أخبار عاجلة

جمعية فرسان مار يوسف: نموذج من التضامن التربوي!

         

بوابة التربية- كتب جورج طانيوس الزغبي: يتطلع الللبنانيون في هذه المرحلة التي تهز الكيان  وركائز الحياة الى الخارج للحصول على مساعدات مالية و عينية تعينهم في متابعة هذه المعركة الشرسة.  وكم نسمع مناشدات كي تتولى الدولة مهمة التمويل ودعم هذا او ذاك القطاع لما يعاني من تحديات ومصاعب مقلقة.

وهل من قطاع لم تضربه النكبة حتى الهلاك… والصراخ من كل الجهات  يصدر!! الا ان  القطاع التربوي  يشكل التحدي الابرز كونه يؤثر على حياة الصغار ومستقبلهم وهو الدعامة الكبرى لمستقبل البلد.

تشير الارقام الى أن كلفة المعيشة قد ارتفعت  بحدود 150 في المئة والسلع الغذائية  من 400.000 الى 3 ملايين ليرة.. مما جعل 70% من العائلات مصابون بوباء  جديد اسمه المداخيل والمصارف… فمن اين المال لتسديد  الاقساط؟

كل هذا الشح في الموارد اضعف القدرة التشغيلية لادارات المدارس  مما فرض اللجؤ الى مصادر متنوعة لتأمين التمويل اللازم لمعاودة التدريس وتسديد كافة التكاليف والاجور والرواتب.. لذلك لجأت بعض المدارس الى الاستعانة بالاهل وطالبت بان يساهموا  بمبلغ محدد من “الفريش موني” وبالدولار حصراً. ومدارس توجهت  الى الخريجين  والجمعيات والمؤسسات الدولية لترفدها بالدعم و التبرع..

أود هنا التحدث عن مبادرة كنموذج عما يمكن خريجوا المدارس من تحقيقه على هذا الصعيد.

  • جمعية فرسان مار يوسف

بادرت مجموعة من قدامى مدرسة مار يوسف- قرنة شهوان الى  انشاء جمعية لا تبغى الربح ومركزها في الولايات المتحدة الاميركية.  وقد حددوا اسمها بوضوح تام :”فرسان سانت جوزيف- The knights of Saint Joseph.”

يدل هذا الشعار الى الرسالة التي يريد هؤلاء  المؤسسون ايصالها الى رفاق لهم تخرجوا من المدرسة والى كل الاصدقاء والمعنيين بشؤون التربية والتعليم في لبنان… ولا غرابة ان يكونوا هم ايضا من هؤلاء الفرسان الذين يحتلون بالاقدام  الشجاعة و الحكمة و هم من قدامى كشافة المدرسة ايضاً و قد تحملوا مسؤوليات قيادية و عملية لسنوات عديدة…

والمعروف عن الانسان الذي تربى على الحياة الكشفية انه دائماً مستعد… وهو شعار يعيشه مدى حياته؛ اي انه على استعداد للخدمة والعناية بالآخرين… وهذا ما يفرض المحبة والالتزام  والانفتاح في تأدية الرسالة الانسانية…

لذلك فقد حددوا اهداف الجمعية بالعمل لدعم المدرسة وحمايتها وقد أصابتها الازمة المالية التي ما برحت تعصف بشدة بالناس.. مهمة تحمل الوفاء ورد العطاء بالعطاء نحو الطلاب والاساتذة والخريجين والاداريين ايضاً والفرق الكشفية العائدة للمدرسة… يجب الا ننسى الشعار الآخر لكل كشاف وهو:

“كشاف ليوم واحد.. كشاف لكل يوم!”

الانجاز الاول

 الخطوة الاولى والانجاز الرائع تجلى  بجمع خمسين الف دولار اميركي تبرع عدد من خريجي المدرسة واصدقائهم في مختلف دول العالم…

 لقد تم توزيع هذا المبلغ لتسديد اقساط الطلاب الذين لا يتمكن اولياؤهم من تأمين استمرارية  التحصيل العلمي  في المدرسة.

آلية لاختيار

لقد تم  اختيار تسديد اقساط الطلاب  وفقاً لنموذج محدد يحتوي على كافة المعلومات اللازمة والتي تبين بوضوح اوضاعهم الاجتماعية والمادية. تمت العملية بكل شفافية وسرية مطلقة فلم يتدخل احد بما قررته اللجنة بالتنسيق والتعاون مع ادارة المدرسة كما يؤكد رئيس الجمعية.

بلغ عدد المستفيدين 352 طالباً ينتمون الى  171 عائلة؛ اي بنسبة 12.9 % من عدد طلاب المدرسة الذي يبلغ 2722 للسنة الدراسية.   

خطوة ثانية

 تسعى الهيئة المشرفة على الجمعية  لجمع مبلع آخر بقيمة 50 الف دولار اميريكي لصالح اساتذة المدرسة البالغ  عددهم 420 فرداً. ذلك ان رواتب هؤلاء قد فقدت قميتها  كما في كل قطاع عمل كما بات معروفاً مع تفاقم الازمة المالية.

غني عن القول ان المعلم والاداري والموظف والعامل لن يعطي بفعالية واندفاع  اذا لم يكن مرتاح البال لوضعه وراحة عائلته بتأمين الحاجيات وسط ظروف قاسية جداً كما نكرر ونصرخ كلنا!

صندوق المطرن الياس فرح

هذا وقد انشأت  هذه المجموعة الناشطة صندوق دعم  خاص  بإسم المطران الياس فرح مؤسس المدرسة والرؤيوي الذي ادخل اللغة الانكليزية الى هذه المنطقة اوائل الستينيات من القرن الماضي، في قلب جبل لبنان.

اما الهدف من هذا الصندوق فقد تم تحديده بالتالي:

  • تقديم مساعدة مالية لكل معلم (فريش موني).
  • ايجاد شبكة امان مع السعي لتأمين  الحاجات الطارئة اذ ان  التحدي الابرز يتمحور حول: الدعم المالي على شكل مساعدة مالية دون  فوائد… تطال  ايضاً  المتقاعدين منهم الذين قد يحتاجون الى عناية صحية  استثنائية مع غياب  اي ضمان وخطة  دعم وطنية…

فوائد

رب سائل عن اهمية  هذه المبادرات ومفعولها  في توفير حل للمشكلة. ان التحدي الاول والابرز والاصعب يكمن في تأمين المال  كما بات معروفاً من الكبار والصغار.  

 لذا فان  الجواب حول  المبادرات  في انشاء جمعيات في الخارج  عملية  تفعيل صناديق الطالب والتعاضد تساهم في:

  •  توفير الاقساط مما يؤمن  استمرارية التعليم للطلاب الذين  يرزحون تحت هذا الهم مع اهاليهم.
  • –     دعم استمرارية  المدرسة بتأمين الدولار والفريش موني ومساعدة المعلمين بنا يريحهم ويشجعهم على القيام  بعملهم  ورسالتهم  بكل التزام وكفاءة مما ينعكس  على نوعية الدروس في الصفوف. ..
  • السعي بتوسيع نطاق  المساهمة كي تشمل الدراسات والاستشارات وتقديم مواد ومعدات وكتب وقرطاسية مما يزيد من مستوى الاطمئنان والفعالية.
  • مواكبة الازمة والحد من  نسبة التسرب خاصة الصغار  الذين يتركون المدرسة… وهذه آفة تزيد من التحديات للمجتمع.
  • –     نشر ثقافة  التضامن والتآزر وتحفيز  القادرين والمتمولين على المساهمة  والتبرع… فالزمن  يفرض علينا  جميعاً واجب وطني  للإنخراط  في عملية  استمرار عملية   المدرسة والمعهد والجامعة.  والمساهمة بالتالي  في انقاذ النظام التربوي والحفاظ على جودة التعليم والمستوى  الذي  اشتهر به لبنان…
  • ان عمل المجموعة المتجانسة التي تملك الصيت الحسن وحسن التصرف والمصداقية يؤدي الى نتائج فعالة.. اذ يقوم فيما بين اعضائها تعاون مما يسهل التغلب على كافة الصعوبات والتضحيات من حيث الوقت والمصاريف الشخصية وغير ذلك من جهد… 
  • المطلوب بإلحاح  المزيد من التحرك ومناشدة الخريجين واصدقائهم العمل المكثف لدعم مدرستهم وبذلك  يدعمون  وطنهم وبالتالي المساهمة  في عملية الصمود  تمهيدا للعودة الى  الزمن الطبيعي…

في اعتقادي  ان كل مدرسة، حتى  الرسمية ايضاً  يمكنها التواصل مع خريجيها لانشاء هيئة تجمع المال وتلتف حول المدرسة التي ربتهم وعلمتهم الحرف والكلمة والقيم الوطنية والانسانية…

 وفي اعتقادي ان العديد من المنتشرين قد تحركوا واطلقوا مبادرات شبيهة بما فعل بعض الخريجين  من مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان…

 انما المهم الاستمرارية فلا تكون هذه المبادرات هبة نار  تنطفئ بعد حين.. لان الازمة بل النكبة كبيرة والحلول الدولية- متى وجدت؟- ليست في  الافق القريب…

 التحدي ان نحسن ادارة هذه الجمعيات لتنمو وتكبر وتستمر في اداء رسالة التضامن الانساني  بالمحبة و الاحترام.

اقتراح

 اود هنا ان اقترح التركيز على فكرة التوأمة والمنح المدرسية  بحيث تقوم علاقة مباشرة بين المتبرع (خريج او صديق) والطالب وعائلته.. ليست الفكرة بجديدة اذ تطبق في العديد من الدول وفي لبنان ايضاً حيث يقوم المتبرع بتسديد القسط اما شهرياً او على دفعة او اكثر كما يكون مناسباً له..  يرغب العديد من المتبرعين معرفة مصير المال الذي يقدمونه بكل احترام ومحبة وصدق لمساعدة طالب او اكثر… وان كان  بعض المتبرعين من الخريجين كانوا يفضلون ان تقوم الجمعية بتوزيع المال مباشرة على الطلاب فإن الهدف يكمن في   اقامة هذه العلاقة الاجتماعية فيما  بين الجهتين مما يؤمن ربما  الاحتضان للطالب طوال مسيرته العلمية حتى التخرج والانطلاق في مجال العمل والانتاج.

من هنا ايضاً اقتراح آخر بالدعوة في انشاء منح بإسم معين من الافراد والشركات والمؤسسات.

تساؤل و خاتمة

كم هناك من اهالي لم يتمنوا من تسديد ما يتوجب عليهم؟ وما التوقعات لمجريات الامور؟

عندما يكون المجتمع في خطرٍ علينا بالمزيد من التضامن… وما علينا نحن الفئة المقيمة في القلق والاضطراب الاّ الترحيب والتقدير لكل مبادرة خير وبركة .. وهناك من يعطي من ماله الذي  حصله بالتعب والكد والجهد.

  • اعضاء الهيئة

جيمس جبارة ( الرئيس – اميركا)- الياس الحاج ( نائب الر ئيس- لبنان)- الياس ابو سمرا ( المين العام – الرياض)-  طوني فغالي ( عضو- لبنان)-  شربل قسطنطين (منسق وسائل  التواصل الاجتماعية- اميركا )-  ريمي نصر ( امينة صندوق- لبنان ) – انّا انطونيوس ( عضو-  سويسرا )-  نور فغالي( عضو- اميركا )- عبدو غاوي ( سفير الهيئة- دبي)- جيلبار عيد(  منسق وسائل التواصل الاجتماعية- اميركا ).

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …