أقامت السيدة مريم سعيدي معرض “تنذكر وما تنعاد” في قاعة المعارض في كلية الفنون الجميلة والعمارة في مجمع الحدث الجامعي في الحدث، وبحضور عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتور محمد حسني الحاج ممثلاً رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة الفرع الأول الدكتور أكرم قانصوه وعدد من الأساتذة والموظفين والطلاب.
وكانت كلمة للسيدة مريم سعيدي شكرت فيها الجامعة اللبنانية برئيسها فؤاد أيوب على احتضانه هذا الانتاج الفني الذي تمحور حول قضية انسانية أساسية وهي قضية المخطوفين والمفقودين في لبنان 1975-1995 .
وأشارت إلى أن الفن قد شكّل لها الوسيلة المثلى لتخطي الأزمات التي عاشتها خلال مسيرة نضالها لكشف مصير ابنها ماهر ورفاقه وكل المفقودين في لبنان. فخلال الاجتياح الاسرائيلي كان ماهر متواجداً مع المقاومين للدفاع عن كلية العلوم وعن أرض وطنهم ثم فُقِد مع من فقد وأسر واستشهد على أرض كلية العلوم-الحدث.
ثمّ ألقى مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتور أكرم قانصوه كلمة قال فيها:” تنذكر وما تنعاد عنوان هذا المعرض للسيدة أم ماهر قصير، مريم سعيدي. وماهر شاب في مقتبل العمر فقدته السيدة مريم خلال الحرب الأهلية هنا بالقرب من كلية العلوم، منذ حوالي الأربعين عاماً ولم تعرف عنه شيء.
جاهدت مع كوكبة من الأمهات ضمن لجنة المفقودين والمخطوفين في لبنان ولفترة طويلة من البحث ورفع الصوت، ولم تعرف عنه شيء. تاهت بين القرارات الحكومية والمقابر الجماعية والمبادرات الدولية.”
وتابع:” إنه الجهاد الأكبر أن يمضي العمر وتبقى السيدة مريم وبقية الأمهات يبحثن عن أثر ولو بسيط لأزواجهن وأولادهن المفقودين. وقد أصبح الفن للسيدة مريم الوسيلة المثلى لتخطي الأزمات التي عاشتها خلال مسيرة نضالها للكشف عن مصير ماهر ورفاقه.”
بدوره أشار عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتور محمد الحاج إلى أن ما حملته السيدة مريم هو فكرة الإصرار على ابتكار كل ما يكمن أن يستمر في زرع آمالنا والبحث فعلياً عن التعاضد الإنساني في عيشِنا.
وأضاف:”المواجهة ما زالت مستمرة، فأطفال فلسطين وببراءة حملهم للحجارة يقدّمون لنا درساً بأننا ما زلنا قادرين على التحدي. وهذا ما قامت وتقوم به أم ماهر من خلال نسجها وتجسيد ذاتها الإنسانية .”
ثمّ تمنى للسيدة مريم التوفيق في أعمالها المستقبلية آملاً معرفة مصير المفقودين.