بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربية: أعلن الخبير اللبناني-الأوروبي، رئيس جمعية تحديث وتطوير التعليم، الدكتور بيار جدعون أن حاضرة الفاتيكان شهدت، نهاية الأسبوع الماضي، حدثا مهما جدا حول الذكاء الاصطناعي. لقد التقى قداسة الحبر الأعظم مع أعضاء مؤسسة “السنة المئوية للبابا” والتحالف الاستراتيجي للجامعات البحثية الكاثوليكية، وذلك خلال مؤتمر “الذكاء الاصطناعي ورعاية بيتنا المشترك”، في قاعة المجلس الكنسي، يوم الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول 2025 حيث تناقشوا في تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على المجالات التعليمية والصناعية والمالية والاتصالات.
أسئلة طرحها البابا ليو الرابع عشر
بعد الترحيب والشكر للمنظمين على جهودهم البحثية وتنظيم المؤتمر أعرب البابا ليو الرابع عشر بأن الذكاء الاصطناعي قد أحدث تغييرات عميقة في المجتمع. إنه يؤثر بشكل كبير على جوانب معيّنة من شخصية الانسان كالتفكير الناقد، والتعلّم، وعلاقاته الشخصيّة.
وعرض على الحضور عدد من الأسئلة حثهم فيها على التفكير في الخير العام “Common good”؛ وأهمية الذكاء الاصطناعي ليس فقط كسلعة حالية ذو قيمة عالية في الأسواق، ومحاولة التأمل والإجابة عن وجودنا في هذه اللحظة من التاريخ قائلا: “كيف يمكننا ضمان أن يخدم الذكاء الاصطناعي الخير العام حقا، بدلا من أن تكدّس الثروات والسلطة في أيدي قلّة قليلة؟” كما ودعا البابا الى التأمل في تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على نمو الأجيال الجديدة الفكري والعصبي. وطرح سؤالا أكثر جوهرية قائلا: ” ما معنى أن تكون انسانا في هذه اللحظة التاريخيّة؟”
الذكاء الاصطناعي والآفاق الجديدة
وأضاف جدعون: لقد وجّه البابا دعوة للمناسبة حث فيها البشر “أن يكونوا شركاء في عملية الخلق، لا مجرد مستهلكين سلبيين للمحتوى الذي تُنتجه التكنولوجيا الاصطناعية”. وركّز على الفرص والآفاق الجديدة التي فتحها الذكاء الاصطناعي للإبداع والابتكار بالرغم من أنه يثير أيضا مخاوف كثيرة. وأضاف أن “إدراك وحماية ما يميز الإنسان ويضمن نموه المتوازن أمرٌ أساسيٌّ لوضع إطار عمل مناسب لإدارة آثار الذكاء الاصطناعي”.
الاهتمام بالأجيال الجديدة
وأضاف جدعون أن البابا ليو الرابع عشر قد أعلن على “ضرورة الاهتمام بالأجيال الجديدة، وتوجيهها في استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي”، وحث على “مساعدتها وليس إعاقتها في مسيرتها نحو النضج وتحمّل المسؤوليّة“. وشدّد قائلا: “إن رفاهية المجتمع تعتمد على قدرة الشباب على تنمية مواهبهم والاستجابة لمتطلبات العصر واحتياجات الآخرين، بسخاء وحرية فكرية”.
تغيير جذري لمفهوم النضج
وأضاف جدعون قائلا إن من أهم الدروس التي وجهها قداسة الحبر الأعظم الى الحضور هو التفكير العميق في مفهومنا للنضج. حيث تسأل قداسته بأنه “لم يسبق أن كان واضحًا إلى هذا الحد أن هناك حاجة إلى تغيير جذري في مفهومنا عن النضج”. ودعا الحبر الأعظم بشكل واضح ” إلى تعليم الشباب كيفية استخدام هذه التقنيات الجديدة بذكائهم الخاص من أجل البحث عن الحقيقة وتوسيع نطاق اتخاذ القرارات لديهم”. وأردف جدعون بأن البابا يدعو الى “دعم رغبة الشباب في أن يكونوا مختلفين وحتى أفضل”.
استخلاص المعنى والقيمة من البيانات
وخلال كلمته ركّز البابا قائلاً: “لا ينبغي الخلط بين القدرة على الوصول إلى كميات هائلة من البيانات والمعلومات والقدرة على استخلاص المعنى والقيمة منها“.
العمل معا
إن البابا ليو الرابع عشر مقتنع جدا بأنه من الضروري” استعادة وتعزيز ثقة الشباب بالقدرة البشرية على توجيه تطور التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي”. ولذلك ركّز على أهمية المشاركة الواسعة وتضافر الجهود على المستويات كافة انطلاقا من السياسة، والأبحاث، والتعليم، والشركات، وجميع شركاء النجاح. كما وشدّد على أهمية “العمل التعاوني في تطوير الذكاء الاصطناعي”.
وفي الختام، شكر المنظمين والباحثين وطلب منهم مواصلة عملهم بإبداع.
