أخبار عاجلة

ثقافة

هيئة إدارية جديدة لاتحاد الكتّاب اللبنانيين برئاسة نزال

بوابة التربية:    أعلن اتحاد الكتاب اللبنانيين في بيان أنه “بعد أن دعا في بيان أعضاء الهيئة العامة للاتحاد إلى جمعية عمومية، لانتخاب هيئة إداريّة جديدة، بناءً على أحكام النظام الداخلي، في مركز الاتحاد العمالي العام، في بيروت، يوم الجمعة 5/1/2024 الساعة الثانية ظهراً (الدورة الأولى)، ولم يكتمل النصاب، جرت الدورة الثانية يوم الجمعة 12/1/2024 بمن حضر في الوقت والزمان المحدّدين. وبعد تلاوة البيان العامّ من الأمين العامّ السابق الدكتور إلياس زغيب، والبيان المالي من أمين الصندوق السابق الأستاذ مكرم غصوب، وبراءة ذمّة الهيئة الإدارية السابقة، جرت الانتخابات في جوٍّ ديمقراطيٍّ تنافسيٍّ بين لائحتين، بين لائحة “النهوض الثقافي” برئاسة الدكتور أحمد محمود نزّال، و لائحة “الوحدة النقابية الوطنية” برئاسة الدكتور ديزيره سقّال”.

ولفت البيان الى ان  ” صناديق الاقتراع  أقفلت  السادسة مساءً، وبلغ عدد المقترعين من أعضاء الهيئة العامة 147 مقترعاً، وتمّ الفرز في حضور  مندوبين عن اللائحتين، وفي نهاية الفرز فازت لائحة النهوض الثقافي بكامل أعضائها”.

ترأس جلسة توزيع المراكز الأستاذ موريس النجار، أكبر الأعضاء الرابحين سنَّاً،  وتم توزيع  المراكز في الهيئة الإدارية الجديدة على النحو الآتي:

الدكتور أحمد محمود نزّال  أميناً عامّاً للاتحاد،  الاستاذة ميراي شحادة نائبة للأمين العام، الاستاذ يامن صعب أميناً للسر، الدكتور طوني مطر    أميناً للصندوق ، الاستاذ أمل وجيه ناصر أميناً للشؤون الثقافية، الدكتور إميل شفيق منذر  أميناً للشؤون الإدارية، الدكتور بسام رشيد ضوّ   أميناً لشؤون إحياء التراث، الدكتور  درية فرحات  أميناً للشؤون التربوية والاجتماعية، الاستاذ رامز الدقدوقي  أميناً للشؤون المالية ، الدكتور رزقالله قسطنطين أميناً للشؤون الخارجية، الاستاذ سديف سابق حمادة  أميناً لشؤون الانتساب،  الاستاذة ليلى الداهوك  أميناً للشؤون الإعلامية والعلاقات العامة، الاستاذة ليندا نصار  أمينة للشؤون الداخلية، الاستاذ موريس النجار أميناً لشؤون المجلّة والنشر والدكتورة وفاء الأيوبي أمينة لشؤون المكاتب.

كتاب جديد من مؤسّسة الفكر العربيّ: فرنسا… قوّةٌ عظمى خَذَلَها العصرُ

بوابة التربية: كيف تندرج سياسة فرنسا الخارجيّة في التاريخ؟ وهل إنّ أدواتها السياسيّة تستجيبُ لاعتباراتٍ أخرى اقتصاديّة وإداريّة وإيديولوجيّة؟ ثمّ هل يمكن القول إنّ نتائج هذه السياسة ناجحة في ظلّ الأحداث والرهانات الكبرى المعاصرة؟

أسئلة محوريّة يجيب عنها كتاب ” أوضاع العالَم 2022: فرنسا… قوّةٌ عظمى خَذَلَها العصرُ”، الصادر بنسخته العربيّة عن مؤسّسة الفكر العربيّ ضمن سلسلة تقارير “أوضاع العالم” في برنامج “حضارة واحدة”، بإشراف الباحثَين الفرنسيّيَن الأستاذيَن في معهـد الدراسات السياسيّة في باريس، بـرتران بــادي ودومينيك فيـــدال، وترجمة الأستاذ نصير مروّة.

يأتي هذا الكتاب الغنيّ بقراءاته وتحليلاته المتنوّعة ليرسم لوحةً مفصَّلة ومُتكاملة عن السياسة الخارجيّة لفرنسا، تُكسِب القارئ معرفةً أكبر بوضعيّة باريس الحاليّة على الساحة الدوليّة في ظلّ تأثُّرها بالقضايا الإقليميّة والدوليّة، في الماضي كما في الحاضر. وفي مباحثه الـ 33، يُقدّم مؤلّفو الكتاب نظرةً شاملةً عن الأدوات والسياسات التي تستخدمها فرنسا في مجال العلاقات الدوليّة، كما يستعرضون تحوّلات السياسة الفرنسيّة ويشرحون كيف تغيّرت استراتيجيّاتها وأدوارها على مرّ عقود من الزمن نتيجة أحداث ومستجدّات عدّة أثّرت في مكانتها وجبروتها وحضورها، ويُجمعون على تراجع دور فرنسا كلاعب وازن على الساحة الدوليّة.

ويُضيء الكتاب أيضاً على العلاقات الفرنسيّة الاستثنائيّة مع كلّ من الصين وألمانيا، ويستعرض الالتزام الفرنسيّ بقضايا المناخ، ولا يغفل عن سياسة فرنسا تجاه القضيّة الفلسطينيّة، ويبيّن دور باريس التاريخيّ في لبنان متناولاً بشكل خاص مبادرتها الأخيرة بعد انفجار مرفأ بيروت ومساعيها لحلّ الأزمة السياسيّة الراهنة.

افتتاح معرض الكاتب العربي في الحمرا

بوابة التربية: أفتتحت دار ناريمان للنشر لصاحبته ومؤسسته الشاعرة والاعلامية ناريمان علوش، معرض الكاتب العربي في الحمرا، وبحسب بيان لصاحبة دار النشر، فان المعرض يشكل “تظاهرة ثقافية مميزة وفريدة، هي الاولى من نوعها في لبنان، فبالرغم من الظروف القاسية والاوضاع الصعبة فإن بيروت ما زالت عاصمة الثقافة العربية، متحدية كل العراقيل، وأتاحت للكاتب مساحة من ضوء تنبض بالأمل للقاء قرائه والتعرف بهم وعرض نتاجه الأدبي والفكري والسياسي”. 

وشارك بالمعرض العديد من الكتاب والكاتبات من لبنان وسوريا وفلسطين، بحضور نخبة من أهل الفكر والاعلام والثقافة. وألقيت كلمات لكل من علوش، الاعلامي والكاتب الدكتور سامي كليب، الاعلامي والكاتب سركيس ابو زيد والامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب.

وفي ختام الحفل الذي قدمته الاعلامية كلود كلاسي صوما، تم سحب القرعة على أسماء المشاركين لتفوز الكاتبة كريستيان بلان بطباعة كتاب على نفقة دار ناريمان.

إشارة الى ان “هذه الخطوة المميزة لنهضة الثقافة والتي ستكون بداية انطلاقة سنوية ستتكرر كل أول من أيلول بمشاركة أوسع من المثقفين العرب.

محمد ع.درويش

احتفاليّةً أدبيّة لـ”لقاء” بعنوان “ثمرةٌ بكر في مسيرة التوأمة”

بوابة التربية: أقام “لقاء” احتفاليّةً أدبيّة بعنوان “ثمرةٌ بكر في مسيرة التوأمة”، لمناسبة عيد توأمته مع مشروع “أفكار اغترابيّة للأدب الراقي” في سيدني أستراليا، وإنجاز أوّل رسالة ماستر حول شعر الدكتور جميل الدويهي للطالبة نداء عثمان. احتفاليّة مهداة إلى روح سليمان يوسف ابراهيم، عرّاب التوأمة ومطلق العيد. جرت وقائع الاحتفاليّة في مركز الإفتاء الجعفريّ في جبيل بمباركة معاون مفتي جبيل وكسروان، الشيخ محمّد حيدر أحمد وحضوره. كما بحضور أساتذة جامعيّين ومفكّرين  وإعلاميّين، وشاركتْ حضورًا أيضًا عائلة الأديب الراحل سليمان يوسف ابراهيم.

قدّمت الاحتفاليّة الدكتورة فاتن الحاجّ حسن، وتكلّم فيها الدكتور جميل الدويهي الموجود في أستراليا، ألقى كلمته الشاعر وليد نجم، قال فيها الدويهي مشاركتَه العيد مع “لقاء” وامتنانَه لأجل الوفاء بالعهد والعيد. ثمّ كانت كلمة رئيس “لقاء” الدكتور عماد يونس فغالي الذي وضع العيد في فكرته وإطاره وهنّأ صاحبةَ رسالةِ الماستر بنيلها الشهادة الجامعيّة في أدب الدويهيّ. بعدَه الدكتور جان توما المشرف على الرسالة، تمحورت كلمته حول العلاقة الفكريّة بين الدويهي ونداء عثمان، بكثيرٍ من الشجن والعواطف الأدبيّة. تلاه الدكتور رياض عثمان متحدّثًا عمّا تعني له الرسالة موضوعًا وطالبةً (وهو خالُ الطالبة نداء). أمّا الدكتور جوزف ياغي الجميّل، فكانت مداخلتُه موجّهةً إلى “توأمة الأرواح والأفكار بين أفكار اغترابيّة و”لقاء”، مهداة إلى روح الصديق الأديب سليمان يوسف ابراهيم”.

تمّت قراءة مقتطفات شعريّة من كتاب “أعمدة الشعر السبعة” للدكتور الدويهي الذي اعتمدته نداء عثمان في رسالتها، قبلَ أن تعتلي الأخيرة المنبر في مداخلةٍ تضمّنتْ شكرَها للإضاءة على رسالتها واعتمادِها موضوع الاحتفاليّة من جهة، وعرضًا لعملها البحثيّ في شعر الدويهيّ أنموذجًا للأدب المهجريّ المعاصر.

في نهاية الاحتفاليّة قدّم د. عماد يونس فغالي رئيس “لقاء” إلى الطالبة نداء عثمان شهادة تهنئة ومحبّة باسم المنتدى وأُخذتْ الصور التذكاريّة مع ضيافة من دار الإفتاء.

المرتضى علّق التعاون الثقافي مع السويد والدانمارك استنكارا للاساءة للقرآن

بوابة التربية: وجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى كتاباً الى كلّ من وزيرة الثقافة في السويد باريسا ليلجيزتراند ووزير الثقافة في  الدانمارك جايكوب إنغل-شميدت، اعرب فيهما عن “استنكاره الشديد للمسّ المتكرّر بالقرآن الكريم في كل من السويد والدانمارك”. واعتبر “ان الفعل وتغطية الفعل سيّان، وانه لولا سماح السلطات الرسمية السويدية  والدانماركية بالمسّ بالقرآن ما كان الفعل البشع ليقع اصلاً، وهو يؤذي مشاعر كلّ اللبنانيين مسلمين ومسيحيين.”

ومما جاء في كتابي المرتضى: “انّ وزارة الثقافة تتطلّع الى احسن العلاقات الثقافية مع الدانمارك والسويد ولكن على قاعدة حفظ القيم واحترام الايمان، ولهذا فإنه يعلّق كل تعاون ثقافي مع السويد والدانمارك وسفارتيهما في بيروت ريثما تصوّب السلطات فيهما الوضع”.

وفي ما يلي النصّ الحرفي لكتابي المرتضى المتطابقين في المضمون:

“السيد وزير الثقافة…،

نعربُ لكم عن استنكارنا الشديد للممارسات المسيئة إلى القرآن الكريم التي حصلت في بلدكم أكثر من مرة، والأدهى بتغطيةٍ وحمايةٍ من بعض الجهات الرسمية أحيانًا، وأنتم حتماً تعلمون أن الفعل وإتاحة الفعل كلاهما سيّان، لا سيّما وأنّه لولا سماح السلطات الرسمية لديكم ما كان الفعل البشع ليقع في الأصل.”

“إن هذه الأعمال المقيتة، والتغطية الرسمية لها، تُسيئان إلى مشاعر المسلمين والمسيحيين في وطننا على السواء، فهم جميعًا يرفضون أن يُدنَّس الكتاب المقدّس الذي يؤمن به ملياران من البشر. ويعتبرون تلك الأعمال خروجًا على القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، ولا علاقة لها بالحريّة التي ينبغي لها أن تظلّ دائمًا ضمن ضوابط احترام الآخر في إيمانه ومعتقداته.”

“ولا بد لنا هنا من السؤال: كيف لمسيحي حقيقي أن يُسيء أو يقبل الإساءةَ إلى القرآن الكريم، الذي تضم سورُه واحدةً باسم مريم أمِّ المسيح كلمة الله وروح منه؟ إن المسيحية التي طلعت من أرضنا براء مما فعلوا ومن تغطيتكم الرسمية لما يفعلون. وهؤلاء المتفلّتون من كل وازعِ ضمير، لا يجوز تركهم يعبثون بمصير العلاقات بين الشعوب من دون وازعِ قانون، خصوصًا وأن الانتماء إلى الاسلام إيماناً وقيَماً موروثة يحول دون التساهل مع مثل هذه الممارسات، حتى يتمَّ الاستدراك والاعتذار عما سلف من إساءات، ومن ثم محاسبة المرتكبين لانهم ولاّدو فتن لا ممارسو حريّة، والحرص على عدم تكرارهم أفعالهم.”

“وفي الختام، نحيطكم علمًا بأنَّ وزارة الثقافة في الجمهورية اللبنانية ستعلّق كلّ تواصلٍ أو تعاونٍ ثقافي مع دولتكم وسفارتها في بيروت، ريثما تصوّب السلطات لديكم الوضع، متطلّعين إلى أحسن العلاقات الثقافية معكم، ولكن على قاعدة حفظ القيم واحترام الإيمان.”

على حدود المُقدِّمات: رؤية ما هو عربيّ بعيونٍ أخرى

بوابة التربية: اتخذ البروفيسور والمستعرب الإسباني، بيدرو مارتينيث مونتابيث، في كتابه “على حدود المُقدِّمات: رؤية ما هو عربيّ بعيونٍ أخرى”، مهمة شاقة. فكما يشي عنوان الكتاب، يسعى مؤلِّفه إلى إقناع أوساط المثقّفين الإسبان بأنّ العالَم العربيّ ليس مجرَّد صحراء وجمال وواحات، بل إنّ فيه من الحضارة والثقافة والفكر والأدب والفنّ والعلوم ما يستدعي مزيداً من الاهتمام. باختصار، يحاول مارتينيث مونتابيث أن يرسم أمام مواطنيه الإسبان طرقاً أخرى في التفكير تجعلهم يرون العرب بعيونٍ أخرى.

ليس كِتاب “على حدود المُقدِّمات” من الكُتُب العاديّة أو النمطيّة المُتعارَف عليها، التي يتناول مؤلِّفها موضوعاً واحداً متجانساً. فالكِتاب الذي بين يدَيْ القارئ العربيّ هو بالأحرى “كتاب كتب” يحوي 51 مقدِّمة ألّفها مارتينيث مونتابيث عن كُتبٍ لمؤلّفين آخرين معظمهم من العرب والإسبان حول موضوعات شتّى، يشملها إطارٌ واحدٌ يُمكن أن نُجازف بتسميته، بشكلٍ غير دقيق: العالَم العربيّ ثقافيّاً والعلاقات الثقافيّة الإسبانيّة العربيّة.

من السّهل، ونحنُ نتصفّح هذا الكِتاب، أن نُلاحِظ مدى اهتمام هذا المُستعرِب الكبير بتقديم صورة مُضيئة عن العالَم العربيّ. وهو قد وزّع مقدّماته ضمن ثلاثة أجزاء، يدور كلّ منها حول محور موضوعيّ متجانس، كالموضوعات الإسلاميّة في الجزء الأوّل وعنوانه “إطلال”، والأدب في الجزء الثاني وعنوانه “في رياض الأدب”، حيث يتحدّث المؤلّف عن أدبائه وشعرائه المفضّلين ومن بينهم عبد الوهّاب البيّاتي ومحمود درويش. أمّا الجزء الثالث فعنوانه “انطلاقاً من قلاع التاريخ”، ويتطرّق إلى موضوعاتٍ متفرّقة منها التراث الأندلسي والقضيّة الفلسطينيّة التي يوليها المؤلّف اهتمامًا خاصّاً فيفرد لها أربع مقدِّمات.

قام الصحافيّ والشاعر والكاتِب والمُترجم سعيد العَلمي، المُقيم في إسبانيا منذ العام 1967، بنقل الكِتاب إلى اللّغة العربيّة.

جديد مجلة الحداثة: تحديات التنوير والتعليم وتحسين الصلابة النفسية

بوابة التربية: صدر العدد الجديد من مجلة الحداثة (al Hadatha journal – فصلية أكاديمية محكّمة – صيف 2023، عدد 228 / ISSN:2790-1785) تحت عنوان: تحديات التنوير والتعليم وتحسين الصلابة النفسية – ملفات في الإعلام والتنمية والتاريخ والفنون والآثار والأدب.

استهل العدد بافتتاحية للباحث اللبناني كامل فرحان صالح بعنوان: “أمير الحداثة الشعرية” في السعودية.

وقد ضم العدد الجديد عددًا من الملفات والدراسات والأبحاث الأكاديمية. وهي:

ملف: في الإعلام والاتصال، شمل: التغطية الصحافية اللبنانية لقضية النزوح السوري في لبنان للباحثة دارين موسى حوماني.

ملف: في التاريخ، حوى الآتي: ثقافة “التنوير” وتحديات “الأيديولوجيات المتطرفة” – مشهدية وضع المرأة في التشريعات الدينية مثالاً لرئيس تحرير المجلة فرحان صالح، وبعد قرنٍ من مؤتمر القاهرة 1921: ماذا استجدَ؟ (2) للباحث محمد أرسلان علي، والسريان الأرثوذكس- اليعاقبة في بلاد ما بين النهرين – أصلهم وانتشارهم (منذ القرن الأول ميلادي حتى القرن الثّامن) للباحث شليطا فوزي بو طانيوس، والتنظيمات المالية في لبنان وآثارها الاقتصادية في محطّات تاريخيّة للباحثة محاسن أسعد خير، و”اتّفاق القاهرة” معادلة اللحظة أم خيار السّلطات اللبنانيّة؟ للباحث نقولا يوسف عقيقي.

ملف: في الفنون والآثار، وضم: التكنولوجيا والفن الرقمي الحديث – من الكهف إلى “البلوك تشين”، وخريطة النّقوش الصّخريّة ماهيتها وأنواعها (نماذج من خرائط أثريّة زراعيّة ودينيّة وحربيّة وفلكيّة) للباحث شربل شمعون.

أما ملف: في التعليم واللغة والأدب، فضم الأبحاث الآتية:

La lecture à l’Université: Stratégies et pratiques – Samah DAAKOUR.

واللغة العربية الفصحى على مقاعد الدراسة بين التنظير والواقع التعلّمي (2022-2023) للباحثة ليلى رامز أبو شقرا، و

Selective Mutism: Unveiling the Masquerade of Its Reasons and Interventions – Diana Hadi, Aline EL Jurdi, Nisreen Alwan.

ومصطلحات الرّفض للتّراكيب النّحويّة في “البحر المحيط” لأبي حيّان الأندلسي للباحث زاهد حميد عبيد، والمصطلح وتأويله في النّقد الأدبيّ الحديث (نماذج من المصطلحات الشّعرية العربيّة) للباحثة ريما زكريا حاروكي، و

Integrating Technology in the Literacy Classroom -Houssam Hamadeh.

والحواشي في النّصوص الأدبيّة دورها وأهميتها للباحثة سحر خالد نصر، و

THE USE OF GOOGLE CLASSROOM FOR ENGLISH TEACHING AND LEARNING TO IMPROVE STUDENTS’ WRITING SKILLS- Houssam Hamadeh.

واللّغة العربيّة في زمن العولمة – أوجه التفاعل والتواصل للباحثة شانيل إلياس فيّاض.

ملف: في علم النفس، حوى: خفض الأعراض الاكتئابيّة وتحسين الصّلابة النفسيّة (فعاليّة برنامج قائم على بعض الفنيّات الإرشادية النّفسيّة على عيّنة من طلاب الجامعة اللبنانية) للباحثة حنان مطر، و

Problèmes psychosomatiques en dentisterie- Wael Khalil.

وضم باب مراجعات أخيرًا الآتي: سالم المعوش المرجع والعلم، وعلياء شكري وداعًا، ولماذا منتدى الحوار الثقافي العربي؟

المرشدة  ديالا عيتاني: ما هي الايجابية السامة ؟ ومتى يصبح التفاؤل المزيف سيئاً

بوابة التربية- كتبت المرشدة النفسية د. ديالا عيتاني:

الايجابية السامة هي المفهوم لمستوى السعادة والمفرطة والتفاؤل مما يولد حالة من النكران والتقليل من قيمة المشاعر الحقيقية كالألم والخيبة وارتداء قناع مزيف تجاه الأخرين لأخفاء المشاعر الفطرية والتظاهر بأن كل شىء على ما يرام والمبالغة في استخدام العبارات الايجابية في غير مكانها .لدى الايجابية العديد من التفاؤل ولكنها قد تصبح أحيانا ضارة ومدمرة.فالأمل ليس مفيدا في حين يقف في وجه الاحساس الطبيعي بالمشاعر المزيفة ، أو حين يتجاهل المرء حدة الموقف.

أحيانًا، كلّ ما يحتاجه أحدهم هو أن يتمّ تقبّل مشاعره والاعتراف بها. جميعنا نريد أن يُسمع صوتنا، ولا أحد منّا يرغب في أن يُقال له ما يجدر به وما لا يجدر به الإحساس به، أو أنّ ما يمرّ به ليس بهذا السوء. لكن قبل، أن تتقبّل مشاعر الغير، عليك أوّلاً تقبّل مشاعرك الخاصّة لأنّك إن لم تفعل، ولم تواجهها ستعود إلى السطح من جديد ولكن بشكل أسوأ وأكثر إيلامًا. عندما تخفي مشاعرك الحقيقية وتكبتها، فهي لا تتلاشى هكذا وحسب، لا إنّها تختفي عميقًا في داخلك، وستأكلك شيئًا فشيئًا مسبّبة لك مشاكل صحيّة جسدية تأتي على شكل: أوجاع الظهر والعضلات. الأمراض المختلفة. جلطات القلب الفجائية. ارتفاع ضغط الدم. وغيرها من الأعراض التي قد تعتقد أنّها مجرّد أمراض عابرة، لكنها في الواقع نتيجة للكبتِ والضغط النفسي. عليك الاعتراف بمشاعرك وتقبّلها. لا ضير في أن تشعر بأنك لست على مايرام. لا ضير من الشعور بالغضب أو التعب أو الخوف أو الإحباط أو غيرها من المشاعر السلبية.

تعتبر الايجابية الحقيقية هي التعامل مع المواقف المزعجة التي تعرف المشاعر الحقيقية تجاه أي موقف أو اضطراب ما، ويعتقد الفرد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.ومن الطبيعي أن يعبر المرء بمشاعره الحقيقية عند حدوث خطب ما ويعبر عن الألم ،الغضب و الوجع  التي يمر به الانسان . فالحياة عبارة عن تفاعل مع الأخرين على التعبير عن المشاعر مهما كان الوضع صعب ومع تحديد المشاعر يصبح الوضع شيء طبيعي وتلقائي وتصبح  تعبير المشاعرحالة  طبيعية تريح الشخص وتزوده بطاقة ايجابية وتساعده لرسم مستقبل أفضل.

فالشعور بالحزن والخيبة عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدها المرء أو عندما لا يحقق المرء هدفه هو شعور حقيقي .ومن الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق والأحباط ،فهذه المشاعر طبيعية ولا ينبغي على المرء تجاهلها. مع ذلك، فان الشيء المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر.كل شخص سبق أن مر في خيبة أمل أو صدمة، كفقدان وظيفة، أو فشلا في عمل ما، أو حادثا خطيرا أو غيرهما من الحوادث التي قد تغير حياة كل شخص. ففي هذه الحالة، تنبع مشاعر القلق والاحباط والحزن وتسيطر المشاعر السلبية على الشخص.

حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة

بوابة التربية: أقيمت حلقة حوارية وتوقيع لكتاب العلاقات الروسية – الشرق أوسطيّة للكاتبة والباحثة الدكتورة جمال القرى، بدعوة من “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسيُة، والناطقة باللغة الروسية” في لبنان، وحلقة الحوار الثقافي وبالتعاون مع البيت الروسي في بيروت، ودار سائر المشرق، وبرعاية وحضور سفير روسيا الإتحادية الكسندر روداكوف، مساء الأربعاء في ٥ / ٧ / ٢٠٢٣ في إحدى قاعات البيت الروسي في بيروت.

 الكتاب الذي أصبح لأهميته مرجعاً معتمداً في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، جاء عصارة جهود جبّارة للكاتبة اللبنانية، خرّيجة روسيا بإختصاص الجراحة النسائية والتوليد من “جامعة الصداقة بين الشعوب” في موسكو، والحائزة أيضاً على شهادة في الترجمة من اللغة الروسية الى العربية من كليّة اللغات في جامعة الصداقة بين الشعوب. وهي ناشطة إجتماعيّة وكاتبة مقالات سياسية في جريدة النهار اللبنانية، ومهتمة بالشأن الروسي والثقافة الروسيّة.

شارك في هذه الحلقة، بالإضافة الى الكاتبة جمال القرى، والسفير الكسندر روداكوف، كل من:

الدكتور محمد الحاج، خرّيج روسيا، الحائز على دكتوراه في الهندسة المعمارية، وشغل منصب عميد سابق لكليّة الفنون الجميلة والمعمارية في الجامعة اللبنانية. وهو ناشط إجتماعي ومهتم بالشأن الروسي وملمّ به.

الدكتور رجا العلي، خرّيج روسيا وحائز على شهادة الدكتوراه في هندسة الكهرباء، وهو مدير سابق لمديريّة الدراسات في شركة كهرباء لبنان، وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، وهو ايضاً مدير الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات- فرع لبنان، وناشط إجتماعي، ورئيس سابق “لنادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية”، ويعمل حالياً رئيس لجنة العلاقات الخارجية في النادي. وهو من الأشخاص الأوائل الذين أولوا اهتمامهم بهذا الكتاب لأهميته، بعد الإطلاع عليه.

حضر الندوة  رئيس “الاتحاد العربي لجمعيات خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا” الدكتو طوني معلوف، رئيسة “جمعية خريجي جامعة الصداقة” السيّدة غالينا عبّاس، المهندس محمد فواز عن “جمعية الخريجين”، الكاتب والمفكر والمؤسس والأب الروحي “لحلقة الحوار الثقافي” فرحان صالح، ممثل جامعة القديس يوسف الدكتور جورج سعادة، الكاتب والباحث والناشر و مدير المنتدى الاقليمي للدراسات والاستشارات والرئيس الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية في للجيش اللبناني العميد الركن خالد حمادة، المحامي صلاح حدشيتي من رابطة  خريجي جامعة الحكمة، الناشط النقابي والاجتماعي والسياسي، المعماري الدكتور خالد بو طعام،

 الاعلامي والناشط الاجتماعي عصام شلهوب عضو اللجنة الوطنية لإدارة الازمات والكوارث، ونائب رئيس منتدى البرلمانيين العرب الناشطة النقابية والاجتماعية الدكتورة سمر حداد. الناشط السياسي جوزف ثابت، مدير عام الهيئة الوطنية لمراقبة الدواء والغذاء الدكتور ايلي عوض وحشد من الخرّيجين والأصدقاء.

مصطفى

قدّم الندوة رئيس “نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية” الدكتور مروان مصطفى الذي رحّب بالمشاركين وبالحضور  أطلعهم، بعد النشيدين اللبناني والروسي، على نبذة مختصرة عن الكاتبة وكتابها موضوع الندوة والقى مداخلة مختصرة عن طبيعة العلاقات بين روسيا ولبنان عبر التاريخ، جاء فيها “أن الشرق يشكّل قبلة لروسيا عبر تاريخها، منذ زمن الأمير فلاديمير الملقّب “بالشمس الحمراء” حتى اليوم”.. و”ان السياسة التي اتبعتها روسيا خلال وجودها في الشرق حملت طابعاً امبراطورياً هدف الى تعزيز مكانتها كقوة عظمى على الساحة الدولية من جهة والى توسيع الرقعة الجغرافية التي تحمي أراضيها من جهة أخرى وذلك بخلاف الطابع الإستعماري – السياسي الإقتصادي الذي اتبعته الدول الغربية”.

السفير روداكوف

وقال راعي الندوة السفير الكسندر روداكوف، الذي افتتح كلمته بالقول: “الأمة التي لا تعرف تاريخها اوماضيها ليس لها مستقبل”، وبالتالي فإن عملية كشف الحقائق التاريخية وتوثيقها بوجه المحاولات السافرة والنافرة لتشويه التاريخ أهميّة خاصة. وأعرب السفير عن إعجابه بمضمون الكتاب، موضوع الندوة، الذي “يحتوي، على كمّية هائلة من المعلومات المهمّة والموثّقة ويتميّز بجدّيته وشموليته ومصداقيته ويكشف تاريخ تشكيل السياسة الروسية في الشرق الأوسط في جميع المجالات” . وأثنى روداكوف على الجهود الكبيرة التي بذلتها الكاتبة جمال القرى، متمنياً لها “المزيد من الإنجازات البحثية والأنشطة المثمرة”.

محمد الحاج

ثمّ أُعطيت الكلمة للدكتور محمّد الحاج، الذي قدّم قراءة شاملة في الكتاب “، استهلّها بنبذة عن الكاتبة ونشاطاتها الإجتماعيّة، الثقافية، والنقابية والسياسية، وعن الجهود الكبيرة التي بذلتها في اصدار هذا الكتاب. وقد أسهب الدكتور محمد في شرح وتحليل الكتاب من حيث الشكل والمضمون. وبعد شرح أقسام الكتاب ومحتوياته قال في مضامينه، (باختصار)،  أن الكتاب “تجاوز التقليد في التأريخ وكلاسيكيات كتابة الوقائع، فنجد الديبلوماسية والإستشراق والسياسي والثقافي والإجتماعي والإنساني تتماثل في إهتمامات الكاتبة وحرصها على إبراز حقائق مشهديّة مقارباتها، ونستشف منطلقات وجدانها في استخدام المعلومة وفي توظيفها المعرفي، والمتأتي من تشكّل وعيها ومن العلاقات الإنسانية مع العديد من المستشرقين والمؤرخين والباحثين الروس”.. وأشار الدكتور الحاج من خلال قراءته لمضمون أقسام الكتاب الى ظهور جاذبياته السردية، في كلّ خواصها التاريخية والإستشراقية والديبلوماسية والثقافية والإنسانية…”.

وتابع الحاج واصفاً الكتاب “وكأنه مجموعة كتب رتبتها الكاتبة في نسق معرفي متمايز بمعطياته ومعلوماته ورؤاها التحليليّة لتتابعية الأحداث وتفاعل مؤثراتها في صيغ الإستنتاجات  وفي بلورة الخلاصات والظواهر، والتي نجد تقاطعاتها التبادلية في جرأة تظهير الرأي”.. وقال ان “الكاتبة حاولت إدراج القيمة الاثنية والدينية والديبلوماسية والثقافية، بتتابعيتها وبإدخال الحيثيات المعرفية للمعلومات والأحداث. ما أدّى الى طرحها نوعيّة مفاهيمية معاصرة لترابط الإستنادات مع تصوراتها للأهداف، مستخدمة حتى الإعتبارات غير الموثّقة للعلاقات بمختلف مستوياتها، والتي حاولت الإضاءة عليها.”.. واعتبر الدكتور محمّد الحاج ان الكاتبة “عملت بجهود كبيرة على تجاوز الدراسات البحثيّة والتحليل الشكلي والمقاربات التقنية ، ودلّت على المفيد في تظهير التاريخي والثقافي لاستيلاد المعاصر والمستقبل، الأكثر تفاضلية وثقة وتشاركية… غير آبهة بأي ارباك بسعيها لجعل السياسي المتداخل مع الديني والثقافي كإرساء للديبلوماسي والمنفعي”. وختم الدكتور محمد كلمته بأن “كتاب الدكتورة جمال سيساهم في إيضاح النشأة والتطور لنوعية العلاقات بين الدول، ويؤسس لمسارات في قراءاتها وبكيفيّة تأمين تبادلية المصالح المشتركة. وهي توّجت بإصداره قيمها الإداكية لأصالة انتمائها ولرفاهة وجدانها في خلاصاته، بحثت بجدّ وصدق عن الممكن من المشترك، من المصالح والقيم لتطوير علاقات الشعوب وتعاونها، وهذا ما حاولت تأكيده من إيضاح ما تزخر به تاريخيّة العلاقات الديبلوماسية والثقافية الروسيّ – الشرق أوسطيّة”.

العلي

ثمّ أعطي الكلام للدكتور رجا العلي، الذي تحدّث قليلاً عن الكاتبة وعن بعض مزاياها الحميدة، معبّرا عن احترامه وتقديره لها. وابدى إعجابه العميق بكتابها، موضوع الندوة، وقال: “ان هذا الكتاب النادر يضيء على ما هو مجهول من تاريخ العلاقات التي ربطت روسيا بالشرق الاوسط والممتد لأكثر من ألف عام. وتتمثّل ندرة الكتاب بندرة المراجع والمصادر التي اعتمدتها الكاتبة لتوثيف هذه العلاقات. وبعد شرح مفصّل لأقسام الكتاب ومضامينه، اعتبر الدكتور رجا العلي ان هذا الكتاب “يمكن اعتباره مرجعاً موثّقاً لتاريخ العلاقات بين روسيا والشرق، ومصدراً معلوماتياً موثوقاً لما جرى خصوصاً في القرنين السابقين وبقي طي الكتب لعدم وجود ترجمة له. كما انه يمكن اعتباره موسوعة تاريخيّة لأحداث مرّت ولم تُلحظ بعد.” واعبر ان هذا الكتاب “يثير اهتمام أصحاب الإختصاص والمهتمّين في مجال التاريخ والثقافة والعلاقات الروسيّة الشرق أوسطية والعاملين في مجال التفاعل بين الثقافات.”

القرى

ومن جهتها اعتبرت الكاتبة، الدكتورة جمال القرى ان “الدراسة البحثية تضيء في تاريخ العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية الدينية – الكنسيّة والسياسية – الدبلوماسيّة والثقافية من خلال استعراض أعمال مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، على جوانب غير مُكتشفة من هذه العلاقات حتى الآن”. واشارت الدكتورة إلى “أن مصادر هذه الدراسة كانت وثائق دبلوماسية رسميّة وتقارير ومراسلات وكتابات القناصل والدبلوماسيين والرحّالِة والمستشرقين الروس التي احتوت على أخبار تفصيلية شبه يومية للأحداث الداخلية في بلدان الشرق، وللحروب التي جرت فيها على وقع صراعات الإمبراطورية الروسيّة مع الإمبراطورية العثمانية والدول الكبرى، ما يشكّل ضرورة لفهم وتحليل الوجود الروسي في الشرق الذي بات اليوم وجوداً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً مباشراً لم يسبق له أن وصل إلى هذه الحدود. ففي ظل التنافس الروسي – الغربي – الأميركي على مناطق الشرق ومناطق أخرى في العالم، تحاول روسيا استعادة نفوذها ومواقعها التي خسرتها في الشرق الذي كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، خلال تنافسها الديني – الدبلوماسي – السياسي مع الدول الأوروبية الكبرى، وجعله منطقة دفاع عن أمنها القومي، ومساحة لتحقيق مصالحها الجيو – سياسية.” وقالت “ان الدراسات والتحليلات المقارِنة التي أجراها المستشرقون والمؤرّخون الروس، تقدّم أهمية كبرى في فهم آليات العمل الدبلوماسي والسياسي الروسي في الشرق. كما تقدم أيضاً تأريخاً جديداً للمنطقة، من منظور السياسة الروسيّة فيها، بما يسمح بإجراء تقييمٍ جديدٍ للصراعات القائمة اليوم بين روسيا والدول الأخرى، وانعكاسها على حاضر ومستقبل دول الشرق التي ما زالت تلعب في تشكيلاتها السياسية – الاجتماعية الخصوصيات الدينية والإتنية والثقافية الدور الأكبر، وتشكّل، كما كانت عبر كل تاريخها، بؤرة صراعات داخلية وخارجية.

ويتضح من قراءة الأعمال الحديثة للمؤرخين الروس، تحوّلهم بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي إلى البحث والتنقيب في مسار العلاقات التاريخية التي ربطت روسيا بالشرق التي لم تُولَ في السابق الاهتمام الكافي لأسبابٍ كثيرة، ليس أقلّها خضوع التأريخ إلى مفاهيم تلك الحقبة التي كانت تقوم فقط على الأساس الماركسي – اللينيني، وبما يتوافق مع النظرة السياسية – الاستراتيجية السوفياتية إلى الشرق، وأيضاً على إدغام السياسة بالإيديولوجيا.

من هنا، أتت فكرة كتابة هذا الكتاب الذي يتناول تاريخية العلاقات الروسيّة – الشرق أوسطية، استناداً إلى مصادر روسيّة بحتة غير معروفة في الثقافة العربية، نظراً لغياب الاهتمام بها، ولانتفاء وجود ترجماتٍ لها إلا في ما ندر. وما شجّعني أكثر على ذلك، هو أنه عند توسّع قراءاتي للمصادر الروسيّة، وجدت فيها معلومات جديدة يمكن أن تشكّل قيمة إضافية للمعلومات المستقاة من المصادر العربية والأجنبية، حيث استعنت بعشرات المراجع لأهم مستشرقين ومؤرخين وباحثين روس، وترجمت أجزاء مهمة منها، وخصوصاً تلك التي تضيء على ما هو غير معروف بشكلٍ كافٍ حتى الآن.”

واختتمت الندوة الحوارية بتوقيع الكتاب.

“بيروت: جدل الهوية والحداثة” كتاب جديد لنادر سراج

بوابة التربية: محمد ع.درويش:

أصدر الكاتب والمؤلف نادر سراج كتابه الجديد بعنوان “بيروت: جدل الهوية والحداثة”. قدم للكتاب مدير مركز الأبحاث الفرنسية والأكاديمي فرانك ميرميه، معتبرًا “أن صدور هذا البحث التاريخي واللساني الاجتماعي في هذه الفترة التي تلي انفجار المرفأ في 4 آب 2021 يتخذ أهمية كبرى”ن وكتب:”ونادر سراج يساهم بهذا البحث الذي سيكون له أهمية كبيرة في تاريخ المدن في العالم العربي في الحدّ من التصدعات المتعددة التي يعانيها مخيال سكان المدينة. وهو حينما يعيد بناء هذا الماضي المشترك بهذه الطريقة الرائعة فإنه يشيد من أجل سكان بيروت “مكانًا للذكرى” الإنسانية التي تلامس وجدانهم”.

يرسم سراج، استكمالًا لمشروع معرفي استهله منذ عقد بكتاب “أفندي الغلغول: تحولات بيروت خلال قرن 1854 -1940″، مراحل تدرّج بيروت العشرينيات وما بعدها في سلّم الحداثة الغربية، في مدينة تُعدُّ الأسرع تجاوبًا لإيقاع الجديد والنهوض والتألق. يكتنز الكتاب مشاهد بانورامية موثقة يتشابك فيها التاريخ بالجغرافيا، الاجتماع بالإنسان، والسياسة بمفهومها الرحب بالخصوصية.. وتتمحور فصوله حول التبدلات التي عاشها الناس والمبتكرات الحديثة التي قلبت أدوارًا عند أهالٍ  استهدفتهم “مستحدثات العلم المادي” ويسّرت لهم سبل عيشهم.

صراع البقاء والنفوذ بين قيافة عثمانية مدبرة وموضة غربية وافدة تبدت أماراته في شيوع النمط الإفرنكي ومظاهر الفرنجة ونواتج “السلم الفرنسي” وفق مقولة اطلقها الجنرال غورو لدى إعلان دولة “لبنان الكبير”.

عالج الكتاب تفتحات الحداثة وتأتيراتها على ارتقاء الصنائع والعلوم وتعزيز الآداب الرفيعة وانطلاق عجلة التربية والتعليم (نماذج الصنائع والفنون والليسيه الفرنسية والمقاصد والعاملية) وبناء المرافق العامة. كما درس تجليات الثقافة وعاين انبلاج اللغة وسعى لكشف المضمرات وردّ الاعتبار إلى الهوامش ووصل حلقات مفتقدة في التاريخ الاجتماعي للمدينة العربية بنموذجها البيروتي. بقدمين ثابتتين ومتوازنتين بين عمقين  متجاورين ومتآزرين: الحفاظ على إرث ثقافي اجتماعي عربي، مديني الهوية والهوى، والنهل بدراية من نواتج حضارة غربية وتنويرية وافدة، استطاعت بيروت أن تبتدع توليفة ذكية توازي بين مساري الهوية والحداثة. تفاعلا في عمل توثيقي استغرق من المؤلف ثماني سنوات ليسرد للقراء “تواريخ صغيرة” لأسلافهم، لأناس وأفراد وشخصيات مغمورة عمرت في سالف الأيام “أنيسة المدن”.

على مدى خمسمئة صفحة استنطق سراج أبطال حكاية التحديث فكشفوا النقاب عن صفحات مطوية وأوراق منسية لبيروت ما بين الحربين ولمدن عربية مجاورة تشاركت وإياها التجارب الحضرية. ميزة الكتاب أنه نخل الفضلات والشوارد والهوامش وجعل منها “عصارة طيبة” وفق تعبير ناسك الشخروب. فحقق بذلك تناغمًا معرفيًا قوامه استقراء تحليلي لأنسجة إثبات وتغيير عثمانية وانتدابية وأسلوب سلس يجمع بين الإناسي والسوسيولوجي واللساني ليروي مسارات المجتمع ومخاض ترسّخ الهوية الوطنية بأبعادها الرحبة والمؤتلفة.