أخبار عاجلة

واقع قطاع التعليم  في فلسطين مع الاحتلال

خاص بوابة التربية- الأستاذة *حنين بازيان- فلسطين:

يواجه قطاع التعليم في فلسطين عامة وفي مدينة القدس خاصة المزيد من الانتهاكات الاحتلالية الصهيونية التي تعتبر عراقيل كبيرة في مسيرة التعليم وانتظامه بهدف ابعاد الهوية الفلسطينية وسلب التراث الفلسطيني ومسح التاريخ الاسلامي من المناهج.

منذ مطلع العام  2022 ارتقى أكثر من 47 طالباً مدرسياً فلسطينياً قضوا شهداء.

منذ مطلع العام 2022 هناك أكثر من (750) حالة اعتقال في صفوف طلبة المدارس، والفتية ممن هم في سن الدراسة، منذ مطلع العام ذاته، بضمنهم جرحى”، ولا زال أكثر من 150 طفلاً رهن الاعتقال، منهم عدد من طلبة الثانوية العامة، وثلاث طالبات قاصرات وهن: نفوذ حماد (16 عاما)، وزمزم القواسمة (17 عاما) وجنات زيدات (16 عاما).

تعرض قطاع التعليم في قطاع غزة إلى الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه الخمسة على قطاع غزة، حيث دمر الاحتلال أكثر من (5) مدارس بشكل كلي أو جزئي شرق وشمال غزة، وتضررت نحو ( 182 ) مدرسة بشكل جزئي أو كلي.

منذ إقامة جدار الضم والتوسع وصل عدد المدراس المتضررة جزئيًّا وكليًّا نتيجةَ عمليّات الهدم بفعلِ الجدار ما يقارب من (126) مدرسةً في الضفّة الغربيّة والقدس المحتلّة، منها نحو 36 مدرسةً أصبحت خلف جدار الفصل العنصري، في حين وصل عددُ الطلبة المتضرّرين من الجدار نحو (14163) طالبًا وطالبة.

هناك نحو 3.4% من الطلّاب الفلسطينيّين في التجمّعات الفلسطينيّة تركوا التعليم، منهم نحو 26.0% ترسّبوا من مدراسهم وجامعتهم في التجمّعات الفلسطينيّة التي تأثّرت بالجدار، ونحو 81.6% من الأسر اضطرّ أبناؤها إلى التغيّب عن الجامعة أيامًا عدّة؛ نتيجةَ عمليّة الإغلاق للمنطقة التي يقيمون فيها.

تم إقامةُ برج مراقبةٍ عسكريٍّ على أراضي مدرسة ذكور بورين الثانوية، إذ يبعدُ برجُ المراقبة العسكريّ الجديد مسافة 150م فقط من مبنى المدرسة وفصولها، ويقع البرجُ بمحاذاة الطريق الالتفافي رقم 60، حيث يكشف البرجُ مدخلَ مستوطنة يتسهار من الناحية الشماليّة، كما أنّ هناك ما يقارب من 209 مدارس في الضفّة الغربيّة، لا تبعد عن المستوطنات الإسرائيليّة أكثرَ من كيلو متر، وبالطبع تعرّض طلبتها بشكلٍ يوميٍّ لاعتداءات.

بتاريخ 25/11/2022 هدمت سلطات الاحتلال مدرسة “إصفي الأساسية المختلطة” الممولة من المانحين في مسافر يطا جنوب الخليل (مكونة من ثلاث غرف صفية).  ويواجه 1200 فلسطيني في مسافر يطا خطر الترحيل القسري، بعد قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي في شهر أيار الماضي بترحيلهم، إضافة إلى القيود المفروضة على تنقلهم وتنقل المعلمين وطواقم المساعدات الانسانية قوات الاحتلال  هدمت مدرسة إصفي الأساسية المختلطة، في خربة إصفي الفوقا، وهي إحدى مدارس التحدي والصمود، وتخدم عشرات التلاميذ من قرى وخرب مسافر يطا أهمها: مغاير العبيد، وطوبا، وإصفي الفوقا، وإصفي التحتا.

المدارس المهددة بالهدم والواقعة بمحاذاة المستوطنات تصل إلى أكثر من 36 مدرسة منها ست مدارس بالقدس

هناك 54 مدرسة تابعة للوزارة في مناطق “ج”، منها 30 صدرت بحقها قرارات هدم، بعضها بإخطارات أولية والأخرى نهائية..

مدرسة عين سامية في محافظة رام الله “تخدم طلاب تجمع عين سامية البدوي وعددهم نحو ثلاثمائة فرد، وتقع في المناطق المصنفة ’ج’ (تُمثّل نحو 61 في المئة من الضفة)”، والتي تخضع لسيطرة الاحتلال، ويمنع البناء فيها. وصدر بحق هذه المدرسة أمراً مباشراً بالهدم، لم ينفذ حتى هذه اللحظة، لكنه قد ينفذ في أية لحظة.

فقد التحق 8 منهم بها مع البدء ببنائها في مطلع يناير/كانون الثاني 2022، وكان من المقرر أن يصل العدد إلى 50 طالبا مع بدء العام الدراسي الجديد.

وبالإضافة إلى مدرسة “عين سامية” هناك 8 مدارس صدرت بشأنها قرارات هدم نهائية في أي لحظة، وهي 4 مدارس في تجمع الفخيت ومدرسة “أم قصة”، وجميعها في “مسافر يطا” جنوب الضفة الغربية، ومدرسة تجمع “رأس التين” القريبة من رام الله، ومدرسة “التحدي 5″، ومدرسة “شعب البطم” في بيت لحم.

تهويد المنهاج في مدينة القدس

تعمل سلطات الاحتلال بالطرق كافة للنيل من المنهاج الفلسطيني منذ احتلالها لمدينة القدس عام 1967م وحتى يومنا هذا، ومن أجل تحقيق ذلك تبذل كل ما في وسعها للسيطرة الذهنية على الطلبة الفلسطينيين لتزوير التاريخ الفلسطيني وتغيير معالم الآثار الإسلامية والعربية وطمس الحقيقة واستبدال أسماء المدن والقرى والأنهار بأسماء عبرية مثل «صفات» بدلاً من «صفد»، وجبال «يهودا» بدلاً من جبال «القدس».

عمد الاحتلال الصهيوني إلى إعادة طباعة كتب المناهج الفلسطينية وحذف كل ما له علاقة بالانتماء الوطني الفلسطيني، من ذلك: تعديل المنهج التدريسي في القدس، وتشويه وحذف أجزاء من الكتب الدراسية، وطمس مادة العقيدة الإسلامية، وتغييب بعض السور القرآنية، وتجزئة مادة التاريخ، وتحريف أسماء المدن الفلسطينية بدواعي تحريضية؛ بهدف تهويد وصهينة منهاج التعليم في القدس، بخطوات مدروسة وممنهجة لتجهيل ونشر ثقافة التخلف. فلقد تم حذف: دروس وأبيات شعرية وكلمات وأسئلة وآيات قرآنية ورموز وطنية وكل ما يتحدث عن القضية الفلسطينية وحق العودة والمستعمرات وهجرة الصهاينة لفلسطين والحواجز والانتفاضة والقرى المدمرة، والنضال، وتنمية روح المقاومة والجهاد وتمجيد الاستشهاد والأسرى والتمسك بالأرض والوطن والحس الوطني والانتماء والتراث الحضاري وانتحال الأزياء الفلسطينية وإحراق المسجد الأقصى والقائد صلاح الدين الأيوبي، بل إنهم رفضوا حتى مصطلح «فلسطين التاريخية»

لقد عمدت حكومة الاحتلال مؤخراً إلى توسيع نطاق «الاحتلال الفكري» عبر التلاعب بالمناهج الدراسية في القدس، وتهويد عقول الطلاب المقدسيين عن طريق مسح التاريخ الفلسطيني وثقافته بشكل يؤسس لمواطنين تابعين فكرياً وثقافياً وتاريخياً للكيان الصهيوني، وهو ما تطرقت إليه اليونسكو بشكل أثار غضب المسؤولين في الكيان.

ومن ناحية أخرى، مهدت وزارة المعارف الصهيونية لعملية تهويد مناهج القدس مبكراً على مراحل متعددة. وعكست ذلك تصريحات وزير التعليم «نفتالي بينت» في 29 يناير 2016م، ربط خلالها تمويل مدارس القدس بإدخال «المنهج الإسرائيلي» ومسح كل ما هو فلسطيني أو يعبر عن الهوية الوطنية، إضافة إلى تحسين مستوى المدارس والخدمات التي تحصل عليها في حال قررت ترك المنهج الفلسطيني، ووضع الكيان الصهيوني الكثير من العقبات والمطبات في طريق بناء مدارس فلسطينية جديدة أو توسيع المدارس القائمة وبناء غرف إضافية.

في الآونة الأخيرة قامت الوزارة التابعة للاحتلال بتوزيع تعليمات على مدارس البلدية التابعة لها في القدس، تتضمن التهديد بفرض عقوبات على كل من يقوم بتدريس كتب المناهج التعليمية غير الكتب الموزعة من مطابع البلدية. وجاء ذلك حينها كرد فعل على قيام لجنة أولياء الأمور بتوزيع الكتب غير المحرفة، كما هددت المدارس التي لا تلتزم بهذا القرار بالإغلاق وفصل معلميها. وحذر خبراء تربويون من تبعات استعمار العقول بالتلاعب بالمناهج، بحيث يصبح الجيل الجديد تابعاً لسياسات تعليمية «إسرائيلية» لا تمت بصلة لتاريخه وفلسطينيته وعروبته، ما يستدعي مواجهة حازمة من خلال استغلال الموقف التاريخي لليونسكو بشأن العملية التعليمية في القدس وتدويل قضية المناهج على نطاق أوسع.

نستطيع القول إنه وبناء على هذه المعطيات نجد أن الاحتلال بات يتحكم بنسبة كبيرة من الجهاز التعليمي في القدس، ما يؤشر على حجم الكارثة المحدقة بعقول أبنائنا في المدينة المقدسة. حيث إن المعضلة الأهم في إخفاقنا جميعاً في الوقوف أمام أيّ هجمة من هجمات المحتل على مدينة القدس هو غياب المرجعية التي تلتف حولها جماهير المدينة، وهذا يعني غياب أي برنامج وطني شامل يكفل بالحد الأدنى أن يحافظ على ما تبقى لنا بهذه المدينة المنكوبة.

إن كانت القدس وما زالت تمثل لنا كفلسطينيين بوصلة الصراع وجذوته التي لا تنطفئ، فلا أقل من العمل ليل نهار من المخلصين لها على توحيد الجهود لإيجاد مرجعية محترمة تباشر عملها في قيادة الحالة المقدسية، ولإيجاد حلول تحول دون وصول المحتل إلى العقل المقدسي وصهينته، وهذا لربما يكون من الصعب حدوثه الآن في ظل حالة الانقسام الحاصلة وانحطاط الوسط السياسي لمستنقعات المصالح التنظيمية والفئوية الضيقة.

*عضو النقابة الوطنية لرياض الأطفال والمدارس الخاصة والحضانات- فلسطين

مشاركة في مؤتمر المنظمة العربية للتربية المنعقد في لبنان

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

“المجلس الأرثوذكسي” طالب بتعديل مذكرة وزارة التربية عن عطلة الفصح

بوابة التربية: رفض “المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني” في بيان، مذكرة وزارة التربية المتعلقة بعطلة الفصح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *