الإثنين , سبتمبر 15 2025

إدارة الجودة الشاملة: المفهوم والأهداف والمبادئ والمعوقات

 

كتبت- اسراء عبد الرحيم شقورة*:

ان التحديات العالمية المعاصرة تفرض على المؤسسات التعليمية انتهاج الأسلوب العلمي الواعي في مواجهة هذه التحديات واستثمار الطاقات الإنسانية الفاعلة في رفع المستوى العلمي.

ومن أكثر الجوانب الإدارية الهادفة في الوقت الراهن إدارة الجودة الشاملة TOTAL QUALITY MANAGEMENT والتي أصبحت الان وبفضل الكم الهائل من المعلومات وتقنيات الاتصال صفة مميزة لمعطيات الفكر الإنساني الحديث لاسيما وأن الإدارة العلمية المعاصرة أسهمت بشكل حثيث في تطوير بنية المؤسسات التعليمية بشكل كبير.

مفهوم إدارة الجودة الشاملة تطور من مجرد فحص للمنتج الى نظام متكامل لإدارة المؤسسة كلها بهدف تحقيق رضا العميل وتعزيز الأداء العام، وهو اليوم أداة استراتيجية لإدارة التميز والتطوير المستدام.

تعريف إدارة الجودة الشاملة ((TQM

لقد تعددت تعاريف إدارة الجودة الشاملة فهناك من يعرفها بأنها استراتيجية تنظيمية وأساليب إدارية تؤدي الى تسليم منتجات ذات جودة عالية الى العميل.

كما تعرف إدارة الجودة الشاملة بأنها شكل تعاوني لأداء العمل يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة العليا والعاملين بهدف تحسين وزيادة الإنتاجية بصفة مستمرة من خلال فرق العمل.

إدارة الجودة الشاملة هي أسلوب متكامل يطبق على جميع فروس ومستويات المؤسسة ليوفر للأفراد وفريق العمل الفرصة لإرضاء الطلاب والمستفيدين من التعليم.

أهداف إدارة الجودة الشاملة:

–       زيادة القدرة التنافسية للمنظمة.

–       إرضاء المستفيدين والتفوق والتميز على المنافسين.

–       زيادة إنتاجية كل عنصر في المنظمة.

–       ضمان التحسين المتواصل الشامل لكل قطاعات ومستويات المنظمة.

–       تقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة.

مبادئ إدارة الجودة الشاملة:

–       التزام مستمر من الإدارة بالجودة.

–       منع الأخطاء قبل وقوعها بدلا من اكتشافها بعد وقوعها ثم علاجها متأخرا.

–       ضرورة قياس عائد الجودة، وتكلفتها، فلا بد أن يكون للجودة مردود يتم قياسه، وأن يتم التطوير بناء على القياس.

–       المسؤولية عن الجودة في المنظمة مسؤولية شاملة، بمعنى أنها مسؤولية كل أفراد المنظمة بغض النظر عن مستواه الوظيفي أو طبيعة عمله.

معوقات إدارة الجودة الشاملة:

–       غياب روح الفريق لاسيما وأن التحسين المستمر لا يتم الا من خلال فرق العمل المحفزة.

–       قصور التخطيط للتدريب لاسيما تحديد الاحتياجات التدريبية.

–       قصور تدريب العاملين على تطبيق أدوات TQM.

–       غياب الإدارة بالمشاركة وتركيز السلطة الأمر الذي يقلل من حماس ودافعية العاملين للأداء الابتكاري اللازم لإثراء TQM.

بعض التجارب الناجحة في إدارة الجودة الشاملة:

من التجارب الناجحة في إدارة الجودة الشاملة شركة تويوتا اليابانية، قامت تويوتا بتطبيق نظام الكايزن (التحسين المستمر) الذي يهدف الى اجراء تحسينات صغيرة ومستدامة في العمليات بشكل يومي. يشمل النظام اشراك جميع العاملين من مختلف المستويات في تحديد المشكلات واقتراح الحلول، مما يساعد في تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف. هذا النهج ساعد تويوتا في الحفاظ على مستوى عال من الجودة في سياراتها وزيادة رضا العملاء.

أيضا شركة أبل من الشركات الرائدة في تطبيق إدارة الجودة الشاملة على مستوى المنتجات والتقنيات المستخدمة في التصنيع. منذ بداية تأسيسها، اعتمدت أبل على تحسين مستمر لجودة منتجاتها من خلال التركيز على الابتكار، وضمان استخدام أفضل المواد، بالإضافة الى الحفاظ على أعلى معايير الجودة في التصنيع. هذه الاستراتيجية ساعدت الشركة في الحفاظ على مكانتها في سوق التكنولوجيا.

في ظل البيئة التنافسية المتغيرة باستمرار، لم تعد الجودة خيارا، بل ضرورة أساسية لبقاء المؤسسات ونجاحها. وتعد إدارة الجودة الشاملة اطارا متكاملا لتحسين الأداء وتعزيز رضا العملاء. ومن خلال التزام الإدارة العليا، ومشاركة جميع العاملين، واستخدام الأدوات المناسبة، يمكن لأي مؤسسة أن تحقق نتائج متميزة وتبني لنفسها سمعة قوية في السوق.

*طالبة دراسات عليا قسم أصول التربية

المراجع:

–       الطائي، يوسف والعبادي، هاشم (2005): إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعي – دراسة تطبيقية- جامعة الكوفة، مجلة الغرى للعلوم الاقتصادية والإدارية، المجلد الأول، العدد (3)، السنة الأولى.

–       كحيل، اسماعيل (2016): إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالميزة التنافسية، دراسة تطبيقية على جامعة فلسطين (رسالة ماجيستير) جامعة الأقصى، فلسطين.

–       مصطفى، مصلحي (2002): برنامج إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها في المجال التربوي، المركز العربي للتدريب في دول الخليج العربي، قطر.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

التحليل البيئي: مدخل لفهم بيئة الأعمال وصياغة الاستراتيجيات

  كتبت سهيلة خالد يحيى أبو زايد*: في عالم يتسم بالتغير السريع والتنافسية العالية، أصبح …