أخبار عاجلة

ملاحظات حول النشاطات التربوية… مؤتمر الكتلة الوطنية التربوي مثالاً

بوابة التربية- كتب جورج طانيوس الزغبي:

مع اقتراب شهر ايلول تتحرك النقابات والاحزاب وبعض الجمعيات لطرح قضايا التربية والتعليم وما يرافقها من مشاكل وتحديات. والموضوع جزء جوهري من المصائب التي تضرب البلد على مستوى شامل وقياس كلي…

ففي يوم الغضب الذي اعلنته هيئة التنسيق النقابية في 7 ايلول 2021 لتحقيق مطالبها سيما على صعيد رفع الرواتب والاجور مع استفحال موجة الغلاء الفاحش وارتفاع التضخم الى درجة موجعة جدا…

في هذا اليوم بالذات عقد مؤتمر  بدعوة من حزب الكتلة الوطنية تحت عنوان:

“أولويتنا الانسان وسلاحه العلم”. كلمات كبيرة وتحليلات طرحت من قبل بعض القيمين على شؤؤن التربية وشرح الاوضاع كما تفرض المناسبة… وقد اجاد كل من المتكلمين حتى ضاقت صدور المستمعين وهم من جيل الشباب في اكثريتهم.. بكل تلك النظرة السوداوية التي تقفل المزيد من الافاق و الامل امامهم.

فهل من اللزوم تلخيص او اعادة الكلام عما قيل وطرح من افكار ومناشدات ومطالبات؟  في ظني انه يمكن لاي متابع ان يدرك ذلك وهو كلام يتردد في ندوة او مقالة ومقابلة صحافية واذاعية وتلفزيونية… وما اكثرها هذه الايام؟!

ومع هذا، لا بد من تدوين بعض الملاحظات والخلاصات التي تكونت لدي من متابعتي لهذا المؤتمر:

1 – ان قضية التربية والتعليم وما يميز لبنان على هذا الصعيد تعني كل مواطن فكم بالاحرى  الاحزاب والجمعيات والنقابات كافة الرسمية منها والخاصة…

من هنا توجيه التحية لحزب الكتلة لهذه المبادرة سيما لدعوة المستقلين من المتكلمين والحضور وانا منهم ايضا. على امل ان يتابعوا المهمة بطرح  هذه القضايا والالتزام بمعالجتها ام المشاركة في تنفيذ الحلول واطلاق المبادرات لتبديل الوقائع.

لمن كل التوصيات التي تصدر عن هكذا لقاءات ومؤتمرات؟ من يقرأ ومن يتابع ومن ينفذ؟ لعل الحاجة الماسة تبقى في التنفيذ من قبل السلطة الحاكمة والوزراء المعنيين؟ ولعل اصدق ما سمعت من احدهم ان الوزير لا يسمع حتى من اصدقائه… ماذا يحل بهؤلاء الذين يتولون منصبا رفيعا. فتتبدل تصرفاتهم فجأة وتغيب عنهم صفة التواضع وحكمة التواصل مع الاخرين؟

الوعود الكاذبة:

ولعل ما يلخص الحالة مع الوزراء والمعنيين في تعاملهم مع نقابات المعلمين انهم يتعهدون بالمتابعة والمعالجة ويقدمون الوعود الا انها تبقى كلها “وعود كاذبة”… كما لخص الوضع رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي.

يا لها من خلاصة بكلمتين تحاسب هؤلاء… لكن ما هم جونية من هدير البحر؟!

الشكر والتقدير للوزير

وبعد، يقوم من بين المتكلمين من يتعمد تقديم الشكر للوزير لجهوده المتواصلة وتفانيه وسهره الطويل لملاحقة قضايا وزارته ومشاريعها…

احدى الصحافيات تقول انه ابلغها ان تتصل به ولو في ساعة متقدمة لانه يعمل ولا ينام…

اليس من الافضل ان ينام الوزير جيدا ليحسن العمل في اليوم التالي ويستمع الى معاونيه بدل التفرد؟ ألا يتوجب عليه حسن ادارة وزارة بحجم التربية ودفع الموظفين وتحفيزهم الى العمل المطلوب؟

فالنجاح والمسؤوليات تفرض عمل المجموعات والدوائر وليس الوزير الفرد مهما كانت قدراته وخبراته وعبقريته…

قصدت مرة منذ سنوات الوزارة بهدف لقاء موظف فرحت ادور بين المكاتب الى ان وصلت المكان المقصود فشاهدت مجموعة من الموظفين يستمعون الى التلفزيون ويشربون القهوة ويتحادثون باصوات عالية ادركت انها تدور حول رواتبهم بعد قرار رفع الاجور سنة 2017…

دخلت والقيت التحية وقلت بلهجة صارمة: “عظيم والله! نحن ندفع الضرائب والموظفون في احسن حال…” التقط احدهم ما قصدته ودعاني الى الحلقة معهم وتناول القهوة… ودار حديث عن اعمالهم في الوزارة وقد اثنيت على نشاط الوزير وما يقوم به او ما يسعى الى تحقيقه فاجابني الرجل: لو كان الوزير يعمل كما يجب لما كنا نحن اليوم جالسين هكذا في ضياع وكسل…!

جواب فاجأني لكنه يعكس حقيقة ما يعانيه الموظف حينما يكون رئيسه في عالم آخر… والدوائر فالتة لا حسيب ولا رقيب ولا توجيه!

اليس دور الوزير ان يقود و يوجه ويصحح المسارات ويحفز ويشرف على وضع الخطط والتنفيذ؟ لا يطلب منه ان يكون سوبرمان عارفاً بكل الامور انما ان يحسن العمل مع المجموعة وتفعيل الادارة؟

صعوبة العمل

ندرك طبعا الصعوبات والتحديات التي تواجه كل فئة من قطاع التعليم… وذلك لما هناك من تشعبات وتعقيدات؛ فكل فئة من العائلة التربوية تعتبر انها ضحية الوضع وتشعر  بالمرارة  لما يصلها من رواتب او ماعليها من اقساط ومصاريف… وكل طرف يريد ان يحصّل حقوقه من الفريق الآخر وسط عجز يتوالد ويتناسل بإستمرار من عاصفة مالية  رعناء.  يقال ان 70% من الاهل مصابين بأزمة المصاريف والمداخيل.. فمن اين المجيئ بالمال ومن اي مصدر لتأمين الزيادات المدرسية؟… امام هذا العجز الشامل يناشد كل فريق الدولة الى التدخل ودعم القطاع ماليا… والدولة مفلسة! فمن اين الدراهم والفلوس؟ السؤال البديهي الذي يقفز الى الذهن: العائلة التربوية، اينها؟ هل تفككت هي ايضا؟ اين الموضوعية والايجابية والانفتاح المرن  لمعالجة الاوضاع و ابداع الحلول؟

التوقيت

يقترب شهر ايلول وتعلو الصرخة ويتعاطم القلق من انهيار القطاع التربوي…

نستفيق متأخرين ونروح نناشد ونطالب ونحلل وقد سبق الوقت الجميع… خاصة بغياب البرامج والمشاريع العلاجية الاستباقية على صعيد كافة السلطات المعنية!! مع ان سعادة المدير العام يتكلم عن خطة خمسية… اينها ؟ من يعرف بها؟ ومن ينفذها والوزارة مواقف وقرارات ارتجالية… كأنها تخرج من نوم عميق فتصرح وتستغيث وتروح تعمل بجنون!!

حضور الجمعيات

كم كنت اتمنى لو ان الدعوة وجهت ايضا الى هؤلاء الناشطين والفاعلين والساعين لدعم القطاع بمبادرات عملية كتأمين القرطاسية والكتب والمنح المالية… فهؤلاء يلعبون دوراً لبلسمة الجراح  بشكل عملي فعال.. فإذا كان حزب الكتلة الذي  يسعى للظهور بصورة وحلة جديدة تميزه عن غيره  وإنخراطه مع مجموعات الانتفاضة الم يكن من اللازم مشاركة تلك الجماعات التي اطلقت مبادرت تربوية تساهم ولو بشكل او بآخر في حل واسناد  ودعم…

دور الاحزاب

وان كان من المهم ان تطرح الاحزاب قضايا المجتمع وتدعو الى ندوات ومؤتمرات فانه لمن المهم اليوم ان تطرح مشاريع ومبادرات عملية مع المحازبين والاصدقاء في لبنان والخارج للمساهمة في توفير المساعدات المادية والتجهيزات لمؤسسات تربوية كي تتمكن من الاستمرار في تادية رسالتها كما يجب و يأمل فيها الناس..

وهكذا اذا قامت الجمعيات والاحزاب بنشاطات عملية  (مثلا: تنظيم سوق الكتاب المدرسي… لتبادل الكتب: لتأمين منح/ برنامج توأمة..) فان ذلك يعمم الفائدة على عدد كبير من تلك المؤسسات…

الاغتراب

ولا بد ان يكون للمغتربين من دور في هذا المجال ايضا وقد لاحظنا كم قاموا بمبادرات مهمة بعد انفجار 4 آب 2020 في بيروت… وقد تبين اهمية الجمعيات اللبنانية الفعالة والمنتشرة في كل دول العالم… من هنا تبدو الحاجة الى دور هذه الجمعيات في توفير اهتمام ودعم ورعاية للقطاع التعليمي اساس دور لبنان الريادي في مجالات العلم والثقافة والفنون.

هيئة طوارىء

ليست الازمة وليدة الساعة كما يشدد المتكلمون وكما نعرف ونتابع سيما مع اختلاط نتائج وباء الكورونا على وضعية المدارس والتعليم مع اثار المصائب الاقتصادية والمالية التي عصفت بالبلد منذ سنوات حتى اشتدت حاليا وتفاقمت.

لذلك كان لا بد من تبديل في اسلوب المعالجات وانشاء هيئة طوارىء في وزارة التربية بدل الاتكال على همة الوزير ومزاجه… فالتوقيت مهم في معالجة المشاكل كيلا تتفاقم وتتضاعف التعقيدات والصعوبات.

مناشدة

اما اليوم وقد اصبحت القضية اكثر تعقيدا وصعوبة والتحديات تتجاوز كل فريق فانه من الواجب ان ينطلق كل حزب وكل نقابة معنية الى انشاء هيئة طوارىء للمعالجة والمساعدة في مواكبة مصير القطاع التعليمي… واحياء روح التضامن التي تفرضها الظروف والا فالكارثة تصيب الجميع وتبدل من ركائز المجتمع… نعرف انه اثناء الكوارث والمصائب يستنفر الناس ويتضامنون باخلاص واندفاع لمجابهة مخلفات الحريق والخراب.

ولا مخرج من ازماتنا الا بافعال التآزر وانشاء المزيد من صناديق الدعم والتعاضد  هنا وفي الخارج… وقد بدات جمعيات خريجي العديد من المدارس بإطلاق مبادرات لجمع المال بهدف دعم المدرسة التي تخرجوا منها وتقديم مساهمات مالية للطلاب الاكثر حاجة ليتمكنوا من اكمال مسيرة تحصيلهم العلمي.

ان دعم التعليم هو دعم للديموقراطة ونهوض البلد  لسلوك طريق التعافي والتقدم من جديد؛ لذا، فالواجب يدعو كل مواطن وحزب وجمعية الى مواكبة قضية  التربية والتعليم بإستمرار وليس في بعض المواسم و الظروف فقط!!.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …