
أفتتحت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان “معرض وورش عمل: التكنولوجيا والتعليم” “Edutech 2017 – National Summit”، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، في مقر الأمانة العامة، عين نجم، بيت مري.
تمحورت الأسئلة التي طرحت من قبل المشاركين على معرفة موعد صدور المناهج الجديدة، ومدى تركيزها على التكنولوجيا الحديثة، غير أنها لم تجد جوابا شافياً، خصوصا ان رئيسة المركز التربوي د. ندى عويجان ركزت على أهمية تأمين الأموال اللازمة، للبدء في تأليف الكتب وطباعتها ورقيا، أو شراء أجهزة تفاعلية.
وكان اللافت ما تم عرضه من قبل ربيع بعلبكي من شركة تكنولوجيا التعليم التفاعلي، لكيفية استخدام التطبيقات الهاتفية في خدمة التعلم والحصول على صور واقعية بنظام صور رباعية الأبعاد، مما يساعد التلميذ على فهم المادة من خلال الصورة وكيفية تحركها. وقدم شرحا لجسم الانسان، من خلال إدماج صورة بواسطة الهاتف من خلال برنامج تقدمه الشركة، فتكون النتيجة، كل ما يريد ان يعرفه التلميذ عن جسم الانسان، الهيكل العظمي، الدورة الدموية، كيفية الأكل، والهضم، وغيرها.. من خلال تحويل الواقع إلى إفتراضي، والافتراضي إلى واقعي.

جلسة المناهج الدراسية وتقنيات تطويرها ترأسها الأب جورج ديماسي، وحاضر فيها كل من رئيسة المركز التربوي د. ندى عويجان، نائب رئيس المدرسة الأميركية في بيروت كريم أبو حيدر، ورئيس جمعية سكيلد د. نبيل قسطه.
بدأ الأب ديماسي بالترحيب، ثم تحدثت د. عويجان عن أثار استخدام التكنولوجيا على التعليم ومفهوم المركز التربوي، الذي يسعى إلى ايجاد متعلم ناشط، تأملي، تعاوني، تشاركي، استيعابي، مفكر، ناقد، مسائل، ومدرك لمفهوم المواطنة الرقمية.
واشارت إلى أن مفهوم المركز التربوي للمناهج الفاعلية، هو: الكتاب هو ترجمة للمنهج من خلال مادة صالحة للتعلم والتعليم.
وتحدثت عن الأثار السلبية والايجابية لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، ففي الاثار الايجابية: بيئة ملائمة، اساتذة يتقنون استعمالها، مناهج متماسكة، يحسن جودة التعليم، يحرر المعلم من التكرار، يحفز المتعلمين، يشرك المتعلمين ببناء المعرفة، يدعم التفاعل داخل الصف وخارجه، توفر المعلومات في كل وقت، إغناء الدروس بوسائل رقمية متعددة، ازالة المعوقات والحواجز، تطبيق أساس التعلم والتعليم للجميع، وتفعيل التعلم الذاتي مدى الحياة….
أما لجهة الأثار السلبية فهي: على الصعيد الجسدي: استعمال التكنولوجيا المفرط يضعف الذاكرة، إمكانية التسبب بأمراض سرطانية، تسبب مشاكل عصبية وتعب وزإرهاق وقصر نظر، ألام في العنق ومنطقة الكفين، الإدمان على التكنولوجيا يجعل الطفل إنطوائياً، فقدان الإرادة الحقيقية، وفقدان مهارات التواصل مع الاخرين، فقدان الذكاء وروح الاختراع.
وشددت عويجان على ضرورة وجود وقاية من خلال تفعيل العلاقات الاسرية، والمراقبة المستمرة للأهل، تخصيص وقت محدد للعب بالالعاب الالكترونية، وسن قوانين على المنتجات الالكترونية.
وتحدث كريم أبو جودة عن تجربة المدرسة الأميركية واستخدام المهارات والمراجع التكنولوجية للابداع والتعلم. وشدد على أهمية أن تستطيع المدرسة تحمل كلفة التكنولوجيا من دون أن يشكل ذلك عبئا على الطلاب والأهل.
ورأى قسطه أن الثورة الرقمية التي تجتاح العالم تؤدي إلى تغيرات جذرية على صعيد التعلم، وبات التعرف على على الصوت وتردمته إلى كتابة وتكبير الصوت واستخدام لغة الإشارة في القراءة من خلال الكتب الالكترونية.
واشار إلى أنه بفعل التكنولوجيا الرقمية بات بإمكان ذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من هذا التطور. ورأى أنه على المربين وصانعي القرار يعرفوا ان التكنولوجيا متممة للعملية التربوية، وخيار التكنولوجيا يجب أن يأتي بعد تقويم التلميذ. وأوصى الخبراء بتدريب المعلمين على معرفة نظريات التعلم والتعليم، لا سيما نظرية الذكاءات المتعددة.

وترأس جلسة “استراتيجات التعليم” الوزير الأسبق نيكولا صحناوي، وتحدث فيها عن وزارة التربية توفيق كرم، بوليت عساف عن USAID، رولا شهاب عن شركة مايكروسوفت، مجيد شرف عن شركة لورنت، وربيع بعلبكي عن شركة تكنولوجيا التعليم التفاعلي، وبرنار رزق عن شركة تربل سي.
قدم كرم بداية ملخصاً عما قامت به وزارة التربية من خطط لاستخدام التكنولوجيا، خصوصا منذ العام 2010، ومحاورها الاساسية هو تأمين بنى تحتية وتدريب المعلمين على البرامج، وفي المرحلة الثالثة إيصال المعلومة للتلميذ.
ولفت إلى أنه تم إنجاز المرحلة الإدارية والتحضيرية والخطوة الثانية هي وضع الوزارة على الشبكة العنكبوتية، وتبقى المرحلة الثالثة.
وتحدثت عساف عن مشروع “كتابي”، مشيرة إلى أن العمل في القطاع العام، عمل مضني، خصوصا مع وزارة التربية التي تعنى بشؤون نحو مليون تلميذ، وأكثر من أربعين ألف معلم. واشارت إلى أن مشروع كتابي 2014/2018 هو لتحسين اوضاع المدارس الرسمية، وبوشر العمل فيه في 500 مدرسة رسمية إبتدائية، وتم تركيب 2450 جهاز كومبيوتر وجهاز عرض، وتدريب ألف معلم، وتدريب 40 مدرب.
وتناولت شهاب دور شركة مايكروسوفت في استخدام التكنولوجيل لصالح التعليم، وشددت على ضرورة وضع خطة لدى المؤسسات التعليمية لتكون لديها نظرة مستقبلية عما تبحث عنه.
وكشف شرف أن شركة لورنت، بصدد الاعلان عن منصة تربوية بعد نحو اسبوع، تنطلق من لبنان، وتعنى بالتلامذة أصحاب الصعوبات التعلمية. مشيرا إلى أن المنصة ستكون قاعدة بيانات وأكثر من نظام لإدارة العملية التعلمية.
ولفت بعلبكي إلى أنه من خلال العمل مع ICT يتم التركيز على السلبيات التي يمكن ان يتعرض لها التلميذ من التكنولوجيا. وقال: هدفنا التلميذ، ومن خلال التعليم الانغماسي عبر إدخال التكنولوجيا بابعادها الرباعية، نكون بذلك نحضر الواقع إلى واقع افتراضي داخل الصف، مهما كان نوعه وتطبيقه (من الفضاء أو التاريخ..).
وشدد برنار رزق على أهمية تأمين الحماية للمعلومات، عارضا لتاريخ شركة تربل سي.
وأقيم إلى جانب المؤتمر معرض للشركات التي تعنى بشؤون التكنولوجيا والتعليم. ويستمر المعرض وورش العمل الجمعة والسبت 29 و30 نيسان 2017.