعض الجهات المحلية والدولية جهودًا لإعادة العملية التعليمية، مثل:
- مبادرات التعليم في الخيام ومراكز الإيواء: محاولات لتقديم دروس للأطفال في أماكن الإيواء، رغم محدودية الإمكانيات.
- التعليم عبر الإنترنت: محاولات لتوفير التعليم عن بُعد، رغم ضعف البنية التحتية للاتصالات.
رابعًا: توصيات لتعافي التعليم الابتدائي
لإعادة بناء نظام تعليمي فعّال في غزة، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
- إنشاء مراكز تعليمية مؤقتة داخل أماكن الإيواء: استخدام المواد المتاحة وتوظيف الكفاءات الموجودة في القطاع لتقديم أنشطة تعليمية وترفيهية للأطفال.
- تعزيز مبادرات التعليم النفسي الاجتماعي: توفير جلسات دعم نفسي تُنفذ عبر المعلمين أو المرشدين داخل المراكز التعليمية.
- توفير حقائب تعليمية: تحتوي على أدوات أساسية للتعلم (دفاتر، أقلام، كتب مبسطة) توزع على الأطفال في أماكن النزوح.
- دعم التعليم الإذاعي أو الورقي: بما أن البنية التحتية الرقمية غير متوفرة، يمكن نشر محتوى تعليمي مبسط عبر الإذاعات المحلية أو توزيع كراسات تعليمية.
في الختام، يُعد التعليم الابتدائي في غزة ضحية مباشرة للحرب المستمرة، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإعادة بناء هذا القطاع الحيوي وضمان حق الأطفال في التعليم.
المراجع وفقًا لنظام (APA)
الأونروا. (2024). تقرير رقم 135 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية. تم الاسترجاع من https://www.unrwa.org/ar/resources/reports/تقرير-الأونروا-رقم-135-حول-الوضع-في-قطاع-غزة-والضفة-الغربية
أمد للإعلام. (2024). تأثير الحرب الإسرائيلية على التعليم في غزة. تم الاسترجاع من https://amad.com.ps/ar/post/550716
*فلسطينية من قطاع غزة، وباحثة ماجستير في الإدارة التربوية