لبى المدير العام للتربية فادي يرق دعوة رسمية من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأميركية ، حيث ألقى سلسلة محاضرات وشارك في طاولات مستديرة وحل ضيفاً على عدد من صفوف كلية التربية في الجامعة.
واستمرت الزياردة على مدى أسبوع بدأت مع لقاء عميد كلية التربية جايمس راين ومدير مبادرة الشرق الأوسط لتمهين التعليم Middle East Professional Learning Initiative
أمين مرعي، وتم البحث في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجامعة ووزارة التربية وقطاع التربية في لبنان، وتم التركيز على إيفاد طلاب الدكتوراه في جامعة هارفرد إلى لبنان لإنجاز دراسات ميدانية حول حالات محددة تتعلق بالتعليم في حالات الطوارئ وفي أوقات الأزمات، إضافة إلى التعليم المتعدد اللغات، ومبادرات حماية الأطفال في القطاع التربوي، وتعليم ذوي الإحتياجات الخاصة، والتقييم التربوي وكافة المواضيع التي هي من أولويات لبنان.
وأكد راين على التعاون بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، وخصوصاً من خلال برنامج مبادرة الشرق الأوسط لتمهين التعليم، واعتبر ان تعاطي لبنان مع الأزمة شكل حالة يمكن الإفادة منها وتدريسها وتعميمها، وقد شكلت نقطة اهتمام للجامعة ، سيما وأن التعليم في الأزمات هو موضوع مهم ويلبي حاجات ملحة وآنية راهناً في العديد من دول العالم.
وكشف عن تخصيص منحتين لدراسات الماستر أو الدكتوراه في التربية في الجامعة، كما أكد على إعطاء فرصة الى 18 أو أكثر لأساتذة ومعلمين لبنانيين للانضمام الى مشروع التعلم عن بعد في جامعة هارفرد.
وشارك يرق في عدد من الطاولات المستديرة التي تضم طلاب الدكتوراه وطلاب الماجستير، تناولت عددا من المواضيع التربوية والأبحاث المؤدية إلى تحسين أدارة النظام التربوي وكيفية تطويره. واطلع على الأبحاث التي أجروها في لبنان والنتائج التي أسفرت عنها، والتوصيات التي صدرت بنتيجتها، وأكد لهم أنه سيتابع الإفادة من التوصيات العملية الناتجة عن أبحاث ميدانية معمقة أجريت في المدارس الرسمية في لبنان وشملت تلامذة لبنانيين ونازحين من دوامي قبل الظهر وبعد الظهر، وخلصت الدراسات والأبحاث إلى وضع قائمة بنقاط القوة والضعف في الأداء الفعلي للمعلمين والتلامذة ورصد حاجاتهم التربوية والمهنية، من منظار عالمي. وأبدى يرق إعجابه بدقة الأبحاث معتبراً أنها الأكثر واقعية ويمكن أن تكون لها فائدة كبيرة على تحسين أداء المعلمين وأداء النظام التربوي خصوصاً في الأزمات.
وأجرى لقاءات مع المحاضرين في جامعة هارفرد حول مواضيع التعليم في لبنان والتحديات التي يواجهها لبنان في الإستجابة لمقتضيات الأزمة. كما أجرى لقاءات مع الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في هارفرد وأطلعهم على واقع التعليم في لبنان ووضعهم في حاجات لبنان إلى التطوير في القطاع التربوي، ودعاهم إلى ملاءمة أبحاثهم واهتماماتهم مع الحاجات اللبنانية.
وألقى يرق محاضرة في كلية التربية في هارفرد وتولى إدارة الحوار المتخصص بالمواطنة العالمية، وفي كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة البروفسور فرناندو رايمرز، الذي دعا الطلاب إلى إرسال أفكارهم لتحسين التربية في لبنان بعد المحاضرة عبر التويتر.
وركز المدير العام للتربية في المحاضرة على شرح واقع التعليم في لبنان وخصوصيته وتأثير الأزمة السورية على المنظومة التربوية، كما تطرق إلى المبادرات المتخذة للإستجابة للأزمة وكيفية إدارة هذه الأزمة، والتوجهات التطويرية وتنمية القطاع للوصول إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030. وشرح يرق كيفية تمكين لبنان من مواكبة تداعيات الأزمة السورية على قطاعاته كافة وخصوصاً القطاع التربوي، حيث اضطرت وزارة التربية إلى إيجاد دينامية متحركة عبر تشكيل فريق عمل متخصص لمتابعة ملف تعليم النازحين بكل تفاصيله البشرية والإدارية والمالية، وتم تخصيص مدارس وترميمها لدوام بعد الظهر. إضافة إلى وضع برنامج مخصص للمنقطعين وهو التعليم غير النظامي. وتم التعامل مع المانحين من دول ومنظمات وجمعيات من خلال إيجاد آلية تنسيق بين جميع المانحين والمنظمات الدولية، وأكد أن هذه العملية حققت نجاحات، ومكنت الإدارة من إستشراف المراحل المقبلة والتخطيط للإستجابة بصورة أكبر، كما مكنها من أن تتوقع الإعتمادات المطلوبة للتوسع في الإستجابة واستقبال عدد أكبر من التلامذة.
وأعلن يرق عن مرحلة جديدة من التعاون مع جامعة هارفرد في مجال التربية، وتوسيع فرص الحصول على المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين.
وزار يرق أيضا جامعة M.I.T في ماساشوستس والتقى أعضاء النادي اللبناني الذي يضم طلاباً لبنانيين في الجامعة، وتم البحث في إنضمام أكبر عدد ممكن من الطلاب اللبنانيين الجدد إلى جامعة M.I.T للدراسة والتخصص وذلك عن طريق التواصل معهم وإرشادهم إلى كيفية توفير الإستعدادات للقبول في الجامعة.