الجمعة , أكتوبر 10 2025

رسالة إلى وزيرة التربية تقدم مقاربة تربوية علمية حول مسألة دمج الصفوف

 

بوابة التربية: وجه رئيس لجنة الدراسات والإحصاء – رابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان الأستاذ نبيل عقيل، رسالة إلى وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي، مقاربة تربوية علمية حول مسألة دمج الصفوف، جاء فيها:

تحية احترام وتقدير، وبعد،

انطلاقًا من حرصنا المشترك على جودة التعليم وعدالته، نودّ أن نضع أمام معاليكم مقاربة تربوية علمية حول مسألة دمج الصفوف، لاسيما في المناطق النائية.

ندرك تمامًا أن ترشيد الإنفاق مطلب ضروري في ظل الظروف الصعبة، إلا أن مقاربة هذا الملف لا يمكن أن تنفصل عن البعد التربوي، إذ إن دمج الصفوف، كما تؤكد الأدبيات التربوية، ليس مجرد قرار إداري أو حساب عددي، بل عملية شاملة تتطلب بنية تحتية بشرية ومادية، تدريبًا خاصًا للمعلمين، مرونة في المنهج، ومرافقة تربوية مستدامة.

وقد أظهرت تجارب المدارس أن الدمج بالشكل المعتمد حاليًا أدى إلى:

إرباك بيداغوجي للأساتذة نتيجة تفاوت المستويات داخل الصف الواحد،

عدم القدرة على إنجاز المنهج المطلوب وزيادة الفاقد التعليمي،

نقل بعض الأهالي أولادهم إلى مدارس أخرى، ما أدى إلى خلل في التوازن العددي،

إجهاد نفسي وإداري لدى المديرين والمعلمين، وسط نقص واضح في الكوادر.

ومن هنا، نأمل من معاليكم – وبحكم خلفيتكم الأكاديمية – أن يُعاد النظر بهذا التوجه، والانتقال من منطق الدمج العددي إلى منطق الدمج التربوي المنهجي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

إعداد كتب “دامجة” مخصصة للصفوف المتقاربة (أول مع ثاني، ثالث مع رابع، خامس مع سادس)،

إصدار دليل معلّم خاص بهذه الصفوف،

تدريب المعلمين عمليًا على إدارة الصفوف الدامجة،

تطوير أداة تقييم مبنية على الكفايات تُستخدم لتحديد أهلية التلميذ للترفيع، لا بحسب العمر فقط.

كما نؤكد أن السماح بتشكيل صف بعدد 5 تلاميذ وما فوق ليس هدراً، بل استثمار تربوي فعلي، يُعزّز المتابعة الفردية ويضمن جودة التعلّم.

إن التعليم ليس مجالًا للترقيع بل للبناء الهادئ والعميق. فالعدالة لا تتحقق بتكديس الأعداد، بل بتوفير الفرص، واحترام الفروقات الفردية، والالتزام بجودة التعلم.

مع خالص الاحترام والتقدير،

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الرؤية الموحدة لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي

  ​بوابة التربية- كتب ياسين المرعب: الرابطة، التي تُمثِّل الجمعيات العمومية، هي المظلة الحامية والملاذ …