بوابة التربية- نادين خزعل:
على وقع المسيرات المعادية والتهديدات الاسرائيلية وحالة الترقب التي تشوب المشهدين الأمني والسياسي، انطلقت صباح اليوم الامتحانات الرسمية الخطية للتعليم المهني والتقني في مختلف المحافظات اللبنانية.
وقد جرت الامتحانات وسط حضور لافت للطلاب، حيث سجلت نسبة غياب متدنية جداً، ما يعكس التزامهم وجديّتهم في متابعة مسيرتهم التعليمية رغم التحديات.
وشهدت مراكز الامتحانات مواكبة ميدانية لرئيسة اللجنة الفاحصة في التعليم المهني والتقني، الدكتورة هنادي بري، التي اطلعت على سير العملية الامتحانية، وحرصت على تأمين أجواء مريحة للطلاب، بالتنسيق مع القوى الأمنية التي ساهمت بدورها في الحفاظ على النظام والانضباط.
وعلى وقع المسيرات الجوية المعادية التي جابت أجواء الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مضيفة طبقات من التوتر على المشهد العام، أصرّ الطلاب على التوجّه إلى مراكزهم، في مشهد يعكس إرادة الصمود وتحدّي الخوف، حيث كان للعلم كلمته في مواجهة محاولات الترهيب.
في هذا السياق، قال الطالب محمد نصار: “رغم الخوف الذي نشعر به حين نسمع أصوات الطائرات في السماء، إلا أنني أتيت إلى مركز الامتحان وكلي إيمان أن مستقبلي لا ينتظر، وأننا بالعلم نواجه العدوان ونثبت أننا لا نُقهر.”
من جهته عبّر الطالب زياد مكي عن مشاعره بالقول: “الورقة الامتحانية اليوم كانت بالنسبة لي سلاحاً أبيض في وجه السواد الذي يخيّم فوق رؤوسنا. دخلت إلى القاعة وكنت أفكر بأمي، كيف تنتظرني بفارغ الصبر، وأنا لا أريد أن أعود إليها إلا مرفوع الرأس، وذلك كي نذهب سويًّا إلى قبر والدي وأخي اللذين استشهدا في الحرب”.
أما على صعيد الأسئلة، فقد جاءت وفق ما أفاد به عدد من الطلاب والمعنيين، مراعية للفروقات الفردية، ومناسبة لقدرات الطلاب المُجهّزين، من دون أن تخرج عن الإطار العلمي المطلوب وعلى أمل أن تشكل هذه المرحلة بوابة عبور نحو مستقبل مهني أكثر استقراراً وتميّزاً.