
بوابة التربية: اختُتِمت في الفرع الخامس لكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة أعمال المؤتمر التّمهيدي بعنوان “إبداع الإنسان وحدود الآلة: الذكاء الاصطناعي في عالم الآداب والعلوم الإنسانيّة”، برعاية عميدة الكليّة د. سهى فرج الصمد، وحضور عميد المعهد العالي للدكتوراه د. حسين علي رحّال، ومدير الفرع د. أحمد رضوان نصر الله، وحضور أساتذة الكليّة والباحثين والطلاب والمهتمين.
وقد افتتحت أعمال المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، تلت ذلك كلمة مدير الفرع، ثم كلمة عميد المعهد العالي للدكتوراه، فكلمة راعية الحفل التي شدّدت على أهمية فتح آفاق جديدة أمام العلوم الإنسانيّة في عصر الذكاء الاصطناعي.
الجلسة الأولى
انطلقت الجلسة الأولى بعنوان “لغات بلا حدود: الذكاء الاصطناعي كحارس للهوية وجسر للتواصل” برئاسة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها د. أحمد سيف الدين، وشارك فيها عدد من الباحثين الذين تناولوا أثر الذكاء الاصطناعي في الأدب واللغة. قدّم د. أنور الموسى ورقة بحثيّة بعنوان نقد النّقد الأدبي بواسطة الذكاء الاصطناعي: الإشكاليّات والحلول، وتناولَت د. زينب طحان مسألة الإبداع الفني في لغة الذكاء الاصطناعي العربيّة وتآكل الأصالة اللغويّة، بينما طرحت د. أمل توبة إشكاليّة اللمسة الإنسانيّة في فهم الأدب، وقدّمت د. فاتن قبرصلي دراسة تطبيقيّة بعنوان الذكاء الاصطناعي في خدمة الرواية: دراسة تطبيقيّة في الرواية التّصويريّة (L’IA au service de L’IH: Etude pratique du roman photographique).
الجلسة الثانية
أمّا الجلسة الثانية، فقد ترأستها د. ثناء حطيط، وشهدت مداخلات طلابيّة بحثيّة تنوّعت بين اللغويّات وعلم النّفس والإبداع. قدّمت الطالبة أمل غبريس بحثاً حول إشكاليّة التدقيق اللغوي في الذكاء الاصطناعي، وتحدثت الطالبة نور حسين إبراهيم عن إعادة تعريف الإبداع البشري وعلاقته بالإنسانيّة في زمن الذكاء الاصطناعي، فيما تناولت الطالبة رجاء كلاكش موضوع العلاج النّفسي التّنبّئي وقدرة الذكاء الاصطناعي على توقّع الأزمات النّفسيّة. تلا ذلك فقرة شعريّة قدّمها طلاب قسم اللغة العربيّة واللغة الفرنسيّة: جنى أخضر، وإبراهيم عزّ الدين، وفاطمة جعفر الرجب، ورولا يماني، وسمحون، حيث ألقوا نصوصاً ادبيّة من وحي المؤتمر.
الجلسة الثالثة
وانطلقت بعد ذلك الجلسة الثالثة بعنوان “عقل الآلة وروح الإنسان: استكشافات فلسفيّة ونفسيّة وإعادة بناء المستقبل” بإدارة د. خنجر حميّة، وتحدّث فيها د. طارق سلهب مقدماً دراسة حول التطرّف المناخي في لبنان باستخدام لغة R كإحدى أدوات الذكاء الاصطناعي، كما ناقش د. مصطفى زين أهميّة العودة إلى الميتافيزيقا في عصر الذّكاء الاصطناعي، بينما عرض د. علي زين الدين ورقة حول تحديات علم الآثار في العصر الرقمي وما يفتحه من شراكات وتقنيات مبتكرة.
الجلسة الرابعة
أمّا الجلسة الرابعة، فترأسها د. أحمد رضوان نصر الله، وشارك فيها د. محمد جابر بورقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في الصّحة النّفسيّة، وقدمت د. ماري أنج نهرا بحثاً تناول علم النفس التّربوي في عصر الذكاء الاصطناعي وما يطرحه من فرص وتحديات للتطوير المستدام، واختتم د. قاسم زين الجلسة بدراسة تحليليّة حول التّعليم في عصر الذكاء الاصطناعي من منظور علم النّفس التّربوي. وقدمت دكتوره ريتا هيكل حسون علاقة الذكاء الاصطناعي بالقوانين والأنظمة التي تحمي الإنسان من التهور في ضوء استخدام الذكاء الاصطناعي .
التوصيات
وفي ختام المؤتمر، قدّمت د. هبة قصير التوصيات التي شددت على ضرورة الإفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الإنسانيّة، وعلى أهمية مراجعة المناهج التّقليديّة وتطويرها بما ينسجم مع التّحولات الرّقميّة، كما أكدت توصيات المؤتمر أنّ الذكاء الاصطناعي عامل مساعد لا يلغي دور الإنسان ولا يحل مكانه، بل يشكل أداة تطويريّة في مجالات متنوعة تشمل المناخ والتّحليل النّفسي والتّدقيق اللغوي والفلسفة.
وبعد تلاوة التوصيات، وُزّعت شهادات التقدير على الباحثين وإفادات الحضور على الطلاب.
يذكر أن المؤتمر نُظّم بإشراف منسّقته د. خديجة شهاب، وعضويّة اللجنة التّحضيريّة المؤلفة من د. آمال عوض، ود. محمد قشوري، وموسى غبريس، ومجلس طلاب الفرع، وقد اختتمت فعالياته وسط تفاعل لافت من الحضور.
بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate