أخبار عاجلة

هل تدمير قطاع التعليم الرسمي يعيد الكرامة للاساتذة والمعلمين؟

بوابة التربية- عماد الزغبي: يعيش التعليم الرسمي هذه الأيام، فوضى ما بعدها فوضى، بعيداً عن العمل النقابي، بحيث أن كل أستاذ بات يغني على ليلاه، في ظل دولة بلا رئيس جمهورية وحكومة تصريف أعمال لا تجتمع، وإن أجتمعت تقوم الدنيا ولا تقعد.. ومجلس نواب تقتصر جلساته على إنتخاب رئيس للجمهورية.. في حين أن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، يواجه وحده عجز الدولة في مساعدة المعلمين، على الإستمرار، وتقديم ما يستطيع تقديمه، بعدما حجبت الجهات المانحة أي مساعدة عن لبنان، وربطت تقديمها بتعليم النازحين ودمجهم، وهذا ما رفضه الحلبي.

ليس دفاعاً عن وزير التربية، ما نقوله، إنما السؤال المطروح، ضد من هو الإضراب تحت عنوان فضفاض (كرامة المعلم)، ومن أهان المعلم، وكيف أهين المعلم عندما تقدم الوزير بطرح الدولارات الخمس؟ علمأ أن قيمتها تعادل ما حكي عن المساعدة التي وعدت بها الجهات المانحة ثم تراجعت….  في حين أن المعلم هو ذاته، لم يتحرك عندما وقف بالطابور عند محطات الوقود، وأمام أفران الخبز، وعند شراء المياه بالصهاريخ للإستعمال أو بالغالونات للشرب.. إضافة إلى فقدان الدواء واسعاره المرتفعة، وكذلك تدني خدمات تعاونية موظفي الدولة… كل ذلك لم تؤثر بالمعلم ولم يتعرض للإهانة.. فقط عندما تقدم الوزير بعرض المساعدة… أهين!!!

يبدو من الفوضى المطروحة أنها تهدف إلى ضرب التعليم الرسمي، بطريقة مباشرة من خلال إعلان “الانتفاضة لكرامة المعلم”.. لافتة كبيرة، إنما المضمون بات واضحاً ومفهوماً.. أن الغايات الشخصية تتحكم بالبعض، ولا نقول الجميع أو الأغلبية.. فأين هم الثائرون  لكرامتهم من انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات وغلاء الدواء ووووو..

اين هم الثائرون على تراجع اعداد التلامذة في المدرسة الرسمية بنحو اربعين في المئة… اين هم من اقفال الشعب في المدارس، حتى ان احدى ثانويات البنات في صور اقفلت 8 صفوف وتم توزيع عدد من الاساتذة والنظار على مدارس اخرى…

والسؤال البديهي: هل تدمير قطاع التعليم الرسمي يعيد الكرامة للاساتذة والمعلمين؟ دوما كان العمل النقابي يبدأ برفع سقف المطالب، لكنه لم يرفض أي عرض يقدم.. من باب “خذ وطالب”، بينما ما نلاحظه في هذه الأيام (لم أر مثيل له طوال عملي في مجال التربية منذ ثلاثين عاماً)، أن النكايات باتت تتحكم بالعمل النقابي، وعدد من الأساتذة يصب الزيت على نار الخلافات، من دون اي إهتمام بحرق التعليم الرسمي، نكاية بفلان أو غيره…

عدد كبير من الأهالي، بات يلعن ساعة إدخال أولادهم إلى المدرسة، ويسألون: كيف لا يحصل ذلك في المدارس الخاصة، ورواتب المعلمين فيها أدنى من رواتب معلمي الرسمي؟ وبلا حوافز أو ما شابه، اللهم بعض المدارس التي تعتبر اقساطها مرتفعة..

يوم غدٍ الأثنين، سنشهد إقفالا لعدد من المدارس والثانويات، في ظل الكم الكبير من البيانات التي وزعت اليوم الأحد…وسنرى أن مدارس بعد الظهر ستفتح ابوابها للأسف.. وربما هو ذاته من دعا للانتفاض والإضراب، بينما لن نرى الإهتمام في الدعوة للاعتصام يوم الأربعاء المقبل الذي دعت إليه روابط المعلمين بحجج مختلفة…

يبقى الرهان على وعي الأساتذة، في الحفاظ على رسالتهم التربوية، وعلى تعويض التلامذة ما سيفوتهم من تعلم بفعل الإضراب كي تبقى المدرسة الرسمية الملاذ الأول والأخير لجميع تلامذة لبنان.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

متعاقدو اللبنانية لوزير التربية: إرفعوا ملف التفرغ الى مجلس الوزراء اليوم وليس غدا

بوابة التربية: اشارت اللجنة الرسمية للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، في بيانٌ موجَّهٌ إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *