أخبار عاجلة

قبلان في تخريج طلاب الجامعة الإسلامية- بعلبك: للإسراع في تأليف الحكومة

المولى متحدثة في حفل تخريج طلاب الجامعة – فرع بعلبك

احتفلت الجامعة الاسلامية في لبنان بتخريج الدفعة الثانية لطلاب الجامعة – فرع بعلبك للعام الدراسي 2017-2018، برعاية رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى رئيس مجلس امناء الجامعة الشيخ عبد الامير قبلان وقد مثله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر، دريد الحلاني ممثلا محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، راعيي أبرشيتي بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة وللروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك والبقاع الشيخ خليل شقير، مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد صلح، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، نائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل، رئيسة الجامعة الدكتورة دينا المولى والأمين العام للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مساعد رئيس مجلس الأمناء في الجامعة نزيه جمول، الأمين العام للجامعة الدكتور حسين بدران، المدير الجديد لفرع بعلبك في الجامعة زين العابدين حيدر، وقضاة وفاعليات سياسية وحزبية وتربوية واجتماعية وذوي الخريجين.

البداية مع دخول موكب الخريجين، ثم موكب رئيسة الجامعة والعمداء وآيات من القرآن فالنشيد الوطني، والقت كلمة الخريجين الطالبة زهراء زعيتر حيث شكرت الهيئة التعليمية والادارية على مواكبة الخريجين، واكدت “استمرار العلاقة التربوية مع الجامعة الام”، وعاهدت الجامعة على “رفع اسمها عاليا في لبنان”.

حيدر
وكانت كلمة لحيدر قال فيها: “شرفتني رئاسة الجامعة أخيرا بتكليفي ادارة فرع الجامعة الاسلامية في بعلبك الى جانب ادارتي كلية العلوم السياحية في خلدة، هذا الشرف بإتاحة الفرصة لي لخدمة طلابنا من اخواني ابناء بعلبك – الهرمل لم يزدني إلا اصرارا على تقديم الأفضل دائما، ومحاولة تخفيف الاعباء
والمشقات عليهم، ومعاونتهم على اكمال تعليمهم اللائق والمميز. ولن اوفر جهدا إلا
سأبذله لأكون عند حسن ظن إدارة الجامعة والقيمين عليها. وعلى الرغم من ان جامعتنا في بعلبك تعتبر خلية متشابكة، الا انها حققت بالفعل آمال مؤسسيها والقيمين عليها، وإن إصرارهم على اقامة هذا الفرع في مدينة الأصالة ودعمه، له أهداف سامية كبرى، تبدأ بالتربية والتعليم، ولا تنتهي بالتنمية والتقدم، والشكر والوفاء لكل من ساهم في إطلاق فكرة الجامعة الإسلامية، وعمل على تأسيسها وفتح فروعها في كل المناطق، إبتداء من سماحة الامام السيد موسى الصدر، مرورا بسماحة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، ووصولا الى سماحة الامام الشيخ عبد الأمير قبلان أطال الله بعمره الذي يتولى هذا الفرع الدعم الكامل ويوصينا به دائما، ويدفعنا الى تقديمه على باقي الفروع”.

وأضاف: اسمحوا لي أيضا بالتقدم بالشكر الكبير الى شركائنا في العمل على تخريج هذه الدفعة من ابنائنا الطلاب، من عمل الصعاب والمشقات من أجل دعمهم يوميا وعمل الاعباء المادية على رغم الاحوال الاقتصادية السيئة، وتمسك بالاصرار على سلوك طريق العلم للوصول الى تأمين مستقبل أفضل لهم، عنيت بهم الأهالي الاعزاء الكرام واهل الشرف والنخوة، الذين يصرون على تعليم أولادهم وبناتهم لمعرفتهم بأن أهل بعلبك هم أهل علم وأصالة، وأبعد ما يكونون عن هذه الصورة التي يحاول الاعلام المشبوهة الصاقها بنا يوميا عبر التركيز على مشاكل فردية أو أعمال جرمية نراها تنتقل في المناطق اللبنانية كافة بسبب غياب القوانين الصارمة لردعها. ولكن التركيز يبقى دائما على بعلبك، لغاية في نفس من يريد أن يبقيها في نظر العالم مرتعا للجريمة والخروج على القانون، ويصر أهلنا فيها على مواجهتهم جميعا بتعليم أولادهم أفضل تعليم ودفعهم لنيل أعلى الشهادات. يقول أحد العلماء” إن كل انسان يتخرج من الجامعة ينبغي له أن يكون في خدمة أمته، وملما بعصره، ومواكبا له”. ومن جهتي، فإن لي ملء الثقة بأنكم يا أبناءنا الخريجين الذين تبدأون حياة جديدة بعد اليوم، ولثقتي بتربيتكم وما تحملون من قيم ومبادئ عظيمة ستواصلون العطاء للإرتقاء بأنفسكم ومجتمعاتكم نحو الأفضل”.

وخلص: “الآمال معلقة عليكم في ظل ما نعاني من الأزمات الإجتماعية والثقافية الضاغطة وحتى الاقتصادية منها، أنتم ايها المتعلمون سفراؤنا في قراكم ومناطقكم للحض على اهمية العلم والتعلم لمحاربة الجهل والفقر والحرمان، انتم اصحاب قدرات كبيرة وإن كنتم لم تكتشفوا أنفسكم بعد، ونحن جاهزون للتعاون الدائم معكم ومناقشة أفكاركم وطموحتنكم، ومن هنا أدعوكم الى التأطر في تجمع خريجين يسعون نحو تبادل الطروحات والأفكار التي من شأنها المساعدة على تحويل واقعنا البعلبكي والبقاعي الى واقع افضل لأن أهلنا والاجيال العتيدة تستحق ذلك. وأترك الكلام الآن لمن نذرت نفسها لخدمة الطلاب والاهالي، وسعت دائما الى تطوير الجامعة الاسلامية ووضعها في مصاف الجامعات الكبرى، فترأست اتحاد الجامعات الفرنكوفونية في الشرق الأوسط، واتحاد جامعات الدول العربية للدورة ال 51 عنيت بها رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان الاستاذة الدكتورة دينا هاني المولى، وابنة بعلبك – الهرمل وأخت رجالاتها”.

المولى
وألقت الدكتورة المولى كلمة قالت فيها: “ليس صدفة أن يجتمع في هذه المرحلة من الزمن كل من الفرح والألم، الفرح المتجسد في ذكرى الإنتصار الثامن عشر على أعتى قوة معتدية وفي ذكرى التحرير الثاني والإنتصار في معركة الجرود، وعيد الغدير الأغر وما يمثله في التاريخ الإسلامي. والألم والحسرة على مررو أربعين عاما على استمرار جريمة العصر جريمة تغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه العزيزين. فيعطينا الأمل بنهضة الوطن بعد زوال الإحتلالين الصهيوني والتكفيري لتراب الوطن وترسيخ الوحدة الوطنية والعيش الواحد وألم إخفاء الإمام الصدر يحفزنا على الإصرار بكشف الحقيقة والمطالبة بعودتهم سالمين إلينا وإلى الوطن”.

وأضافت: “في كل عام، ومنذ عقود من الزمن، نعتلي المنابر في مناسبات عديدة، ونتحدث عن أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة وحرجة تبعا للظروف المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وتبعا لذلك تبقى مطالباتنا بحقوقنا في المناطق المحرومة خجولة ومتواضعة، ويعزون ذلك إلى الظروف. فتتعاقب الحكومات وبياناتها الوزارية الواعدة بالإنماء المتوازن فتأخذ الحكومات الثقة وتنام البيانات على صفحات الصحف ويستمر الحرمان. وأصبح الحرمان صفة بغيضة فهو ليس كالفقر، فالحرمان يعني أن لنا حقوقا وتوجد إمكانات متوافرة لها أسوة بغير مناطق، إنه حرمان سياسي، حرمان إقتصادي وتربوي وصحي وحرمان الخدمات الإجتماعية، فكيف لنا أن نحارب هذا الحرمان؟ نحن أخذنا حيزا لمحاربته في المجال التربوي بالعلم والمعرفة وما يستتبعه من تشغيل لأبناء المنطقة واقتصادها.

