الثلاثاء , سبتمبر 23 2025

تفرّغ الأساتذة المتعاقدين قد يُسقط الجامعة اللبنانيّة أو ينقذها!

بوابة التربية- كتبت د. *ليليان ريشا:

لمن لا يعرف من هو الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانيّة، نوضّح؛

ولمن نسيَ أو يتعمّد أن يتناسى من يكون الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانيّة نذكّر.

هو الطالب الذي أمضى سنوات في التحصيل والدراسة والبحث واكتساب المهارات والكفاءات التي تؤهله الحصول على أعلى الشهادات  فيصير دكتوراً في الجامعة اللبنانيّة؛

هو من سافر ينهل العلم في بلاد الغربة طامحاً تحصيل شهادة يفخر بها عندما يعود إلى وطن الأرز وينخرط في جامعته الوطنيّة؛

هو من آمن أنّ مهنته رسالة تربويّة ووطنيّة يعبّر فيها للبنان الوطن عن مدى تعلّقه به وتشبثّه بالمشاركة في ورشة بنائه ومسيرة انخراطه في المسار التطوري العالمي العلمي والتربويّ والرقمي؛

هو من يحمل اليوم على منكبيه نتائج نكبة الجامعة اللبنانيّة؛

لمن لا يعرف، ولمن نسيَ أو يتعمّد أن يتناسى،

الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانيّة هو من يعمل بالسخرة وقد حُجب عنه حقّه بالتفرّغ لمهنته الرسالة ولطلابه، فتحوّل التفرّغ من مجرّد ترفيع أكاديمي منتظم وفق قانون الجامعة إلى قضيّة إنسانيّة على وشك أن تصير قضيّة رأي عام.

هو من يوقّع عقد مصالحة مذلّ وتحوّل مستحقاته التي توازي مابين 2$ أو 3$ يومياً في حدّها الأقصى بشكل غير منتظم  وبتأخير قد يصل الى أكثر من عام ونصف؛

هو من آخر تحويل إلى حسابه البنكي، الفارغ منذ شهور، يعود الى بداية العام 2021؛

هو من عقده المذلّ يحرمه من الضمانات الصحية والتقديمات الاجتماعية وبدل النقل وسواها من الحقوق التي يقدمها القطاعين العام والخاص للعاملين فيهما، والتي يتمتّع بها وبتقديمات أخرى مستجدة زملاؤه بالملاك والمتفرغين؛

هو من مصيره المهني مع 2000 من زملائه الأساتذة المتعاقدين في الجامعة ولقمة عيش عائلاتهم مرهون بالمناكفات السياسيّة والمقايضات الطائفيّة؛

هو من حوّله التقصير والاهمال وسوء الادارة والتسويف من أستاذ باحث إلى إنسان يائس خياراته محصورة،

إمّا أن يصمد في هذه الأرض ويبحث عن مصادر عيش بعيدة من مهنته الرسالة كي يحافظ على الحدّ الأدنى من العيش الكريم، في ظلّ صعوبة تأمين قوت عائلته اليومي، بانتظار أن تنصفه حكومة “معاً للإنقاذ”.

أو أن يهجر الجامعة والوطن والأهل ويهاجر طلباً للقمة عيش أبنائه وحقّهم بالحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة الصحيّة والتربويّة والنفسيّة بما يحفظ كرامتهم الإنسانيّة التي باتت مفقودة في وطن أطلق عليه لقب “الوطن الرسالة”.

لذا، المطلوب اليوم، وبشكل عاجل وطارىء، إقرار هذا الملف بمعزل عن أي ملف آخر، لأن إقراره ينصف 2000 أستاذ وعائلاتهم من العوز والهجرة وينقذ الجامعة من حركة استقالات تتفاقم كلّ يوم، ومن تسارع هجرة الكفاءات الشابة التي تشكّل ثروتنا البشريّة الت لا تُعوّض.

فالاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانيّة هم أهم أركانها، وملف تفرّغهم قد يُسقط الجامعة أو ينقذها!

* استاذة متعاقدة في الجامعة اللبنانيّة

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

لائحة الأستاذ الثانويّ المستقلّ: نعمل على رصد المخالفات وصولًا لتقديم الطعون

  بوابة التربية: أعلنت لائحة الأستاذ الثانويّ المستقلّ، انها تعمل على رصد المخالفات وصولًا لتقديم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *