أخبار عاجلة

هل تكفي الشهادة الجامعية في سوق العمل؟

بوابة التربية: هل تكفي الشهادة الجامعية في سوق العمل؟ سؤال بديهي في وقت بدأ العديد من الشركات في تقليّص عدد موظفيها، ومنح الروبوتات وظائف بديلة، وهذا ما يدفع الى سؤال اخر، هل الشهادة الجامعية تكفي فعلًا للدخول في سوق العمل؟ أم مجرد ورقة لتزيين الحائط؟

لا يجب الإكتفاء بالشهادة الجامعية وحدها، على أهميتها، إذ على المتعلم تطوير نفسه، من خلال شهادات التدريب المعززة للاختصاص الذي أختير.. فـ”الروبوتات” مهما بلغت من درجة ذكاء صانعيها، لن تتفوق على العقل البشري أبدًا، يكفي القليل من تطوير الذات، وتطوير المهارات والقدرات، لتحقق تفوق عليها.

يتوقع الخبراء أن تفقد الجامعة، بشكلها التقليدي الذي نعرفه، قيمتها وأهميتها مع مرور الزمن. ووفقًا للتوقعات، فإن الشهادات التدريبية، والكورسات المختلفة سواء المباشرة أو تلك القائمة على مبدأ التدريب من بعد، ستكون البديل عن الدراسة الجامعية التقليدية.

في العام 2019، توقع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن يخسر الناس 75 مليون وظيفة لصالح الروبوتات بحلول عام 2022، مقابل 133 مليون وظيفة أخرى سيزداد الطلب عليها، وهي مرتبطة بزيادة الاعتماد على الروبوتات والذكاء الصناعي، لذا على الطالب التفكير في التخصص الجامعي الذي يحمل له مستقبلًا ينظر بقيمة إلى الشهادة الجامعية، من دون أن ننسى تطوير المهارات.

قبل خمس سنوات، قالت دراسة أعدتها مؤسسة أكسفورد إيكونوميس البحثية، إنه بين عامي 2000 و2016، فقد الاتحاد الأوروبي 400 ألف فرصة عمل للبشر لصالح الروبوتات، والصين فقدت مليون وظيفة، بينما خسرت كوريا الجنوبية 1.6 مليون وظيفة، والولايات المتحدة الأميركية 1.2 مليون، وبقية العالم 1.7 مليون وظيفة.

ما هي الوظائف المهددة بتحولها إلى الروبوتات؟

بداية، هناك توقعات أن تحتل الروبوتات محل الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي أيضًا، إن تلك الآلات لا ترحم أبدًا، لكن العقل البشري الذي ابتدعها بهذه الإمكانيات قادر بسهولة التفوق عليها بذكاء ومهارة.

على الطالب أن يعلم ما هو مستقبل الشهادة الجامعية التي يمتلكها، أو في طريقه لامتلاكها، عليه أن يسأل نفسه، هل مجال عملي مرتبط بابتكار الأفكار والتواصل مع الناس وتقديم المساعدة والدعم للناس؟ إن كانت الإجابة نعم، عندها تكون الشهادتة الجامعية بمأمن من أن تصبح مجرد برواز معلق على الحائط، لكن إن كان مجال العمل في حيز ضيق، ويعتمد على تجميع المعلومات والتعامل مع أجسام صغيرة، عندها تصبح الشهادة مهددة بالفعل!

الطب

لسنوات طويلة، ساعدت أجهزة الروبوت الأطباء في إجراء العمليات الجراحية، داخل مستشفيات بريطانيا، حيث تستطيع الروبوتات خياطة الأوعية الدموية التي تربط الكلى المتبرَّع بها في جراحات الكلى، كونها أكثر سرعة من البشر.

وفي الولايات المتحدة، يعمل جهاز كومبيوتر واتسون العملاق، مع أكثر من 10 مستشفيات في أميركا، ويؤمن تقديم أفضل العلاجات لمجموعة كبيرة من أمراض السرطان، ويساعد كذلك في تشخيص مرض سرطان الجلد مبكرًا!

حتى اللحظة يعمل الروبوت بالتعاون مع الطبيب في المجال الطبي، لكن لا يمكن التنبؤ بما قد يخطر في بال مصممي الروبوتات مستقبلًا، يقول جيري كابلان وهو عالم حاسوب أميركي: “سوف يطلب المرضى رؤية روبوت يقظ بدلًا من طبيب مثقل بالأعمال، مقابل جزء من الرسوم”.

الصحفيون

يتبادر إلى الذهن، كيف لروبوت أن ينافس صحافياً؟ أو أن يكتب قصة إنسانية، فالمواد الصحفية تحتاج روحًا لتنجح، وكيف يستطيع من لا يمتلك روحًا بث روح في الكلمات؟!

فقد، لجأت شركة ناريتيف ساينس، للاعتماد على برامج قادرة على جمع البيانات وتحويلها إلى مادة مفهومة، وتقول الشركة إن نجاحها هذا يعني، أن فوربس تستطيع تقديم هذا النوع من التقارير للكثير من الشركات، عوضًا عن المواد الصحفية التي يكتبها صحفي بشري.

ويتوقع رئيس الشركة الأميركية، كريستيان هاموند، أنه في غضون 15 عامًا، تكتب الآلات أكثر من 90 بالمئة من الأخبار، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذا لا يعني، فقدان 90 بالمئة من الصحفيين لوظائفهم، ويضيف: “يعني ذلك أن الصحفيين بإمكانهم توسيع نطاق مهامهم، وسوف تتسع أيضًا رقعة عالم الأخبار، لن يخلق الصحفيون قصصهم الإخبارية من البيانات. بل ستفعل الآلات هذا بدون شك”.

يعني ذلك أنه وفي حال كنت صحفيًا روتينيًا، تكتب الأخبار المكلف بها ضمن صيغة برتوكولية واحدة، فسيتم الاستغناء عنك قريبًا لصالح روبوت قادر على صياغة ذات الخبر بأقل وقت وجهد، ودون أن يترتب على الشركة دفع أي رواتب، لكن إن كنت صحفيًا متمكنًا، طورت مهاراتك، في المفاهيم الصحفية العصرية، وقادر على كتابة قصة إنسانية إبداعية، أو إجراء تحقيق استقصائي موسع، فربما تكون بمنأى عن خسارة المنافسة مع روبوت!

وظائف أخرى

هناك العديد من الوظائف الأخرى، التي من المتوقع أن يفقدها البشر لصالح الروبوتات، مثل سائقي السيارات، وكتّاب البيانات، وعمال المقاهي، وعمال المصانع، المحامين، مدراء التوظيف، مندوبي المبيعات، محللي الفحوص الطبية، موزعي الأدوية، وغيرها الكثير من الوظائف الأخرى.

يشير تقرير Oxford Economics أن ما يقارب 20 مليون وظيفة في قطاع الصناعات حول العالم سيتم إنجازها بواسطة الروبوتات وهو ما يعني فقدان 20 مليون شخص لوظائفهم في 2030. كما يوضع التقرير أنه كلما كانت الوظيفة أكثر تكرارا ، كلما زاد خطر محوها واستبدالها ، ويضيف التقرير أن الوظائف التي تتطلب مزيدًا من الإبداع أو الذكاء الاجتماعي من الصعب أن يتم شغلها بروبوتات لذلك سيظل الإنسان يحافظ على أداء هذه الوظائف “لعقود قادمة”.

فقد وصلت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة إلى مستويات خيالية لم يكن يتصورها العقل البشري، وباتت بوسائلها المختلفة تحاكي الطبيعة الإنسانية.

ومن ثمرات هذه التكنولوجيا “Ameca”، الروبوت الأكثر تقدماً في العالم والمحاكي للإنسان بإمكانيات قادرة على الكلام، مثل البشر مع تعبيرات للوجه نابضة بالحياة وبدقة لا تصدق.

ويتمتع الروبوت Ameca بمجموعة من تعابير الوجه، بما في ذلك الغمز وتحريك الشفتين تماماً مثل أي شخص حقيقي.

أن العالم الواسع من حولنا والمتغير على الدوام، لا يشبه على الإطلاق عالمنا العربي المحكوم بالثبات، ومع اعتماد غالبية العرب على وظائف الأون لاين، أو ما يسمى نظام العمل من بعد مع شركات غربية، أو بوجود الراغبين بالهجرة والسفر، أو حتى بالطامحين للعمل في بلدانهم العربية، عليهم أن يدركوا تمامًا كيف يطورون مهاراتهم، الشهادة الجامعية مهمة، لكنها في المستقبل القريب جدًا لن تكون كافية على الإطلاق.

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

اعتداء وسرقة في مبنى للجامعة اللبنانية في البقاع

بوابة التربية: اقدم مجهولون على اقتحام مبنى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الرابع في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *