بوابة التربية: وضعت الجامعة الإسلامية في لبنان ومستشفى “الزهراء – مركز طبي جامعي” حجر الأساس لكلية الطب في حرم المستشفى، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي.
وحضر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، السفير الإيراني مجتبى أماني، النواب: محمد رعد ممثلا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، علي حسن خليل، عناية عزالدين، علي عسيران، فادي علامة، أمين شري، وحسين جشي، نائب رئيس حركة “أمل” هيثم جمعة، رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان البروفسور حسن اللقيس، إضافة إلى مديرين عامين وقيادات من حركة “امل” و”حزب الله” وشخصيات عسكرية وأمنية وقضائية.
الخطيب
من جهته، قال الخطيب: “نحتفل اليوم بوضع حجر الأساس لمبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية في لبنان، الذي يأتي ضمن تطوير رؤية الجامعة وبناء فروع واختصاصات جديدة وتجهيزها بالتجهيزات اللازمة وتطوير الكادر التعليمي وتشجيع البحث العلمي والارتقاء بمستوى التقييم العالمي وجذب الطلاب من جميع البلدان”.
أضاف: “إننا اذ نتطلع إلى ضمان الجودة في التعليم الجامعي وحقوق الطلاب لتحصيل أفضل مستوى علمي ممكن، نؤكد التزام المعايير والشروط الصادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي للجامعات الخاصة في لبنان”.
وحيا “رئيس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والإدارة على الجهود الكبيرة في تحقيق التطور والنمو المستدام للجامعة”، داعيا إلى “المزيد من التعاون بين الجامعة ومستشفى الزهراء والجامعات الأخرى وكل المؤسسات في لبنان لخدمة المجتمع وتعزيز الثقافة والتعليم”، وقال: “إذا كان لبنان يُعَدُّ المستشفى والجامعة والكتاب والصحيفة والطبيعة للعالم بشكل عام وللعالم العربي بشكل خاص، فإن من واجبنا اليوم إعادة هذه الوظيفة إليه وتثبيتها وتعزيزها لإبراز رسالته الإنسانية، كمنبر حضاري يواكب التطورات المعاصرة في مجالات الحداثة والثقافة والعلوم والاكتشاف والابتكار”.
وأكد “أهمية المحافظة على القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية الاصيلة التي تُعدّ الدعامة الأساسية لحماية المجتمع والإنسان والوطن من الفساد والانهيار الأخلاقي الذي يُشكّل التهديد الأخطر لها”، وقال: “تتقدّم الجامعة الإسلامية بثبات وبخطوات عملاقة نحو أداء دور ريادي في بناء المستقبل، الذي يقوم على اقتصاد المعرفة وتحقيق الإنتاج العلمي لصالح الإنسانية وتحقيق الرفاه والتقدم لها”.
أضاف: “تم الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة للجامعة الاسلامية بشكل متدرّج حيث وضع رؤيتها في قانون المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة الإمام المؤسس السيد موسى الصدر، وتم تنفيذها وتطويرها بعمل دؤوب من سماحة الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتوسعت أقسامها وأماكنها بفضل جهود سماحة الإمام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان. وما زالت الجامعة تستمر في أداء دورها بنجاح مع اهتمام مباشر من قبل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي قام بدعم تطويرها وتوسيع نطاقها وتنويع اختصاصاتها وفروعها، لتكونَ جامعة فاعلة ورائدة بين جامعات العالم العربي، بل في العالم بأسره، ولن نألو جهدا في الدفع بها نحو الامام لتؤدي دورا رائدا فاعلا في خدمة وطننا لبنان، وتعمل على تحقيق آمال الأجيال اللبنانية الشابة”.
وتابع: “لا بد من التنويه بالجهود المشكورة التي يبذلها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسن اللقّيس والعمداء والهيئة الإدارية وأعضاء هيئة التدريس والإدارة، حيث تمكّنت الجامعة الإسلامية من زرع جذورها في بيئتها اللبنانية وأصبحت جزءاً راسخاً من لبنان العلم والثقافة والأدب، لتساهم في بناء لبنان ليكون دولة المواطنة يتساوى أبناؤه في الحقوق والواجبات جديدا ويحفظُ كرامتهم وينميهم ويرعاهم، ويكون العلم متاحا للجميع، ويمكنهم المساهمة في إعمار وطنهم وازدهاره لتحقيق حياة أفضل تحت سماء لبنان”.
وأردف: “بذلك، تضيف الجامعة الإسلامية في لبنان، الى جانب الجامعات الأخرى، مساحة غنى لهذا الوطن، فهذه الجامعة تنتمي إلى الجذور الثقافية الغنية في تاريخنا المجيد، وتعكس التراث الانساني والديني والعلمي والأدبي في نشر العلوم والمعارف، وفي إذكاء روح العزّة والمقاومة ضد المحتلين والغزاة”.
وقال: “من خلال هذه الجامعة ومثيلاتها في لبنان، ومن خلال كلية الطب التي نحتفل بوضع حجر الأساس لها اليوم، نعمل جميعاً لكي يكون وطننا لبنان أعمق ثقافة وتعليما كما نأمل، وليكون أيضا أكثر منعة وقوة واستدامة. نهنئكم بهذا الحفل، وندعو إلى المزيد من التعاون بين الجامعة ومستشفى الزهراء ومثيلاتها في لبنان بأكملها، وفي مختلف المجالات، وندعوكم للتعاون على الخير والتقوى”.
وشكر ل”وزارة التربية والتعليم العالي المتمثّلة بالوزير الحلبي جهودها المستمرة في دعم التعليم، لا سيما الرسمي منه، وتحسين نظام التعليم في لبنان”، وقال: “نقدر العمل الدؤوب الذي تقوم به الوزارة لتحسين جودة التعليم العالي وتطوير المؤسسات الجامعية في لبنان”.
كما شكر ل”بري رعايته واهتمامه في دعم مؤسسات المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الجامعة ومستشفى الزهراء”، شاكرا ل”وزير التربية حضوره ومشاركته في وضع حجر الاساس لكلية الطب في الجامعة الاسلامية”.
وشكر أيضا لرئيس الجامعة الدكتور حسن اللقّيس والعمداء وفريقي التعليم والادارة جهودهم الطيبة التي يبذلونها من أجل إنجاح الجامعة وتحقيق الإنجازات الفضلى”.
وكذلك، شكر ل”رئيس مجلس إدارة مستشفى الزهراء الدكتور يوسف فارس تعاونه مع رئيس الجامعة الاسلامية وتنظيم هذا الحفل الكريم”.
كما شكر “جميع من ساهم في إنجاز هذا الاحتفال وإنجاحه”.
فارس
وألقى رئيس مجلس ادارة مستشفى “الزهراء – مركز طبي جامعي” البروفسور يوسف فارس كلمة قال فيها: “بفخر وامتنان، نحتفل اليوم بوضع الحجر الأساس لكلية الطب، التي هي ثمرة التعاون بين مستشفى الزهراء مركز طبي جامعي والجامعة الإسلامية في لبنان، ونتطلع الى يوم افتتاحها لتكون نقطة انطلاق لأجيال من الأطباء الذين سيحملون راية التميز والإنسانية في مجال الطبBMS. ستكون منارة الكوادر الطبية ذات المهنية العالية ان شاء الله في مجال العلم والابداع وحسن الأداء”.
أضاف: “إن هذه الكلية الواعدة لم تكن لتبصر النور من دون دعم وثقة دولة الرئيس نبيه بري الراعي الدائمين لمسيرة التقدم والتطور، وهذا الصرح الطبي، الذي تمكن من تحقيق انجازات وتقدم مستمر في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والأبحاث، خير شاهد على قيادته الحكيمة وتفانيه واهتمامه بدعم مشاريع التحسين والتطوير. وإن هذا العمل تم بمباركة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة القاضي علي الخطيب”.
وتابع: “نحن ندرك جيدا أن بناء الصروح العلمية لا تنقصه الأموال فقط لإنجاحه، وإنما هو بحاجة الى تضافر الجهود المؤسساتية لتحقيق الغاية المرجوة منه، فالدولة عاجزة، والمجتمع الأهلي المدني بعد الأزمات الاقتصادية التي عصفت بوطننا أصبح هو أيضاً عاجزا عن رفد أي مؤسسة بالمساعدة، وهذا ما يضاعف من صعوبات العمل، ويجعل الجهد المبذول مضاعفا نظرا إلى ترهل حياتنا المدنية”.
وأردف: “في هذا اليوم المميز، أتوجه بالشكر الخاص للجهود المبذولة لكامل أعضاء الفريق، الذي عمل بجد واجتهاد في سبيل إنجاح هذا المشروع الذي سيكون بصمة مشرقة في تاريخ الجامعة الاسلامية ومستشفى الزهراء. كما أعبر عن شكري وامتناني لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي الذي شرفنا بحضوره الكريم اليوم، ونثمن دوره وجهوده في تطوير التعليم وتحسين جودته”.
وختم: “نبارك للجميع هذا الانجاز ونتطلع بشغف الى مستقبل مشرق لكلية الطب، وكلنا أمل، بتضافر جهود الجميع، الى الوصول الى ما نصبو اليه والاحتفال بافتتاح كلية الطب في القريب العاجل، ووفقنا الله جميعا لما فيه خير لجامعتنا ومستشفانا ووطننا الحبيب لبنان”.
الحلبي
وألقى الحلبي كلمة راعي الاحتفال، وقال: “كلفني الرئيس بري تمثيله في هذا الاحتفال، فشرفني بهذا التمثيل، فلوجودي هنا أسباب عدة تبدأ من مرافقتي لتأسيس هذه الجامعة يوم قرر سماحة الإمام المغيب موسى الصدر الحاجة إلى جامعة إسلامية في التسمية، وطنية في الإنفتاح، ورسخها وطورها الإمام المرحوم محمد مهدي شمس الدين، وعززها المرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان، إلى يومنا هذا الذي نشهد فيه مدماكا جديدا يعدو على هذا البناء الشامخ”.
أضاف: “تحية لك سماحة الشيخ علي الخطيب، لكن هناك سبب آخر يعلو فوق الأسباب الأخرى، وهو أن الرئيس بري طلب مني أن أمثله في هذا الحفل المهيب وأن أضع حجر الأساس وأن أباركه، ودولة الرئيس حينما يطلب شيئا فإن طلبه لا يرد”.
وتابع: “من هنا، من الجامعة الإسلامية العزيزة على قلب دولة الرئيس وقلوب الجميع، أتوجه نحوه بتحية محبة واحترام وتقدير لدوره الوطني الجامع وحرصه على الحوار واللقاء بين جميع المكونات الوطنية من أجل استدراك الوقت الضائع، وتمرير مواعيدنا الدستورية، وإعادة تفعيل المؤسسات في وطن يخسر كل يوم، ولم يعد من أمل لديه سوى في أبنائه الذين يتوجهون إلى المدارس والجامعات ليحققوا ذواتهم، ويساندوا أهاليهم”.
وقال: “أما السبب الثاني لوجودنا هنا فهو الإصرار على مقاومة مسار التراجع والخراب ببناء المؤسسات التي صنعت مجد التعليم في لبنان، عانيت كليات الطب التي جعلت من لبنان مستشفى الشرق وجامعة الشرق، والحجر الأساس الذي نضعه اليوم في كلية الطب في الجامعة الإسلامية، إنما يؤسس لصرح اضافي يعنى بتخريج أفضل الموارد البشرية لتأخذ دورها في العناية بصحة المواطنين، والتألق أينما حلت في الخارج وهذه اللُبنة الجديدة يباركها بوجوده سماحة الشيخ علي الخطيب ورئيس الجامعة وأسرتها المحترمون”.
أضاف: “أيها الإخوة والأخوات، إنما في ورشة متعددة الإتجاهات في وزارة التربية اذ تعمل المديرية العامة للوزارة ليلا ونهارا وكذلك اللجنة الفنية واللجان المتخصصة، على دراسة الطلبات والملفات المتروكة في وقت سابق، وإعادة تيويمها بالتواصل مع المؤسسات الجامعية، وبإشراف مجلس التعليم العالي ويتم حل العديد من القضايا العالقة للطلاب نتيجة مخالفة المؤسسات وتكليف الجامعات دفع الغرامات. ومن جهة ثانية، تسيير الأعمال المتراكمة لجهة الإعترافات والمصادقات والمعادلات وغير ذلك”.
وتابع: “في ما يتعلق بورشة المناهج التربوية، فإن كل الأوراق المساندة للإطار الوطني قد تمت، ونحن في صدد الإطلاع على خلاصات نهائية تفتح الباب أمام المباشرة بوضع مناهج المواد الدراسية مع سلوك مسار الرقبنة والتفاعلية في التعليم والتعلم ومحاكاة الذكاء الإصطناعي. لقد أنجزنا إمتحانات الثانوية العامة وصدرت نتائج فرعين منها أمس الإجتماع والإقتصاد، والأداب والإنسانيات، واسمحوا لي هنا أن أوجه تحية حارة إلى الطلاب الذين نجحوا والمعلمين والإداريين الذي كان لهم الفضل في حسن التنظيم والتدبير. وبفضلهم، كسبنا الرهان، وسفّهنا المشككين الذين ما زالوا حتى اليوم يشككون في قدرة وزارة التربية على إجراء الإمتحانات، وفي تجاوب المعلمين، والتلامذة”.
وأردف: “إلى هؤلاء المشككين نقول، خسئتم لن تسقط المدرسة الرسمية، ولا الجامعة الوطنية، مهما حاولت يد التخريب أن تمتد عليهما، وانتم ربما لا تدركون مدى تصميمنا على حفظهما مهما كانت الظروف صعبة والإمكانات قليلة، ويكفي أن نطلع على لائحة أسماء العشر الأول لنرى مدى تقدم طلاب الثانويات الرسمية للمراكز الأولى في الترتيب الوطني العام، فإليهم وإلى ذويهم ومعلميهم ومديريهم وثانوياتهم أحر التهاني، وآمل غدا أن نستكمل النتائج لفرعي علوم الحياة والعلوم العامة، وإننا في صدد تحليل هذه النتائج. وبالتالي، سيكون التركيز على قبول المتخرجين في الجامعات بعد سنوات عدة من التعطيل القصري والجائحة والإضرابات، والجميع سيبذل جهدا من أجل تعويض الفاقد التعلمي وتمكين المتخرجين من التأقلم مع متطلبات الجامعات داخليا وخارجيا لمعالجة الضعف الذي فرضته هذه المرحلة القاسية على التربية والتعليم في لبنان”.
وقال: “إن وضع الحجر الأساس لكلية الطب في الجامعة الإسلامية يرتب على الجامعة والوزارة خوض تحديات كبيرة لاختيار أفضل الدكاترة وأفضل الطلاب، لا سيما أن الجامعة تعمل من خلال مستشفى الزهراء العريق في الجانب العلمي والتدريبي للأطباء المزمع إعدادهم، وإنني على ثقة برئيس الجامعة الدكتور حسن اللقيس وبرئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور يوسف فارس لكي لا تكون هذه الكلية مجرد رقم إضافي على مؤسسات التعليم العالي وكليات الطب، بل أن ترسم لنفسها مسارا مبنيا على الجودة والشراكات مع أفضل الجامعات في العالم، مع تأكيد ضرورة التزام الجامعة المعايير العلمية والشروط الأكاديمية ومتطلبات قانون التعليم العالي”.
وتوجه إلى رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور حسن اللقيس”، وقال: “إن وجود وزير التربية في هذا الحفل ورعاية دولة الرئيس بري لا يعطيان أي سبب لعدم توافر كل هذه المتطلبات، بما فيها التراخيص اللازمة والأذونات الضرورية”.
وأشار إلى أن “الأطباء مسؤولون عن الحياة وجودتها، وبين أيديهم ثقة كبيرة وأمل كبير بأن يشرفوا الجامعة ويشرفوا قسم أبوقراط ويرفعوا اسم لبنان ويتحدوا كل الصعوبات ليستحقوا ألقابهم”.
وختم: “مبروك تأسيس كلية الطب في الجامعة الإسلامية في لبنان، وشكرا لدولة الرئيس نبيه بري على الرعاية والإحتضان والدعم، وإلى المزيد من بناء المؤسسات واستعادة الثقة في لبنان”.
الحفل الذي قدمته الاعلامية الزميلة امل الحاضر، اختتم بوضع حجر الأساس لكلية الطب في حرم مستشفى الزهراء – مركز طبي جامعي.