عقدت في قصر الأونيسكو ورشة عمل متخصصة حول قياس مهارات القراءة الأساسية Egra وذلك ضمن مشروع “كتابي” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والهادف إلى تحسين مخرجات التعلم وتوفير فرص متساوية للتلاميذ للإلتحاق بالمدارس الرسمية وتخفيف الضغط عن القطاع التربوي الناتج عن توافد التلامذة النازحين إلى المدارس الرسمية.
رعى الورشة وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده بمشاركة المدير العام للتربية فادي يرق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان مديرة مشروع كتابي بوليت عساف مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، مديرة مشروع التعليم الشامل صونيا الخوري، ممثلة الوكالة الأميركية للتنمية زينة سلامة وممثلون عن جمعية AMIDEAST، ومؤسسة World Learning، ومجموعة أنا أقرأ ومؤسسة Management System International، وجمع من التربويين المتخصصين في الوزارة والمركز التربوي والمؤسسات الشريكة.
الوزير حماده:
وتحدث الوزير حماده فقال:
في أبحاثنا حول تحسين مخرجات التعلم، نعود دائماً إلى الأسس التي يبدأ معها التعليم، لكي نتتبع المتعلمين في المراحل الأولى أي مرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ونستخدم وسائل للقياس حول الحروف والأصوات والكلمات والطلاقة والفهم وغير ذلك من النقاط التي أرادها الباحثون التربويون.
إن هذه الورشة هي الأولى بين أربع ورش عمل متتالية تهدف إلى التعاون بين جميع الشركاء وإتخاذ تدابير عملية لتحسين القرائية في المدارس الرسمية. وتشمل التلامذة اللبنانيين والنازحين، إذ أننا نفخر أمام العالم بأننا نقدم رسالة التعليم إلى جميع الأولاد لكي يكونوا محصنين ضد الجهل وبالتالي ضد الإنزلاق نحو أي إرهاب أو تطرف، ونضع بين أيديهم مهارات وكفايات تسمح لهم بالتقدم في الحياة وبناء وطنهم.
فالأهداف المتعددة التي نتطلع إليها تكمن في تظهير النجاحات المحققة لكل الإختبارات الوطنية والدولية ورفع مستوى جودة مخرجات التعليم التي تمكننا عبر تطوير مناهجنا وتحسين أداء المعلمين والمرشدين التربويين والمنسقين والمديرين، وبالتالي رفع مستوى النجاح التربوي الوطني والدولي.
إن كل تقدم يبدأ من الأساس ، وإن الأمر نفسه يصح في التربية، ولم يعد من الجائز تحت أي مسوغ أن يبقى التعليم الأساسي يعاني التراجع لأسباب مختلفة أولها عدم إعداد أفراد الهيئة التعليمية في كلية التربية، إضافة إلى غياب مرحلة الروضة عن مناطق عديدة في لبنان وهي المرحلة المؤهلة للتعليم الأساسي. لقد تغير الكثير مع افتتاح الروضات الجديدة المجهزة بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية، كما تم إعداد معلمات الروضة وهذا الأمر سوف نجني ثماره في الأعوام المقبلة.
عويجان:
ثم تحدثت رئيسة المركز التربوي الدكتورة ندى عويجان فقالت:
من المسلّم به أن يكون التقويم في المناهج جزءاً لا يتجزّأ من عمليّة التعليم والتعلّم، وأن يتّصف بمعايير تختلف باختلاف المواد والمراحل التعليميّة، وأن يبدأ في مرحلة الروضة والتعليم الأساسي.
ومن المسلّم به أيضا، أن لا يعتمد التقييم على العلامة مؤشرا وحيدا للحكم، بل على اكتساب المتعلّم للكفايات المتوقّعة على مستوى المعارف والمهارات والمواقف. وأن لا يكتفى بمرحلة القياس (التقييم) فقط، بل أن يتعداها للوصول الى التصويب والمعالجة من خلال برامج دعم هادفة ومكيّفة (التقويم).
ومن المسلّم به أيضا، أن يستخدم المعلّمون مجموعة واسعة ومتنوّعة من استراتيجيات التقويم لقياس مخرجات التعلّم، ولفهم ما تعلّمه المتعلّمون، ولتقديم توصيات ومقترحات اجرائيّة تسهم في التحسين والتطوير التربوي.
ان المركز التربوي للبحوث والانماء يعتبر أن التقويم هو عمليّة ناشطة وشاملة، تتطلّب استراتيجيات متنوّعة، وتعتمد على تقنيات متعددة، وعلى وضعيات تربويّة وحياتيّة تسهم في ادراك نقاط القوة ونقاط الضعف، وتصويب التدخّل التربوي من خلال نظام دعم دقيق لمعالجة الصعوبات وسد الثغرات، بهدف بناء التعلّم وتحقيق الكفايات وتحسين الآداء. وهذا بالتحديد ما عمل عليه المركز التربوي منذ سنوات من خلال اصدارات تربويّة ودورات تدريبيّة طالت أسس التقييم وأدواته كما وطالت مواضيع نظام الدعم المدرسي – لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكن زيارة الموقع الالكتروني للمركز التربوي (أسس التقييم ومبادئه 1999).
اننا اذ نثني على الأدوات التي وضعها مشروع كتابي بين أيدي التربويين بهدف قياس مهارات القراءة الأساسية للمتعلمين (لجهة السماع والصوتيات والطلاقة والمفردات والفهم القرائي) في الصفين الثاني والثالث الأساسي، نجد في مثل هذه الأدوات وسائل لمعرفة وفهم المستوى العام والمستويات الخاصة بكل متعلم لتصويب برنامج الدعم ورفع المستوى العام. اذ لا بد أن يبدأ التقويم مع تعليم وتعلّم اللغات وأصول الحساب والتواصل في مرحلة الروضة والتعليم الأساسي، وذلك لاكتشاف التعثّر والمشكلات كما واكتشاف الطاقات والاستعدادت ومعالجة القصور والصعوبات.
إن مناهجنا التربوية الجديدة سوف تتواكب مع أسس تقويم عامة وأدواة تقييم متنوّعة ووضعيات تقويم تراعي الذكاءات المتنوّعة والتعلّم المتمايز. وإن هذه الإختبارات التي نستعرضها اليوم هي نواة لما يمكن أن يكون عليه نظام التقويم الذي نأمل من خلاله تحقيق الغايات التربوية والاسترتيجيات الوطنيّة للمتعلمين كما للمعلمين وجميع العاملين في القطاع التربوي.
يرق:
وتحدث المدير العام للتربية فادي يرق فأكد أن ورشة العمل هذه تأتي لإظهار كل النجاحات التي حققها التلامذة من خلال التعلم والتي يتم إختبارها بهدف أن يبلغ كل متعلم في لبنان القدرة على التعبير بأقصى إمكاناته. وأشار إلى أننا بصدد التوافق على رؤيةٍ موحدة لكي يحقق لبنان اهداف التنمية المستدامة من خلال تمكين المتعلمين من بلوغ التعليم بـالنوعية والجودة والذي يمكن للمدارس أن توفره لكل متعلم. وأكد أن التركيز هو على كل متعلم في كل صف وكل سنة دراسية للتحقق مما إذا كان قد أنجز الأهداف التربوية المحددة للمرحلة الدراسية التي أنهاها. واعتبر أننا لكي ننجح في إعداد متعلمين مجتهدين ولكي نتمكن من إعداد معلمين ناجحين في مهنتهم، فإننا نحتاج إلى وسائل دقيقة لقياس التعلم في الصفوف التي تسبق الإمتحانات الرسمية. وعدد يرق أنواع الإختبارات والإمتحانات الوطنية والإقليمية والدولية التي يشارك بها لبنان، ولفت إلى كيفية تحليل نتائجها واستخراج مؤشراتها في قياس التعلم وبناء السياسات التربوية على تلك المؤشرات.
عرض تقني:
وتم عرض على الشاشة شاركت في تقديمه مجموعة من المتخصصين. وتحدثت في خلاله مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري فأكدت أننا واكبنا جميع مراحل المشروع ونقترح أن يتم العمل على وضع خطة محكمة من أجل تأمين إستمراريته والإفادة من نتائجه لتحسين عملية التعلم، وركزت على أن جميع الأقطاب التربويين يمكن أن يجتمعوا حول رؤيةٍ موحدة لبلوغ هذا الهدف. ودعت إلى الإفادة من كل أنواع التقييم التي تمت سابقاً والتي شملت الإمتحانات الرسمية واختبارات Egra، Tims، و Pizza، من أجل تحسين عملية التعليم ووضع خطط مستقبلية. واقترحت دخول الإختبار الدولي المتعلق بالرياضيات Egma، ودعت إلى العمل كعائلة تربوية من أجل تحقيق النجاح.
ثم تحدثت كل من بوليت عساف، وإيفا كوزما وربى رعيدي من مشروع كتابي وتم التركيز على أهداف المشروع وهي تحسين مخرجات التعلم وتوفير فرص متساوية للتلاميذ سيما وأن المشروع قد مضى عليه أربع سنوات وشمل قياس مهارات اللغة العربية للصفين الثاني والثالث الأساسيين وشدد المتحدثون على تحسين مخرجات القراءة باللغة العربية وسبل التدخل، وعرضوا منهجية التقويم التشخيصي والتكويني ثم تحدثوا عن الطرائق الفضلى لتعليم اللغة العربية وعددوا الموارد التربوية.
كذلك فقد شاركت في العرض رئيسة مكتب البحوث التربوية الدكتورة غيتا حنا والمسؤولة عن اللغة العربية سيدة الأحمر وتم التركيز على مأسسة المشروع من خلال بناء قدرات العاملين في مكتب البحوث التربوية من أجل إستخدام أدوات القياس وتكييفها واستخدام البرمجيات الخاصة بالأدوات المستخدمة في سياق المفاهيم الإحصائية، منهجية التقييم، منهجية التحقق من السمات السيكومترية ومنهجية تطوير الإختبارات. وتمت الإشارة إلى إشراك مكتب البحوث في تنفيذ المرحلة الثانية من خلال مواكبته تدريب فريق العمل الميداني على جمع البيانات إلكترونياً، والتحقق من المعلومات وكتابة التقرير النهائي الذي يتضمن تحليل الواقع وإجراء المقارنات واستخراج التوصيات. وأشار المتحدثون إلى ضرورة وضع خطط إستراتيجية تتضمن أهدافاً قريبة المدى مثل تكييف الآداء وتطوير برامج التدخل وما تشمله من موارد رقمية وورقية وتصويبها، وتدريب المعلمين على برامج التدخل، ووضع خطة عمل لمتابعة تنفيذ هذه الدراسة بطريقة دورية. كما تمت الإشارة إلى وضع استراتيجية تتضمن أهدافاً متوسطة المدى مثل تطوير أدوات قياس مماثلة تشمل مواد تعليمية أخرى وفي حلقات تربوية أخرى على أن تتم الإفادة من هذه المنهجية في مشروع تطوير المناهج التربوية والمقاربات التعليمية.