أطلق وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة حملة العودة إلى المدرسة في مؤتمر صحافي عقده في قاعة المحاضرات في الوزارة بمشاركة ممثلة اليونيسيف في لبنان تانيا تشابويزات، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، وممثلة مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي امارا جورجيسكو، في حضور سفير أوستراليا غلين مايلز، المدير العام للتربية فادي يرق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ومديرو التعليم ورؤساء المصالح ورلاؤساء المناطق التربوية في الوزارة وممثلي البنك الدولي وسفراء وممثلي الدول المانحة وجمع من الإعلاميين. وتحت عنوان “أبطال المدرسة”، تشيد الحملة بكل من ساهم بتحقيق أهدافها من أفراد دأبوا على تخطّي الصعوبات ليتصدّر التعليم سلّم الأولوية، خصوصاً الأطفال الذين بدّوا مشاركتهم ونجاحهم في الصفوف على أي نشاط آخر. خوري بداية عرض فيلم قصير يجسد إنهماك المجتمع بموسم العودة إلى المدرسة وأولوية التعليم لجميع الأولاد ولكي لا يبقى أي ولد خارج المدرسة، ويؤكد أن أي إسهام من أي شخص يساعد على دخول الأولاد إلى المدرسة. وشرحت رئيسة وحدة التعليم الشامل في الوزارة صونيا خوري تفاصيل الحملة الإعلامية للعودة غلى المدرسة، وابرزها الوصول إلى الأطفال في المناطق كافة وضمان استمرارهم في المدرسة، والتأكيد على مجانية التعليم في المدارس الرسمية وتأمين اللوازم وتأمين النقل المدرسي والتدفئة والقرطاسية والكتب. وشرحت أن الترميم شمل 147 مدرسة وهناك حاجة لمتابعة الترميم. كما لفتت إلى مساعدة التلامذة المعرضين للتسرب. الوزير حمادة: وقال الوزير حمادة : “إننا أمام أبطال في مواجهة الإرهاب والجهل وأمام أبطال العلم الذين يتشكلون من التلامذة والأهالي والمعلمين والإدارة التربوية وجميع من أسهم في العودة الناجحة إلى المدرسة من المانحين والداعمين. إننا مع فريق العمل الإداري والتربوي في الوزارة والمركز التربوي والمنظمات الدولية الشريكة،أكيد ففغث نرحب بكم جميعاً في وزارة التربية والتعليم العالي لكي نطلق سوية مشوار العودة إلى المدرسة مع مطلع العام الدراسي الجديد Back to school.
إنه عام دراسي مليء بالآمال، لكنه أيضاً مثقل بالتحديات والإلتزامات. ونحن هنا لتذليل أي عقبات يمكن أن تنشأ لأي سبب كان، كما أن لجنة الطوارئ الخاصة والتي تجمع الوزارة والمؤسسات التربوية الخاصة ولجان الأهل ونقابة المعلمين سوف تعمل جاهدةً للحفاظ على التوازن المدرسي وذلك ريثما نصل معاً إلى معايير موحدة تتعلق للأقساط إستناداً إلى القانون ومن أجل الوصول إلى عام دراسي متوازن. وأعلن الوزير أن التسجيل في المدارس الرسمية اللبنانية يبدأ في 5 أيلول للتلامذة اللبنانيين، وفي 18 أيلول للتلامذة غير اللبنانيين.
وأضاف: إن لبنان الخارج منتصراً من حربه على الإرهاب قد بذل دماءً ذكية هي دماء شهدائه الأبطال، وبقي على الرغم من كل الأخطار قادراً على توجيه رسالة إلى العالم بأنه يتحمل أعباء وجود نازحين على أرضه يوازي ثلث عدد سكانه، ويحتضن في مدارسه الرسمية 260،000 متعلم لبناني و195،000 متعلم نازح من عمر 3 سنوات إلى 18 سنة.
أما تطلعاتنا إلى العام الدراسي الجديد فإنها تتمحور حول التخطيط لإستقبال 265000 متعلم لبناني، و220،000 متعلم نازح في مدارسنا الرسمية. كما أننا نستقبل في برنامج التعليم غير النظامي نحو 75 ألف تلميذ نازح.
إننا نرفع الصوت في الإجتماعات الدولية وفي اللقاءات مع سفراء وممثلي الجهات المانحة والداعمة للبنان في مشروع توفير التعليم لجميع التلامذة الموجودين على الأراضي اللبنانية RACE 2 لكي يستمر جميع المانحين والداعمين بتوفير تمويل طويل الأمد ليتمكن لبنان من الإستمرار في تأمين التعليم للجميع ريثما تسمح الظروف بالعودة الآمنة لجميع النازحين إلى مناطقهم ومدارسهم.
وفي انتظار الحلول وتحقيق الإستقرار فإننا نتعهد بتقديم التعليم لأكبر عدد ممكن من التلامذة النازحين في مدارسنا الرسمية ونوفر الكتب والقرطاسية لنحو 430،000 متعلم في المدارس الرسمية. ونود في هذه المناسبة أن نوجه الدعوة إلى جميع الأهالي اللبنانيين لتسجيل أطفالهم في الروضات الرسمية التي تم تأهيلها وتجهيزها بدعم دولي وأصبحت توازي أعلى المستويات العالمية ، وقد ألحقنا معلمات الروضة وتم تدريبهن بحسب روحية المناهج واستخدام التجهيزات ومراعاة الأوضاع النفسية للأطفال.
إن الأفضلية في المدارس هي للتلامذة اللبنانيين، وإن الأوضاع الإقتصادية وإقرار قانون السلسلة وما يمكن أن يرتبه من أعباء على الأهالي سوف يجعل العديد من التلامذة يتوجهون إلى المدارس الرسمية وهي جاهزة لاستقبالهم، وإن من واجباتنا توفير الظروف والمباني والتجهيزات لتقديم أفضل مستوى تعليمي لهم.
ونشدد على أن تبقى البنى التحتية لمدارسنا صالحة وقادرة على إستقبال المزيد من التلامذة اللبنانيين والنازحين.
إننا نطالب المجتمع الدولي الإلتزام بتأمين المزيد من الأموال وأن تصل هذه الأموال في الوقت المناسب لتغطية الفجوة المالية الناتجة عن تعليم النازحين في العام الدراسي الماضي، وأن تؤخذ في الإعتبار الحاجات المالية المترتبة لتغطية أكلاف التعليم في العام الدراسي الجديد. وهذه تحديات جديدة تتطلب الدقة والوفاء.
معلومات:
وفي إطار حملة “العودة إلى المدرسة” التي تطلقها وزارة التربية والتعليم العالي، تقدم الدول المانحة الأربعة عشر ووكالات الأمم المتحدة الأربعة– اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونسكو والبنك الدولي- وأكثر من مئة منظمة غير حكومية محليّة ودوليّة إضافة إلى مئات موظفي الخدمة المدنية في المؤسسات العامّة الدعم المالي والتنفيذي واللوجستي. ان هذا الدعم الذي يشمل الأطفال والشباب بين سن الثالثة والثامنة عشرة يؤمّن حصولهم على الفرص التعليمية الرسمية وغير الرسمية مجاناً، ويعزّز قدرة نظام التعليم العام في لبنان على المدى الطويل ويحسّن جودة خدماته التعليمية.
تشابويزا:ومن جهتها، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في لبنان تانيا شابويزا: “الطفل مكانه في المدرسة. لكن حتى يتمكن الأطفال من الالتحاق بالمدارس، ينبغي على الأفراد والمؤسسات الذين يؤمنون بأهمية التعليم التدخّل لتذليل العقبات وتمهيد الطريق أمام الأطفال: هؤلاء هم الذين نكرّمهم اليوم”، مضيفةً: “أيها الآباء والمعلّمين والوزارات والعاملين في المجال الإنساني والجهات المانحة، لقد لعبتم دوراً أساسياً في تأمين التعليم الأساسي لنحو أربعمئة ألف طفل العام الفائت. ونحن نعتمد عليكم للوفاء بوعدنا للأطفال وضمان استمرارهم في التعلّم في العام المقبل”.
وبموجب حملة “العودة إلى المدرسة” يتم توفير الكتب المدرسية والقرطاسية لكافة الأطفال المسجلون في المدارس الرسمية مجانا. كما يتم دفع كافة رسوم التسجيل للأطفال غير اللبنانيين ودفع رسوم مجلس الأهل (60$) للأطفال اللبنانيين- وتتكفّل الحكومة اللبنانية بتغطية باقي التكاليف المترتّبة على الأطفال اللبنانيين. كما تمّ إعادة تأهيل 147 مدرسة رسمية هذا العام وتسجّل أكثر من 29000 طفل في برامج التعليم غير الرسمي مثل التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وبرنامج التعليم السريع، وتعليم مهارات القراءة والكتابة والرياضيات الأساسية.
جيرار:
من جهتها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيدة ميراي جيرار: “يلعب التعليم دوراً محورياً في حماية اللاجئين الشباب وإعدادهم لمستقبل أكثر إشراقاً يوم تصبح العودة إلى ديارهم آمنة”، مضيفةً: “الأطفال الذين لم يحصّلوا تعليمهم لسنوات، يمكنهم الآن الاستفادة من فرصة للالتحاق بالصفوف، فهم يتلقّون الدعم من وزارة التربية والتعليم العالي والدول المانحة والشركاء للانضمام إلى البرامج التعليمية”، خاتمةً: “كما يلعب المتطوّعون الاجتماعيون دوراً لا يقدر بثمن في زيادة الوعي حول أهمية التعليم والتسجيل في المدارس، وفي تشجيع الأطفال اللاجئين على الاستمرار في البقاء في المدرسة. نحن نحيي جهودهم، وجهود كل من يعمل بلا كلل لضمان مستقبل أكثر إشراقاً للاجئين الصغار”.
جورجيسكو:وقالت ممثلة مدير مكتب الأونيسكو الإقليمي أمارا جورجيسكو: مع أن الدول المانحة سخت بتمويلها، ما زالت مبادرة “العودة إلى المدرسة” للعام السابق تعاني من عجز في التمويل يبلغ قيمته 9.8 مليون دولار أميركي. كما يتوقّع ان تواجه المبادرة في الفترة نفسها من العام المقبل عجزاً في التمويل قيمته تتراوح بين 25 و35 مليون دولار أميركي.تجدر الإشارة أن التسجيل للعام الدراسي 2017/2018 يبدأ في 5 أيلول للأطفال اللبنانيين و18 أيلول للأطفال غير اللبنانيين.
رسالة من ماكرون:
من جهةٍ ثانية تلقى الوزير حمادة رسالةً من رئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون جواباً على رسالة التهنئة التي كان الوزير حمادة وجهها إلى الرئيس الفرنسي لمناسبة إنتخابه. وأكد ماكرون على الصداقة العميقة والتعاون الذي يجمع البلدين خصوصاً في مجال التعليم، إذ أن أكثر من نصف التلامذة في لبنان يتابعون الدراسة باللغتين العربية والفرنسية، كما أن الوجهة المفضلة لدى الطلاب اللبنانيين هي للدراسة في الجامعات الفرنسية، وهذا تعبير صادق عن الإرادة المشتركة في الحفاظ على القيم العالمية التي تجمع الشعبين وهي قيم الحرية والإنسانية والإنفتاح. وأكد الرئيس الفرنسي في رسالته على إمكان العمل المشترك لتقوية العلاقات على المستويات كافة، مشيراً إلى أن الشعب اللبناني قد واجه الإرهاب بكل شجاعة نتيجةً للحرب الدائرة في سوريا، ولفت إلى أن لبنان يمكن أن يتكل على الدعم الفرنسي للحفاظ على سيادته ووحدته وأمنه واستقراره. وشدد الرئيس ماكرون على أن فرنسا سوف تتابع التعاون الوثيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، كما ستحافظ على حضورها من خلال قوات الطوارئ الدولية لجهة السهر على قرارات المجتمع الدولي بشأن لبنان الذي يتحمل أعباء استقبال أكثر من مليون نازح سوري ويقدم لهم التعليم، وهذا هو العلاج الأفضل للأصولية والتعصب.
الوكالة الفرنسية للتنمية:
في إطارٍ آخر إجتمع الوزير حمادة مع مدير مكتب لبنان وسوريا في الوكالة الفرنسية للتنمية أوليفييه راي في حضور المدير العام للتربية فادي يرق وتناول البحث تفعيل العمل المشترك وتعزيز الدعم الذي تقدمه الوكالة إلى لبنان في مجالات مختلفة ومنها مجال التربية والتعليم، وعبر الوزير عن ترحيبه بالمدير الجديد آملاً تخصيص التربية بمزيد من المشاريع الحيوية وإطلاق مبادرات فرنسية متجددة تتناسب مع العصر الحالي وتشمل مجالات التربية والتعليم وتعزيز الأبحاث العلمية إضافةً إلى الميادين الأخرى التي تشمل قطاعات حيوية في لبنان.
وشكر مدير الوكالة الوزير على اهتمامه معبراً عن الإستعداد للعمل بفاعلية، وللتعاون وتعزيز نشاط الوكالة وحضورها في المشاريع التربوية الحيوية، سيما وأن هناك العديد من مبادرات التعاون في الشأن التربوي تشمل تدريب المعلمين على الطرائق الحديثة في اللغة والعلوم والرياضيات وغيرها ودعم التعليم المهني والتقني لمواكبة العصر.