أخبار عاجلة

الشباب اللبناني بين المخدرات والجريمة..

بوابة التربية- كتب *رنا ترو درزي: المخدرات والسلاح المتفلت وارتفاع نسبة الجريمة في لبنان وخاصة بين الشباب والمراهقين اشكالية فرضت نفسها في ظل الغياب الفاضح للدولة والمؤسسات..

قد يعيد البعض الأسباب الى الازمة الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر والحرمان والبحث الدائم عن لقمة العيش في زمن الجوع المركب الذي فرضه حصار التلاعب بسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الهجمة الشرسة للدولار الاميركي والمتلاعبين به من تجار الأرواح ومصاصيّ دماء الشعب أمام حالة من الصمت المقلق للدولة اللبنانية والقضاء والاجهزة المختصة.. بالاضافة الى الصمت الدولي أمام ما يعيشه اللبنانيون من كوارث اجتماعية واقتصادية ومالية وبيئية وصحية وتعليمية.. علهم يحققون انتصارا بتنفيد الحكومة اللبنانية لشروط صندوق النقد الدولي الاصلاحية..

وهنا نطرح السؤال الاشكالي الاساسي: هل سيبقى الشارع اللبناني مشرّع للقتل والسرقات والسطو المسلح والاتجار بالمخدرات والتعاطي العلني في الازقة والاحياء؟ .. وبالتالي هل يمكن ان تبقى أجهزة الدولة بمثابة المتفرج على عشرات الحوادث الامنية الفردية التي تحصل في معظم المناطق اللبنانية؟

من هذا المنطلق لا بدّ من تشكيل خلية أزمة لمعالجة سريعة لما يهدّد أمن اللبنانيين وسلامتهم.. على أن تكون الاجهزة الامنية شريكة وداعمة لدور البلديات والمجتمع الاهلي والمدني لكي تلعب دورها التوعوي المطلوب وبالحاح لمعالجة المشكلة الامنية الكبيرة المستجدة.

بالاضافة الى ذلك، لا بد أن تقوم المدارس والثانويات والجامعات والجمعيات الاهلية بدور فاعل على مستوى توعية الشباب حول موضوع المخدرات وانعكاساته السلبية على الفرد والمجتمع.. لانه من ابرز الاسباب المشجعة على ارتكاب الجرائم والاعمال المخلة بالاخلاق والامن. خاصة أن  “أكثرية الجرائم ترتكب تحت تأثير عوارض الانسحاب من المخدرات، بمعنى أن المدمن الذي لا يستطيع الحصول على المادة المخدرة مستعد أن يقتل للوصول إليها، فهو يشعر بالأمان طالما أن باستطاعته تناولها، وإلا فإنه يواجه تغيرات سلوكية كبيرة”.

كما أن “تناول جرعات زائدة من المخدرات التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي كمواد بريغابالين، ترامادول، بنزكسول، الكريستال، الهيرويين والكوكايين” وغيرها، قد تؤدي إلى ارتكاب جريمة، وهذا النوع من المخدرات عندما يعتاده الجهاز العصبي ولا يتمكن المدمن من تأمينه يصبح الشخص في حالة ثوران كبيرة ويقدم على سلوكيات غير مسؤولة، كما أن دمج أنواع عدة من المخدرات يدفع المدمن إلى ارتكاب العديد من الجرائم، كما الحال في مخدر ‘السالفيا’ حيث يتسبب بالهلوسة وتحول بعض الأشخاص إلى عدوانيين..

بناء عليه، لا بد من تضافر  الجهود في هذه الظروف الصعبة بين كافة المؤسسات والوزارات المختصة لايجاد الحلول والوقوف الى جانب الشباب الذي استسلم للأمر الواقع وسلم نفسه لحبات من الهلوسة وعقله لمخدر يفقده وعيه ويقوده الى المتعة الشرسة في القتل والتخريب وتهديد المجتمع.. فالتعاون والتكاتف ونشر الوعي هو الطريق الصحيح للمواجهة والاستمرار في وطن يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه.

*طالبة في معهد العلوم الاجتماعية- الجامعة اللبنانية

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

“المجلس الأرثوذكسي” طالب بتعديل مذكرة وزارة التربية عن عطلة الفصح

بوابة التربية: رفض “المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني” في بيان، مذكرة وزارة التربية المتعلقة بعطلة الفصح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *