بوابة التربية- خاص الغازية: 17 متحدثا في ست جلسات، تناوبوا فيها على الكلام حول آفاق التدريب وسبل تطويره، إضافة إلى عرض تجارب عملية وعلمية وطرح مبادرات وأفكار جديدة، في المؤتمر الدولي الثاني بعنوان: “هندسة سبل تفعيل التدريب والإلتزام بالأخلاقيات ما بين التنظيم والتطبيق”، الذي أطلقته “الدولية للتنمية والخدمات-IDAS” في مقرها في بلدة الغازية- الجنوب، بالتعاون مع “نيو وورلد الكويت”، ومشاركة خبراء من الكويت، مصر، العراق، سلطنة عُمان، فلسطين ولبنان.
جهد المتحدثون، في التأكيد على شعار المؤتمر “التدريب يجمعنا”، فقدموا افضل ما لديهم من خبرات في هذا المجال، بغية تعميم الفائدة، وإثراء خبرات الأفراد لتحقيق ما يصبون إليه من أهداف.
الجلسات
تناولت الجلسة الأولى برئاسة د. محمد الغريب من الكويت، التنمية المستدامة بين التعليم والتدريب، وتحدثت الدكتورة تهاني العربيد من الكويت، عن تطوير مهارات المدربين، مؤكدة أن كل انسان هو مدرب لأنه يتمتع بمهارات داخلية. وتناول المدرب عمر عبد السلام من مصر، كيفية صناعة الأفكار مع تقديم الحلول، خصوصاً في خلال وقت الأزمات. وتحدث الدكتور ناجي العبدالله من لبنان، عن سمات السلوكيات، مشدداً على أهمية سعي المدرب للتدرب بإستمرار كي يكون مدرباً ناجحاً.
وترأس الجلسة الثانية الدكتوره تهاني العربيد، وتحدثت فيها مديرة الفرع الخامس لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة هويدا الترك عن التنمية المستدامة بين التعليم والتدريب، وقدمت ورقة عمل عن التدريب وانعكاساته على تطوير أداء الموارد البشرية في ظل الأزمات، وتأثيرها من أزمات مالية ونقدية وصحية.. وتناولت الدكتورة فاطمة اللواتيا من سلطنة عُمان سبل تعزيز وتفعيل الالتزام بأخلاقيات التدريب، وتحدث رشيد سليمان عن التدريب ما بين الفن والعلم.
الجلسة الثالثة عقدت برئاسة الدكتورة فاطمة اللواتيا، وتحدثت إيمان خليل من فلسطين، عن التوجيه المهني والتدريب وأهميته وخصائصه، أما أشرف الزهيري من العراق، فعالج نظرية التمتين كمدخل للقيادة الناجحة والسعادة وتناول د. مصطفى ركين من لبنان، التدريب بين الحاجة والرغبة وأثره على الإنتاجية والإبداع.
وترأست الجلسة الرابعة الدكتورة عائشة العلي، وتحدث فيها د. موسى سويدان من لبنان، عن التكنولوجيا وكيفية الإستفادة منها في بناء المناهج التربوية، مشدداً على أهمية توصيف الذكاء الإصطناعي لتأمين مستوى تربوي جيد، ودعم مداخلته بمجموعة من المقاطع المصورة، والجديد في عالم الذكاء الإصطناعي. وعالجت الدكتورة هيام ناصيف من لبنان، كيفية إستخدام الإنفوغرافيك على شكل قصة لخدمة العرض التقديمي في التدريب. أما الخبير الدولي ومدير شركة “كلاسيرا” في لبنان الدكتور بيار جدعون، فعالج كيفية تفعيل التدريب من الهندسة إلى الذكاء الإستراتيجي، وتناول الإطار الوطني للمؤهلات، وكيفية الإعتراف بهذه المؤهلات، مشدداً على أنه عند إعتراف الدولة بالمؤهلات العلمية لأي شخص، فهذا يعد إنجازاً كبيراُ، مشدداً على أهمية الكفايات للنجاح في حياتنا. وقال: لبنان بات من الدول العربية الخمس التي تعترف بمعادلة المؤهلات، وبات الأمر يحتاج إلى إقراره من مجلس النواب، بعد موافقة وزارة التربية والتعليم العالي ومجلس الوزراء.
ودعا الحضور للبدء في التفكير جدياً في إطلاق الشبكة العربية للذكاء الاستراتيجي Arab Strategic Intelligence Network
الجلسة الخامسة عقدت برئاسة نشمية الشريعان، وتحدثت الدكتور سميرة الحداد من لبنان، عن المثلث الذهبي للمدرب، وعالجت د. حنان يحيي من لبنان أخلاقيات التدريب، وضرورة أن يشير المدرب إلى مصادره، لا أن يجهلها أو ينسب الفضل له. وشدد محمد خليفة من لبنان، على أهمية الإستثمار في الإنسان وصناعة المستقبل.
وترأس الجلسة السادسة والأخيرة د. سامر غدار، وتحدث فيها د. صبحي السيد علي من مصر عن العقل كونه مصدر الأفكارن مشدداً على صرورة تنميته، بكل ما هو مفيد، أما زينب صالح من لبنان، فشرحت كيف يكون المدرب مفيداً في عمله.
الإفتتاح
وكانت المؤتمر أفتتح بكلمة للدكتورة رفاه دياب باسم معهد “نيو وورلد الكويت” – فرع لبنان: “..التدريب هو الأداة الفعالة لبناء المجتمع الحضاري. سمات عصرنا الحالي تتطلب أن يتوسل الدراسة والتنظيم والتخطيط لإيجاد مواطن للقوة والسعي إلى امتلاك المستقبل وصياغته وقيادته، تشغلنا الطاقات البشرية والقدرات الإنسانية. لا بد أن تحتل الصدارة في مساعينا التخطيطية والمستقبلية. علينا أن ننقذ شبابنا وأن نبني حضارة إنسانية، ليس التغلب على الظلمات في ذمها النور، النور ليسطع في قلوبكم وإن أظلم العالم وكي لا تختبئ المبادرات”.
وختمت: “علينا أن نتعاون لإطلاق مشروع التدريب المستمر كي نؤدي الرسالة المطلوبة بكل مضامينها وآمالها”.
الغريب
بدوره، قال مدير معهد “نيو وورلد – الكويت” الدكتور محمد الغريب من الكويت: “نأتي إلى لبنان بلدنا الثاني، لأننا نرى فيه مساحة للثقافة والإبداع، لنؤكد إيماننا بهذا البلد ودوره في صناعة الأفكار والمبادرات، وكما في كل مرة أنه مهما توالت الأخبار عن سوء الأوضاع فإننا لا نتردد يوما بالمجيء”.
وأشاد بـ”التعاون المثمر بين نيو وورلد – الكويت والدولية للتنمية والخدمات التي أثمرت جهودها في أقل من سنة بتنظيم مؤتمرين دوليين، وهذا يؤكد ما نقوله عن لبنان”، منوها بـ”الحضور العربي في هذا المؤتمر والحضور اللبناني النوعي”، موضحا أن “الدعوة لهذا المؤتمر لم تكن دعوة عامة بل هي موجهة إلى الخبراء والمتخصصين في مجال التنمية والتدريب”
وأمل أن “يصدر عن هذا المؤتمر جملة توصيات تفيد العاملين في مجال التدريب”.
غدار
من جهته، أبدى مدير “الدولية للتنمية والخدمات الدكتور سامر غدار سعادته “لاستضافة وتنظيم هذا المؤتمر في الجنوب اللبناني، الجنوب الذي يزخر بالكفاءات والخبراء”. وقال: “ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها معا ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، لأن مسار التدريب في تطور دائم، وبالتالي علينا كخبراء ومهتمين أن نخلق الفرص كي يجتمع كل مهتم وكل تواق للتطور”
اضاف: “ان مشاركة وفود عربية في هذا المؤتمر إنما تدل على مكانة لبنان في وجدان الأخوة العرب، وحرصهم على عدم جعله وحيدا في أزماته ومحنته”.
ووجه “الشكر والتقدير لكل من حضر من لبنان والخارج من رسميين وأكاديميين وخبراء”، آملا أن “نخرج من هذا المؤتمر بخطوات متقدمة ومتطورة تغني المسيرة التدريبية لكل شخص ودولة”.