بوابة التربية: وقع الرئيس السابق للمركز التربوي للبحوث والإنماء والعميد المؤسس لكلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية البروفسور منير أبو عسلي ، كتابه “مسيرة ورهان”، في القاعة الكبرى لنقابة الأطباء في بيروت ، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، وحضور وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور هكتور الحجار وجمع من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والإدارية والفكرية والإجتماعية.
شمعون
وسبقت التوقيع ندوة تولى إدارتها المستشار الإعلامي لوزير التربية ألبير شمعون، الذي قال في كلمته عن أبو عسلي: “ان تذهب في بلوغ أهدافك إلى آخر الطريق غير آبه بالصعوبات مهما كان حجمها ، وأن تجرؤ على أخذ المواقف الحق ، عندما يكون ما تقوم به هدفا لخدمة التربية وإعلاء صروح المعرفة ، وأن تكون مستعدا لتلقي الصفعات والإصرار على الوقوف مجددا ومتابعة المسيرة ، وأن تراهن على الخير وعلى القماشات المبدعة من الموارد البشرية في كل ميدان ، فأنت من دون شك البروفسور منير أبو عسلي”.
الحلبي
الكلمة الأولى في الندوة كانت لراعي المناسبة الوزير الحلبي الذي قال: “لم أكن أعرف منير أبو عسلي شخصيا، ولكن صيته كان قد ذاع في أنه وضع اللبنة الأولى لإصلاح قطاعي التربية والتعليم. وفي أول إطلالة لي مع الإعلامي المتميز مارسيل غانم غداة تسلمي حقيبة التربية، ذكرت في برنامجه “صار الوقت” أنني لا بد لي من الاستعانة بخبرة أبو عسلي في عملية تطوير المناهج وهي التي لم تخضع للتعديل منذ خمس وعشرين سنة ووضعتها أولوية في برنامجي في وزارة التربية والتعليم العالي.
وتابع: “كتاب “مسيرة ورهان” يروي حقائق أرادها منير أبو عسلي أن تكون متاحة للراي العام، ولأهل الخبرة والنخب المهتمين بالتربية وللناس الذين لم يواكبوا تلك التجربة الغنية في صناعة المناهج، والتي نريد من خلالها أن نستفيد عبر التقييم معه لنتمكن من دفع ورشتنا الحالية للمناهج إلى الأمام. مسيرة هذا الرجل الذي يرويها في كتابه فيها الكثير من الشفافية بلا ادعاءات. هي الثقة التي يقدمها في عملية بناء الذات وفي التقبل والسماح. فرادته في طرح التجربة بإخفاقاتها ونجاحاتها يجب أن تصبغ العمل التربوي وهو المحارب من أجل التربية والتعليم في كل المواقع التي تولى مسؤوليتها وأسس فيها، خصوصا في المركز التربوي للبحوث والانماء الذي تولى رئاسته من العام 1994 وحتى مطلع العام 1999، وقبل ذلك في الجامعة اللبنانية وتحديدا في كلية العلوم الطبية”.
وقال: “قرأت في كتاب “مسيرة ورهان” ما حدث مع منير أبو عسلي في 1998 باعفائه من مهماته، وهو يصف هذه المرحلة بالكيدية السياسية ويتساءل عمن يعيد الاعتبار لموقعه ولدوره واسمه. أقول له من موقعي وباسم كل التربويين أن لا أحد يستطيع أن يلغي انجازاته ولا دوره واسمه يبقى ناصعا في المسيرة التربوية، فها هو اليوم يسند ورشتنا الوطنية للمناهج بخبراته وطاقاته وقدراته الاكاديمية، لا بل يؤدي دورا مركزيا فيها، ولا نقبل باستهدافه طالما أنه يرفض تحريف مسار الاصلاح التربوي، فهذه العملية مع اعداد المناهج بالنسبة إليه وإلينا أيضا في حاجة إلى تطوير مستمر بلا أجندات وبعيدا من التدخلات السياسية”.
أبو شرف
وتحدث نقيب الاطباء في لبنان البروفسور شرف أبو شرف فقال:”منير أبو عسلي اسم يُغني عن الكلام. فمنير عند جبران مسعود في “الرائد” مشرق يبعث النور ويرسله، وعسل هو طيب الثناء على الرجل… ف إسمك بيحكي عنك يا عميد.
اضاف: “عندما نقرأ “مسيرة ورهان”و الأعمال التي قام بها منير ابو عسلي في مجال الجامعة اللبنانية نشعر بالاعتزاز والتقصير معا والاعتذار لعدم أيفائه الحق الكامل.
مسرة
وتحدث بعد ذلك رئيس كرسي اليونسكو في جامعة القديس يوسف البروفسور أنطوان مسرة فقال: “خطة النهوض التربوي ،اهم انجاز ثقافي وتربوي لبنانيا وعربيا منذ عهد النهضة، خطة النهوض التربوي واردة في وثيقة الوفاق الوطني-الطائف. نتكلم عن تطبيق الميثاق واستكمال التطبيق ولكننا ننسى هذا البند في وثيقة الطائف. التغيير التربوي ملازم اساسا لكل عمل مؤسسي. تبين كل الخبرات العالمية ان الخطط المؤسساتية حصرا قد تفشل في التطبيق في مواجهة عوائق ثقافية واجتماعية. يحتاج كل عمل مؤسسي في سبيل فاعليته الى تخصيب ثقافي وتربوي.
سلوى السنيورة
ثم تحدثت رئيسة “النادي الثقافي العربي” ورئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة سلوى السنيورة بعاصيري فالقت كلمة تحت عنوان “ما بين المواطنة والكيد السياسي” وقالت: ” ستعرض اصدار “مسيرة ورهان” شريط الاحداث التي عاشها وخبرها مواطن لبناني عُرف منذ البدايات بجرأته وطموحه، وهو القائل ولما يزل في الصف الثالث متوسط في مدرسة زحله الرسمية، وبمناسبة عيد الطالب، ” أتيت هذه المدرسة طلبا للعلم طامحا أن أصبح في المستقبل رجلا من اولئك الذين يحملون المجتمع على أكتافهم”.
ساسين عساف
وتحدث العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية البروفسور ساسين عساف فقال: “نقرأ في هذا الكتاب سيرة شخصية أكاديمية وتربوية قيادية مبدعة، ومسيرة إنجاز لا حرمت منها مؤسسات تربوية.
السيرة تنتقل بنا من محطة إلى أخرى بعصامية عامرة بالتحديات والنجاحات، والمسيرة من إنجاز إلى آخر، والطاقة عليه لم تبلغ حدها الأقصى.
قضية هذا الكتاب، ربطا بين السيرة والمسيرة، ليست قضية شخص باحث عن شهرة أو مجد بل قضية جيل باحث عن هوية ووطن وعلم ومعرفة وتربية وأخلاق.
منير بشور
وتحدث الرئيس السابق لدائرة التربية وفي الجامعة الأميركية الدكتور منير بشور فقال: “إن حظي كبير هذا المساء لعدة أسباب، منها أنني المتكلم قبل الأخير في هذه الندوة لتكريم منير أبو عسلي بمناسبة إطلاق كتابه بعنوانه المثير “مسيرة ورهان”. إن حظي كبير لأن المتحدثين الكرام قبلي قد وفروا علي الكثير من الكلام عن منير، عن صفاته وأعماله ومنجزاته، ولهذا أنا لن أتحدث عنها. كما أن حظي كبير لسبب آخر هو أن إسمي الأول هو أيضا منير، على إسم مكرمنا العزيز منير أبو عسلي، فكلانا منير، بما يفترض أن يكون كل منا مصدر نور للآخرين، فنضيء السبيل أمامهم، ونكشف عن مواطن السلامة في مساراتهم، كما عن مكامن الخطر.
حسن إسماعيل
وتحدث تلميذ البروفسور أبو عسلي في كلية العلوم الطبية الدكتور حسن إسماعيل فقال: “بالتربية نبني ، كان شعارا مملا اعتدنا المرور عليه حين كنا نتصفح ما أُطلق عليه اسم “كتب الدولة”. وماذا يتوقع من مراهقين نمَوا في بلد الخطابات والشعارات، حيث الأفعال فيه لا تتعدى سرقة لمشروع أو تلزيما لمقرب. كبرت والتحقت بالجامعة اللبنانية، أحمل سلفا في وجداني كراهية تجاه كل ما يمت إلى الدولة بصلة. في كلية العلوم الطبية، عام 2009، قابلنا نموذجا جديدا من موظفي الدولة. رجل أنيق، مبتسم أغلب الأحيان، يحمل درجات علمية عالية جدا، يُصر على مخاطبة الجميع، ويؤدي دوره بشغف. تلك البداية الغريبة تجلت معالمها في المحاضرة الأولى للبروفيسور منير أبو عسلي.
منير أبو عسلي
ثم البروفسور منير أبو عسلي فقال: “لقد ترددت كثيرا وسألت نفسي مرارا هل من الصواب إقامة هذه الندوة ولبناننا العزيز يمربأحلك الظروف وأشدها صعوبة في تاريخه؟
عدت وقررت أنه واجب علينا أن نضيء على إنجازات إستطاعت مؤسساتنا الرسمية تحقيقها كلما ترفعت النفوس عن المنافع الشخصية ووجدت الإرادة الصلبة وتشابكت الأيادي لخدمة المواطنين والوطن.
وتابع: “لقد حاولت، خلال أكثر من أربعين عاما أن أعطي كل ما لدي من أجل إنجاز مهماتي كاملة، مهما كلفني هذا من بذل تضحيات ومواجهة تحديات.
فأسهمت خلال الحرب، بفرض سلطة القانون وبناء المؤسسات يوم كانت هذه تتعرض للهدم والتخريب، في ظل تقويض شبه كامل لهيكل الدولة.
وسأل: “إذ كيف يمكن لهذا العمل الذي توافق عليه أكثر من أربعمائة تربوي يمثلون جميع الفئات اللبنانية، والذي كان يعطي للمدرسة دورا جديدا في بناء جيل جديد من التلاميذ، شركاء في بناء معرفتهم ومهاراتهم ومن ثم شركاء في بناء الوطن، كيف يمكن لهذا العمل ألا يبلغ خواتيمه المنشودة لو حيدت التربية عن الكيدية السياسية ومصالح السياسيين الضيقة، التي تحصد الصالح والطالح عند كل تغيير للعهود والحكومات ؟
هذه المسيرة وهذا الرهان هما ما أردت نقله إليكم في هذا الكتاب، بكل صدق وأمانة، متوقفا أيضا عند أهم المحطات وأبرز النوادر التي طبعت حياتي الخاصة، وصبغ البعض منها السلوك والرأي والموقف”.
بعد ذلك وقع أبو عسلي نسخا من كتابه لجميع الحاضرين، وأقيم حفل كوكتيل في المناسبة.