نعم، أمام واقع مرير، واقع الحرمان والفقر، نوافذ كالفجر أطل من خلالها حاضر براق، فتح أمامنا آفاقا على رغم المصاعب والإمكانات الضئيلة، فكانت الجامعة الإسلامية، التي تؤدي اليوم دورا في نشر الحضارة والإنسانية، وفي بناء اجيال تدفع عجلة التاريخ نحو الأمام وتملأ الحاضر نورا وترسم المستقبل خيرا وسعادة. لقد قرر الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين أن يضع حجر الأساس عام 1995 لمشروع الجامعة، لهذا الحلم، انفاذا لرغبة الإمام المغيب السيد موسى الصدر. فبعد اطلاق المركز الرئيسي في خلدة، جاء الإمام الشيخ عبد الامير قبلان بارادة وعزم يدا بيد مع دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري فأطلقا فرع صور عام 2008 ليدفعا بالجامعة الى الأمام بكل ما يملكان من جهد وايمان ‏ في خدمة الإنسان، كل إنسان. وبجهود جبارة اطلقا فرع بعلبك لجعل هواجس الحرمان والفقر ترحل من أرض الواقع. فنحن اليوم كما كنا منذ ولادة الدهر، أبناء الوعد والوفاء، نتمسك بالقسم الدائم والمستمر لنزع الظلم والحرمان عن منطقة تعبت من تأوه الرياح وندب الضعفاء. ولقد كلفت بكل اعتزاز وفخر ان اكون جزءا من تحقيق هذا الحلم. فأعاهد حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري وأقول لحامل الرسالة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان إن الجامعة الإسلامية جامعة لكل الوطن لنصرة المفاهيم التي ارساها صاحب الأمانة. وكإبنة مدينة الشمس المؤتمنة اليوم على هذا الحلم لن أقبل بان يتلاعب احد بمصير هذا الفرع، وبمصير اولادنا ومستقبلهم، فهذا الصرح لم يكن يوما ليبتغي الربح، إنه مشروع خيري فإنه وجد ليبقى ويستمر”.

وتابعت: “أقول لكم بكل صراحة وشفافية عن واقع الحال في الجامعة، لا توجد أي ايرادات للجامعة بكل فروعها سوى اقساط الطلاب، ولا تقدم لنا أي هبات لا مالية ولا عينية ولا أي شكل من أشكال الدعم. بالرغم من ان اقساطها هي الأدنى بين الجامعات الخاصة فإننا نقدم المساعدات من خلال مكتب منح ومساعدات مركزي. فهنالك منح التفوق ومنح الأخوة ومنح الأيتام وابناء الشهداء والجرحى والمساعدات الإجتماعية، وفق معايير واحدة وشفافة من دون تمييز، وكيف لنا أن نميز بين أولادنا”.

واكدت ان “الجامعة التي أنتم في رحابها سبقت زمانها، واليوم تضاهي الجامعات الكبرى رغم عقود انشائها. وانطلقت من بيئتها المحلية اللبنانية الى العالمين العربي والاسلامي والى الغرب وأقاصي الشرق والى الأميركيتين. ولقد حققنا ذلك من خلال عمل دؤوب ومتفان. وقد تجلى من خلال المراحل التالية:

أولا: كان لنا شرف انشاء رابطة الجامعات اللبنانية التي تشكلت من الجامعات الأولى في لبنان وأخذنا رئاستها لدورتين متتاليتين وبعدها رئاسة الشرف، ونحن نشارك في صناعة القرار الوطني للتعليم العالي، ونحن فاعلون أيضا في كل اللجان والبرامج التي تعدها وزارة التربية والتعليم العالي ومنها:

– البرنامج العالمي لجودة التعليم Erasmus+

– برامج اتحاد الجامعات الفرنكوفونية في الشرق الأوسط في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

– برامج الوكالة الجامعية الفرنكوفونية لريادة الأعمال. ونحن نمثل لبنان في هذا المشروع.

– برامج المركز الثقافي الفرنسي الذي أنشأ مركزا دائما له في فرع صور، ونعمل لإفتتاح مركز له في فرع بعلبك.

ثانيا: إننا اليوم نترأس اتحاد الجامعات الفرنكوفونية CONFREMO (48 جامعة من 16 دولة في الشرق الأوسط) ومن أهدافها:
تبادل الأساتذة والطلاب، نشاطات علمية بحثية – لجان مشتركة للبرامج والتطوير

ثالثا: نحن اليوم نترأس أيضا المكتب التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، ونترأس الدورة 51 للاتحاد بعد إستضافتنا لها في المجمع الجامعي في الوردانية.

رابعا: لقد أصبحنا مستشارين لوزارة الاقتصاد ولرئاسة الحكومة حول مسائل اللاجئين وحماية المستهلك والملكية الفكرية، ونحن متعاونون مع كل الوزارات والأجهزة الأمنية في مؤتمرات وندوات وورش عمل متخصصة.

خامسا: لقد عقدنا حتى الآن 16 اتفاق تعاون مع جامعات نيس وليموج وليون وباريس ومع جامعة طهران والشهيد بهشتي وجامعة بغداد وسلطنة عمان وجامعة أبو ظبي وجامعات دمشق والقاهرة ونحضر لاتفاقات مع كندا وماليزيا خدمة للطلاب ولرفع جودة التعليم والبحث العلمي”.
وإننا نشهد منذ عامين ثورة في مسيرة الجامعة إنها جامعتكم، إنها لكم وأنتم شركاء في مسيرتها ونجاحها. فنحن اليوم نخرج الدفعة الثانية لهذا الفرع، نخرج طلابا من كليات: الحقوق والعلوم السياسية، العلوم التمريضية والصحية، الهندسة، العلوم، الإقتصاد وادارة الأعمال، والآداب والعلوم الإنسانية في اختصاص الترجمة. وسنطلق هذا العام اختصاصات جديدة تخدم المنطقة ككلية السياحة، وفيها الارشاد السياحي وإدارة الفنادق والسياحة والسفر، في منطقة ولدت لتكون سياحية، وسنطلق ماستر في الحقوق، كما اطلقنا العام الماضي ماستر في الترجمة وفي ادارة الأعمال. فرؤية الجامعة الإسلامية هي الإنماء في البشر، وبهذا فإن جميع موظفي الفرع هم من أبناء المنطقة والغالبية العظمى من أفراد الهيئة التعليمية هم أيضا من المنطقة، ونسعى الى توفير فرص عمل جديدة لخريجينا وطلابنا وابنائنا في القطاعين العام والخاص والأجهزة العسكرية. ونعد الخريجين لدورات المحاماة والقضاء وكتاب العدل والوظائف العامة ومباريات مجلس الخدمة المدنية في دورات مجانية للطلاب يشرف عليها أهم الاختصاصيين لمساعدتهم ولإنخراطهم في سوق العمل”.

وخاطبت الخريجين: “إنني أهنئ أهلكم وأساتذتكم، وأود تهنئة كل من عمل في الجامعة لتحقيق وإنماء العمل خلال العام الدراسي، وخصوصا لإنجاح هذا الاحتفال والتمنيات بالنجاح للأستاذ زين العابدين حيدر في مهمته في إدارة الفرع، إضافة إلى مهماته عميدا لكلية العلوم السياحية. كما أشكر الدكتور حسن عبيد لإدارته العام الماضي للفرع وهو معنا في مركز البحث العلمي. المستقبل أمامكم ويدنا ممدودة لكم لكل ما يخدم مصلحتكم، كل فريق العمل في الجامعة مجند للدفع في هذه الجامعة نحو الأفضل والأفضل. هذا وعد وقسم”.

قبلان
بدوره، قال المفتي قبلان: “لأن مبدأ الله بالإنسان أن يكون خليفته في أرضه، فقد مكنه من طاقات عقلية وفكرية، ليجيد هذا الدور الكبير، مؤكدا أن النبوة علم بحد قول النبي: “أنا مدينة العلم”، كما أن الإيمان علم، فيه قال الإمام علي: “ثلاث من كن فيه كمل إيمانه: العقل والحلم والعلم”.وعليه لا بد من توظيف العلم أساسا لفهم الحياة، ومنطق هذا العالم، ومصالح القوانين الطبيعية والكونية، بدءا من أغوار الخلية وانتهاء بالذرة وهيئاتها الكونية، لذا فإن خطاب الله لجاحدي الحقيقة كان دعوة الى فهم الكون كدليل على الله وهو قوله تعالى: “أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهم وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون”. وهو بواقعنا اليوم، معركة حياة علمية أو موت، لأن من يخسر معركة العلم يتحول الى جثة ممزقة، وإن أكل وشرب، مع أن الضرورة تقتضي فتح كل المجالات العلمية على طريقة الدعم المالي واللوجيستي للطلاب، ولكن للأسف إن قلة ذات اليد وظروف البلد وفشل السلطة وهيمنة حيتان الدكاكين، حول العلم الى مطلب نادر ووظفه في حده الأدنى، وهو خطأ يصيب الإنسان والمجتمع والدولة بمقتلها، وبالأخص في منطقتنا هذه أي البقاع، وخصوصا أننا نعيش أزمة ضمير وفشل سلطة وتعاسة أدوار ووظيفة الإدارات العامة، ليس في مجال دعم التعليم فحسب، بل بإعادة توظيف الخريجين، وكشف الأسواق أمامهم، وتمكينهم من فرص عمل مقبولة، لدرجة أنه يصعب علينا تصور الجنوب مزرعة تبغ والبقاع مزرعة مخدرات، فيما باقي النواحي من هذا البلد مفتوحة على الوكالات والصناعات والقدرات المختلفة في مجالات السوق وفرص العمل والاستثمارات العلمية والتنموية وغير ذلك، ما دفع جيلا كبيرا من الجنوبيين الى الهجرة، ووضع البقاعيين أمام أمر الخيارين، فقط لأن سلطة بلا رؤية تعني انتحارا، كما أن سلطة تعيش عقدة الإنماء بالواسطة والتبعية تعني سحقا للمواطنة، ومزيدا من الافقار والاندثار والتجاهل، إلا في موسم الانتخابات”.

وأضاف: “لأننا في واقع مر، المطلوب أن نتعلم، لأن هيكل سوق وقدرات هذا البلد شديد الارتباط بالعلم، بقدراته، بطاقاته المختلفة، بإعادة الاستثمار بالعلم، بالانتصار لوجعنا وغربتنا العلمية، وبخلفية تأكيد أن العلم حق للجميع وليس للثري فقط، وبكل المجالات، ومنها الطب والتقنية، وإلا فإننا نعيش اقطاعية جديدة يضحي فيها الفقير فيما الثري وابن الثري والنافذ يحتكر الأسواق والمراكز ومناطق النفوذ والسيطرات. ولأن السلطة أكثر فوقية، وأحيانا مجنونة، أنانية، ومصالح ذاتية وتبعية، المطلوب من الخريجين اليوم ونحن نعول عليكم، أبناءنا الخريجين، المطلوب من الطبقة العلمية إعادة جمع قدراتها في أسواقنا اللبنانية، بحاجاتها المؤثرة، بمفاصلها الهيكلية، كالاستثمارات العلمية بحاجات البقاع مثلا، بالابتكار الزراعي، بالخدمات، بقطاع التقنية، بالمجمعات العلمية، ببنية الصناعات الممكنة، لأن التعويل على الدولة كالتعويل على تأليف حكومة وفق معايير وطنية، وليس وفق معايير الجبنة والكعك. هذا يعني أننا مدعوون الى تنمية قدراتنا الذاتية، وطاقاتنا العلمية، لفرض أنفسنا وللتأثير في المعادلة السياسية والاجتماعية وغيرها، وإلا فلن يكون الغد أفضل من الأمس، وما زال وجع الأمس دليلا على غربة آبائنا وأجدادنا. وفي هذا النطاق، أؤكد وأفتخر بأن استقلال هذا البلد وتحريره من أعتى قوة احتلال إسرائيلية أميركية، وتاليا كسر أكبر موجة تكفيرية إقليمية دولية عن محيطه وجروده، تم بدم مقاوميه، ومرارة جهودهم، الأكثر قوة وتأثيرا وثباتا، أعني مقاومي أهل البقاع والجنوب، الأكثر دفعا للدم وبذلا للأنفس والتضحيات، ما يفترض أن السلطة والفئات المختلفة مدينة لهم ولجهودهم ولأشلائهم التي سوروا بها أمن هذا البلد وأمانه ومصالحه، وليس التنكر لهم والاحتكار عليهم، لأن القضية كيف يكون لبنان وفيا للبقاع، وليس كيف يكون البقاع وفيا للبنان.

وعليه نطالب السلطة بأن تكون للبقاع كما تكون لبيروت، لأن احتكار بيروت لمنافع السلطة، حول البقاع والشمال وباقي المناطق المحرومة ضحايا ومن دون حياة. كما أن ظروف البلد وواقع ماليته المأزومة ومديونيته الكارثية وتعاسته المعيشية وحرائق المنطقة، يفرض الإسراع في تشكيل حكومة المصالح الوطنية، وليس حكومة مصالح العمليات الإقليمية”.

وختم: “البقاع من دون تحشيد علمي واستثمارات مناطقية ودعم مستدام، يعني أن نحوله الى سجن وسجان، وشطبه من معادلة التأثير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في البلد، وهذا أمر مرفوض وهو خلاف ما تفرضه البنية التحتية للبنان، فالمطلوب أن تعود الدولة الى البقاع، وأن تتعامل معه بظروف استثنائية، كما عكار، حتى لا تتحول السلطة عدوا لشعبها وناسها فتخسر قدرتها على الصمود والمواطنة، ولتتذكر السلطة أن أكثر من في السجون أو المطلوبين بمذكرات توقيف هم ضحايا الفشل الحكومي وسياسة الإفقار والتجويع ومنع التنمية واحتكار المنافع الحكومية.
مبارك للخريجين والأساتذة والإدارة على هذا الجهد، وعلى أمل المزيد من المجالات العلمية والتسهيلية لدعم هذه المنطقة العزيزة جدا، لأن الله حين خلق قدر والتقدير علم الحياة”.

عن mcg

شاهد أيضاً

طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية في صور طالبوا بإنصافهم في الامتحانات الرسمية

أرشيف بوابة التربية بوابة التربية: نفذ طلاب الشهادة المتوسطة والثانوية العامة في ثانوية العباسية الرسمية …