أخبار عاجلة

اتحاد الشباب الوطني يقدم رؤيته لإنقاذ العام الدراسي

بوابة التربية: قدم اتحاد الشباب الوطني رؤيته لإنقاذ العام الدراسي، من خلال هيئة وطنية واجراءات حكوميّة ووفاء المؤسسات الدوليّة بوعودها.

أمام المعضلات الكبيرة والمتعددة والمتشعبة التي تواجه العام الدراسي، قدّم اتحاد الشباب الوطني قراءته وجملة اقتراحات رأها ممكنة وضرورية، لانقاذ العام الدراسي ومنع لبنان من الانزلاق الى التجهيل الناتج عن التسرّب المدرسي، في حال بقي التعامل مع قضية التربية والتعليم كما كان في السنوات السابقة.

وجاء  رأي الاتحاد واقتراحاته في بيان جاء فيه:

اذا كان شهر ايلول يشكّل هاجسا للأهالي فيما مضى، فإنه اليوم يؤرق جميع اللبنانيّين حيث اللارؤية هي التي تحكم مصير العام الدراسي المقبل.

أهالي الطلاب يؤرقهم القسط المدرسي والقرطاسية والثياب المدرسيّة، وسبل ايصال ابنائهم الى المدرسة او الجامعة في ظل ندرة المحروقات وغلائها الفاحش. والمعلّمون، المثبّتون منهم والمتعاقدون، يؤرقهم تدني قيمة رواتبهم حتى تكاد تصبح صفراً وتحوْل المعلّم الى عامل بالسخرة. ومديرو المدارس يؤرقهم صندوق المدرسة الفارغ حيث الرسوم لا زالت بالأسعار القديمة، وحيث الحاجيات تسعّر بتقلبات الدولار اليومي وصعوده المتتالي. اما وزارة التربية والتعليم العالي التي يشكو العاملون فيها، شأنهم شأن كل موظف او متعاقد في الدولة اللبنانية، فهي كربّان فقد السفينة ولم يبق بيده سوى المقود، في ظل محدودية مؤازرة باقي الوزارات لها بالفعل لا بالقول، وفي ظل وعود فضفاضة للمؤسسات الدولية التي طالما تغنّت بدعمها للتربية والتعليم.

هذا الواقع الأليم والصعب وغير المسبوق، يكاد يجعل من لبنان صحراء تعليمية، بعد ان تباهى طويلا بأنه بلد الحرف الذي يصدّر الأدمغة ليس الى محيطه العربي بل العالم أجمع. يزيد من قتامة المشهد هجرة الكفاءات التعليمية من معلّمين واساتذة ثانويين واساتذة جامعات، واستنكاف الجيل الجديد عن الدخول الى مهنة التعليم التي هُمشت في السابق اجتماعيًا واليوم تهمش ماديًا. واذا كان لبعض الّلبنانيّين المقتدرين ماديا، وقد اصبحوا قلّة، ان يلجأوا بأبنائهم الى قبرص او الخليج العربي او اوروبا، فان الغالبية الساحقة من اللبنانيّين الذين اصبحوا فقراء بين ليلة وضحاها، باتوا عاجزين عن تسجيل ابنائهم في المدارس الرسمية، فكيف لهم في المدارس الخاصة، مما يعني تسرّبا مخيفا في أعداد المتعلّمين، وتركهم فريسة للجهل والأميّة العلميّة والتقنيّة.

حيال هذا الواقع المأساوي، فان اتحاد الشباب الوطني يرى ضرورة التعاون بين أطراف العمليّة التربوية من أهالي، وادارات مدارس، وهيئات وروابط ونقابات تعليمية، ووزارة تربية ومركز بحوث، ومؤسسات تعليمية دولية وعربية. وحبذا لو كان المعنيّون استدركوا الواقع فعملوا على تشكيل هيئة وطنية تضطلع بالمسؤولية التربوية بدل رميها او تقاذفها او الاستفراد في المعالجة.

وكخطوات تمهيدية وسريعة، يطالب الاتحاد الحكومة الحاليّة بمضاعفة رواتب المعلمين بنسب تراعي تدهور القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، واعطائهم قسائم محروقات على غرار القسائم التي تعطى للضباط العسكريين، واقرار مساعدة لصناديق المدارس، ودفع بدل اتعاب المتعاقدين شهريا بعد مضاعفتها بنفس نسب مضاعفة رواتب اساتذة الملاك، والسماح لهم بدخول المستشفيات بدون بدل مادي، وتوفير وسائل نقل مشتركة لهم وللإداريين في مؤسسات الدولة على غرار وسائل النقل المعتمدة للعسكريين.

كما يطالب الاتحاد بتعميم الطاقة البديلة على جميع مدارس لبنان الرسمية والخاصة، على ان تقوم المؤسسات الدولية المانحة بهذه الخطوة، وان توفر هذه المؤسسات الدولية المازوت الى المدارس الجبلية للتدفئة، وان تساهم في تغطية مصاريف المدارس الخاصة التي عليها عدم رفع الاقساط المدرسية في هذه الظروف الصعبة، دون ان تحرم المعلمين حقوقهم، وقد هاجر منهم من هاجر وكثير غيرهم يعدّون العدّة ان لم تعالج اوضاعهم الماديّة.

اما بشأن الكتب والقرطاسية، فالاتحاد يطالب المجلس النيابي بإقرار قانون يمنع الوكالات الحصرية ويمنع الاحتكار على انواعه ويضاعف عقوبة المحتكرين، كما يطالب المركز التربوي بتأمين الكتاب الالكتروني مجانا لكل طلاب لبنان.

انها حلول مؤقتة، لكن الحل الأساس للسنوات القادمة يبقى بتعزيز التعليم الرسمي وتطويره والاستثمار فيه، واعتباره السلاح الأمضى بأيدي اللبنانيّين منعًا للتسرب والتجهيل الذي ان تم لاسمح الله فانه يدفع بلبنان عقودًا الى الوراء ويجعله في قابل الأيام متخلفا على المستوى العلمي والتقني بدرجات مرعبة.

ان اتحاد الشباب الوطني يتطلع الى مساندة اخوانه العرب، وهو يطالب اتحاد المعلّمين العرب واتحاد الشباب العربي، التحرك لمد يد العون التربوي الى الّلبنانيّين، فالمؤسسات الدوليّة انما تعمل بوحي سياسي اميركي وغربي، وهذا الوحي يُستمد دائمًا وابدًا من مصلحة العدو الصهيوني الذي كان ولا زال وسيبقى يبحث عن سبل تحطيم النموذج اللبناني على اكثر من صعيد. ان على الاخوة العرب ان يعلموا جيدا ان مأساة لبنان الحالية انما هي نتاج تحالف بين الطبقة الحاكمة الفاسدة وبين حصار اميركي معلن.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

رابطة الأساسي هنأت بعيد الفطر: فرحة العيد تكتمل يوم يستعيد المعلمون مكانتهم

بوابة التربية: هنأت رابطة معلمي التعليم الأساسي بعيد الفطر السعيد، واشارت في بيان إلى أن …