Breaking News

الخوري ترد على عميد كلية التربية: كيف نعود فارغي اليدين امام طلابنا؟

من تحرك المتعاقدين في الجامعة اللبنانية (أرشيف بوابة التربية)

بوابة التربية: ردت د. *وديعة الخوري، على رسالة عميد كليّة التربية الدكتور خليل الجمّال، الذي دعا إلى تعليق الاضراب المفتوح واللجوء إلى أساليب أخرى للوصول إلى الهدف المنشود؟ وقالت د. الخوري:

حضرة عميد كليّة التربية الدكتور خليل الجمّال الجزيل الاحترام: قرأنا رسالتكم بكثير من الاهتمام ونبادلكم كلّ التقدير والمحبّة، عالمين مدى دعمكم لقضيّة الاساتذة المتعاقدين بالساعة المحقّة. معكم نشعر بالهمّ الشديد تجاه كليّتنا وجامعتنا والخوف على مصيرهما. والواقع ان اضرابنا هو ثانيا للمطالبة بحقوقنا المعيشيّة وأوّلاً للدفاع عن مقام الجامعة الوطنيّة.

قرأنا باهتمام ايضا اقتراحاتكم لخطوات بديلة عن الاضراب المفتوح الذي تقولون انّه يؤدي الى تقليص عدد الطلاب مع تدنّي ثقتهم بالجامعة. وهذا عين الصواب: الازمة مع الجامعة هي ازمة ثقة، يعاني منها الاساتذة المتعاقدون بالساعة كما الطلاب وحتى بوطأة اشدّ من الطلّاب اذ لا خيار بديل امامهم.

نحن كمتعاقدين بالساعة، مستحقين التفرغ، وصلنا لمرحلة اعتلال القلب والانهيار النفسي والمعنوي لكثرة الخيبة والبؤس نتيجة تتالي الوعود الفارغة التي لم يتحقّق منها ولا حتى وعدا واحدا.

ومع ذلك لا نريد ان نقطع الطريق على اي من اقتراحاتكم:

– الاعتصامات قارب عددها الخمسون ولم تؤد الى اي نتيجة

– المؤتمرات الصحافية لم نبخل بها

– المقالات في الصحف كتبناها ولهول حالنا لا يصدّقنا احد، اذ نضطر لتكرار واقع اننا لا نتقاضى اية مدفوعات شهرية اكثر من ١٠ مرّات على كل مستمع، حتى يدرك اننا نقصد فعلا رقم “صفر”! صفر!!! ونضطر للتفسير عشرات المرات كيف اننا حاليا نخسر قيمة تعبنا اذ اننا سنة ٢٠٢٢ لم نتقاضَ بعد عام ٢٠٢٠-٢٠٢١! واننا محرومون من الاستفادة من قيمة تعبنا في حينه بل يُؤخَّر ويؤجّل وتحترق قيمته امام اعيننا فيما يُطلب منا المزيد من العمل تحت طائلة كذا وكذا!! وعند كل مطالبة يبدأ تقاذفنا بين الكلية والادارة المركزية وديوان المحاسبة كما لو كنّا اولاد سُذّج مزجوجون في لعبة ballon chasseur!

– التواصل مع رئيس الجامعة ووزير التربية: قمنا بذلك ايضا، وقد زاد من نظرتنا الدونيّة لأنفسنا لأننا نشعر من بعدها اننا تلقينا مزيدا من الوعود ومن ثمّ جرى التمييز الجائر بيننا وبين زملاء لنا متفرّغون. التقيتُ شخصيا معالي وزير التربية ولا ادري اذا كان يصدّق مدى بؤسنا وان عددا منّا فعلا لا مهمة له غير التعليم ولا دخل اساسي له الا من الجامعة اللبنانية.

د. خليل، كما تعلمون، نحن من الذين يعطون الجامعة سنويا اكثر من ٣٥٠ ساعة تعليم فعلي (وصل عددها في بعض السنوات الى ٤٠٠ و ٤٢٠!)، ونحن ممَن ضحّوا لدرجة دخول طوارىء المستشفى مرّة بحالة اعياء شديد (طبعا على نفقتي الخاصة) ومن ثمّ تابعوا التعليم في نفس اليوم منعاً لتأخير اية ساعة تعليم على الطلاب! نحن من الذين ضحّوا بأنّهم كانوا يتنقّلون احيانا يوميا بين كليات البقاع وبيروت لأكثر من مرتين في نفس الاسبوع لإتمام ساعات التدريس بين كليّتين للجامعة اللبنانية لا تبذلان اي جهد لتنسيق الساعات بينهما!

نحن من الذين اعطوا فوق كل ذلك ثلاثة شُعب خلال دورات الاعداد لأساتذة التعليم الرسمي، وانتظروا سنوات لتقاضي اتعابها وآخرها دُفع بعد تأجيل ثلاثين مرّة لمّا صار سعد الصرف ٧٠٠٠!  وماذا ايضا؟؟ يزيد القلب اعتلالا ونحن نتذكر ونتذكر. وماذا الآن وسعر الصرف ٢٩٠٠٠؟ ما كانت قيمته ١٧٠٠$ منذ انتهاء العام الدراسي السابق، صارت قيمته اليوم ونحن نتحادث ١٠٠٠$! وما زال من في موقع القرار “يتكلّم” فقط!

كيف نعود فارغي اليدين امام طلابنا؟ اي احترام سيكنّون لأناس ليسوا سوى ادوات سخرة؟ اين ماء وجهنا؟؟ ولا حتى اتعاب السنة الماضية؟ ولا حتى تعويض التأخير الجائر للدفع؟؟ ولا حتى تقدير لما تكبدناه من مصاريف اضافية للعمل عبر الانترنت اسوة بزملائنا المتفرغين؟؟

وختمت: هذا لا شيء… ماذا عن استقرارنا الوظيفي؟ السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الطلاب بجامعتهم هو بتأمين الاستقرار الوظيفي والتقديمات الطبيعية لأساتذتهم جميعا. حينها فقط تستقرّ الجامعة وتتوقّف الاضرابات المفتوحة.

رسالة العميد

وكان عميد كليّة التربية خليل الجمّال، وجه رسالة على مجموعات المتعاقدين، جاء فيها:

الزميلات والزملاء المتعاقدون بالساعة، أتمنى لكم جميعاً عاماً جديداً مليئاً بالخير والبركة والنجاح، وآمل أن يتحقق مطلبكم المزمن والمحق بالانتقال من التعاقد بالساعة إلى التفرّغ في أقرب وقت ممكن.

الزميلات والزملاء الكرام، لقد وصلت رسالتكم إلى جميع المعنيين بملف التفرّغ من خلال الاضراب المفتوح المعلن من قبلكم. لكن هذا الاضراب بات مضرّا بحق طلاب الكلية وربما بحقكم أنتم أيضاً.

لقد قل عدد طلابنا هذا العام بشكل كبير مقارنةً بالأعوام السابقة، ولذلك علينا العمل على استقطاب العدد الكافي من الطلاب في الأعوام القادمة، وهذا غير ممكن في حال شعر هؤلاء بأنّ متابعة الدراسة في الكلية ستكون متعثّرة بسبب الاضراب المفتوح (ولو كان محقاً)، فيما العديد من الجامعات الخاصة يقدّم لهم التسهيلات للانتساب إليها.

أضف إلى ذلك أنه في حال استمر عدد طلاب الكلية (وبالتالي عدد الشعَب) بالانخفاض فإنّ هذا الأمر سينعكس سلباً على أنصبتكم! فكيف يمكن لمطلب التفرّغ أن يتحقق في حال ليس لديكم النصاب التعليمي المطلوب؟

الزميلات والزملاء الأعزّاء، أعرف تماماً حجم معاناتكم وأعرف تماماً أنّكم تقومون بواجباتكم كاملة دون الحصول على الحد الأدنى من الحقوق. ثقوا بأنّ إدارة الكلية تكنّ لكم كل محبة وتقدير واحترام وهي تقوم بكامل واجباتها تجاهكم وبكل ما يلزم للحفاظ على مصلحتكم. لذلك، إقرأوا هذه الرسالة بايجابية وواقعية وفكّروا جيداً بالسؤال الآتي:

لماذا لا تعلقون الاضراب المفتوح وتلجأون إلى أساليب أخرى للوصول إلى الهدف المنشود؟ هناك أساليب أخرى يمكن أن تكون فعّالة ومجدية، منها:

            ⁃          تنظيم اعتصامات

            ⁃          كتابة مقالات صحفية

            ⁃          عقد مؤتمرات صحفية

            ⁃          التواصل مع أصحاب القرار ومنهم حضرة رئيس الجامعة ومعالي وزير التربية والتعليم العالي

            ⁃          التنسيق مع رابطة الأساتذة المتفرغين

            ⁃          الاضراب ليوم أو يومين من حين لآخر

وختم: في نهاية هذه الكلمة، أكرّر لكم أمنيتي بأن يتم إقرار ملف التفرّغ في أقرب وقت ممكن، وأن يحمل العام الجديد الفرح والبحبوحة والنجاح لكم جميعاً.

*أساتذة في كلية التربية

About tarbiagate

Check Also

طرابلسي: مبروك… انتصر العقل

بوابة التربية:  بعد القرارات التي اتخذها وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي بخصوص الامتحانات الرسمية …