أخبار عاجلة

خلية  نهوض  الجامعة اللبنانية تتهاوى

أعمدة الجامعة اللبنانية

بوابة التربية- كتب الدكتور جعفر عبد الخالق:

فقدنا بالأمس الرئيس السابق لرابطة الأساتذة د. شربل كفوري، المناضل المنسجم مع نفسه ورفاقه وجامعته الوطنية، بإصراره وجسارته وعناده في الدفاع عن الجامعة وحقوق أساتذتها وطلابها، وتحسين إدارتها، وكنا فقدنا منذ ثلاثة أسابيع رئيس رابطة قدامى أساتذة الجامعة د. شبيب ذياب، الذي كان متابعاً هادئاً وفعالاً معنا في الهيئة الادارية، لتركيز وتمييز شؤون المتقاعدين، وتحسين شروط وظروف وإنعكاسات الانهيارات في مداميك الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والمالية والتربوية. وكأننا بفقدانهم نستذكر العودة إلى المربع الأول، لظروف نشوء خلية نهوض الجامعة اللبنانية بعد الحرب الأهلية مباشرة، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث كان الفقيدين رفيقين لصيقين من صلبها وفي بداياتها.

إفتخرنا ونفتخر أننا منذ العام 1989، وقبل وضع الحرب الأهلية أوزارها النهائية، كنا في صلب إطلاق خلية النهوض مع النقابيين المخضرمين المرحومين نزار الزين وجيلبير عاقل وصادر يونس، وبوتقة من المندفعين المقدامين (عصام خليفة، عصام الجوهري، المرحوم شربل كفوري، خالد حدادة، حسن منيمنة، جعفر عبد الخالق وعلي شعيب)، ,انظم إليهم النقابيين بإمتياز بعد إعادة إحياء الرابطة، ومع أول هيئة تنفيذية (رباح أبو حيدر، المرحوم شبيب ذياب، حميد حكم، طلال الخوجة، أنطونيو خوري، أيلي داغر، منير كرامة، محمود خريباني، جوزيف شريم وعذراً إذا خانتني الذاكرة بأحد). هذه البوتقة من النقابيين المشاكسين الصرف بالاندفاع نحو استقلالية الجامعة، والحريات الأكاديمية والاصلاح الاداري والمالي، ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. وكان من صلب أولوياتنا بذلك الوقت: وحدة أساتذة الجامعة اللبنانية، وإعادة إحياء رابطة الأساتذة المتفرغين. ووفقنا بمسيرتنا بإنتخاب أول مجلس مندوبين وهيئة تنفيذية عام 1992-1994، الذي ترأسها المرحوم د. صادر يونس، وأعيد إنتخابه رئيساً للأعوام 1994-1996 (وكان لي شرف التجربة معهم كنائباً للرئيس)، وبقينا جميعاً أعضاء مجلس المندوبين لكل فترة عملنا في الجامعة اللبنانية. وكرت سبحة النضالات من أجل الانجازات للنهوض بالجامعة، من تحسين الأوضاع الأكاديمية والمعيشية، إلى سلسلة الرتب والرواتب ودمج التعويضات، إلى مجلس الجامعة وإنشاء صندوق التعاضد، وصولا إلى القانون 66 والمجالس التمثيلية وغيرهم وغيرهم.

بعد سلسلة النضالات الطويلة، والانجازات لفترة ثلاثين عاماً، وقيام أساتذة الجامعة اللبنانية بواجباتهم الأكاديمية والإدارية والنقابية، يترائى لنا الآن حلقات التهاوي المتسارع للقطاعات العامة برمتها، والتربوية والجامعية بشكل خاص، وما أشبه اليوم بالبدايات في التسعينات بعد أهوال الحرب الأهلية، بحيث أضحينا اليوم بأمس الحاجة إلى خلايا نهوض  تتجدد من وحي التجارب، ومن أجيال الشباب المتجدد من جامعتنا الوطنية، للحفاظ على استقلاليتها ووحدة أساتذتها، والمشاركة كطلائع ورافعة للقطاع العام، والدفاع عن حقوق المواطنين في ظروف إنهيار السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية والسيادية في البلد.

نفتقدكم فعلاً شربل كفوري وشبيب ذياب، ونذرف الدموع عليكم، ليس فقط حزناً على فقدانكم وخسارة صداقتكم، وإنما من حاجتنا في هذه الظروف الصعبة لأمثالكم القلائل. نحن وإياكم رفاق درب ومعاناة ونضال لم يكل ولن نمل، وعشنا المكتسبات والانحسارات. صدقاً واخلاصاً كنا نقولها من الضمير والقلب جميعاً في خلية النهوض، أنه “لا يفرقنا أبداً إلا الموت” على طريق البناء والعطاء، وها هو داهمكم قبلنا وفرقنا أجساداً، فغادرتمونا ووافتكم المنية إلى جنة الخلود، أما نحن فمتابعون بعناد وإخلاص نحو الخلاص، دفاعاً حتى الرمق الأخير، عن مصالح المتقاعدين والأساتذة والطلاب والقطاع العام والوطن الكيان الواحد الموحد لجميع أبنائة.

الرحمة لكم يا أحباء القلوب

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

بيضون يتلو توصيات مدراء صور: الغاء الإمتحان الموحد وتقليص المنهاج

بوابة التربية: تلا النائب الدكتور أشرف بيضون بيان توصيات اللقاء التربوي الذي عقد في ثانوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *