الإثنين , ديسمبر 9 2024

هل بات المعلم مادة للتنمر؟

بوابة التربية- كتبت *الهام فرج:

من رسم بالأمس ذلك الرسم الكاريكاتوري ونشره في جريدة الجمهورية مُستهزِئاً براتب المعلم، إذا فكرنا بحسن نيّة، فهو كان يقصد تجسيد الحالة المُزرية لراتب من علّمه حرفاً حتى يُحسن التعبير رسماً.

ولكننا سوف نسيء الظن به عندما نلحظُ في رسمه التهكّم على حال معلّمه، فهل كان تلميذاً تافهاً كي يسخر بهذه الطريقة وكي يرسم رسماً مُهيناً ومُذلاً لمن درّبه على الإمساك بقلمه وبريشته؟!…

إنها أمة تعيسة تلك التي تصبح فيها الثقافة هي ثقافة المهانة والتهكّم وعلى الأخص بمعلميها، وعدم إنصافهم والنيل من كرامتهم وتهميش حقوقهم الوظيفية والإنسانية، وتجعل منهم مدعاة للسخرية والإستهزاء في وسائل الإعلام، بدلاً من إنصافهم والإعتراف بدورهم الرائد تربوياً وإجتماعياً وإنسانياً، بحيث تعمل على تحقيرهم وإذلالهم.

إننا في زمن انحدار القيَم، وأصبحنا نفتقد الولاء للمدرسة وللقيم الإجتماعية والأُسرية والوطنية، فيتمّ تهميش صورة المعلم الحكيم والقدوة والرمز، وبدلاً من أن يحلم الطالب اليوم بأن يصبح معلماً أصبح همه ان يجد مهنة يجمع منها أكبر قدر من المال والشهرة والسلطة.

لم تعد كرامة المعلم مُصانة كالسابق، ما ساهم بالتجرؤ على رمزيته كقدوة وكمثالٍ يُحتذى، الأمر الذي يُعرّضه للجحود والإستخفاف بشخصه وبمكانته، ويجعله مادةً للتندّر والتنمّر، خاصةً بعدما اضطُّر الكثير من المعلمين والأساتذة إلى القيام بأعمال أخرى إضافية لتوفير سُبُل العيش الكريم ولو بالحدِّ الأدنى لعائلاتهم وذويهم.

إنها من مُفرزات المنظومة الإجتماعية المُستجِدّة في بلادنا، والتي تتحملّ مسؤوليتها جميع مكوّنات الدولة والمجتمع.

*مديرة ثانوية البازورية الرسمية

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

خطوات تصعيدية لنقابة المعلمين في حال لم تسدد المستحقات لصندوق التعويضات

  بوابة التربية: دعا نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، إلى مؤتمر صحافي يعقد غدا الأربعاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *