أخبار عاجلة

حين تنحر الحكومة الجامعة اللبنانية

بوابة التربية- كتب د. *بشار إسماعيل:

مع بداية شهر آذار ٢٠٢٢ يدخل الاضراب المفتوح للأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية شهره الخامس على التوالي، أضراب هو الأطول في التاريخ النضالي للجامعة منذ نشأتها. الأساتذة المضربون يطالبون بإقرار ملف تفرغهم ليتفرغوا لطلابهم وابحاثهم وجامعتهم التي لن تصمد اكثر في ظل النزيف الدامي لكادرها التعليمي والذي يتسارع بطريقة مرعبة.

ملف التفرغ ليس الملف الوحيد للجامعة، فهو وغيره من الملفات كادخال المتفرغين الى الملاك واقرار عقود مدربي المصالحة وصلت الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ثم…. أخذت غفوة طويلة هناك!!!

الحكومة اللبنانية التي تجب ان تكون الجامعة الوطنية أولى أولوياتها عقدت العديد من الجلسات دون ان تطرح اي ملف من ملفات الجامعة. لكن، وفي مفارقة مخزية، كان جدول الأعمال التربوي يتضمن في كل مرة الترخيص لعدد كبير من الجامعات الخاصة باستحداث العديد من الفروع والاختصاصات (يمكن مراجعة جدول أعمال جلسات الحكومة في ٨ شباط و٤ آذار ٢٠٢٢). هكذا، وبكل برودة، يتم تجاهل مصير صرح وطني بحجم الجامعة اللبنانية التي تحتضن مئة الف طالب وموظف وأستاذ والتي خرجت الكثير من رجالات هذا الوطن في شتى الميادين. هكذا ترمي الحكومة اللبنانية جامعتها فريسة للانهيار وتجعل من اساتذتها مشاريع هجرة وتترك طلابها دون تعليم نوعي ومتاح للجميع.

كيف يقبل معالي وزير التربية عباس الحلبي، وهو الذي صرح في الثامن من شباط عن عقد جلسة لاقرار ملفات الجامعة “بوقت كتير قريب”، كيف يقبل باستمرار هذا الظلم بحق الجامعة اللبنانية؟ وكيف يسمح باستمرار هذا الغبن اللاحق بنخبة اساتذتها وموظفيها وبالآلاف من طلابها؟ ألم يعلن معاليه خلال اللقاء التشاوري الوطني لإنقاذ وتعافي قطاع التربية والتعليم العالي في لبنان ضمن الجلسة المعنية بالجامعة اللبنانية التي عقدت بتاريخ ١٧ شباط ٢٠٢٢ أن ملفات الجامعة هي قيد الإدراج على جدول الاعمال في أقرب وقت؟ فأين أصبحت ملفات التفرغ والملاك والمدربين ولماذا لم يبادر معاليه الى طلب طرحها على جداول أعمال الجلسات المتلاحقة؟

دولة رئيس الحكومة الذي يضع جداول أعمال الجلسات، لماذا لم يضمنها ملفات الجامعة بعد وهو كان قد تعهد بإقرار ملف التفرغ قبل بداية شهر آذار كحد أقصى حين التقاه وفد من الاساتذة بحضور معالي وزير التربية في السراي الحكومي. المدة انتهت ولم يتم اقرار هذا الملف او حتى طرحه على طاولة مجلس الوزراء!!! لماذا؟

باختصار، ان الاستمرار بنهج اللامبالاة المتبع من قبل الحكومة اللبنانية مع  الجامعة اللبنانية أمر مرفوض ومستهجن. وعلى الحكومة ان تبادر الى تصحيح هذا الخلل عبر طرح واقرار ملفات الجامعة في أول جلسة حكومية مقبلة. غير ذلك، معناه ان هناك نية لتدمير هذه الجامعة ونسف مقومات وجودها ونحر تاريخها والقضاء على مستقبلها… وللاسف بيد مسؤوليها يتم ذلك.

ان “الإنقاذ” الذي رفعته هذه الحكومة شعارا لها يتطلب خطوات عملية وأفعالا ملموسة وإنقاذ هذا الوطن يبدأ من بوابة جامعته، فهل من يسمع؟

*استاذ متعاقد في كليتي العلوم والصحة في الجامعة اللبنانية

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

اعتداء وسرقة في مبنى للجامعة اللبنانية في البقاع

بوابة التربية: اقدم مجهولون على اقتحام مبنى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الرابع في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *