أخبار عاجلة

الجامعة الاسلامية تستضيف مؤتمر المحبة والعدالة في الاديان ‎

الحضور في المؤتمر

أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية والجامعة الاسلامية في لبنان مؤتمرا علميا بعنوان “المحبة والعدالة في الأديان”، في قاعة المؤتمرات في مجمع الوردانية التابع للجامعة، لمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي الرضا، وبرعاية العتبة الرضوية المقدسة، ضمن الندوات التمهيدية للمؤتمر الدولي عن الإمام الرضا.

حضر المؤتمر الوزير السابق وديع الخازن، النائب السابق محمد برجاوي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد حسيني والمستشار الثقافي محمد مهدي شريعتمدار، مطران صور للروم الكاثوليك ميخائيل أبرص، امين عام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى نزيه جمول، أمين عام مؤسسة “العرفان” التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى، مسؤول جبل لبنان في “حزب الله” بلال داغر، عضو مجلس الخبراء آية الله الشيخ مرتضى حيدري آل كثير، ممثل العتبة الرضوية المقدسة العلامة السيد حميد علوي، رئيسة الجامعة الدكتورة دينا المولى وشخصيات تربوية ودينية وعمداء واساتذة الجامعة الاسلامية.

شريعتمدار 
بداية آيات من الذكر الحكيم، فالنشيدان الوطني والايراني، ثم كانت كلمة لشريعتمدار استهلها بتلاوة سورة الفاتحة على ارواح ضحايا التفجيرات الارهابية في سوريا، وقال: أحييكم بتحية الحب الإلهي، وهل الدين إلا الحب؟ فالله الخالق مصدر الكون ومرشد العباد إلى السعادة في الدنيا والآخرة، هو الرحمن الرحيم الذي شمل لطفه كل عباده، بل والكائنات على وجه الأرض، وهو الذي يحب المتقين والمحسنين والمتطهرين والمتوكلين والمقسطين والذين يقاتلون في سبيله صفا والصادقين والتوابين والمستغفرين، ولا يبغض إلا المعتدين والخائنين والظالمين والمفسدين وكل مختال فخور ومن كان خوانا أثيما”.

أضاف: “برحمته يتحقق الفوز، وبحب الإنسان له يتحقق الإيمان، والله زرع الحب حيث وضع رسالته وأرسل أنبياءه، فالنبوة هي الحب والرفق، والحب واتباع الرسالات الإلهية متلازمان. كما والإمامة هي الحب، إذ جعل الله أجر الرسالة المحبة في ذوي القربى من أئمة أهل بيت رسول الله، وجعل التولي لهم واجبا يتقرب المؤمن به إلى الله تعالى، والولاية هي المحبة والإطاعة في آن: إطاعة الله ورسوله والأئمة من بعده وإطاعة أولي الأمر في نظام حكم رشيد تحكمه المحبة والعدالة”.

وتابع: “نحن اليوم في حضرة إمام رؤوف أحب في الله فأحبه الناس، وكان مظهرا للحب والعدل في ولايته وحضوره بين العباد، وجعل مزاره بعد وفاته مهوى قلوب الملايين بعد أن كان الإمام الغريب. هو الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا الذي يسعدنا في المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن نقيم هذه الندوة في ذكرى مولده بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في لبنان التي استضافت الندوة، وعملنا معا لوضع أهدافها وبرامجها ودعوة ثلة من الباحثين مسلمين ومسيحيين للحضور والمحاضرة فيها برعاية العتبة الرضوية المقدسة، كخطوة تمهيدية ضمن مجموعة من النشاطات التي تؤسس لعقد المؤتمر الدولي للامام الرضا”.

موسى 
بدوره، ألقى عميد كلية الدراسات الاسلامية الدكتور فرح موسى كلمة الجامعة وقال: “بالعدل قامت السماوات والأرض، وهو سر حياة الأمم ورمز فضائلها. وكما يقول الامام الرضا “استعمال العدل والإحسان مؤذن في دوام النعمة، والظلم مؤذن بالهلاك والبوار”. وبالمحبة أطاعت القلوب واتبعت، فكان الحب في الله، والنور في الحياة والمغفرة والرضوان، كما قال تعالى “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم”. وقال السيد المسيح كما جاء في إنجيل يوحنا “أنا هو نور العالم ومن يتبعني فلا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة”. والسؤال هنا: هل اتبعنا الرسول؟ ولماذا مشينا في الظلام؟ والسؤال الإشكالية هو: من أين نصدر في محبتنا وعدالتنا وحفظ حقوقنا؟ هل نصدر بذلك عن أهوائنا ومصالحنا أم عن دين الله وأحكامه؟”.

أضاف: “إن الله تعالى كرم بني آدم، وأنزل الكتاب والميزان بالحق، ليقوم الناس بالقسط، فهم مستخلفون ومكرمون ليقوموا بشؤون الخلافة ويؤدوا الأمانة التي حملوها. والسؤال هنا: هل أحسنوا الخلافة وأدوا الأمانة وقاموا بالقسط؟ أم تفرقوا في الدين وطغوا في الميزان؟ الحق يقال: إن أهل الإيمان الإبراهيمي في كثير من تحولاتهم الايمانية والتاريخية لم يتعرفوا الى الانسان إلا منعوتا بخصوصية دين، أو فلسفة، أو رؤية، أو مأخوذا بحيز طائفي، أو مذهبي، أو حزبي. وهكذا تعددت الأسماء، واختلفت الأوصاف، وتنوعت المقالات في الأديان”.

وتابع: “من قال إن حب الله تعالى لنا يحتاج الى تعريفات البشر، أليس من الحب الإلهي فيض نعمة الوجود علينا، ونفخة الروح فينا، وكمال الدين لنا، وتمام النعمة علينا، وإحاطة الرحمة بنا. بلى، فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. إن الله أحبنا في الإيجاد والإمداد والتكليف، وفيما عرفه لنا من جنات النعيم، وهل يعقل أن يكون قد عرف لنا الجنة ولم يعرف لنا الأسباب الموصلة إليها من حب وعدل وتقوى وميزان حق وهدى؟”.

وختم: “الإشكالية الكبرى تكمن هنا، المحبة عرفت بأهواء الطوائف والمذاهب والأحزاب، فلم يستو بها أهل الإيمان على حقيقة الميزان لتنتج تعارفا وحوارا وتعاونا على البر والتقوى وسلامة في الدين والدنيا، وكانت النتيجة التفرق في الدين، والإيمان بالجبت والطاغوت، والتيه في الأرض.

قبلان
بدوره، قال قبلان: “في المجموع المقارن عند أتباع الأديان، الدين حاجة ضرورية، منطق ربح، سعادة أبدية، مطلب إنساني وأخلاقي، محله مصلحة الإنسان، وحاجته في الدنيا والآخرة، ببعد النظر عن مصدر الدين، لأن بعضها مصدره أرضي، لا سماوي. وعليه، منطق أن الدين لصالح الإنسان يفرض أن نكرس مواد ومفاهيم تهدف إلى حماية هذا الإنسان، وإلى توثيق علاقاته وتأمينه ضد المخاطر والنزاعات، وإلى منع الأشكال المتوحشة بين أطرافه، وأن نمكنه من القدرات والإمكانات التي تعزز دوره كإنسان مخلوق له حاجاته الكونية والاجتماعية، وله مصالحه العامة، وبالتالي كل مادة دينية تتعارض مع حق الإنسان بالمعرفة والانتماء ووعي الذات وحماية حقوقه الوجودية والاجتماعية ومصالحه الإنسانية وممارسة هذا الدور بأمان واطمئنان تعتبر ضد الإنسان، وعبئا على الدين”,

أضاف: “هذا ما قدمه الإمام علي بن موسى الرضا في مجلسه الشهير مع أهل الملل والأديان، فهو أكد أن الدين ضرورة فطرية، ومصلحة لها صلة ماسة بحاجة الإنسان في العوالم الأخرى، وأن مآل الخلق لله، وأن التعددية الدينية لا تعني أن نعلن الحرب بين الديانات، بل لنؤكد حق المعرفة، ووعي الوجود، ومنطق الانتماء، وجدل العقول، وتثبيت مقولة الحق والمعرفة الحاسمة لمصلحة الخلق والناس، ضمن مبدأ “ما لهم وما عليهم”، لكن ليس على طريقة السيف، بل من باب الإلفة والكلمة والشراكات العقلية والمعرفية، وهو معنى قوله تعالى “لا إكراه في الدين”، والأساس فيه شراكة خلق الله بمبدأ “ولقد كرمنا بني آدم” ببعد النظر عن دينهم وعن جنسهم وعرقهم وانتماءاتهم الاعتبارية المختلفة”.

وتابع: “إن مبدأ المحبة والعدالة في الأديان يفترض أمورا متعددة، وعي الذات وفهم الآخر، في إطار جدل معارف، احترام الآخر وتأمين حمايته الفكرية والجسدية والمجتمعية والتعبيرية، تمكين الآخر من ممارسة قناعاته المبررة ومنع مطلق العدوان عنه وعليه، التعايش الآمن والتفاعل الضامن للأشكال المعرفية، ومنها الحقوق الدينية، تكريس الدين كملاذ لمبادىء الحماية والأمان والاستقرار، وليس سببا للنزاعات والقطيعة والذبح والعدوان، لأن الدين -بجوهره- رحمة وعون وهداية وإنقاذ، وتأمين ومسامحة وعقل وإرشاد وما إلى ذلك، وكل هذه العناوين تقتضي الرأفة بالإنسان وتأمينه، وليس إعلان الحرب عليه لمجرد أنه مختلف دينيا. ومعه تصبح المحبة ضرورة لازمة لمنطق رحمة الله بإنسانه ومحبته لخلقه، لأن المبدأ الضروري في الأديان أن الله لم يخلق الإنسان عبثا أو لعبا، كما لم يخلقه ليعذبه أو يحوله صيدا لأخيه الإنسان”.

وأشار الى أنه “ليس في القرآن أي ذكر للسيف أو القطيعة أو العداوة أو النزاع لمجرد أن الآخر مختلف دينيا، بل فيه تحريض على المودة والمحبة والبر، كأساس إطاري للعلاقة مع الآخر، وخاصة أهل الأديان والملل”.

وقال: “يتلخص من الآيات أن الخصومة محلها المعتدي وليس المختلف دينيا. والعمدة مع الآخر -حتى لو كان ملحدا- قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” ما يعني ضبط العلاقة بين المختلفين دينيا وفكريا، وفق قواعد نوعية تضمن السلم والأمن والأطر الأخلاقية، والنظم التواصلية والأنماط النفعية التي تؤكد إرادة الله بقوله “شعوبا وقبائل لتعارفوا”، الضامنة للمصالح النوعية للخلق”.

أضاف: “نحن نصر على أن التعددية السياسية يجب أن تتأطر ضمن مبدأ الشراكة النوعية والمصالح العامة للدول والناس، لا على قاعدة أميركا أولا، بل وفق القواعد الراعية لمصالح الناس وحقوقها أولا، بعيدا عن الفوارق السياسية والدينية والعرقية والاجتماعية وغيرها. وهو نفسه ما نادينا به كأساس جامع للهوية الحقوقية للمواطنة في لبنان، بعيدا عن ميزة الطوائف والمذاهب، ولغة الملل ومتاريس السياسة المتسترة بالدين. وهو ما نصر عليه كمرجعية ضامنة للعلاقات الدولية، لا سيما في الشرق الأوسط لأن لعبة الخراب والعداوات وصراعات الأمم أكثر ارتباطا بعقلية وحوش وليس الأديان، كما أن مبدأ التعايش والاستقرار والمصالح المشتركة والحريات الفكرية والدينية والضمانات الأخلاقية ضرورة أساس لصوت الرسالات السماوية، فيما القتل والإبادة وشن الحروب وتقسيم الدول وفق خرائط المصالح ولوائح الغزوات، ليست إلا نازية جديدة تعتمدها الدول التي تعتاش على مفاهيم غاب الذئاب وما أكثرهم في عالمنا هذا”.

وختم: “إننا أحوج ما نكون اليوم إلى ناد ديني أممي، يؤكد وقوفه مع مستضعفي الأرض، وفق مبدأ الشراكة الحقوقية بنفس الوقت الذي يعلن فيه براءته من السياسات الدولية التي تعتاش على التمييز الحقوقي والظلم والفساد والتفرقة وقتل الناس واحتلال البلاد وخراب الأوطان”.

علوي 
أما علوي فأكد على الاهداف الاتية: “التعريف بشخصية الامام الرضا المثالية في المجتمعات الدينية، وإقامة الحوار الديني المستمر مع المجتمعات والمنظمات الدينية غير الاسلامية بهدف التعريف بتعاليم الاسلام الاصيل ومواجهة الافراط والتفريط والعنف المنسوب تعسفا الى الاسلام، والتواصل مع المراكز الدينية والعلمية للاديان والاطلاع على المؤلفات العلمية والدينية للمفكرين، وتوفير حلول مناسبة تركز على دور الاديان في بناء السلام والعفو واهدافه في المجتمعات واحترام الحقوق والعلاقات الدولية، ووضع استراتيجيات عملية التعايش السلمي بين اتباع الديانات”.

وقال: “الاسلام يرى ان الاديان السماوية جاءت لاستمرار التواصل بين الله والانسان، وحوار الاديان هو فرصة لسماع جميع الاصوات من اجل التعايش السلمي الذي يجلب الخير والسعادة البشرية. كما ان العقل اكبر نعمة وهبها الله لانسان قادر على التمييز بين الحق والباطل، وهو الامر المرجو من حوار الاديان”.

وختم: “على هذا الاساس وبناء على خطه، سارت العتبة الرضوية المقدسة بتوجيهات آية الله رئيسي لابراز شخصية الامام الرضا بوصفه مؤسس الحوار بين الاديان والفرق، ولذلك تقيم العتبة المؤتمرات والندوات واللقاءات التشاورية في دول عدة بهدف تعريف الاديان على بعضها البعض”.

معرض 
بعد ذلك، افتتح الحضور معرض اللوحات الفنية للتحف الرضوية، على ان تستمر فعاليات المؤتمر لجلستين أخريين.

عن mcg

شاهد أيضاً

اعتداء وسرقة في مبنى للجامعة اللبنانية في البقاع

بوابة التربية: اقدم مجهولون على اقتحام مبنى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الرابع في …