أخبار عاجلة

تجمّع المعلّمين يطلق المنتدى التّربوي حول الفاقد التّعليميّ: توصيف الواقع ومقترحات للمعالجة

 

بوابة التربية: عُقد المنتدى التّربويّ تحت عنوان“الفاقد التّعليميّ: توصيف الواقع ومقترحات للمعالجة”، بدعوة من تجمّع المعلّمين في لبنان وبرعاية رئيس لجنة التربية النيابيّة النائب الأستاذ حسن مراد، شارك فيه حشد من الفعاليات التربويّة والتعليميّة، وحضر كلّ من النائب الدكتور إيهاب حمادة، ومدير عام وزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر ممثلاً بالأستاذ جورج داوود، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام إسحق، ورئيس بلدية الغبيري الأستاذ معن الخليل، وممثل مدير عام التعليم المهني والتقني الأستاذ أسامة الحمصي، ومنسّق اتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصّة أمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، ومدير عام جمعية التعليم الديني الحاج محمد سماحة، ومدير عام جمعية المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف، وممثلي المؤسّسات التربوية: جمعية المقاصد، مؤسّسة العرفان، مؤسّسات أمل التربويّة، مدارس الغد الأفضل، ورؤساء مصالح ومديريات وزارة التربية، وممثلي المكاتب التربوية، ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة الأستاذ رودولف عبود، ورئيس رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الأستاذ سايد بو فرنسيس، وممثلي رابطتي أساتذة التعليم الثانوي ورابطة المعلّمين في التعليم الأساسي الرسمي، وحشد من المدرين وأساتذة المعاهد والمدارس والثانويات الرسمية والخاصّة الأكاديميّة والمهنيّة والفنّية من داخل لبنان وبلاد الإغتراب.

افتتح المنتدى التربوي أعماله بآيات من القرآن الكريم وتقديم من الدكتور حيدر إسماعيل، وبعد النشيد الوطني اللّبناني تحدّث رئيس تجمّع المعلّمين في لبنان الدكتور يوسف كنعان باسم المنتدى مرحّبًا بالمنتدين ومقدّرًا حضورهم، وركّز على خطورة الفاقد التعليمي وانعكساته السلبيةً على مستوى الفرد والمجتمع على المدَيَيْنِ القريب والبعيد، الأمر الذي دفع بتجمّع المعلّمين إلى المبادرة وإطلاق المنتدى التربوي الذي كانت باكورة موضوعاته قضية الفاقد التعليمي، حيث دُعيَ إليه جميع أطراف العملية التعليمية بجناحيها الخاصّ والرسمي الأكاديمي والمهني، للتخفيف من عقبات نجاح أو انطلاقة تربويّة طبيعيّة لأيّ عام دراسي قادم، ووجه كنعان نداء إلى جميع التربويّين والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي والمراكز والمؤسّسات التربويّة، للتّفكير بعناية لإيجاد حلول لمعالجته والحدّ منه، ووعد أن تتوالى لاحقًا من خلال المنتدى مناقشة القضايا التربويّة التي تشكل تحدّيًا وطنيًّا داهمًا.

مراد

ثمّ تحدّث راعي المنتدى رئيس لجنة التربية النيابيّة والتعليم العالي والثقافة الأستاذ حسن مراد عن أهميّة إطلاق هذا المنتدى التربويّ حول الفاقد التعليمي، الذي أشعره بالكثير من التفاؤل والارتياح بأنّ التربيّة والتعليم بخير وأنّ المجتمع الذي لا يتراجع أمام الأزمات في دعم التربية هو مجتمع يضجّ بالحياة ويسير على سكّة التطوّر والتقدّم، وأشار إلى أنّ المعلمين هم الأكثر صلابة وصمودًا على تأدية رسالتهم، وأكد في ختام كلمته على ضرورة التجديد مع الاحتفاظ بالأصالة في القيم والسلوك والمبادىء الوطنية والقوميّة والدينيّة التي تحفظ الأجيال من التهوّر، والمجتمعات من التفكّك، والأوطان من الاحتلال، وهو المطلوب منّا جميعًا وكلّ من موقعه، والمعلم هو صاحب الموقع الأهم في كلّ ذلك.

الجلسة الأوّلى

وبعد الافتتاح تعاقبت الكلمات في الجلسات الثلاث، حيث تحدّث في الجلسة الأوّلى المعنونة بــالفاقد التّعليمي في القطاعين الأكاديميّ والمهنيّ: توصيف الواقع، الأستاذ جورج داوود مدير التعليم الأساسي ممثلاً مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ عماد الأشقر، إذ أكّد على أهميّة موضوع الفاقد التعليمي، هذا الفاقد سواء على مستوى الكفايات أو على مستوى الوضع النفسي والاجتماعي يحتاج إلى تشريعات لتعويضه على الطلاب، وتشريعات أخرى تؤمّن دعائم مادّية للمعلّمين، وتساءل كيف سينطلق العام الدراسي المقبل مع عدم وجود مقوّمات واضحة وشفافة لنعلم ما ينتظرنا؟، وختم حديثه عن تجربة المدرسة الصيفية لحوالى 500 مدرسة قامت بها وزارة التربية بهدف تعويض النقص في كفايات الموادّ الأساسيّة.

تلت داوود رئيسة المركز التربوي البروفيسورة هيام إسحق، التي رأت أنّ قطاع التّعليم هو أكبر ضحايا الأزمة الإقتصاديّة والمعيشيّة التي تعصف بالبلاد التي أدّت إلى عجز نحو 25% من العائلات اللّبنانيّة عن تأمين كلفة التعليم لأبنائهم، والوضع الكارثي للكهرباء والإنترنت، وكلفة الأقساط، وترهّل البنية التحتيّة الرقمية في لبنان ولّد فجوة تعليميّة- تعلّمية أدّت إلى فقدان المتعلّمين جزءًا من تعلّمهم، وبخاصّة في المناطق النامية، وهذا الفاقد في التعلّم هو سبب أساسيّ من أسباب الرّسوب، وما يحمله من انعكسات سلبيّة على صحّة المتعلّم النفسيّة، تصل به إلى التسرّب المدرسي الّذي يؤسّس لجيل ضائع معرّض لكلّ أنواع الآفات التي تهدّده وتهدّد المجتمع.

بدورها منسقة الهيئة الأكاديمية المشتركة في المركز التربوي الأستاذة رنا عبد الله، عرضت وبالتفصيل برنامج التعافي استجابة للفقدان التعلمي والحاجات الانفعالية الاجتماعيّة والتّحضيرات لبرنامج التّعافي للعام 2022-2023، مرورًا بأهمّ التحدّيات التي تعيق برنامج التعافي على المستوى الإداريّ والأكاديميّ والانفعاليّ الاجتماعيّ.

لتُختتم الجلسة الأولى بمداخلة الأستاذ أسامة الحمصي الذي مثّل مديرة التعليم المهني والتقني د. هنادي بري، مشدّدًا على معاناة التعليم المهني واحتياجاته، وتقصير الجهات الرسميّة بحقّه من كلّ النّواحي، إلى جانب هجرة كادره الإداري والتعليمي بسبب الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة في البلاد، مذكّرًا بشعار المرحلة “حي على خير العمل” الذي أطلقته المديرة العامة لتعليم المهني والتقني.

الجلسة الثانية

ثمّ تحدّث في الجلسة الثانية التي أدارتها الأستاذة صفاء الزين والموسومة بــالتّجارب الرّسميّة والخاصّة في معالجة الفاقد التّعليمي، كل من:

  • منسّق اتّحاد المؤسسات التربويّة الخاصّة أمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، الذي استعرض تجربة المدارس الكاثوليكية مع الفاقد التّعلّمي، قدّم لها بمجموعة من الدّلالات والحوادث التي تشير إليها، ليختم الأب نصر مداخلته بتقديم مجموعة من الحلول، في مقدّمتها المطالبة بتطوير المناهج التربويّة اللّبنانية أو نسفها بالكامل، واعتماد منهج متطور للخروج من أزمات البلد عبر النّهوض التّربوي الشامل، ودعا إلى تعاون مشترك بين المدرسة والجامعة والأهل والمجتمع والدولة لمعالجة الفاقد التربوي.
  • مدير عام جمعية التعليم الديني الإسلامي الحاج محمد سماحة عرض تجربة مدارس المصطفى(ص)، حيث تناول الإجراءات التي بدأتها الجمعية مع العام الدراسي المنصرم من تعديل الدوامات وتشخيص الفاقد التعلّمي واعتماد مسارات لمعالجته. وأكّد الحاج سماحة أنّهم راضون عن النتائج التي تحقّقت بعد تنفيذ هذه المسارات ويسعَون إلى تحسينها وتطويرها نحو الأفضل من خلال خطة للعام الدراسي القادم، داعيًا إلى انطلاقة جريئة للعام الدراسي القادم وتجاوز كلّ الصّعوبات لما لذلك من فأل خير لنهوض الوطن.
  • ممثلة جميعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة الدكتورة ناتاشا ضاهر تحدثت عن معالجة الجمعية للفاقد التعلّمي عبر القيام بالامتحانات التّشخيصيّة بعد تحديد معاييرها، والوقوف عند نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها، ووضع خطة تعليميّة علاجيّة تناسب قدرات التلامذة والفروقات الفرديّة بينهم، ثمّ أوردت الدكتورة ضاهر مجموعة من التوصيات على مستوى المعلم والطالب والمحتوى التعليمي، لعلاج الفاقد التعلمي، ودعت إلى التحضير لخوض غمار المجتمع الخامس؛ الذي يركز على الإنسان ويوازن بين التقدّم الاقتصاديّ والتكنولوجيّ لحلّ مشاكل المجتمع.
  • ممثل المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم مدير الإشراف التربوي الدكتور غالب العلي، الذي أعطى عنوانًا لمداخلته “الفَقْد التعلّمي مبادرة الحلّ لا التوقّف عند حدود المشكلة”، اعتبر أنّ الفقْدَ التعلّمي في ظلّ الظروف الاقتصاديّة والسياسيّة والتعليميّة يعدّ مشكلة وطنيّة بامتياز، ويحتاج إلى حلول جزئية تتعلّق بـ: المدرسة، المنسّقين، المعلّمبن، التلامذة، الأهل، البلديّات، المؤسّسات الأهليّة المحلّيّة..، وحلول كلية تتعلّق بالجهات المسؤولة عن التربية والتعليم: مجلس النواب، مجلس الوزراء، وزارة التربية، المركز التربوي للبحوث والإنماء، الجهات الراعية للمؤسّسات التعليميّة… ثم عرض بالتفصيل مخرجات التجربة التي خاضتها المؤسسة في العام الدراسي المنصرم للتعامل مع الفقد التعلّمي بدءًا من الإنخراط إلى التشخيص فالمعالجة ثم قياس الأثر.
  • ممثل مؤسسة العرفان مدير الشؤون التربوية الشيخ رمزي زين الدين، الذي استعرض بإيجاز تجربة مدارس العرفان في معالجة الفاقد التعليمي وكيفية مقاربة القضية في نهاية العام الدراسي المنصرم، حيث وضعت استراتجية تربوية لمعالجة الفاقد التعليمي، لتقديم معالجات شاملة ومرنة تعزّز جوانب مختلفة للمتعلم وليس حصرًا للتحصيل الأكاديمي.

وختمت الجلسة الثانية بمداخلتين الأولى للنائب إيهاب حمادة الذي أكّد على أنّ الاستحقاق الحقيقي هو كيف نبدأ عامنا الدراسي المقبل في جناحيه الرسمي والخاص، وإكمال المسار التعليمي ولو بحدّه الأدنى؛ وشدّد حمادة على أهميّة العودة الكاملة للتعليم، ووضع خطط طوارئ لتعويض الفاقد التعليمي تلحظ إمكانية حصول مستجدات تستدعي وجود بدائل.

أمّا المداخلة الثانية فكانت لرئيسة المصلحة الثقافية في وزارة التربية الأستاذة صونيا خوري، التي ركّزت على المشاكل التي تعاني منها المناهج التربوية في لبنان إلى جانب البنى التحتيّة للمدارس التي هي موجودة بالأصل قبل جائحة كورونا، وتساءلت أين نحن من تعليم 170 يومًا؟. وختمت الخوري مداخلتها بالحديث عمّا يعطى للطلاب اليوم، والذي لا يتناسب مع التطور التعليميّ والتكنولوجيّ الحالي، داعية إلى أعطاء الطلاب حوافز جديدة لتعليم.

الجلسة الثالثة

وفي الجلسة الثالثة المعنونة:”واقع المعلّم مع الفاقد التّعليمي ودوره في المعالجة“، والتي أدارها الدكتور محمد عطوي مسؤول تجمع المعلّمين في منطقة النبطية، شدّد فيها نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة الأستاذ رودولف عبود على الجهود الاستثنائية التي بذلها المعلمون في ظروف صعبة، ودعا إلى إعادة إنتاج مناهج جديدة والبدء بتطبيقها بأقرب فرصة ممكنة.

ثمّ تحدث الأستاذ سايد بو فرنسيس رئيس رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني عن واقع المعلّم في التعليم مع الفاقد التعليمي ودوره في المعالجة، وكذلك ممثل رابطة أساتذة التعليم الثاوي د. فراس العس وممثلة رابطة المعلمين الأستاذة دجيمي جبور.

ثم فُتح النقاش بين المنتدين، إذ قدّم مجموعة من مدراء المدارس والثانويات الرسمية ومسؤولي الإرشاد والتوجيه في المناطق مداخلات عن تجاربهم مع الفاقد التعلميّ وسبل المعالجة مقدّمين مجموعة من المقترحات العملية للمعالجة.

واختتم المنتدى بشكر جميع المشاركين وجهه الدكتور يوسف كنعان، واعدًا برفع ما ورد من مقترحات وتوصيات إلى الجهات الرسمية الإدارية والتشريعية والتربوية للقيام بما يمليها عليها الواجب الوطني، مؤكّدًا أنّ إطلاق تجمّع المعلّمين للمنتدى التربوي في ظلّ التحدّيات التي تعصف بالبلاد هدف إلى زرع بذرة خير في هذا البلد الذي يحتاج إلى مزيد من التضحيات والمبادرات لإنقاذه ونشر الخير فيه.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

رابطة الأساسي هنأت بعيد الفطر: فرحة العيد تكتمل يوم يستعيد المعلمون مكانتهم

بوابة التربية: هنأت رابطة معلمي التعليم الأساسي بعيد الفطر السعيد، واشارت في بيان إلى أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *