أخبار عاجلة

تصوّر لمسار العام الدّراسي 2020- 2021

بوابة التربية: كتب *محمود عيسى: مع انقضاء العطلة الصّيفيّة وانطلاقة العام الدّراسيّ الجديد 2020/2021، تتجلّى أمامنا العديد من التّحديّات في ظلّ ارتباك المدارس وتخبّط القيادات التّربويّة في القطاع العام (وزارة التّربية، المركز التّربوي…) وهذا ما ولّدَ قلقًا عندَ الأهل على أبنائهم من وباء كورونا من جهة، والضّائقة المادّية والاقتصاديّة من جهةٍ ثانية، بالإضافة إلى الصّدمة النّفسية الّتي تسبّب بها انفجار مرفأ بيروت وما تبعه من أوضاعٍ أمنية. كلُّ هذا دفعَ أولياء الأمور إلى طرح العديد من التّساؤلات؛ ومنها: “هل نسجّل أولادنا؟ هل ندفع الأقساط للمدارس؟ …”. لا شكَّ في أنّ هذه الهواجس مبرّرة لديهم، إذ يجب علينا كتربويّين العمل على إزالتها أو التّخفيف منها قدر المستطاع.

لقد دعونا في السابق إلى تحضير خطّة عمل للعام الدّراسي المقبل 2020/2021 تعتمد التّعليم الهجين “Hybrid Learning” لما لهذه الآليّة من أهميّة في الحدّ من معوّقات التّعلّم عن بعد “Remote Learning ” بشكل منفرد ومن زيادة مكتسبات التّعلّم المباشر لإنتاج تلميذ قادر على مواجهة القرن الحادي والعشرين.

أمّا الآن وفي ظلّ غياب التّحضير المسبق لاعتماد التّعليم الهجين، والّذي يتطلّب تدريبًا مركّزًا، ندعو وزارة التّربية إلى اعتماد التّعلّم عن بُعد بداية العام الدّراسي ” أقلّه في الشهرين الأوّلين من العام”، ولا سيّما وأنّ الوضع الصّحيّ يتّجهُ إلى المزيد من التّدهور مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كوفيد 19، مع التّأكيد على التّأخير الإلزاميّ لانطلاق عام دراسيّ آمن في جميع المدارس تحقيقًا للعدالة “Equity” وإلزاميّة البدء بتدريب الكوادر التّعليميّة على المنصّات المعتمدة مع ضرورة الاستفادة من المدّة المتبقّية لتكييف التّلامذة وأولياء أمورهم على طرق استخدام هذه المنصّات عبر طرق مختلفة:

  • مؤتمرات عن بُعد أو مباشرة مع مراعاة التّباعد الاجتماعي “Social Distancing”.
  • فيديوهات مسجّلة، حلقات متلفزة… والأفضل أن تقوم الوزارة بالبحث عن طريقة لدعم شراء الأجهزة التي يستخدمها التّلامذة والمعلّمون خلال عمليّة التّعلّم عن بُعد في جميع المدارس ” انطلاقا من ضرورة تحقيق العدالة الّتي ذكرت أعلاه”
  • بالإضافة إلى اعتماد التّعلّم غير المتزامن عبر تحضير محتوى رقميّ مبسّط وواضح يتمّ تحميله على المنصّة لمحاولة تخطّي مشكلتَي الكهرباء والانترنت قدر الإمكان، والتّعليم المتزامن المباشر في صفوف اِفتراضيّة لشرح المحتوى الرّقميّ الّذي تمّ تنزيله سابقًا، لتأمين التّفاعل بين المعلّم والمتعلّم.

وعند انطلاق العام الدراسي 2020/2021، على القيادات التّربوية في لبنان أن تبدأ مباشرةً في التّحضير للانتقال تدريجيًّا من التّعلّم عن بُعد إلى التّعلّم الهجين من خلال التّدريب على عناصر خطّة العمل، وأهمّها الوقاية والسّلامة العامّة، بالإضافة إلى تدريب الأساتذة على مكوّنات العمليّة التّعلميّة خلال التّعلّم الهجين.

أخيرا، علينا ألّا ننسى الوضع النّفسي للمتعلّم، إذْ يجب البحث عن طرقٍ لمعالجته قبل انطلاق العام الدّراسي بغضّ النّظر عن الطّريقة الّتي ستُعتمد، كما وندعو إلى تحويل هذه التّحديّات إلى فرصٍ لتطوير السّياسة التّربويّة والاستفادة من الطّفرةِ الّتي تمّ تحقيقها على مستوى تكنولوجيا التّعليم، ولكنّنا في الوقت عينه نحذّر من خطورة تحويل منصّات التعلّم عن بُعد وأدواته إلى منتجاتٍ تجاريّة تُروّج في الأسواق.

وللأهل نقول: إنّ الثغرة الّتي ظهرت خلال العطلة القسريّة بسبب الغياب المباشر للمعلّم لم يستطع أحد سدّها، وتاليًا، لا بدّ من الوقوف إلى جانبه في ظلّ الضّغوطات المتراكمة والأعمال الإضافيّة الموكلة إليه خلال هذه المدّة، وعدم تحميله عبء معوّقات فرضَتْها ظروفٌ قسريّة على الجميع.

*أستاذ تعليم ثانوي

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *