الأربعاء , سبتمبر 10 2025

الرئيس سلام: حكومتي ملتزمة حماية قطاع التربية وتمويل التعليم الرسمي أولوية وطنية

 

 

بوابة التربية: ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام كلمة في الاجتماع الإداري الاستراتيجي للصندوق الائتماني للتربية والتعليم (TREF) الذي عقد في السرايا الحكومية صباح اليوم بحضور وزيرة التربية والتعليم العالي د. ريما كرامي، وقال:” نجتمع اليوم فيما يواجه أطفال لبنان أصعب التحديات. فمنذ أكثر من خمس سنوات، تتوالى الأزمات التي عطّلت حقّهم في التعليم، مهدِّدةً مستقبلهم ومستقبل وطننا واستقراره وتماسكه. وخلال هذه المرحلة القاسية، وقف الصندوق الائتماني للتربية (TREF) شريكًا للبنان، فساهم في إبقاء المدارس مفتوحة، ودعم المعلّمين للاستمرار، ومنح الأطفال فرصة التمسك بأمل الغد. ونحن نعبّر عن امتناننا لهذا الدعم. إن مسؤولية التعليم تقع أولًا على الدولة اللبنانية، وحكومتي ملتزمة حمايته. ونعتبر تعزيز وتمويل التعليم الرسمي — من المدارس الابتدائية وصولًا إلى الجامعة اللبنانية — أولوية وطنية. فلا تعليم من دون معلم مكرَّم ومسنود، ولا رسالة من دون مدارس قادرة على تقديم الحد الأدنى من الخدمات”.

أضاف:” لهذا بدأنا، رغم الصعوبات المالية، بتعبئة الموارد المحلية، ونمضي قدمًا في الإصلاحات المؤسساتية، لبناء وزارة تربية حديثة، شفافة، وقادرة على خدمة المعلمين والطلاب في كل المناطق. غير أن الإصلاح لا يقتصر على الإدارة فحسب، بل يجب أن يشمل المناهج وأساليب التعليم. فلا يمكن أن نُعِد أبناءنا لتحديات المستقبل بمناهج الأمس. نحن بحاجة إلى تحديث مناهجنا، ودمج التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التفكير النقدي والإبداع والمهارات الحياتية. بذلك فقط نمنح شبابنا القدرة على مواجهة عالم سريع التغيّر والمشاركة في نهضة لبنان ودوره في محيطه العربي. وفي هذا السياق”.

وقال:”أتوجّه بالشكر إلى وزارة التربية والوزيرة كرامي على متابعتهم الجدية وجهودهم الثابتة في هذا الملف الوطني، التي ساعدتنا على الانتقال من الرؤية إلى التنفيذ. ومع إدراكنا لمسؤوليتنا، نعرف أيضًا أن لبنان لا يمكن أن ينجح بمفرده. فالتعليم قضية إنسانية عامة تتطلب تضامنًا. وشراكتنا مع المجتمع الدولي، عبر الصندوق الائتماني للتربية (TREF) وغيره، ليست بديلًا عن دور الدولة، بل دعمًا له، لضمان أن تبقى مدارسنا الرسمية مساحة للفرص المتكافئة، وللاستقرار والتجدد الوطني”.

ختم:”من هنا أؤكد مجددًا: لا يجوز حرمان أي طفل في لبنان من حقه في التعلم، مهما كانت ظروفه أو خلفيته. فهذا ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل شرط أساسي لبقاء لبنان دولة عادلة وذات سيادة”.

الوزيرة كرامي :

وقالت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرمي في كلمتها :

أشكركم جميعًا على وقوفكم إلى جانب أطفال لبنان، وعلى التزامكم الثابت تجاه كل طفلٍ وكل متعلّمٍ في مدارس لبنان الرسمية وفي مجتمعاته كافة.

لقد ثبّتْنا معًا، خلال واحدة من أصعب الأزمات التي مرّ بها وطننا، الأساسيات التي سمحت للنظام التربوي بالاستمرار.

إن صندوق دعم التعليم (TREF) ليس مجرّد مشروع للبنان، بل هو آلية تشغيلية متكاملة:

  • ​يؤمّن دفع المستحقات للمدارس وللمستعلن بهم في مواعيدها،
  • ​يربط التمويل بالحضور والتعلّم،
  • ​ويعزّز الحوكمة والشفافية لضمان استخدام الموارد بكفاءة، بحيث يتحوّل وقت الصف إلى نتائج ملموسة في التعلّم، حتى في ظلّ الظروف المنهِكة.

اليوم، ومع حكومة ملتزمة بالإصلاح والتغيير التحويلي، نأمل أن تسهم شراكتنا المستمرة في تمكين الوزارة من الانتقال من إدارة الأزمات إلى إعادة الإعمار وتطوير القطاع التربوي بأكمله.

إن لبنان لا يستطيع تحمّل سنة أخرى من فقدان التعلّم، ولا من مدارس تُفتح وتُغلق بصورة غير متوقَّعة، ولا من إصلاحات تبقى حبرًا على ورق.

ولهذا، أطلقت الوزارة رؤية وطنية جديدة لعام 2030، لتكون بوصلة واضحة تعكس التزامنا بالانتقال من التشتّت إلى التماسك الوطني.

نحن ندعو شركاءنا إلى مواءمة خطط تمويلهم مع هذه الرؤية، ليكون صندوق TREF أحد الأدوات الأساسية لترجمة التزام الوزارة إلى نتائج.

رؤيتنا 2030 تقوم على تحويل مدارس لبنان إلى “مدارس متجدّدة ذاتيًا”، مبنيّة على سبعة مجالات رئيسية للتحسين المستدام:

1.​جودة التعليم والتعلّم،

2.​رفاهية الطالب وحمايته،

3.​شراكات مع الأهل والمجتمع،

4.​البحث والشراكات المهنية،

5.​القيادة التشاركية،

6.​الوصول العادل إلى البنية التحتية،

7.​والتكنولوجيا الرقمية.

هذه الخطة هي خطة الدولة، وأنا مسؤولة عن تنفيذها مع فريقي الإداري، عبر الانتقال من وضعية إدارة الأزمات إلى مسار التنمية المستدامة، ضمن جداول زمنية واضحة ومتابعة دقيقة للنتائج.

لقد وصلنا مع TREF إلى إنجازات ملموسة حتى الآن، أبرزها:

1.​التعلّم الأساسي على نطاق واسع

إطلاق برنامج استعادة التعلّم للصفوف 1–6 في جميع المدارس الرسمية، مرتكزًا على التشخيص الصفّي والتعليم الموجَّه في مجموعات صغيرة، مع تدريب ميداني للمعلمين، وربط التمويل وخطط التحسين بهذه النتائج.

2.​الحملة الوطنية لدعم المدارس الرسمية

حشد الجهود الحكومية والمجتمعية والخاصة والاغترابية خلف 160 مدرسة نموذجية موزعة في مختلف المناطق، بحيث تقود كل مدرسة تحسينها بنفسها وتنسجم مع مجتمعها. كما يتم تدريب مدراء المدارس لاستكمال متطلبات التثبيت في وظائفهم.

3.​المسار الرقمي الموحد

إطلاق مكتب التحوّل الرقمي في الوزارة، بتمويل من TREF وبالتعاون مع وزير التكنولوجيا، لتوحيد جميع الوحدات والمنصات الرقمية ضمن إطار حوكمة واحد. كل نشاط ممول عبر TREF سيرتبط بمؤشرات في الحضور والتعلّم الأساسي وموثوقية المدارس، مع تقارير فصلية تُرفع إلى الجمهور.

إن شراكتنا مع TREF، القائمة على البيانات والشفافية، ستتعمّق لتصبح أكثر تأثيرًا، لأنها تدعم الوزارة في دورها الحكومي وفي حشد الدعم خلف مدارسنا الرسمية.

لقد قمنا للمرة الأولى بتقييم وطني شامل لتلامذة الصفوف 1–6 في القراءة والرياضيات الأساسية، وهو حدث تاريخي يمدّنا بأدلّة شاملة على مستوى النظام كله.

كما سنجري قريبًا تقييمات تشخيصية للصف التاسع والثاني عشر، لاستخدام نتائجها في تطوير الامتحانات الرسمية من حيث الشكل والتوقيت، مع ضمان العدالة وصون مصداقية شهاداتنا.

مع رؤية 2030 كإطار وطني جامع، ومع آلية TREF كشريك داعم وموثوق، سنعمل بلا كلل من أجل كل طفل، في كل مدرسة رسمية، في كل لبنان.

المستقبل الأفضل لا يُترك للصدفة، بل يُصنع بالإرادة المشتركة والعمل الجاد.

دو وال :

السيدة ساندرا دو وال، سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، متحدثةً باسم الشركاء المساهمين الرئيسيين في صندوق TREF، قالت:

“نؤكد اليوم التزام المجتمع الدولي الراسخ بدعم نظام التعليم الرسمي في لبنان وبدعم رؤية وزارة التربية والتعليم العالي لقطاع التعليم 2025-2030”. وأضافت: “يجب أن يحصل كل طفل، دون تمييز، على تعليم شامل ونوعي. ونحن نشيد بوزارة التربية وبالحكومة اللبنانية على جهودهما المتواصلة لضمان التعليم لجميع الأطفال على كافة الأراضي اللبنانية. ولعدد من الأطفال، يشكّل ذلك خطوة انتقالية من التعليم غير الرسمي إلى التعليم الرسمي، ونثمّن الجهود المبذولة لتسهيل هذا الانتقال.

خلال النقاش، سلّط المانحون الضوء أيضًا على أهمّية تأمين تمويل محلّي مستدام. ورحّبوا بنجاح الوزارة في حشد الموارد الوطنية للعام الدراسي 2025/2026، ولا سيما لتغطية الكلفة التشغيلية للمدارس، وأعربوا عن تطلّعهم في أن تُصبح هذه المساهمات جزءاً منهجياً في الموازنات الحكومية في السنوات المقبلة، بما يضمن توفير بيئة تعليمية نوعية في المدارس اللبنانية.

اليونيسف :

وقال ماركولويجي كورسي، ممثل اليونيسف في لبنان:

«التعليم هو أهم استثمار يمكن لأي أمّة أن تقوم به في بناء مستقبلها. نشكر دولة الرئيس سلام على دعمه الصلب للتعليم، ووزارة التربية على قيادتها في دفع الإصلاحات التي تضع الأطفال في قلب تعافي لبنان. ومع الدعم الثابت من شركائنا المانحين، حققنا بالفعل العديد من الإنجازات، أهمها توسيع الوصول إلى التعلّم، حماية الفئات الأكثر هشاشة، وتعزيز دور المدارس الرسمية. معاً نُظهر أنه حتى في أوقات الأزمات الممتدة، يمكن للالتزام الوطني المستمر والتضامن الدولي أن يحققا مستقبلاً أكثر إشراقاً وصلابة لكل طفل في لبنان».

واتفق المجلس الاستراتيجي الأعلى لإدارة TREF على الرؤية العامة للشراكة في خلال العام الدراسي 2025/2026. وشمل ذلك تركيزاً كبيراً على التعاون مع الأطفال والمعلمين والمدارس لتحسين الوصول إلى تعليم نوعي وشامل، بما في ذلك من خلال التركيز على التميّز في التعليم والتعلّم، رفاهية المتعلّم، الشراكة مع الأهل والمجتمعات، والتوزيع العادل للموارد، وذلك في موازاة بناء قدرات النظام التعليمي للاستمرار في توفير تعليم ملائم لجميع أطفال لبنان.

ثم كانت كلمات ومداخلات ودراسات للعديد من المسؤولين في الوزارة ولسفراء وممثلي الدول المانحة المشاركة في دعم الصندوق وتمويله .

تاريخ الصندوق

أنشىء “الصندوق الائتماني للتربية” TREF عام 2022 بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا عبر بنك التنمية الألماني KfW لتنضمّ إليه فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية (AfD) وسويسرا والمملكة المتحدة وهولندا وإيطاليا وفنلندا والنرويج  في وقت لاحق. تقوم اليونيسف بتنفيذ برامج الدعم التي تركز على تقديم تعليم نوعي وشامل لجميع الأطفال، ودعم الإصلاحات الواردة في الرؤية الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي 2025-2030.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الوزيرة كرامي أطلقت العمل ببرنامج التدخل التربوي لمعالجة الثغر في الكفايات

  بوابة التربية: أطلقت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي العمل ببرنامج التدخل التربوي …