بوابة التربية- كتبت تغريد محمد محمود أبو زايدة*:
تعتبر الجودة والاعتماد المدرسي من العوامل المهمة والرئيسية والتي يجب توافرها في تطوير النظام التعليمي وتحسين نتائج الطلبة والحصول على أفضل آداء ومع ذلك تواجه المؤسسات التعليمية في كثير من الأحيان وخاصة في قطاع غزة نتيجة الحروب والنزوح من مكان لآخر حيث أخذ الأهالي من المدارس مراكزا للإيواء للهروب من القصف المتواصل عليهم والهرب من الموت والاحتماء بها تحديات جسيمة ففي مقالي هذا أتناول كيفية تطبيق الجودة والاعتماد المدرسي وكيف يمكن تطبيقهما في ظل الظروف الصعبة .
تعريف الجودة والاعتماد المدرسي :
يرجع مفهوم الجودة إلى الكلمة اللاتينية (Qualitas) والتي تعني الدقة والاتقان حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) .
وقال تعالى في سورة النمل ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ).
تعتبر الجودة المدرسية مؤشرا هاما وضروريا على مدى فعالية التعليم المقدم، ويعتمد ذلك على عدة عوامل مثل المناهج والموارد التعليمية والتدريب المهني للمعلمين والتحصيل الدراسي للطلبة .
أما الاعتماد المدرسي فيشير إلى عملية تقييم رسمية ومستمرة من قبل هيئات مختصة من وزارة التربية والتعليم تثبت أن المدرسة تفي بمعايير الجودة المدرسية . ولكن هناك الكثير من التحديات خلال الأزمات والحروب .
1 تدمير العدد الكبير من المدارس حيث تم تدمير أكثر من ثلثي مدارس وزارة التربية والتعليم بقطاع غزة بشكل شبه كامل مما يؤدي ذلك إلى فقدان الوصول إلى التعليم وتواصل العملية التعليمية .
2 عدم توافر كتب مدرسية حيث أن حوالي 90% من بيوت الأهالي هدمت بالكامل بكل ما فيها من محتويات وكذلك حرق الكثير من مخازن الكتب والمكتبات حيث لا تتوفر الكتب ورقيا وإنما الكترونيا .
3 النقص في أعداد المعلمين حيث تم استشهاد الكثير من المعلمين مما أدى الى نقص كبير في الكادر التعليمي .
4 استشهاد العدد الكبير الكبير جدا والذي يقدر بالآلاف من طلبة المدارس .
5 استشهاد أهالي العدد الكبير من الطلبة فأصبح الأطفال ميتمون الأب أو الأم أو كلاهما حيث اهمال تدريس الطلاب أصبح جليا لتشتت الأطفال بلا والدين .
6 النزوح القسري حيث لا يستقر الأهالي في مكان معين فترة تدوم لأكثر من ثلاثة أشهر من القصف المتواصل وعيش الناس في خيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة .
7 الطلاب منشغلون في تلبية طلبات الأهالي من جلب الماء من أماكن بعيدة ونقلها بلا مواصلات وانتظار طوابير الماء والتكيات لجلب الطعام لاخوتهم اليتامى والجوعى في ظل مجاعة قاهرة ومنهكون في جلب الحطب لاشعال النيران لطهي الطعام فالجيل أصبح يحمل مسئوليات على عاتقهم تفوق مسئولياته في جلب العلم بسبب الظروف الصعبة والقاهرة .
8 عدم توافر شبكات انترنت أو كهرباء لتدمير البنى التحتية بالكامل .
9 تراجع الموارد في جميع المجالات حيث لا تتوفر أي موارد بسبب الحصار المشدد الذي يمنع دخول أي شيء ممكن أن يساهم في تطور العملية التعليمية .
فرص تحسين الجودة في ظل الأزمات والحروب :
1 التعليم عن بعد ( التعليم الالكتروني ) وسط الأزمات ممكن أن يكون بديلا فعالا لتعويض الفجوات التعليمية وتعويض الفاقد التعليمي .
2 تطوير المناهج حيث أن العمل على نظام بطاقات تعليمية أو رزم تعليمية تحتوي على الأساسيات المهمة والمهارات اللازمة وعدم التوسع في المناهج وتكدسها بالمعلومات الكثيرة حيث تقتصر المناهج على المهارات الأساسية اللازمة لكل مرحلة تعليمية .
3 الشراكات المجتمعية المجتمع المحلي والمؤسسات التعليمية ممكن أن يسهم في تعزيز التعاون بينهم في توفير الموارد والدعم .
4 توفير انترنت قدر الإمكان ونقاط شحن للهاتف المحمول في مخيمات النزوح ليتسنى للطلاب بشحن هواتفهم ليصلهم كل ما هو لازم ليتواصل الطلاب مع معلميهم .
5 توفير شرائح الكترونية للمعلمين وتدريبهم على كيفية التواصل مع الطلاب وتوفير برامج تدريبية تركز على الاحتياجات الخاصة في أوقات الأزمات .
6 توفير خيام تعليمية كصفوف للطلاب كما هو مقام حاليا للصفوف الأساسية الدنيا لتأسيس الطلاب خوفا من ضياع الجيل تنفيذ مبادرات تعليمية لالحاق عدد كبير من الطلبة في مخيمات النزوح.
7 التعلم التفاعلي توظيف التعلم التفاعلي وإضافة فيديوهات شارحة بطريقة تفاعلية شقيقة للطلاب الذين تتوفر لديهم اتصالات وانترنت.
8 توفير بطاقات تعلم ذاتي ورقية مدعمة بالمهارات الأساسية للصفوف للمواد الأساسية الأربعة.
دور الاعتماد المدرسي :
يعتبر الاعتماد المدرسي آداة لتقييم وتطوير الجودة , يمكن أن تساعد العمليات المعتمدة في توفير اطار عمل بناء يمكن معه تحسين التعليم حتى في فترة الأزمات حيث يؤدي ذلك الى ضمان استمرارية التعليم من خلال وضع خطط بديلة وتطبيق معايير الجودة بشكل مبتكر.
الخاتمة
على الرغم من أن الأزمات والحروب تمثل تحديات رئيسية للجودة والاعتماد المدرسي ، فانها توفر أيضا فرصا للتكيف والتطوير من خلال الابتكار والشراكات الفعالة والاستجابة السريعة للاحتياجات المتغيرة يمكن للمؤسسات التعليمية تعزيز جودة التعليم وضمان الاعتماد حتى في أصعب الظروف .
وفي النهاية يمكن القول أن تطبيق الجودة والاعتماد المدرسي في ظل الأزمات والحروب يتطلب إرادة قوية وتعاونا بين جميع الأطراف المعنية : الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية فهذه الجهود تساعد على تقليل آثار الأزمات على التعليم وضمان استمراريته بأعلى جودة ممكنة مما يسهم في بناء مستقبل أكثر أمانا واستقرارا للأجيال القادمة رغم الظروف الصعبة .
المصادر :
القرآن الكريم ، سورة النمل ، آية 88
صحيح الجامع 1880
المراجع
مقدمة في إدارة الجودة الشاملة محمد بن فوزي الغامدي
الطبقة الأولى 1443-2021
https://ar.wikipedia.org
*بكالوريوس تربية علوم الجامعة الإسلامية غزة
ماجستير إدارة تربوية الجامعة الإسلامية غزة