بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربية- كتب النقابي محمد قاسم:
السلطة ممعنة في اذلالنا وافقارنا بتهربها من تحمل مسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية امام جميع العاملين في قطاعها العام واساتذتها وقواها العسكرية والامنية ومتقاعديها ومتعاقديها من خلال الابقاء على المعاشات المذلة، ممعنة بمزيد من الافقار والتجويع، من خلال التهرب من تحمل المسؤولية ومواجهة الحقائق والارقام وانهيار مؤسسات الدولة واضطرار العاملين فيها والمتقاعدين للجوء الى الاضرابات المفتوحة والاعتصامات المتكررة دفاعا عن لقمة عيشهم وعن ديمومة القطاع العام ومرافقه.
وخلال الايام القليلة الماضية تحاول الحكومة الامعان في التهرب وتأجيل اقرار الاستحقاقات المتوجبة عليها بزيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية لرفع بعض الغبن المدمر الذي طاول مداخيل جميع الموظفين والاساتذة والمعلمين والمتقاعدين والمتعاقدين، بل، وبكل وقاحة، تؤجل اجتماعاتها تحت حجج واهية، وبالمقابل تسرب مشاريع مراسيم مشبوهة واخبار مضللة حول احتساب سعر صيرفة على اساس سعرها الفعلي اي ٩٠٠٠٠ ل.ل بما يؤكد نيتها الحاق المزيد من القهر والإفقار والمعاناة، كما سيؤدي ذلك حتما الى المواجهة المباشرة مع كل المتضررين من خلال تراجع هذه الحكومة عن قرارها الاساس في ايلول ٢٠٢٢ باعتماد المساعدتين الاجتماعيتين ودفعها بالدولار على اساس سعر صيرفة ٢٨٥٠٠ ل.ل. للدولار.
هكذا قرار، حال اعتماده، تكون الحكومة قد اطبق على خناق جميع الموظفين والعسكريين والاساتذة والمعلمين والمتعاقدين والمتقاعدين ما يفرض عليهم جميعا اسقاط هكذا قرارات قاتلة واضطرارهم اللجوء لكافة اشكال الضغط المشروع وغير المشروع حفاظا على لقمة عيش عيالهم ورفع سيف الجوع المدقع عن افواههم وافواه اطفالهم.
وباحتساب بسيط لأرقام الكارثة التي ستحل بالرواتب والمعاشات ومقارنتها بين صيرفة ٩٠ الفا وصيرفة ٢٨٥٠٠ يتبين ان الرواتب والمعاشات التقاعدية مع المساعدتين الاجتماعيتين ستنخفض، زيادة على انخفاضاتها الهائلة ما يزيد عن ٣١٠% عما كانت عليه عشية ٢٠٢٢، وذلك كما يلي :
١- أساس راتب مليون ونصف
١٥٠٠٠٠٠×٣= ٤٥٠٠٠٠٠
٤٥٠٠٠٠٠÷٩٠٠٠٠= ٥٠ $
بينما كانت تحتسب على ٢٨٥٠٠ وكان المدخول :
١٥٠٠٠٠٠×٣ ÷٢٨٥٠٠=١٥٨$
بخسارة تساوي: ٣١٦ %
٢- اساس راتب ثلاثة ملايين٠
٣٠٠٠٠٠٠×٣ =٩٠٠٠٠٠٠
٩٠٠٠٠٠٠÷٩٠٠٠٠=١٠٠$
بينما كانت تحتسب على صيرفة ٢٨٥٠٠ وكان المدخول:
٩٠٠٠٠٠٠÷٢٨٥٠٠=٣١٦$
بخسارة تساوي ٣١٦ %
علما انه حتى مع احتساب صيرفة على اساس ٢٨٥٠٠ تبقى الرواتب والمعاشات مذلة في حال لم تلحظ زيادات مقبولة في الراتب والمساعدات الإجتماعية (التي ابقيت خارج الراتب ولا تحتسب بتعويض نهاية الخدمة) .
لذلك ، يبقى هذا المدخول مذلا بعد ان كان يساوي ٢٠٠٠ $ قبل الازمة.
علما ان هذا المدخول المذل الجديد يترافق مع اكلاف معيشية تفوق اي احتمال مع ارتفاع سعر الدولار ٧٠ ضعفا وارتفاع اسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والمحروقات والطبابة والاستشفاء والكهرباء والهاتف وغيرها من الخدمات اكثر من ١٠٠ ضعف، يقابلها انخفاض تقديمات تعاونية موظفي وصناديق التعاضد اكثر من ٩٠% .
لذلك، لا حل لا بالمواجهة الحقيقية والفاعلة لكل القطاعات الوظيفية في ملاكات الدولة والاساتذة والمعلمين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين والمتعاقدين على تنوعهم لاستعادة القدرة الشرائية للرواتب والأجور ومعاشات التقاعد وبدلات النقل وساعات التعاقد كما كانت عليه قبل الازمة كما موازنات تعاونية موظفي الدولة وصناديق التعاضد.
فحذار ان تقدم الحكومة على مثل هذه القرارات التي ستؤدي حتما الى الشلل التام لمؤسسات الدولة والى حالة من الغضب غير المحدود واللجوء الى الشارع وتحميل الحكومة والسلطة السياسية مجتمعة تبعات ونتائج هذه الخطوات.
التحدي امامنا كبير ، وسنكون جميعا على قدر هذا التحدي.
