أخبار عاجلة

د. جدعون يبدأ بتدريب المدارس على التعليم المدمج تحضيراً للعام الدراسي 2020- 2021

بوابة التربية- خاص: أجبر فيروس الكورونا المستجد المؤسسات عامة والتربويّة والجامعيّة خاصة بالتعليم المتباعد واحترام أقصى شروط النظافة والتباعد الجسدي، فركضوا متسرّعين مهرولين أمام قوة بطشه. وبدأ اللبنانيون يكتشفون بأن التعليم النظامي التقليدي وحده لا يكفي لمواكبة تعلّم الطالبات والطلاب في ظل التعطيل القسري الذي تولّده الثورات، أوالثلوج أو الأوبئة.

يعتبر الخبير اللبناني والأوروبي في تحديث وتطوير التعليم العالي الدكتور بيار جدعون المتخصص في مشاكل التعليم والتعلّم عبر الإنترنت بأنه لقد حان الوقت لإعتماد التعليم المدمج “Blended learning” في المؤسسات التربويّة والتعليميّة في المدارس والمعاهد والجامعات.

  1. المفهوم العلمي للتعليم والتعلّم عبر الإنترنت:

التعليم هو عمليّة علاقة مباشرة (متزامنة وفي نفس المكان) بين المعلّم(ة) و المتعلّم(ة) يعتبرها البعض وجاهيّة في الصف (Face-to-face).

يضيف د. جدعون قائلا: مع استخدام التكنولوجيا باستطاعتنا تعريف التعليم بأنه علاقة مباشرة (متزامنة) بين المعلّم(ة) والمتعلّم(ة) داخل الصف أو عبر الإنترنت.

بينما يعرّف الدكتور جدعون التعلّم بالعمليّة الشخصيّة الفرديّة بين المتعلّم(ة) والمعرفة أو الكفايات بشكل عام يكتسب (أو تكتسب) من خلالها المعرفة أو الكفايات من خلال المعلّم(ة)، أو/و موقع تعليمي عبر الإنترنت، أو/و الكتب، أو/و الأهل، أو/و الزملاء، أو/و الأقران، أو/و أي مصدر آخر.  لذلك نرى في الصف الواحد مستويات مختلفة في اكتساب المعرفة نتيجة تفاعل المتعلّم(ة) مع المعلّم/(ة) والزملاء والوسائل التربوية المستخدمة.

وإنه من الطبيعي، وقبل ظهور فيروس كورونا الجديد، أن نلاحظ تفاعل جيل الإنترنت أكثر من غيره بالوسائط التربوية الرقميّة.

  1. فورة “التعليم المتباعد” بسبب أذيّة كورونا المستجد

يضيف الدكتور جدعون قائلا: مع ظهور مخاطر فيروس كورونا الجديد بدأ أغلبية المهاجرين إلى عالمنا للتعليم والتعلّم عبر الإنترنت بترجمة كلمة “Remote learning” المستخدمة عالميا بعبارة “التعليم عن بعد”، علما بأن استخدام مفهوم التعليم عن بعد هو لعبارة “Distance learning” والتي تعني أمورا أخرى لا تشملها عبارة ال”Remote learning”. لذلك يفضّل د. جدعون استخدام كلمة “التعليم المتباعد” نتيجة التباعد الإجتماعي المطلوب، أو بالأحرى يفضّل استخدام نتيجة “التباعد الجسدي” المطلوب من أجل الإسهام في الحفاظ على الصحة العامة والتقارب الإجتماعي عبر التكنولوجيا، لأن التكنولوجيا قد أثبتت أنه باستطاعتها أن تجمعنا إجتماعيا ولو بشكل نسبي. لذلك يسمح لنفسه استخدام عبارة “التعليم المتباعد” لل “Remote learning” إحتراسا من أذيّة كورونا المستجد.

  1. رؤية إستراتيجيّة

يعتبر الدكتور جدعون بأنه يوجد اليوم وعلى الصعيد العالمي خمسة نماذج للتعليم والتعلّم. نسلّط اليوم الضوء على نموذجين أساسيّين لتحضير العام الدراسي الجديد.

النموذج الأول – الصف التقليدي المتجدّد:

يؤكّد د. جدعون بأن الصف التقليدي المعروف تاريخيا والموصوف بجدرانه وملاعبه ومساحاته الخضراء حيث يتفاعل الجميع مع بعض داخل الصف وخارجه بشكله الإجتماعي المألوف يشكّل النموذج الأول. ويضيف: بدأنا عبر العقدين الأخيرين نسبة التجدّد في استخدام التكنولوجيا لدعم العمليّة التعليميّة ولو بشكل متفاوت بين المؤسسات.

النموذج الثاني – الصف الرقمي:

يعتبر الدكتور جدعون بأن نموذجا آخرا له مميزاته هو الصف الرقمي. ولقد أثبت هذا النموذج فعاليته عالميا في زمن الكورونا وبالطبع بنجاح عند الذين كانت جهوزيّتهم التكنوتربويّة عالية.

ويضيف الدكتور جدعون قائلا: على الصعيد العالمي إن أهم الأمثلة على صف النموذج الأول هو التعليم المبني على الفنون الحرّة  “Liberal Arts” وهذا ما تحاول تطبيقه أكثريّة مؤسسات التعليم العالي في لبنان وبالأخص الجامعة الأميركيّة، والجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، وغيرهما. بينما نموذج التعليم والتعلّم عبر الإنترنت. الغائب حاليا أقلّه على صعيد التشريعات. وهذا ما تقدّم به النائب الدكتور إدغار طرابلسي في 20 آذار 2019 تحت عنوان “التدريس والتعليم  الإلكتروني عن بعد بأنواعه كافة” عبر شبكة الإنترنت. هو مثال على نموذج الصف الرقمي والذي يسمّيه البعض بالصف الإفتراضي، وأنا أفضل الرقمي لأني أضع الإنسان في قلب النموذج وليس التكنولوجيا.

وفي آخرندوة علميّة، هذا الشهر، في دولة قطر، تمّت المقاربة الآتية بين هذين النموذجين:

 

إن قطاع الجامعات، في شبكة التحوّل الرقمي، يعتبر بأن لبنان، أصبح بحاجة ماسة إلى تشريع نموذج “التعليم والتعلّم عبر الإنترنت” ووضع الضوابط الضروريّة والكاملة واللازمة.

ويضيف د. جدعون قائلا: على الصعيد الإستراتيجي هذا يعني بأن النموذج الأول أصبح بحاجة ماسة للخروج من بين جدران المدرسة أو الجامعة ليشمل العالم بأسره. هذه الخطوة تعني علميّا بأنه على النظام التقليدي أن يتمتّع أيضا بالمرونة، وأن يكون قابلا للتطوير، وفعّالا من حيث التكلفة. وهذا ما يتّصف به التعليم المدمج “Blended learning”. حيث هناك نسبة من التعليم تؤمّن داخل جدران المؤسسة التعليميّة، والنصف الآخر يؤمن عبر الإنترنت. وكم كنت أتمنى بأن يكون الجميع قد خطّط للتعليم المدمج منذ سنوات لكانت المشاكل التي عاشها العالم بشكل عام واللبنانيون بشكل خاص “تحت السيطرة. نعم “Under control!”.

  1. دورات تدريبيّة للتحضير على التعليم المدمج

يؤكّد الدكتور جدعون بأن مديري المدارس وعلى سبيل المثال مدرسة ليسيه ايمانويل “Lycée Emmanuel”  في كفرشيما، بدأت  التدريبات والتحضيرات اللازمة لإستخدام التعليم المدمج مع بداية العام الدراسي الجديد 2020 – 2021 من أجل إستمراريّة تعليم طالباتها وطلابها مع أفضل جودة تعليم. وبالأخص من أجل حمايتهم من المشاكل التي عاشها الطلاب خلال التعطيل القسري في الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي. لأن نظام التعليم التقليدي المتجدّد (مع استخدام التكنولوجيا العصرّية في المدرسة) كان يعتمد بشكل كبير على وجود الطلاب والمعلمين في نفس المكان وفي نفس الوقت من خلال التعليم المباشرالمتزامن في الصف، حيث يلعب وقت الاتصال بين الطالب والمعلم دوراً هامًا في العمليّة التعليميّة.

وللخلاصة وبما أن لا أحد يستطيع التأكيد بأن العام الدراسي المقبل لن يكون فيه تعطيل قسري بسبب الكورونا المستجد أو لسبب آخر. ومن أجل تعزيز جهود الوزارة والمركز التربوي، ندعو مديري المدارس كافة، أن يبدأوا بالتخطيط التربوي والتحضير للنقلة النوعية التي يؤمنها التعليم المدمج بتأهيل وتدريب المعلمين والمعلمات والأهل والطلاب على التعليم المدمج بشكل جيّد.

عن mcg

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *