احتفلت بلدة عرسال في البقاع الشمالي، بوضع الحجر الأساس لبناء ثانوية رسمية، هي الأولى في البلدة، رعى الاحتفال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ممثلا بوفد ضم: وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح، النائبين بكر الحجيري ومحمد القرعاوي، وحضره ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي بعلبك- الهرمل الشيخ خالد صلح، النائب وائل أبو فاعور والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.
الجراح
وألقى الجراح كلمة، فقال: “إننا اليوم نضع الحجر الأساس لبناء ثانوية باسم الشهيد أحمد الفليطي، تخليدا للدور الوطني، الذي قام به من أجل تحرير العسكريين المخطوفين، وزار عدة دول لأجل هذه الغاية، ودفع دمه وحياته فداء لهذه القضية، والرئيس الحريري وفي لأهالي عرسال، وها هو اليوم بدأ بوضع حجر الأساس للمدرسة، والأسبوع المقبل سيتم تحديد المواصفات لمستشفى، وتخصيص قطعة أرض وتسويتها من قبل الدائرة العقارية، تمهيدا لتلزيمها وبنائها”.
وختم “يجب أن تتضافر الجهود لإنجاح هذا المشروع”.
خير
ثم قدم خير شرحا عن “مشروع بناء المدرسة والمراحل التي سيمر بها، والذي سيمتد سنة كاملة إذا سمح فصل الشتاء بذلك، والبناء مؤلف من 3 طوابق وغرف كثيرة تتسع لحوالي الألف طالب”.
وإذ شكر أهالي عرسال على “حفاوة الاستقبال، التي لقيها الوفد المرسل من قبل الرئيس الحريري”، أكد أن “هذه المشاريع التي نراها، ستشمل كل المناطق المحرومة في لبنان، مثل عكار وطرابلس وعرسال وغيرها، ولن يكون هناك أي تمييز، وعدد هذه المشاريع هو 12، وهي عبارة عن مهنيات مخصصة لهذه المناطق، ويدنا بيد الرئيس الحريري، وهو ليس عنده أي تمييز بين المناطق. المهم تأمين الاعتمادات، ونحن مستعدون إن كان على صعيد الهيئة العليا للاغاثة أم على صعيد الوزارات المعنية”.
بعد ذلك انتقل الجميع إلى صالة “أيمن الدبس” للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى على استشهاد أحمد حسن الفليطي، الذي استشهد وهو يتفاوض مع المسلحين، للخروج من عرسال.
الحجيري
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم تقديم من الدكتور عصام عطالله، ثم ألقى النائب الحجيري كلمة باسم الحريري، تقدم في مستهلها ب”التعازي بالشهيد أحمد الفليطي”، موجها لذكراه “تحية عرسالية، وتحية حريرية صادقة ووفية من سعد الحريري لكل الشرفاء في عرسال الوفية”، قائلا: “زميلي العزيز كنا قد قضينا ست سنوات كاملة، كانت من أصعب السنوات، التي مرت على عرسال، عانينا خلالها الأمرين، عملنا على التوفيق بين التنمية والأمان عبر البلدية، واستطعنا الاستمرار والانتصار، وكان همنا المشترك كيفية الدفاع عن وجود عرسال من كل ما يخطط لها، وكان الرئيس الحريري هو المطمئن الوحيد والحريص الدائم على أن عرسال لن تمس طالما هو موجود”.
وقال: “واليوم التقينا على تلة الموت، وبرعاية الرئيس الحريري، الذي يؤكد وفاؤه لأبناء عرسال، الذين انتفضوا في وجه السماسرة والمتدخلين والمتعطشين للثأر من عرسال وداعمها الأول سعد الحريري، ليؤكدوا أن عرسال وتاريخها العروبي الناصع لن تؤثر عليه قلة من السماسرة، وقد انتصرت عرسال وانتصر مرشح الرئيس الحريري في 7 أيار في الانتخابات النيابية للعام 2018، وليثبتوا انتمائهم لمدرسة الشهيد رفيق الحريري نصير العلم والتنمية”.
أضاف: “إلتقينا لنضع حجر الانطلاق لبناء الثانوية الرسمية باسم الشهيد أحمد، ولنضع أيضا حجر التغيير من تلة الموت إلى ساحة الحياة والبناء، وبدءا من اليوم، إنطلقت مسيرة البناء برعاية الرئيس سعد الحريري، التي يليها بفترة قريبة بناء مستشفى الرئيس سعد الحريري بمواصفات عصرية من كادر طبي ومعدات طبية متطورة”.
وختم “إلى كل من توهم بأنه يستطيع أخذ عرسال إلى حيث يريد، أو توهم بأنه يستطيع أن يكسر الرئيس سعد الحريري في بلدة عرسال، جاءه الرد في 7 أيار، ليقول لهم بصراحة خسئتم. هذه عرسال العروبية المقاومة الصامدة والصابرة، لا يستطيع بعض الطارئين أن يغيروا ما صنعه التاريخ وثبته أبناؤها الأبطال”.
صلح
ثم ألقى المفتي صلح كلمة، فقال: “تبين أن كل من استشهد يتمنى العودة إلى الحياة، ليستشهد مرة أخرى، والشهيد أحمد حمل هذه الأمانة، والذين سقطوا شهداء من أجل الوطن فخر لأهل عرسال، وبكرمهم حموا النازحين السوريين، ونتوجه برسالة إلى المعنيين وإلى الرئيس الحريري لرفع المظلومية عن رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري، فلا يجوز أن يكون نائب الرئيس تحت التراب، والرئيس داخل القضبان”.
أضاف: “مشروع التنمية قد بدأ، ووعد الرئيس الحريري على يد لواء الخير إن شاء الله سيعم الخير في عرسال والأمن والإنماء، لأن هذه المنطقة المحرومة إنمائيا وأمنيا، لا بد أن تعود لها كرامتها، وأهل عرسال عنوان للعزة والكرامة”.
وتابع: “للوزراء والنواب نقول: إن أبناءنا يذهبون إلى المدرسة ليحصلوا على الشهادات العليا لخدمة الوطن، لا نريد لهم العيش في الشارع عندما ينتهون من تحصيل علمهم، ولا ينبغي أن يأخذوا المحرمات من الشارع، وندعو الله ألا تشرعوا المحرمات”.
وأردف: “نحن خيارنا الدولة، وإذا كان الآخرون خيارهم غير ذلك، فهذا شأنهم. وأتوجه للذين يعرقلون التشكيلة الحكومية، وأقول لهم: خففوا من طمعكم للوصول إلى السلطة. المسؤولية تقع على كل معرقل لتشكيل الحكومة. الولايات المتحدة حكومتها 14 وزيرا. يكفينا نحن محاصصة، ويكفينا أن هناك وزراء يقومون بخدمة أهلهم بالتواجد معهم”.
وختم “من يقوم بوضع الحجر الأساس لمستشفى الرئيس سعد الحريري في عرسال، هي دار الإفتاء بشخص المفتي الدكتور عبداللطيف دريان، وإعطاء فرصة للرئيس الحريري بتطبيق اتفاق الطائف، الذي بسببه سقط شهيدا الرئيس رفيق الحريري وأحمد الفليطي وغيرهم من الشهداء ليبقى الوطن”.
أبو فاعور
وألقى أبو فاعور كلمة، فقال: “إن هذه الوقفة هي وقفة اعتزاز، فيها ألم لاستعادة ما حصل. فعرسال هي البلدة الطيبة المناضلة المعطاء، عرسال العروبة جمال عبد الناصر وكمال جنبلاط ورفيق الحريري والحركة الوطنية، ناصرت الثورة الفلسطينية والثورة السورية، وقدمت الشهداء، ولم تتخل في يوم من الأيام عن أي ساحة من ساحات العمل الوطني”.
أضاف: “أحمل لكم تحيات وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وتحيات تيمور جنبلاط رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي”.
وتابع: “إننا نعرف حجم التقصير اتجاه هذه البلدة من قبل الدولة، وأنا زرت عرسال أكثر من مرة مع الشهيد أحمد الفليطي، هذا الصديق العزيز والأخ والرجل الشهم الشجاع، الذي كان يقول دائما إن عرسال مظلومة وضحية”، آملا أن “يأتي يوم وتكتب فيه مسيرة الشهيد الفليطي”.
وختم “للذين يقاربون ملف النزوح، قبل أن يشتموا النازحين، ليتهم يتذكرون من كان السبب بالتهجير. ليتهم يتذكرون القانون رقم 10، الذي هو العائق الوحيد لعودة النازحين”.
الفليطي
وفي الختام، ألقت أرملة الشهيد رباب الفليطي كلمة، شكرت فيها “كل الذين شاركوا في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أحمد”.
بعدها، تم عرض فيلم وثائقي يتضمن لقطات من سيرة حياة الشهيد أحمد الفليطي.